ماذا حدث للرسول في عام الحزن؟ مواقف مؤلمة أثرت في حياته ودعوته
تاريخ النشر: 27th, January 2025 GMT
شهدت السنة العاشرة من البعثة النبوية واحدة من أصعب الفترات في حياة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، حيث سُمي هذا العام بـ«عام الحزن»، فقد مر هذا العام بالعديد من الأحداث المؤلمة التي أثرت في حياة الرسول ودعوته، أبرزها فقدانه لأعز الأشخاص على قلبه السيدة خديجة بنت خويلد رضي الله عنها، زوجته الوفية التي كانت أول من آمن به ووقف بجانبه في دعوته، وعمه أبو طالب الذي كان يوفر له الحماية والدعم في مواجهة أذى قريش.
وردت دار الإفتاء على سؤال أحد متابعيها عن ماذا حدث للرسول في عام الحزن؟، موضحة أنه في هذا العام كان انتهاء حصار الشعب في المحرم من السنة العاشرة للبعثة، وتُوفي أبو طالب بعد ذلك بستة أشهر أي في شهر رجب، فلم يمض على خروجه من الشعب إلا أشهر معلومات حتى أصابه مرض الوفاة ثم توفي، وقد كان أبو طالب في حياته يدعم النبي صلى الله عليه وآله وسلم ويحميه ويذود عنه، متحملًا للأذى والملامة بدلًا من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
وتابعت الدار: «بعد وفاة عم النبي نالت قريش من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ما لم تنله منه في حياته، ولقد روى ابن سعد عن حكيم بن حزام وثعلبة بن صعير رضي الله عنهم قائلا: لما توفي أبو طالب وخديجة رضي الله عنهما اجتمع على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم مصيبتان، فلزم بيته وأَقَلَّ الخروج، ونالت قريش منه ما لم تكن تنال ولا تطمع فيه، فبلغ ذلك أبا لهبٍ فجاء فقال: يا محمد، امض لما أردتَ، وما كنتَ صانعًا إذ كان أبو طالبٍ حيًّا فاصنعه، لا واللات والعزّى لا يوصل إليك حتى أموت، بل قد ورد على لسان النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم قوله: مَا نَالَتْ مِنِّي قُرَيْشٌ شَيْئًا أَكْرَهُهُ حَتَّى مَاتَ أَبُو طَالِبٍ، رواه البيهقي في دلائل النبوة».
مواساة رباينةوازداد حزن الرسول عندما أعقب وفاتهما انغلاق معظم أبواب الدعوة إلى الدين الحق على ما كان يبدو ظاهرًا، وكان حزنه على ألا يؤمن الناس بالحق الذي جاء به شيئًا غالبًا على نفسه صلى الله عليه وآله وسلم.
ومن أجل تخفيف هذا الحزن، نزلت آيات مواسية له ومسلية، ومذكّرة إياه بأنه ليس مكلفًا بأكثر من التبليغ، فلا داعي إلى أن يذهب نفسه عليهم حسرات إذا لم يستجيبوا ولم يؤمنوا؛ كما قال تعالى: ﴿قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ فَإِنَّهُمْ لَا يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللهِ يَجْحَدُونَ ۞ وَلَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ فَصَبَرُوا عَلَى مَا كُذِّبُوا وَأُوذُوا حَتَّى أَتَاهُمْ نَصْرُنَا وَلَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِ اللهِ وَلَقَدْ جَاءَكَ مِنْ نَبَإِ الْمُرْسَلِينَ ۞ وَإِنْ كَانَ كَبُرَ عَلَيْكَ إِعْرَاضُهُمْ فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَبْتَغِيَ نَفَقًا فِي الْأَرْضِ أَوْ سُلَّمًا فِي السَّمَاءِ فَتَأْتِيَهُمْ بِآيَةٍ وَلَوْ شَاءَ اللهُ لَجَمَعَهُمْ عَلَى الْهُدَى فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْجَاهِلِينَ﴾ [الأنعام: 33-35].
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: عام الحزن دعاء صلى الله علیه وآله وسلم عام الحزن أبو طالب
إقرأ أيضاً:
يسري جبر: النبي أول خلق الله من جهة نوره وروحه وليس جسده
قال الدكتور يسري جبر، من علماء الأزهر الشريف، إن ما يرد في مدائح بعض المنشدين والعبارات المتداولة من وصف النبي ﷺ بأنه "أول خلق الله"، لا يُعد خطأً إذا فُهم في إطاره الصحيح، وهو الإطار الروحي لا البشري.
وأوضح الدكتور يسري جبر، خلال تصريحات تلفزيونية، اليوم الجمعة، أن سيدنا آدم عليه السلام ليس أول مخلوق خلقه الله، فقد وُجدت قبل خلق آدم الملائكة، والجن، والعرش، والكرسي، واللوح، والقلم، والجنة، والنار، وغيرها من العوالم، مشيرًا إلى أن آدم هو أول إنسان خلقه الله، أما أن يكون أول الخلق بإطلاق فذلك غير صحيح.
يسري جبر يحذر: هذا مصير من يهمل القرآن بعد تعلمه في حياة البرزخ
لماذا أُبتلى رغم التزامي ديني؟.. يسري جبر يجيب
حكم الإنابة في الحج لمن تعذر عليه أداء الفريضة.. يسري جبر يجيب
هل صوت المرأة عورة؟.. يسري جبر يوضح الرأي الشرعي
وبيّن الدكتور يسري جبر أن النبي ﷺ له مقامان؛ مقام البشرية، وفيه وُلد في مكة المكرمة بعد حادثة الفيل، وكان من ذرية آدم؛ ومقام الروح والنور، وفيه يكون أول ما خلق الله، لأن نوره الشريف كان أصلًا لكل الخلق، ورحمةً أوجد الله بها هذا الوجود.
وأشار إلى أن المقصود بكون النبي ﷺ أول الخلق، هو أن نوره سبق الخلق كله، وهو المعنى الذي أشار إليه الحديث الشريف: "كنت نبيًّا وآدم بين الماء والطين"، كما أن نوره كان سببًا في ظهور الخلق، لأن السبب دائمًا يسبق المسبب.
وأضاف أن الحديث: "أول ما خلق الله القلم..." يحمل معنى إضافيًا لا يتعارض مع كون النبي ﷺ أول الخلق من جهة النور، لأن القلم خلق لتسجيل المقادير، لكنه نفسه مخلوق بنفَس الرحمة التي تجلّت أولًا في النور المحمدي.
وأوضح الدكتور يسري جبر، أن هذه المعاني تُفهم في ضوء الروح، لا الجسد، وأن من أراد أن يعرف قدر النبي ﷺ، فعليه أن يتأمل في هذه المعاني التي تكشف مقامه المحمود ونوره السابق، داعيًا إلى أن يعلّمنا الله ما ينفعنا، وينفعنا بما علمنا، ويجعلنا من أهل المحبة والفهم والاتباع.