أديلسون: ترامب مارس ضغوطًا كبيرة على نتنياهو لإتمام صفقة الأسرى
تاريخ النشر: 5th, February 2025 GMT
كشفت هيئة البث الإسرائيلية عن لقاء جمع المليارديرة اليهودية الأمريكية ميريام أديلسون مع عائلات الأسرى الإسرائيليين في الولايات المتحدة الأسبوع الماضي، حيث ناقشت معهم تطورات المفاوضات الجارية لإتمام صفقة التبادل.
وخلال اللقاء، أكدت أديلسون أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مارس ضغوطًا كبيرة على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من أجل التوصل إلى اتفاق يضمن إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في قطاع غزة.
وأوضحت أديلسون أن ممارسة الضغط على الأطراف المعنية، لا سيما على الجانب الإسرائيلي، كانت ضرورية لدفع المفاوضات نحو إتمام الصفقة، مشيرة إلى أن ترامب ومستشاره لشؤون الشرق الأوسط ستيف ويتكوف مصممان على إتمام الاتفاق والإفراج عن جميع الأسرى.
ويأتي هذا التصريح في ظل تصاعد الضغوط الداخلية والخارجية على الحكومة الإسرائيلية لإتمام صفقة التبادل، وسط احتجاجات متزايدة من عائلات الأسرى الذين يطالبون بإعادة ذويهم في أسرع وقت ممكن.
عائلات الأسرى الإسرائيليين في غزة تناشد ترامب للتدخل والضغط على نتنياهو لإتمام صفقة التبادل
في خطوة تصعيدية للضغط على الحكومة الإسرائيلية، ناشدت عائلات الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في قطاع غزة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب للتدخل والضغط على رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو من أجل إتمام صفقة تبادل الأسرى، متهمة الحكومة بالمماطلة في إعادة ذويهم.
وأكدت العائلات، في بيان لها، أن "الضغط الخارجي وحده هو الذي أرغم نتنياهو على إبرام صفقة التبادل السابقة"، محذرة من أن الحكومة قد تتراجع عن التزاماتها ما لم يتم فرض ضغوط إضافية عليها.
كما وجهت العائلات انتقادات حادة لوزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش، متهمة إياه بـ"دق طبول الحرب" وعرقلة أي تقدم في المفاوضات، فيما شددت على أن نتنياهو يسعى لإفشال الصفقة، مؤكدة أنها لن تسمح بذلك.
وأضاف البيان: "إذا تخلت الحكومة عن الأسرى، فإن الشعب الإسرائيلي بأكمله سيخرج إلى الشوارع للمطالبة بتحرير المختطفين، التخلي عن واجبها الأساسي في إعادتهم يعد خيانة لن تُغتفر".
وفي سياق متصل، أبدت العائلات ثقتها بأن ترامب سيسعى للحفاظ على وقف إطلاق النار وضمان عودة جميع الأسرى، كما وجهت رسالة مباشرة إلى مبعوثه للشرق الأوسط، محذرة إياه من أن "نتنياهو سيحاول خداعك وإفساد الصفقة".
يُذكر أن عددًا من أفراد عائلات الأسرى قد توجهوا إلى العاصمة الأمريكية واشنطن، حيث التقوا بمسؤولين أمريكيين وطالبوا بتدخل مباشر لإنهاء معاناة المختطفين وتأمين عودتهم إلى إسرائيل في أسرع وقت ممكن.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: هيئة البث الإسرائيلية الأمريكية ميريام أديلسون عائلات الأسرى الإسرائيليين لرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأسرى الإسرائیلیین عائلات الأسرى صفقة التبادل لإتمام صفقة
إقرأ أيضاً:
ترامب بين الصفقة والمحرقة
تمر غزة اليوم بمحنة إنسانية ومحرقة غير مسبوقة، وسط مشهد معقّد تتقاطع فيه إرادات ومصالح متضاربة. في خطوة لافتة، أعلن دونالد ترامب انسحاب الولايات المتحدة من وساطتها المزعومة في صفقة غزة، محمّلًا المقاومة وحدها المسؤولية، لكنه في جوهر موقفه يعلن بخبث تخليه عن فشل سياسي وعسكري متواصل يعانيه نتنياهو، ويتركه وحيدًا في مواجهة واقع صارم وقاسٍ.
هذا الانسحاب، وفق التقدير الأولي، لا يعني نهاية الوساطة، بل هو مناورة سياسية ماكرة تهدف إلى الضغط على المقاومة لانتزاع تنازلات قبل استئناف التفاوض، في محاولة لإعادة فرض معادلات ميدانية وسياسية وإنسانية جديدة على الأرض.
خيارات ترامب: إما الدفع باتجاه صفقة شاملة تجمع بين التطبيع وإعادة الإعمار، تُهمّش المقاومة وتُعيد تشكيل قيادة فلسطينية ملك اليمين، عبر إدارة مشتركة عربية–أمريكية–صهيونية، ترسخ واقعًا جديدًا يضمن استمرار السيطرة الصهيونية بشكل مختلف، أو الاستمرار في سياسة الاستنزاف التي تهدف إلى تثبيت الهيمنة على القطاع دون الدخول في مواجهة عسكرية شاملة قد تؤدي إلى تصعيد إقليمي واسع أو اشتعال ثورة شعبية عالمية، خصوصًا في العواصم الغربية.
في هذا السياق، يستغل ترامب المحرقة السياسية والإنسانية لتحقيق مكاسب إقليمية وشخصية، ربما على أمل نيل جائزة نوبل للسلام.
أما نتنياهو، فهو اليوم في مأزق حقيقي، أمام خيارات محدودة وصعبة: إبرام صفقة جزئية قد تهدئ الغضب الدولي مؤقتًا، لكنه لا يريدها أن تمنع تجديد العدوان بعد 60 يومًا، أو تصعيد إبادة غزة عبر فرض حصار خانق وتقطيع أوصاله، أو اللجوء إلى خيار الاحتلال الكامل، الذي قد يُسقطه في وحل الاستنزاف.
هذا الخيار الأخير يحمل مخاطر سياسية وإنسانية جسيمة، لا سيما على الأسرى الفلسطينيين ومستقبل القطاع برمته. يظل هدف نتنياهو الأساسي ربط مصيره السياسي بنتائج الحرب، في محاولة محو عار السابع من أكتوبر، وهو يعاني من غياب بدائل حقيقية بين الغرق في مستنقع غزة أو قبول صفقة مجتزأة لا تضمن له استقرارًا طويل الأمد، أو صفقة شاملة تُغلق ملف غزة بالكامل، تمهيدًا لانتخابات قد تعيده إلى السلطة.
وسط هذه الخيارات المعقدة والمتشابكة، تظل غزة تكتوي بنار المحرقة، لكنها في الوقت ذاته تمثل حجر الزاوية في القضية الفلسطينية وأملها المستمر. تؤمن غزة أن النصر الحقيقي لا يُصنع بالقوة وحدها، بل بالإرادة الصلبة، والوعي الوطني، والصمود الأسطوري. بوصلتها الوطنية الثابتة ترفض أي تسوية تُفرغ القضية من جوهرها، وتصر على ضمان عدم تجدد المحرقة.
في نهاية المطاف، تقع المسؤولية الكبرى على عاتق الفلسطينيين والعرب، الذين عليهم أن يختاروا طريق التحرر الحقيقي عبر وحدة وطنية صلبة تواجه المشاريع الإقليمية والدولية التي تحاول تصفية القضية عبر التطبيع والصفقات الجزئية.
فالقرار النهائي لا يقع في أروقة البيت الأبيض أو الكنيست، بل ينبع من عزيمة الشعب الفلسطيني وصموده المتجدد، ومن عمق عربي يواجه لحظة تحدٍ حقيقية بين الوفاء لقضيته أو الغرق في غثائية الخذلان.
*رئيس مركز غزة للدراسات والاستراتيجيات