تجارة الموت.. أدوية ملوثة ومبيدات محظورة برعاية قيادات حوثية
تاريخ النشر: 3rd, February 2025 GMT
كشف الصراع المحتدم بين الأجنحة الحوثية عن فضيحة فساد كارثية في قطاع الصحة، حيث تورطت قيادات بارزة تشغر مناصب حساسة في السماح بإدخال عشرات الأطنان من الأدوية الملوثة والفاسدة إلى البلاد عبر وثائق مزورة.
وتأتي هذه الجريمة امتداداً لسلسلة جرائم مماثلة تورطت فيها قيادات حوثية، على رأسها منتحل صفة وزير الصحة السابق، الدكتور طه المتوكل.
وتشير التقارير والإحصاءات الطبية إلى ارتفاع ملحوظ في معدلات الإصابة بالسرطان والفشل الكلوي، إلى جانب أمراض فتاكة أخرى خلال السنوات الخمس الأخيرة.
تورط مباشر لقيادات حوثية
وأكدت مصادر مطلعة تورط شبكة منظمة في تهريب الأدوية الفاسدة إلى اليمن، تحت إشراف مباشر من القائم بأعمال رئيس الهيئة العامة للأدوية والمستلزمات الطبية في صنعاء، القيادي الحوثي البارز علي عباس شرف الدين.
واستغلت هذه الشبكة نفوذها وسلطتها الرسمية للتلاعب بوثائق الهيئة، ما سمح بإدخال عشرات الأطنان من العقاقير الملوثة وغير المطابقة للمواصفات عبر شركات أدوية، من بينها شركة "المهيب فارما"، وبيعها في الأسواق اليمنية، مما يشكل تهديدًا خطيرًا لصحة المواطنين.
وأفادت المصادر بأنه تم ضبط إحدى هذه الشحنات في يناير الماضي، بعد أن كانت قد أُدخلت إلى البلاد عبر منفذ (97) في 11 أكتوبر 2021. وبعد توثيق مخالفتها في محاضر ضبط رسمية وإيداعها في مخازن المصادرات بالهيئة، وأخذ عينات منها للفحص في المختبرات الخاصة، سارعت الهيئة إلى استباق النتائج، وأصدرت أوامر إفراج مزورة، سمحت ببيع الشحنة في الأسواق.
أدوية خطيرة
وأوضحت المصادر أن الشحنة تضمنت خمسة أصناف دوائية مخالفة، من بينها دواء "Dexamethason DEXAWIN 8 mg ampoule" بكميات كبيرة، حيث بلغ عدد الأمبولات المضبوطة 290,400 وحدة.
ويعد هذا الدواء خطيراً للغاية، كونه يُحقن مباشرة في الدم، مما يزيد من مخاطره الصحية.
احتجاز وتعذيب
مع تصاعد الغضب الشعبي ضد العصابة، خاصة في ظل الصراع المحتدم بين الأجنحة الحوثية الذي كشف تفاصيل الجريمة، قام مندوب مباحث الأموال العامة في الهيئة، بالتعاون مع رئيس الهيئة، باحتجاز مندوب شركة "المهيب فارما" لدى الهيئة، الدكتور حسن المقالح، في سجن الهيئة.
ووفق المصادر، تعرض المقالح للتعذيب لإجباره على توقيع وثيقة تقر بجلب الأصناف المحرزة، التي تم الإفراج عنها لاحقًا بهدف تبرئة رئيس الهيئة وتحميل المقالح المسؤولية الكاملة.
وتفيد المعلومات بأن رئيس الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة، القيادي الحوثي علي العماد، لعب دوراً رئيسياً في البحث عن مخرج للقيادي شرف الدين من هذه الفضيحة، عبر تحميل شركة "المهيب فارما" ومندوبها المسؤولية الكاملة عن القضية.
قتل أطفال
وتأتي هذه الجريمة في الوقت الذي لا تزال فيه كارثة وفاة 18 طفلاً مصاباً بسرطان الدم في سبتمبر 2022 تثير جدلاً واسعًا، وذلك بعد حقنهم بأدوية ملوثة في مستشفى الكويت الجامعي، والتي سمحت وزارة الصحة الحوثية بدخولها أثناء ترؤسها من قِبل طه المتوكل.
ورغم فداحة الكارثة، لم يتم فتح أي تحقيق رسمي لمحاسبة المتورطين، خصوصًا وأن معظمهم من قيادات الصف الأول في جماعة الحوثي.
وغالبًا ما تبقى مثل هذه الجرائم في الظل بفعل التعتيم الإعلامي، إلا أن الصراعات الداخلية بين الأجنحة الحوثية تسهم بين الحين والآخر في كشف ملفات الفساد.
وطالبت مصادر حقوقية الأمم المتحدة والمجتمع الدولي ومنظمة الصحة العالمية باتخاذ عقوبات صارمة ضد قيادات الحوثيين المتورطة في إدارة القطاع الصحي، والتي تسببت في تفاقم الأزمة الصحية في البلاد.
جرائم مماثلة
وفي مايو 2024، اختطفت مليشيا الحوثي المهندس هلال الجشاري، مدير عام وقاية النبات السابق في وزارة الزراعة، والمهندس إسماعيل إسحاق، واقتادتهما إلى أحد سجونها، على خلفية كشفهما عن سماح الجماعة بإدخال شحنة كبيرة من الأسمدة والمبيدات الزراعية المحظورة.
وفي يونيو 2024، اعتقلت الجماعة الإعلامي محمد النابهي، بعد نشره معلومات خطيرة تفيد بتنسيق قيادات حوثية مع إسرائيليين لإغراق سفينة بريطانية محملة بمخلفات سامة ونووية، وذلك بعد استلام الحوثيين شحنة مبيدات كانت على متن السفينة.
وتشير التقارير إلى أن قيادات حوثية عليا استخدمت نفوذها في عمليات تهريب متعددة، لم تقتصر على الأدوية والمبيدات، بل امتدت إلى حلويات الشوكولاتة، والمواد الغذائية، وغيرها من المنتجات غير المطابقة للمعايير الصحية.
ويعاني اليمنيون في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين من مخاطر صحية كارثية لم تشهدها البلاد منذ عقود، وسط تضييق شديد على الجهات الرقابية الدولية، مما يزيد من تفاقم الأزمة الإنسانية في البلاد.
المصدر: وكالة خبر للأنباء
كلمات دلالية: قیادات حوثیة
إقرأ أيضاً:
رئيس الوزراء يشهد توقيع شراكة مصرية أمريكية لتصنيع وتصدير أدوية ومكملات غذائية
شهد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، مراسم توقيع عقد تأسيس شركة مشتركة بين الشركة القابضة للأدوية والكيماويات والمستلزمات الطبية، التابعة لوزارة قطاع الأعمال العام، وشركة "دواه فارما" الأمريكية، بهدف تصنيع وتصدير منتجات دوائية ومكملات غذائية إلى الأسواق العالمية، خاصة أمريكا الشمالية وأوروبا.
وحضر التوقيع الدكتور خالد عبدالغفار، نائب رئيس الوزراء للتنمية البشرية، وزير الصحة والسكان، والمهندس محمد شيمي، وزير قطاع الأعمال العام، والدكتور علي الغمراوي، رئيس هيئة الدواء المصرية، والدكتور هشام ستيت، رئيس الهيئة المصرية للشراء الموحد والإمداد والتموين الطبي، وإدارة التكنولوجيا الطبية.
وقّع العقد كل من الدكتور أشرف الخولي، العضو المنتدب التنفيذي للشركة القابضة للأدوية والكيماويات والمستلزمات الطبية، والدكتور حسام عبد المقصود، رئيس مجلس إدارة شركة Dawah Pharma الأمريكية.
وأكد الدكتور مصطفى مدبولي أن هذه الخطوة تأتي تنفيذًا للتوجيهات الرئاسية بدعم وتعزيز الصناعات الوطنية، وعلى رأسها صناعة الدواء باعتبارها إحدى الصناعات الاستراتيجية ذات الأولوية، مشيرًا إلى أن هذا الاتفاق يمثل دليلًا واضحًا على ثقة المستثمرين الدوليين في قدرات الصناعة المصرية، وخاصة في القطاع الدوائي.
من جانبه أوضح المهندس محمد شيمي، وزير قطاع الأعمال العام أن هذه الشراكة تمثل شهادة دولية على جودة الدواء المصري، لا سيما منتجات الشركات التابعة للشركة القابضة للأدوية، في ظل ما شهدته من تطوير شامل للبنية التحتية، وتحديث لخطوط الإنتاج، وتطبيق المعايير العالمية للتصنيع الجيد (GMP) ، مؤكدًا أن الاتفاق يعد نقلة نوعية في استراتيجية الوزارة لزيادة التصدير، وتوسيع الشراكات الدولية، وجذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية المباشرة.
وأضاف شيمي: ستقوم الشركة الجديدة بتصنيع وتصدير مجموعة متنوعة من المنتجات تشمل: الأمبولات، المكملات الغذائية، الحقن المعقمة، مستحضرات العيون المعقمة، الأدوية التي تُصرف بدون وصفة طبية (OTC).
وأوضح الوزير أن المرحلة الأولى من الاتفاق تتضمن تصنيع وتصدير 6 مستحضرات من المكملات الغذائية، تم الاتفاق عليها بالفعل، إلى السوق الأمريكية، وذلك لأول مرة في تاريخ الشركة القابضة للأدوية، بعد استيفاء جميع الاشتراطات والمعايير الدولية.
وتابع: ستعتمد الشراكة على تكنولوجيا التصنيع الدوائي المتطورة، بما في ذلك إنتاج الأشربة، الأقراص، الأمبولات، المحاقن المعبأة مسبقًا، واللصقات الجلدية، بما يسهم في تسريع دخول المنتجات إلى الأسواق العالمية، وتحقيق نمو مستدام لأنشطة الشركة القابضة وشركاتها التابعة.
وأكد "شيمي" أن الشركة الجديدة ستلتزم بالمعايير التنظيمية العالمية، وفي مقدمتها معايير إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA)، والوكالة الأوروبية للأدوية (EMA)، ما يعزز قدرة الدواء المصري على المنافسة في أسواق أوروبا وأمريكا الشمالية، والأسواق الناشئة في أفريقيا وآسيا.
وأضاف أنه بموجب الاتفاق، تبلغ حصة الجانب المصري 40% من رأسمال الشركة الجديدة، مقابل 60% للشريك الأمريكي، على أن تتولى الشركة المشتركة مسئولية تصدير المنتجات وفتح أسواق جديدة عالميًا.