ديب سيك يهيمن عالمياً ويربك عمالقة الذكاء الاصطناعي
تاريخ النشر: 28th, January 2025 GMT
أصبحت تطبيقات ديب سيك للذكاء الاصطناعي حديث العالم بعدما احتلت المرتبة الأولى في متاجر التطبيقات عالميًا، متجاوزةً شات جي بي تي الشهير، وذلك وفقًا لبيانات شركة Appfigures لتحليل التطبيقات.
حاليًا، يتربع تطبيق ديب سيك المجاني على قمة متجر App Store في الولايات المتحدة و51 دولة أخرى.
هذا الصعود السريع يأتي بعد أسبوع حافل شهد إطلاق نماذج ذكاء اصطناعي مفتوحة المصدر من ديب سيك، والتي تنافس أقوى النماذج من OpenAI وGoogle.
الملفت في الأمر هو أن ديب سيك ادّعت أنها درّبت نماذجها بتكلفة أقل بكثير وباستخدام تقنيات أقل تطورًا، مما أثار ضجة في قطاع التكنولوجيا وأدى إلى انخفاض قيمة سهم شركة Nvidia بنسبة 17% يوم الاثنين.
اقرأ أيضاً.. من هو ليانغ وينفنج.. العقل المدبر لـ"ديب سيك"؟
تقنيات اقتصادية تهز الأسواق
في غضون أيام، تضاعفت عمليات تنزيل التطبيق من 1.3 مليون يوم الجمعة إلى 2.6 مليون بحلول الاثنين، ما جعله يتصدر قائمة أفضل 10 تطبيقات مجانية في 111 دولة على متجر App Store و18 دولة على Google Play. وبحسب شركة Sensor Tower، فإن أكثر من 80% من التنزيلات حدثت في الأيام السبعة الأخيرة، بمعدل نمو يفوق 300% مقارنةً بتطبيقات منافسة مثل Perplexity.
تأثير هذا النجاح السريع لم يقتصر فقط على التنزيلات؛ فقد ارتفع عدد المستخدمين النشطين يوميًا بنسبة 110% عالميًا وفي الولايات المتحدة بين 24 و25 يناير مقارنةً بالأسبوع الماضي. اللافت أن الصين، رغم كونها السوق الأكبر لـديب سيك، تمثل 23% فقط من إجمالي التنزيلات، بينما تأتي الولايات المتحدة في المركز الثاني بنسبة 15%، ومصر في المركز الثالث بنسبة 6%.
هذا الانتشار الواسع يثير تساؤلات حول قدرة تطبيقات الذكاء الاصطناعي الشهيرة مثل شات جي بي تي وGemini وPerplexity على الحفاظ على مكانتها في ظل وجود منافسين جدد.
ورغم أن مئات الملايين يستخدمون تلك التطبيقات شهريًا، إلا أن صعود ديب سيك يؤكد أن هذا المجال لا يزال مفتوحًا لتغييرات مفاجئة.
اقرأ أيضاً.. أول تعليق من مؤسس "تشات جي بي تي" عن منافسه الجديد "ديب سيك"
تحديات أمنية تهدد النجاح
جدير بالذكر أن تصدر ديب سيك قائمة التطبيقات لا يعتمد فقط على أرقام التنزيل، بل يتأثر بعوامل أخرى مثل سرعة التثبيت، ما يجعل من المهم متابعة أداء التطبيق على المدى الطويل. وفي الوقت ذاته، تواجه الشركة تحديات أمنية بعد تقارير عن "هجمات خبيثة واسعة النطاق" أجبرتها على تقييد التسجيل للمستخدمين خارج الصين.
منافسة محتدمة ومستقبل غامض
صعود ديب سيك يمثل ضغطًا كبيرًا على مزودي نماذج الذكاء الاصطناعي الرائدة مثل Meta وOpenAI، حيث بدأت بعض الشركات بالفعل بدراسة تقنيات التدريب التي استخدمتها ديب سيك لمعرفة تأثيرها المحتمل على مستقبل الذكاء الاصطناعي.
إسلام العبادي(أبوظبي)
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: تشات جي بي تي أوبن إي آي الذكاء الاصطناعي دیب سیک
إقرأ أيضاً:
دعوة لمقاربة شاملة لتنظيم الذكاء الاصطناعي
يحتاج العالم بشكل عاجل إلى مقاربة شاملة لتنظيم الذكاء الاصطناعي للحؤول دون أن يؤدي أي تفلت في هذا المجال إلى تفاقم المخاطر وعدم المساواة، على ما تؤكد الأمينة العامة للاتحاد الدولي للاتصالات، وهي وكالة متخصصة تابعة للأمم المتحدة، في مقابلة صحفية.
تأمل الأميركية دورين بوغدان-مارتن، التي تترأس الاتحاد الدولي للاتصالات منذ عام 2023، أن "يُفيد الذكاء الاصطناعي البشرية جمعاء حقا"، على ما قالت خلال المقابلة التي أجريت معها هذا الأسبوع في جنيف.
وأكدت أن تنظيم الذكاء الاصطناعي أمر أساسي في ظل تزايد المخاوف بشأن مخاطر هذه التقنية، بينها القلق من فقدان الوظائف ومن المعلومات المضللة وانتشار "التزييف العميق" (محتوى مُتلاعب به باستخدام الذكاء الاصطناعي)، وزعزعة النسيج الاجتماعي.
وأضافت "من المُلحّ السعي لوضع الإطار المناسب"، على أن يتم ذلك من خلال "مقاربة شاملة".
تأتي تعليقاتها بعد أن كشف البيت الأبيض أخيرا عن خطة عمل لتعزيز التطوير الحر لنماذج الذكاء الاصطناعي الأميركية في الولايات المتحدة وخارجها، رافضا أي مخاوف بشأن إساءة استخدامها المحتملة.
وقد رفضت بوغدان-مارتن التعليق على هذا التطور الأخير، موضحة أنها "لا تزال تحاول استيعابه".
وقالت "أعتقد أن هناك مقاربات مختلفة" في المسألة، مضيفة "هناك مقاربة الاتحاد الأوروبي، وثمة المقاربة الصينية. واليوم، نشهد على المقاربة الأميركية. أعتقد أن ما نحتاجه هو تفاعل هذه المقاربات".
وأشارت أيضا إلى أن "85% من الدول لا تزال تفتقر إلى سياسات أو استراتيجيات للذكاء الاصطناعي".
ولفتت بوغدان-مارتن إلى أن قضايا الابتكار وبناء القدرات والاستثمار في البنية التحتية ترتدي أهمية محورية بشكل خاص في المناقشات المتعلقة بالتنظيم.
لكنها أبدت اعتقادا بأن "النقاش لا يزال بحاجة إلى أن يُجرى على المستوى العالمي لتحديد مقدار التنظيم اللازم".
أمضت المسؤولة الرفيعة المستوى معظم مسيرتها المهنية في الاتحاد الدولي للاتصالات، وتعتقد أن هذه الوكالة الأممية المسؤولة عن تطوير خدمات وشبكات وتقنيات الاتصالات في جميع أنحاء العالم، تتمتع بمكانة جيدة للمساعدة في تسهيل الحوار بين الدول حول تنظيم الذكاء الاصطناعي.
وأكدت أن "الحاجة إلى نهج عالمي تبدو أساسية بالنسبة لي"، محذرة من أن "المقاربات المجزأة لن تخدم الجميع ولن تصل إليهم".