الثورة نت:
2025-12-04@10:07:35 GMT

ترامب بين الصفقة والمحرقة

تاريخ النشر: 28th, July 2025 GMT

 

 

تمر غزة اليوم بمحنة إنسانية ومحرقة غير مسبوقة، وسط مشهد معقّد تتقاطع فيه إرادات ومصالح متضاربة. في خطوة لافتة، أعلن دونالد ترامب انسحاب الولايات المتحدة من وساطتها المزعومة في صفقة غزة، محمّلًا المقاومة وحدها المسؤولية، لكنه في جوهر موقفه يعلن بخبث تخليه عن فشل سياسي وعسكري متواصل يعانيه نتنياهو، ويتركه وحيدًا في مواجهة واقع صارم وقاسٍ.


هذا الانسحاب، وفق التقدير الأولي، لا يعني نهاية الوساطة، بل هو مناورة سياسية ماكرة تهدف إلى الضغط على المقاومة لانتزاع تنازلات قبل استئناف التفاوض، في محاولة لإعادة فرض معادلات ميدانية وسياسية وإنسانية جديدة على الأرض.
خيارات ترامب: إما الدفع باتجاه صفقة شاملة تجمع بين التطبيع وإعادة الإعمار، تُهمّش المقاومة وتُعيد تشكيل قيادة فلسطينية ملك اليمين، عبر إدارة مشتركة عربية–أمريكية–صهيونية، ترسخ واقعًا جديدًا يضمن استمرار السيطرة الصهيونية بشكل مختلف، أو الاستمرار في سياسة الاستنزاف التي تهدف إلى تثبيت الهيمنة على القطاع دون الدخول في مواجهة عسكرية شاملة قد تؤدي إلى تصعيد إقليمي واسع أو اشتعال ثورة شعبية عالمية، خصوصًا في العواصم الغربية.
في هذا السياق، يستغل ترامب المحرقة السياسية والإنسانية لتحقيق مكاسب إقليمية وشخصية، ربما على أمل نيل جائزة نوبل للسلام.
أما نتنياهو، فهو اليوم في مأزق حقيقي، أمام خيارات محدودة وصعبة: إبرام صفقة جزئية قد تهدئ الغضب الدولي مؤقتًا، لكنه لا يريدها أن تمنع تجديد العدوان بعد 60 يومًا، أو تصعيد إبادة غزة عبر فرض حصار خانق وتقطيع أوصاله، أو اللجوء إلى خيار الاحتلال الكامل، الذي قد يُسقطه في وحل الاستنزاف.
هذا الخيار الأخير يحمل مخاطر سياسية وإنسانية جسيمة، لا سيما على الأسرى الفلسطينيين ومستقبل القطاع برمته. يظل هدف نتنياهو الأساسي ربط مصيره السياسي بنتائج الحرب، في محاولة محو عار السابع من أكتوبر، وهو يعاني من غياب بدائل حقيقية بين الغرق في مستنقع غزة أو قبول صفقة مجتزأة لا تضمن له استقرارًا طويل الأمد، أو صفقة شاملة تُغلق ملف غزة بالكامل، تمهيدًا لانتخابات قد تعيده إلى السلطة.
وسط هذه الخيارات المعقدة والمتشابكة، تظل غزة تكتوي بنار المحرقة، لكنها في الوقت ذاته تمثل حجر الزاوية في القضية الفلسطينية وأملها المستمر. تؤمن غزة أن النصر الحقيقي لا يُصنع بالقوة وحدها، بل بالإرادة الصلبة، والوعي الوطني، والصمود الأسطوري. بوصلتها الوطنية الثابتة ترفض أي تسوية تُفرغ القضية من جوهرها، وتصر على ضمان عدم تجدد المحرقة.
في نهاية المطاف، تقع المسؤولية الكبرى على عاتق الفلسطينيين والعرب، الذين عليهم أن يختاروا طريق التحرر الحقيقي عبر وحدة وطنية صلبة تواجه المشاريع الإقليمية والدولية التي تحاول تصفية القضية عبر التطبيع والصفقات الجزئية.
فالقرار النهائي لا يقع في أروقة البيت الأبيض أو الكنيست، بل ينبع من عزيمة الشعب الفلسطيني وصموده المتجدد، ومن عمق عربي يواجه لحظة تحدٍ حقيقية بين الوفاء لقضيته أو الغرق في غثائية الخذلان.

*رئيس مركز غزة للدراسات والاستراتيجيات

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

أمريكا تقفل أبوابها.. ترامب يوقف الهجرة في وجه 19 دولة ويطلق مراجعة شاملة للبطاقات الخضراء

# منع شامل لطالبي الهجرة من 19 دولة… ترامب يلغي غرين كارد ويُوقف التجنيس# قرار أمني بغطاء رسمي… البيت الأبيض يبرر التجميد بـ«خطورة محتملة»# قلق دولي وصدمة للمهاجرين… آلاف العائلات تعلق مصيرها بين إجراءات صارمة ومستقبل مجهول


في خطوة مفاجئة أثارت صدمة واسعة بين المهاجرين، اللاجئين، والمجتمعات الدولية المدافعة عن حقوق الإنسان، أعلن دونالد ترامب أن إدارته قررت وقف جميع طلبات الهجرة والتجنيس المقدّمة من 19 دولة وصفتها بأنها «عالية الخطورة».

 القرار يشمل تعليق معالجة الملفات الجديدة، تجميد طلبات الإقامة الدائمة (غرين كارد)، مطالب باستعادة الجنسيات أو مراجعتها، وتعليق منح الجنسية أو الحماية لمن لم يُحسب على أنه «إضافة صافية» للولايات المتحدة.

#خلفية القرار جاء هذا القرار بعد يوم من حادث إطلاق نار قرب البيت الأبيض، تبناه مشتبه به يحمل جنسية أفغانية — ما استدعى بحسب إدارة ترامب مراجعة شاملة للهجرة.

 في منشور على منصته، كتب ترامب أنه سيوقف الهجرة «من كل دول العالم الثالث»، وسيجمد ملايين الطلبات التي وافق عليها في عهد سلفه.

 كما توعد بترحيل أي شخص لا يشكل «فائدة صافية» أو «خطراً أمنياً» أو لا يتماشى مع «القيم الغربية». 

#موجة من الشك والمخاوف

قرار التجميد فاجأ آلاف المتقدمين للحصول على الإقامة واللجوء، بمن فيهم أقارب مواطنين أميركيين، وطلاب، وعاملون، وأشخاص كانوا ينتظرون الموافقة على طلباتهم منذ شهور. 

حسب بيان دائرة الهجرة والجنسية الأميركية الرسمي، المعنية طبّقت قرار “إلغاء أو تعليق” المعاملات بأثر فوري، وأعادت جدولة أو توقيف ملايين الملفات بانتظار “فحص أمني موسع”. 

#ابعاد قانونية وإنسانية

القرار يفتح باب تساؤلات قانونية حول مصير آلاف الأشخاص الذين حصلوا بالفعل على إقامة أو كانوا في مرحلة التجنيس. إضافة إلى أن مراجعته لأوضاعهم القانونية يعيدهم إلى دائرة عدم اليقين. 

أخلاقياً وإنسانياً، دفع القرار كثيرين إلى وصفه بأنه «هجوم على مهاجرين معتدلين أوضحّ فرصهم العربية والإسلامية»، و«تشويه لصورة أميركا كملاذ للمضطهدين».

#رد فعل المتضررين والمجتمع المدني

منظمات حقوقية ومهاجرون أعربوا عن إدانتهم الشديدة للقرار، مؤكدين أنه يضر ليس فقط بالأفراد بل بالعائلات والأجيال القادمة.

 كثير من المتضررين عبروا عن خوفهم من الترحيل أو فقدان الحقوق التي بدأوها في أميركا. 

كما حذر البعض من أن القرار يعزز مناخ الكراهية ضد الوافدين، ويضع أولوية للمهاجرين من بعض الدول دون غيرها.

#الدافع الرسمي: الأمن والسيطرة

من جانبها، دافعت إدارة ترامب عن القرار باعتباره «ضروريًا لحماية الأمن القومي»، خاصة بعد حادث إطلاق النار. 

كما قالت إن الهجرة من الدول المصنّفة عالية الخطورة يجب أن تتوقف حتى «يتمكن النظام الأميركي من التعافي».

 الإعلان تضمن أيضاً نية إنهاء أو تقليل الإعانات والمساعدات الفدرالية للمهاجرين الذين ليسوا “صافي قيمة” للولايات المتحدة. 

#تداعيات على المدى القريب والمتوسط

تأجيل أو إلغاء طلبات الهجرة والجنسية لآلاف.رفع حدة القلق بين الجاليات المهاجرة داخل أميركا.احتمالية تفاقم أزمة اللجوء والهجرة في الدول المصدّرة.تأثير على سمعة أمريكا كمكان للهجرة واللجوء.فتح الباب أمام تحديات قانونية دولية إذا طالبت دول المتضررين بحقوق المواطنين أو المقيمين.

#إعادة رسم هوية أميركا أم منع أزمة؟

قرار ترامب بوقف الهجرة من 19 دولة وبمراجعة شاملة للبطاقات الخضراء يعبّر عن توجه أمني وسياسي أكثر من كونه إجراء طبيعي. 
هو محاولة لإعادة فرض السيطرة على الهجرة، لكنه في ذات الوقت يثير جدلاً أخلاقياً وقانونياً إنسانياً. الإجراءات قد تبطئ تدفق المهاجرين، لكنها تضع آلاف العائلات في حالة من عدم الأمان، وتحوّل أميركا من ملاذ للأحلام إلى بوابة شفافة للتحقق والرفض


 


 

طباعة شارك ترامب الهجره امريكا جرين كارد

مقالات مشابهة

  • أمريكا تقفل أبوابها.. ترامب يوقف الهجرة في وجه 19 دولة ويطلق مراجعة شاملة للبطاقات الخضراء
  • اتهامات إسرائيلية للحكومة بعرقلة صفقة الغاز مع مصر وخسارة عوائد بمليارات الدولارات
  • بأكثر من 3 مليار.. انطلاق أكبر صفقة أمنية في تاريخ إسرائيل
  • إعلام عبري: صفقة الغاز مع مصر مهددة بالانهيار بسبب قيود سياسية
  • البنتاغون يوافق على صفقة لتزويد السعودية بمعدات دعم طائرات هليكوبتر بمليار دولار
  • البنتاغون يوافق على صفقة لتزويد السعودية بمعدات دعم الطائرات الهليكوبتر بمليار دولار
  • نحو صفقة استقرار شاملة: لماذا أصبحت المصالحة في مصر خيارا عقلانيا لجميع الأطراف؟
  • ياسر ثابت: واشنطن تتحرك لمساعدة نتنياهو والبحث عن مخرج من أزمته القضائية
  • موقع عبري: 7 أسئلة وأجوبة لفهم ملابسات طلب نتنياهو العفو عنه‎
  • الأزمة المالية تعرقل صفقة حامد حمدان مع الزمالك