كيف تفاوتت أهمية محور نتساريم خلال مراحل الحرب؟
تاريخ النشر: 9th, February 2025 GMT
يرى الخبير العسكري اللواء المتقاعد فايز الدويري أن أهمية محور نتساريم -الذي كان يفصل شمالي قطاع غزة عن وسطه وجنوبه- تفاوتت على المستويين العسكري والسياسي بحسب المراحل المختلفة في الحرب الإسرائيلية الأخيرة.
وأكد الدويري أن محور نتساريم كان يحظى باهتمام عسكري كبير في بداية العملية البرية الإسرائيلية أواخر أكتوبر/تشرين الأول 2023، لكونه يسهّل على قوات الاحتلال إجراء مناورات عسكرية.
ووفق الدويري، فإن جيش الاحتلال الإسرائيلي دخل محور نتساريم خلال الأيام الـ10 الأولى من المعركة البرية، ونجح في الوصول إلى شارع الرشيد الساحلي، مشيرا إلى أن هذا الأمر كان يؤثر على إدارة المقاومة للمعركة الدفاعية.
وفي تلك الفترة، لم يكن يحظى محور نتساريم بالأهمية السياسية لاحقا التي اكتسبها بعد أن صعّدت إسرائيل أهدافها لتصبح القضاء على حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وجناحها العسكري كتائب القسام وتهجيرا كاملا لسكان قطاع غزة، حسب الدويري.
وصباح اليوم الأحد، قالت إذاعة الجيش الإسرائيلي إن الجيش انسحب الليلة الماضية بالكامل من محور نتساريم في إطار تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى.
وعادت أهمية محور نتساريم بعد عودة العمليات العسكرية الإسرائيلية إلى منطقتي الوسط والشمال في القطاع عقب الانتهاء من المرحلتين الأولى والثانية من الحرب، وبات مرتكزا رئيسيا لإدارة العمليات تجاه أحياء الزيتون وتل الهوى والشيخ رضوان بغزة ومخيمات الوسط.
إعلانوفي تلك الفترة، برزت قيمة محور نتساريم عسكريا وسياسيا، إذ أصبح حجر الزاوية في كل معارك غزة بعد فشل جيش الاحتلال في تحقيق إنجازاته والأهداف التي سعى لها بدءا من التهجير الكلي إلى التهجير الجزئي في الشمال.
لكن بعد طرح "خطة الجنرالات" الإسرائيلية التي كانت ترتكز على تهجير سكان محافظتي الشمال وغزة، عادت أهمية محور نتساريم -وفق الدويري- سياسيا وعسكريا خاصة في ظل الحاجة إلى منطقة عازلة، إذ حاول الاحتلال جاهدا إنشاءها وتحويلها واقعا، لكنه فشل لتذهب الحكومة الإسرائيلية بعدها إلى اتفاق وقف إطلاق النار.
وبشأن النقاط العسكرية التي أقامها جيش الاحتلال بنتساريم، قال الدويري إنها منشآت قابلة للتفكيك وليست دائمة، وكانت تقع بنقطة وسطية تقدم الخدمة للقوات الموجودة في المنطقة على مدى زمني متوسط لمدة عامين أو ثلاثة.
وأشار الخبير العسكري إلى أن سحب القوات والمعدات القتالية جرى عبر آليات مدرعة وميكانيكية في مختلف النقاط العسكرية الإسرائيلية على طول امتداد محور نتساريم.
بدورها، قالت القناة الـ13 الإسرائيلية الخاصة إنه بعد الانسحاب من نتساريم سيبقى الجيش الإسرائيلي على محور فيلادلفيا (يفترض الانسحاب منه في اليوم الـ50 للاتفاق) على الحدود بين غزة ومصر والمنطقة العازلة (أقامها على طول الحدود مع قطاع غزة) حتى نهاية المرحلة الأولى من الصفقة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات
إقرأ أيضاً:
طبيب غزاوي للوموند: هذه هي المعركة التي تنتظرنا بعد انتهاء الحرب
"يبدو الأمر كما لو أن زلزالا دمّر مدينة غزة، هناك الكثير من الأنقاض التي تملأ الشوارع بحيث يصعب المشي، من المستحيل أن تمر سيارة بسهولة"، بهذه الكلمات لخص جراح العيون محمد مسلّم لصحيفة لوموند الفرنسية الأوضاع في غزة بعد انتهاء الحرب التي استمرت لعامين كاملين.
وقالت لوموند إن الدكتور مسلّم (40 عاما) كان في حالة من الذهول عند دخوله غزة، وهي صدمة عاشها كل من دخل المدينة من جيرانه وأصدقائه، كما أكد للصحيفة في حوار عبر الهاتف.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2الدويري يحذر العائدين لشمال غزة من مخلفات جيش الاحتلالlist 2 of 2نصف مليون يعودون إلى غزة وأرقام صادمة عن الدمار الهائلend of listوأضاف الطبيب "حيثما وليت وجهك ترى أنقاضا في كل مكان".
وتابعت أن الدكتور مسلّم اضطر الشهر الماضي لمغادرة منزله بغزة رفقة زوجته وأطفاله الـ3 بسبب القصف الإسرائيلي الذي لم ينقطع، ولجأت الأسرة إلى منطقة قريبة، لكن شدة القصف دفعتهم إلى المغادرة "بقلوب مكسورة، وشعور بأننا لن نرى مدينتنا مرة أخرى".
وانتهى به الأمر باستئجار شقة باهظة الثمن في دير البلح، في وسط القطاع، مع عائلته وبينهم والداه المسنّان اللذان يحتاجان إلى رعاية طبية.
عاد الدكتور مسلّم -تتابع لوموند- إلى غزة مشيا على الأقدام مع آلاف النازحين بعد بدء اتفاق وقف إطلاق النار، ليفاجأ بالوضع الكارثي للمدينة، وتساءل في حديثه للصحيفة "كيف سنقوم بالإصلاح في غياب الأسمنت؟ في أي ظروف سنعيش في ديارنا؟ أين سيعود أولئك الذين لم يعد لديهم منازل؟".
وندد مسلّم بسياسة العقاب الجماعي والتطهير العرقي والإبادة الجماعية التي تعرض لها الفلسطينيون في غزة خلال عامين من الحرب التي شنتها إسرائيل، والتي أسفرت عن مقتل أكثر من 67 ألف شخص، بحسب ما صرح به للوموند.
لم يسلم القطاع الصحي نفسه من القصف والاعتقال، فهناك 1590 شهيدا من الكوادر الصحية، بينهم 157 طبيبا.
وتساءل "ماذا فعل سكان غزة ليُعرضوا للتشريد والدمار والقصف على هذا النطاق؟".
من بين القتلى، يفكر محمد مسلّم في الطاقم الطبي الذي قُتل في الغارات الإسرائيلية، كما لا تغيب عن باله صور الجرحى في غزة الذين عالجهم.
إعلانوصرح للوموند قائلا "في أحاديثنا بين الأصدقاء، نقول غالبا إن معركة جديدة تنتظرنا بعد انتهاء هذه الحرب، هذه المعركة هي التي يجب خوضها للتغلب على المعاناة الهائلة التي عانيناها، وعلى الحزن على أحبائنا الذين قُتلوا، ولإعادة بناء غزة، وللحصول على حقوقنا مثل عدم العيش تحت الحصار، ولإعادة حياتنا إلى مسارها الطبيعي".
استهداف الأطر الطبيةوإلى حدود أغسطس/آب الماضي ذكرت الإحصائيات الفلسطينية أن ثلثي المستشفيات باتا خارج الخدمة، وتقلصت أجهزة التشخيص والعمليات بشكل كبير، في حين اختفت الأدوية الضرورية من رفوف الصيدليات، تاركة أكثر من 300 ألف من ذوي الأمراض المزمنة في مواجهة مباشرة مع الجوع والمرض.
وأضافت وزارة الصحة في غزة وقتها أن 6 آلاف و758 من ذوي الأمراض المزمنة توفوا منذ بداية الحرب، نتيجة انقطاع العلاج أو منعهم من السفر لتلقيه.
كما سجلت المراكز الصحية 28 ألف حالة سوء تغذية خلال العام الجاري، ويدخل يوميا نحو 500 شخص المستشفيات بسبب مضاعفات الجوع.
ولم يسلم القطاع الصحي نفسه من القصف والاعتقال، فهناك 1590 شهيدا من الكوادر الصحية، بينهم 157 طبيبا. كما اعتُقل 361 من الطواقم الطبية، ولا يزال 150 منهم رهن الاعتقال، بينهم 88 طبيبا.