قال الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء ومفتي الجمهورية السابق أنه مع حلول مناسبة الإسراء والمعراج، تستدعي الأذهان تأملات وخواطر حول هذا الحدث العظيم الذي يعدّ محطة فارقة في تاريخ البشرية. 

 

وتابع جمعو أنه في دقائق معدودة، انتقل النبي محمد ﷺ من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، ثم عرج به إلى السماوات العلا، وصولاً إلى سدرة المنتهى، وعاد ليجد فراشه دافئًا.

هذه الرحلة المعجزة تجسّد عظمة الخالق ومقام النبي الكريم ﷺ، وتبث دروسًا روحانية وأخلاقية عظيمة.

الأمة الإنسانية واحدة

أضاف جمعة: تؤكد رحلة الإسراء والمعراج مفهوم وحدة الإنسانية، حيث اجتمع النبي ﷺ بالأنبياء الذين سبقوه، وأمّهم في الصلاة. هذا الاجتماع يرمز إلى أن الأمة الإسلامية تتبع منهج الأنبياء السابقين وتؤمن بهم، في ظل رسالة خاتم النبيين محمد ﷺ.

 

 كما أن الله سبحانه وتعالى جعل رسالة الإسلام امتدادًا للعهد القديم والجديد، وختم الرسالات السماوية بالعهد الأخير الذي يحمل رسالة الوحدة والسلام للبشرية جمعاء، كما جاء في قوله تعالى:(وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آَتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ) [آل عمران: 81].

نعمة النظر إلى الله عز وجل

وضح جمعة أنه من أعظم النعم التي أكرم الله بها النبي ﷺ خلال المعراج هي النظر إلى وجهه الكريم. وقد أجمع العلماء أن هذه النعمة تمثل قمة المتعة الروحية، حيث قال تعالى: (لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ) [يونس: 26]، وفسر العلماء "الزيادة" بأنها النظر إلى الله سبحانه وتعالى.

 وهذه المتعة كانت من نصيب النبي ﷺ، كما قال في الحديث الشريف:"إذا دخل أهل الجنة الجنة، نادى منادٍ: إن لكم عند الله موعدًا يريد أن ينجزكموه... فيكشف الحجاب، فما أعطاهم الله شيئًا أحب إليهم من النظر إليه" [رواه الترمذي].

التأخير الظاهري والتقديم المعنوي

وأشار جمعة إلى أنه على الرغم من أن النبي ﷺ جاء آخر الأنبياء من حيث الزمان، إلا أن الله فضله ورفعه مقامًا معنويًا عظيمًا. فقد أمّ الأنبياء في الصلاة ليلة الإسراء والمعراج، مشيرًا إلى مكانته الفريدة. وهذا يذكرنا بحكمة الله في التدبير، حيث قد يبدو التأخير في الدنيا حرمانًا، لكنه يحمل في طياته عطاءً عظيمًا في الآخرة، كما قال ابن عطاء الله السكندري:"ربما أعطاك فمنعك، وربما منعك فأعطاك".

تعظيم الشعائر والأحداث

واختتم جمعة حديثة أن الإسراء والمعراج مناسبة تعكس قوة الله وقدرته، وتثبت علو مكانة النبي ﷺ عند ربه. من هنا، يظهر تعظيم المسلمين لهذه المناسبة باعتبارها محطة للتأمل والتقديس.

 فتعظيم الزمان والمكان هو تعظيم لله عز وجل، كما قال تعالى: (وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ) [الحج: 32].

درس الإسراء والمعراج

إن هذه الرحلة ليست مجرد معجزة تاريخية، بل هي رسالة للمسلمين لتجديد الإيمان والتسليم بقضاء الله. 

فهي تذكير بقدرة الله المطلقة، ومكانة النبي ﷺ كقائد للأمة وخاتم للأنبياء.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الإسراء والمعراج الإسراء والمعراج النبي جمعة الإسراء والمعراج النبی ﷺ

إقرأ أيضاً:

من الاغتسال إلى الذبح.. أبرز سنن عيد الأضحى المبارك كما وردت عن النبي

يُعد عيد الأضحى المبارك من أعظم الأيام التي خصّها الله سبحانه وتعالى بشعائر جليلة وسُنن نبوية متواترة، تعكس معاني الطاعة والتقوى، وتجمع بين العبادة والفرحة، في مشهد إيماني مميز يعيشه المسلمون في كل مكان.

ومع اقتراب عيد الأضحى المبارك، يُستحب لكل مسلم أن يتهيأ لاتباع سنن هذا اليوم العظيم، كما جاءت عن النبي محمد ﷺ، بدءًا من الاغتسال والتكبير، مرورًا بصلاة العيد، وختامًا بذبح الأضحية، اقتداءً برسول الله ﷺ وأصحابه الكرام.


ما هى أبرز سنن عيد الأضحى كما وردت عن النبي؟

1- الاغتسال للعيد:

من السُنن المؤكدة للرجال والنساء، كبارًا وصغارًا، ويُستحب أن يكون قبل الخروج لصلاة العيد، فقد ثبت عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي ﷺ كان يغتسل يوم الفطر والأضحى.

2- الذبح بعد الصلاة:

ينبغي أن تُذبح الأضحية بعد الانتهاء من صلاة العيد، فقد قال النبي ﷺ: "إنَّ أولَ ما نبدأ به في يومنا هذا أن نُصلي، ثم نرجع فننحر، فمن فعل فقد أصاب سنتنا، ومن ذبح قبل فإنما هو لحم قدمه لأهله".


3- التسمية عند الذبح: وهى شرط أساسي، لقوله تعالى: "فاذكروا اسم الله عليها صواف".


4- التكبير:

يُعد من أبرز شعائر العيد، وهو سنة عند جمهور العلماء، يبدأ وقت التكبير من غروب شمس ليلة العيد وحتى دخول الإمام لأداء الصلاة، ويُستحب الجهر به في البيوت، والطرقات، والمساجد، والأسواق، لإظهار الفرح والسرور.


5- التجمّل والتطيّب:

يُستحب ارتداء أجمل الثياب والتطيّب قبل الخروج لصلاة العيد، تأسّيًا بالنبي ﷺ، فقد قال في الحديث: "إنّ هذا يومٌ جعله الله عيدًا للمسلمين، فاغتسلوا، ومن كان عنده طِيب فلا يضره أن يمسّ منه، وعليكم بالسواك" (رواه ابن ماجة).

6- المشي إلى المصلى:

يُستحب المشي لأداء صلاة العيد لما فيه من زيادة في الأجر، والتواصل مع المسلمين ومشاركتهم فرحتهم.

7- الذهاب للصلاة من طريق والعودة من آخر:

من السُنن أن يذهب المسلم إلى المصلى من طريق ويعود من طريق آخر، اقتداءً بسنة النبي ﷺ.

عيد الأضحىسنن عيد الأضحىقد يعجبك أيضاًNo stories found.

مقالات مشابهة

  • هذا ما فعله النبي.. ما أهم سنن وآداب عيد الأضحى المبارك؟
  • أكد أن معاني التوحيد والتقوى تتجلى في عرفة.. صالح بن حميد: الالتزام بأنظمة الحج سلوك حضاري يسهم في تيسير المناسك
  • خطبة عيد الأضحى من المسجد الحرام: دعوة للتقوى والتراحم وتجسيد معاني التضحية
  • هل صيغة تكبيرات العيد وردت عن النبي؟ على جمعة يوضح
  • من الاغتسال إلى الذبح.. أبرز سنن عيد الأضحى المبارك كما وردت عن النبي
  • علي جمعة مهنئا بـ عيد الأضحى: تعرضوا لنفحات الله في هذه الأيام المباركة
  • دعاء مؤثر للدكتور علي جمعة+* في يوم عرفة على شاشة قناة الناس
  • دعاء يوم عرفة.. كلمات تجبر بخاطرك مثلما جبر الله خاطر النبي
  • الشيخ بن حميد في خطبة عرفة: يوم عرفة محطة إيمانية عظيمة تتجلى فيها معاني التوحيد والتقوى
  • يوم عرفة.. فضله وحكم صيامه ودعاء النبي فيه