أزمة كهرباء عدن تتجاوز مسألة الإمداد.. الفساد الحكومي والتخادمات يعمّقان الأزمة والمعاناة
تاريخ النشر: 28th, January 2025 GMT
تتجدد أزمة الكهرباء في مدينة عدن (جنوبي اليمن) مع استمرار الانقطاع الكلي والمتكرر للتيار الكهربائي نتيجة نفاد الوقود اللازم لتشغيل محطات الطاقة بشكل مستمر، رغم فصل الشتاء الذي يُفترض أن يشهد انخفاضاً في استهلاك الكهرباء مقارنة ببقية المواسم.
شهدت الخدمة تعافياً طفيفاً منتصف مساء الاثنين بعد خروج كلي استمر لأكثر من 24 ساعة، إلا أن هذا التحسن لم يدم طويلاً، وسط مناشدات متكررة من المؤسسة العامة للكهرباء في عدن لتوفير الوقود بشكل منتظم.
استمرار تفاقم الأزمة بمزاعم نفاد الوقود المتكرر، يكشف عن خلل هيكلي يتجاوز مسألة الإمداد، وهي مشكلة يرى مراقبون أنها تعكس فشلاً إدارياً وفساداً متجذراً في هذا القطاع الحيوي، وسط تغييب متعمد للخطط البديلة أو استراتيجيات مستدامة من شأنها توليد الطاقة والحد من الأزمة.
ورغم وعود الحكومة المتكررة بحل الأزمة، إلا أن هذه الوعود لم تُترجم إلى حلول ملموسة، حيث تجددت الأزمة اليوم الثلاثاء، في سيناريو متكرر يثبت أن المشكلة تتجاوز مجرد توفير شحنات وقود.
الفساد عامل رئيسي
أرجع اقتصاديون تدهور قطاع الكهرباء في عدن إلى الفساد الذي أصبح العامل الرئيسي وراء تفاقم الأزمة، مؤكدين أن الابتزاز والصفقات المشبوهة، إلى جانب غياب الرقابة وسوء الإدارة، جعلت القطاع رهينة لهذه التجاوزات.
تقرير صادر عن الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة في الحكومة اليمنية مطلع يناير الجاري، دعم هذه الرؤية، كاشفاً عن أرقام صادمة حول الفساد المالي في قطاع الكهرباء. ومن أبرز الاختلالات التي كشف عنها التقرير:
- تعاقدات توريد مشتقات نفطية بقيمة 285 مليون دولار لعام 2022، مع تجاوزات واضحة لقوانين المناقصات.
- عقود تحديث مصفاة مع شركة صينية بقيمة 180.5 مليون دولار دون حاجة فعلية.
- اختلالات تشغيلية في السفينتين "أميرة عدن" و"لؤلؤة كريتر" واستئجار بواخر لنقل المشتقات النفطية، ما تسبب في هدر مالي كبير.
- شراء طاقة كهربائية من شركة "برايزم إنتر برايس" بقيمة 128.05 مليون دولار بشروط مجحفة، تضمنت دفع 12.8 مليون دولار مقدماً دون ضمانات.
تهدئة غضب الشارع
رغم دعوات التقرير الحكومي إلى محاسبة المسؤولين الفاسدين وضمان الالتزام بالقوانين لحماية المال العام، لم تُتخذ أي خطوات فعلية لتحقيق ذلك، واكتفت الحكومة بتصريحات إعلامية استهدفت تهدئة غضب الشارع، بينما بقيت الحلول الترقيعية هي السائدة.
في هذا السياق، كشف الكاتب عبد الرحمن أنيس، في تغريدة على حسابه في موقع "إكس"، مساء اليوم الثلاثاء، عن انهيار جديد للخدمة بسبب نفاد وقود الديزل والمازوت كلياً من جميع المحطات.
وأوضح أن محطة الرئيس (بترومسيلة) تعمل حالياً بكميات محدودة من النفط الخام، وتوفر 65 ميجا وات فقط، بينما تحتاج عدن إلى 400 ميجا وات على الأقل لتغطية احتياجاتها.
وتؤكد العديد من المصادر أن الحلول الجزئية ليست كافية في حل أزمة الكهرباء، وأن جذور المشكلة تكمن في الفساد وسوء الإدارة. ومع تفاقم الديون وعجز الحكومة عن تأمين إمدادات الوقود بانتظام، يبدو مستقبل قطاع الكهرباء غامضاً.
ويرى مراقبون أن الحل يتطلب جهوداً جادة لمكافحة الفساد وضمان إدارة كفؤة، بالإضافة إلى توحيد المؤسسات الأمنية والعسكرية لضمان بيئة مستقرة لعمل المؤسسات الخدمية.
المصدر: وكالة خبر للأنباء
كلمات دلالية: ملیون دولار
إقرأ أيضاً:
الكهرباء تحسم الجدل وتزف بشرى للمواطنين بشأن تخفيف الأحمال في الصيف
أكد منصور عبدالغني، المتحدث الرسمي باسم وزارة الكهرباء والطاقة للمتجددة، أنه لن يكون هناك خطة لتخفيف الأحمال في فصل الصيف ولن يكون هناك انقطاع للكهرباء، مضيفا أن الكهرباء ستكون متاحة على كافة الاستخدامات الصناعي والزراعي والمنزلي والتجاري.
وأضاف منصور عبدالغني، المتحدث الرسمي باسم وزارة الكهرباء والطاقة للمتجددة، خلال مداخلة هاتفية ببرنامج كلمة أخيرة وتقدمه الإعلامية لميس الحديدي عبر قناة أون تي في، أنه الوزارة وضغت خطة عمل متواصلة بالتعاون مع وزارة البترول، بهدف تعظيم العائد على وحدة الوقود المستخدم في الكهرباء.
وتابع منصور عبدالغني، المتحدث الرسمي باسم وزارة الكهرباء والطاقة للمتجددة، أن ال 6 أشهر الماضية شهدت نجحت الخطة في تخفيض٨.٣ مليار جنيه في استهلاك الوقود، موضحا أنها تستهدف الارتقاء بمستوى بالخدمة الكهربائية والاستقرار للشبكة، مؤكدا على استعدادات محطات الإنتاج للعمل تحت اي ظرف، مشيرا إلى أن الاستهلاك الشهري يبلغ 25 مليار جنيه.
وأشار إلى إدخال قدرات جديدة للطاقات الجديدة والمتجددة، حيث تم إدخال 1000 ميجا وات طاقة رياح و700 ميجا وات طاقة شمسية، وذلك بهدف تعظيم العوائد من الطاقات الجديدة والمتجددة، لافتا إلى تخزين طاقة بمحطات متصلة أو منفصلة لاستخدامها وقت الذروة مما يصب في خفض الوقود.
وأوضح أن حادث خروج محول من الخدمة يترتب عليه توفير بديل كما حدث في قنا، ليست تخفيف أحمال وإنما حادث خروج من الخدمة وارد الحدوث، كاشفا عن تحديث منظومة الشكاوي والخدمات المقدمة للمواطنين بكل لحظي ومتابعة تقديم الخدمة وجودتها بما يليق بالمواطن وحجم استثمارات القطاع خلال ال10 سنوات الماضية.