لبنان ٢٤:
2025-07-29@20:06:30 GMT

حروب ترامب التجاريّة... وسياسة تفريغ الجيبة

تاريخ النشر: 5th, February 2025 GMT

يتّسم الاقتصاد العالميّ بفترات من التنافس الاقتصاديّ الشديد، وتعتبر الحروب التجاريّة التي تعطّل الأسواق أقواها تأثيرًا، فتوتّر العلاقات الدوليّة، وتفرض تكاليف باهظة على الشركات والمستهلكين على حدّ سواء. ويثير التصعيد الأخير للتوتّرات التجاريّة في ظلّ إدارة ترامب، ولاسيّما مع كندا والمكسيك والصين، تساؤلات حول فعالية التعرفة الجمركيّة كأداة للسياسات الاقتصاديّة، وما إذا كانت الآليات البديلة مثل تعديلات العملة يمكن أن تكون بمثابة حلّ قابل بغية التخفيف من الآثار السلبيّة للحروب التجاريّة.

اتّسمت سياسة دونالد ترامب التجاريّة بنهج عدواني وغير منتظم في كثير من الأحيان، مستفيدًا من التعريفات الجمركيّة كأداة للتفاوض. وكان فرض تعريفة مقترحة بنسبة ٢٥٪ على الواردات الكنديّة والمكسيكيّة مثالاً بارزًا على هذه الاستراتيجيّة. وفي حين تمّ تعليق هذه التعريفات مؤقّتًا بعد اتّفاقات اللحظة الأخيرة، إلّا أنّ حالة عدم اليقين التي أحاطت بتطبيقها المحتمل خلقت تقلّبات اقتصاديّة. وقد سعى ترامب إلى استخدام التعريفات الجمركيّة كوسيلة ضغط لانتزاع تنازلات من الشركاء التجاريّين،وربط السياسة الاقتصاديّة بتدابير مراقبة الهجرة، ولا سيّما في المفاوضات مع المكسيك. إذ كان نهجه يعتمد على الصفقات إلى حدٍّ كبير، وغالبًا ما ركّز على المكاسب السياسيّة قصيرة الأجل بدلًا من الاستقرار الاقتصاديّ الطويل الأمد. وعلى الرغم من ادّعائه تحقيق انتصارات، غالبًا ما أدّت أفعاله إلى ضائقة اقتصاديّة ذاتيّة، مع عدم استقرار السوق، وارتفاع التكاليف على المستهلكين الاميركيين، وانخفاض الثقة بين الشركاء. تؤدّي الحروب التجاريّة تاريخيًّا إلى عواقب اقتصاديّة غير مقصودة. فغالبًا ما يؤدّي فرض التعريفات الجمركيّة إلى اتّخاذ تدابير انتقاميّة، كما نشاهد في ردّ الصين على سياسات ترامب التجاريّة. إذ تنشأ الزيادة في الأسعار الاستهلاكية عندما ترتفع التكاليف على الشركات بسبب ارتفاع كلفة الواردات، التي يتمّ تمريرها بعد ذلك إلى المستهلكين لأنّهم سيدفعون الثمن في نهاية المطاف، وتُفرغ جيوبهم! يتّبع ذلك عدم استقرار السوق حيث تساهم التحوّلات المفاجئة في السياسات في حالة عدم اليقين، ممّا يؤثّر في الاستثمار والأسواق الماليّة. ويصبح تدهور العلاقات التجاريّة واضحًا مع تقويض التحالفات والاتفاقياّت التجاريّة طويلة الأمد، ممّا قد يضرّ التعاون الاقتصاديّ العالميّ.
 
تتمثّل إحدى البدائل لحلّ الاختلالات التجاريّة من دون اللجوء إلى التعريفات الجمركيّة في تخفيض قيمة العملة أو التعديلات الاستراتيجيّة لها. فإذا انخفضت قيمة عملة بلد ما بالنسبة لشركائها التجاريّين، تصبح صادراته أكثر تنافسيّة بينما تصبح الواردات أكثر تكلفة، ممّا يؤدي بطبيعة الحال إلى تصحيح الاختلالات التجاريّة. ويمكن أن يكون السماح بتعديل قيم العملات استنادًا إلى قوى السوق بمثابة آليّة لتحقيق الاستقرار من دون اللجوء الى زيادات في التعريفات الجمركيّة. كما يمكن البنوك المركزيّة التأثير على قوّة العملة من خلال سياسات أسعار الفائدة، ممّا يؤثّر بشكل غير مباشر في القدرة التنافسيّة التجاريّة. وبدلًا من الحروب التجاريّة، يمكن للدول أن تنخرط في سياسات نقديّة تعاونيّة لمنع المزايا التنافسيّة غير العادلة بسبب التلاعب بالعملة. لذلك، بدلًا من الانخراط في حرب تجاريّة، يمكن الولايات المتحدة الأميركيّة وكندا والمكسيك اتّباع سياسات اقتصاديّة تعاونيّة تعزّز الاستقرار والنموّ. إن تعزيز الاتفاقيّات التجاريّة الإقليميّة وضمان بقائها عادلة ومفيدة للطرفين يمكن أن يقلّل من الحاجة إلى اتّخاذ تدابير احترازيّة عدوانيّة. كما تستطيع الحكومات أيضًا تحفيز الصناعات المحليّة بواسطة الاستثمارات المستهدفة في الابتكار والبنية التحتيّة بدلاً من فرض تعريفات جمركيّة كنوع من العقوبات.
كما يمكن أن يؤدّي تشجيع الاستثمار الأجنبيّ المباشر إلى نموّ اقتصاديّ مستدام وخلق فرص عمل من دون اللجوء إلى القيود التجاريّة. وينبغي أن تؤدّي المشاركة الدبلوماسيّة دورًا حاسمًا في حلّ النزاعات التجاريّة،حيث إنّ المفاوضات البنّاءة يمكن أن تؤدّي إلى نتائج أفضل على المدى الطويل من المواجهة الاقتصاديّة. كذلك، قد تؤدّي معالجة الاختلالات الاقتصاديّة الهيكليّة إلى خلق ميزة تنافسيّة بواسطة إجراء تعديلات في السياسات، وتنمية القوى العاملة، والاستراتيجيّة الصناعّية، من دون الحاجة إلى فرض رسوم جمركيّة أو التلاعب بالعملة. ختامًا، في حين أنّ تعديلات العملة تمثل حلًّا محتملًا، إلّا أنّه يجب تنفيذها بعناية لتجنّب الآثار التضخميّة والتوتّرات الجيوسياسيّة. كما يمكن أن يوفّر النهج المتوازن الذي يركّز على الاتّفاقات التجاريّة العادلة والتعاون الإقليميّ، والسياسات الاقتصاديّة المستهدفة حلًّا أوسع استدامة للنزاعات التجاريّة العالميّة.
وفي نهاية المطاف، يتطلّب حلّ النزاعات التجاريّة الدبلوماسيّة، والحنكة الاقتصاديّة، والالتزام بالاستقرار الدوليّ بدلًا من تحقيق انتصارات سياسيّة قصيرة الأجل. المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: ات التجاری ة الاقتصادی ة اقتصادی ة یمکن أن من دون

إقرأ أيضاً:

مظاهرات في دول عدة رفضا لعدوان الاحتلال على غزة وسياسة التجويع

شهدت مدن عدة حول العالم مظاهرات حاشدة وغاضبة أمس الأحد احتجاجا على سياسة التجويع التي تمارسها إسرائيل بحق سكان قطاع غزة، والتنديد بالدعم الأميركي المستمر لحرب الإبادة الإسرائيلية.

ويعيش قطاع غزة واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في تاريخه، حيث تتداخل المجاعة القاسية مع حرب إبادة جماعية يشنها جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.

ومع إغلاق إسرائيل الكامل للمعابر ومنع دخول الغذاء والدواء منذ الثاني من مارس/آذار الماضي تفشت المجاعة في أنحاء القطاع، وظهرت أعراض سوء التغذية الحاد على الأطفال والمرضى.

وخلفت الإبادة بدعم أميركي أكثر من 204 آلاف فلسطيني بين شهيد وجريح -معظمهم أطفال ونساء- وما يزيد على 9 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين.​​​​​​​

أستراليا

شهدت مدينة سيدني الأسترالية مسيرة حاشدة خلال فعالية جماهيرية دعما لغزة، ورفضا لحرب الإبادة والتجويع التي يتعرض لها المدنيون في القطاع.

وتأتي هذه الفعالية ضمن سلسلة من التحركات الشعبية المتواصلة في أستراليا تضامنا مع الشعب الفلسطيني.

رفع علم فلسطين خلال تظاهرة حاشدة بمدينة سيدني الأسترالية نصرة لغـ."زة وتنديدا بالعـ.""دوان والتجويع pic.twitter.com/lW6uxvYGzh

— فلسطين بوست (@PalpostN) July 28, 2025

ألمانيا

وفي أوروبا، نظم العشرات وقفة احتجاجية من مخيم الصمود "متحدون من أجل غزة" أمام البرلمان الألماني وسط العاصمة الألمانية برلين.

وطالب المحتجون بوقف الإبادة في غزة والضفة الغربية، كما طالبوا الحكومة الألمانية بوقف تسليح إسرائيل.

كما شهدت مدينة شتوتغارت مظاهرة للتضامن مع الشعب الفلسطيني وللمطالبة برفع الحصار عن قطاع غزة.

وجاب المشاركون في المظاهرة شوارع المدينة حاملين أكياس القمح والطحين تعبيرا عن تضامنهم مع سكان قطاع غزة.

مظاهرة ضخمة في مدينة شتوتغارت الألمانية؛ إسنادًا لغزة وتنديدًا بحرب التجويع والإبادة التي يشنها الاحتلال. pic.twitter.com/ZdkhnPr3za

— شبكة قدس الإخبارية (@qudsn) July 27, 2025

إعلان هولندا

كما نظم متضامنون مع فلسطين وقفة احتجاجية قرعوا خلالها أواني الطبخ أمام محطة القطارات الرئيسية في العاصمة الهولندية أمستردام، للمطالبة بوقف الإبادة الجماعية في غزة.

بعيون دامعة وأوانٍ طعام فارغة، نزل الهولنديون إلى شوارع أمستردام تضامنًا مع غزة.
قرعوا الأواني ليتردد صدى الجوع الذي يفتك بأطفالها في وجه الصمت العالمي.#غزة_تحت_الحصار
#GazaIsStarving ???????? pic.twitter.com/r3P2u31jWC

— Latifah (@Latiffahx) July 27, 2025

السويد

وفي السويد، خرجت مظاهرة حاشدة في مدينة يوتبوري رفضا لحصار وتجويع الأطفال والمدنيين في قطاع غزة، وطالب المتظاهرون الحكومة السويدية والمجتمع الدولي بالضغط على إسرائيل لوقف حرب الإبادة الجماعية على غزة.

مظاهرة في #السويد تنديدا بالحرب الإسرائيلية على قطاع #غزة وتجويع سكانه#حرب_غزة pic.twitter.com/aHzQRIalI7

— قناة الجزيرة (@AJArabic) July 27, 2025

المغرب

تظاهر الآلاف في مدن عدة مغربية -منها الرباط (غرب) وطنجة (شمال) وتارودانت وأكادير(وسط)، ووجدة (شرق)- للمطالبة بإنقاذ الفلسطينيين في قطاع غزة من مخططات التجويع الإسرائيلية.

وطالب المشاركون من خلال الشعارات بمنع خطط إسرائيل لتهجير الفلسطينيين من غزة، وإيقاف استهداف المدنيين.

ومن بين الهتافات التي رددها المتظاهرون "الشعب يريد تحرير فلسطين"، و"يا أحرار في كل مكان، لا صهيون ولا أميركان"، و"من طنجة تحية لغزة الأبية".

???? شعار مجلجل الليلة من مسيرة طنجة:

يا المطبع يا الأناني
غزة بالجوع كتعاني
هاد العام الثاني
سمعوا صوت الأواني
هادشي بزاف
هادشي بزاف
شهداء غزة بالآلاف

???? 27 يوليوز 2025 pic.twitter.com/ZFCJ3Fb6QY

— hassan bennajeh – حسن بناجح (@h_bennajeh) July 27, 2025

 

مقالات مشابهة

  • الرابحون والخاسرون من الاتفاق التجاري بين أميركا والاتحاد الأوروبي
  • ترامب يعلن رفع التعريفات الجمركية العالمية إلى 15%-20% كحد أدنى
  • ترامب: أنقذت العالم من 6 حروب.. وسأقلل مهلة الـ 50 يوما التي منحتها لبوتين
  • الكرملين: لا يمكن استبعاد لقاء بين بوتين وترامب
  • ترامب: لولا وجودي لكان العالم يواجه 6 حروب كبرى
  • ترامب: لولا وجودي لكانت هناك ست حروب كبرى في العالم الآن
  • مظاهرات في دول عدة رفضا لعدوان الاحتلال على غزة وسياسة التجويع
  • المشهد الاقتصادي الأمريكي أمام منعطف قرار الاحتياطي الفدرالي بشأن أسعار الفائدة
  • ألمانيا تعلّق على الاتفاق التجاري بين أميركا والاتحاد الأوروبي
  • تصاعد التوتر التجاري بين أمريكا وأوروبا مع اقتراب محادثات ترامب وفون دير لاين باسكتلندا