طبيب غزاوي للوموند: هذه هي المعركة التي تنتظرنا بعد انتهاء الحرب
تاريخ النشر: 12th, October 2025 GMT
"يبدو الأمر كما لو أن زلزالا دمّر مدينة غزة، هناك الكثير من الأنقاض التي تملأ الشوارع بحيث يصعب المشي، من المستحيل أن تمر سيارة بسهولة"، بهذه الكلمات لخص جراح العيون محمد مسلّم لصحيفة لوموند الفرنسية الأوضاع في غزة بعد انتهاء الحرب التي استمرت لعامين كاملين.
وقالت لوموند إن الدكتور مسلّم (40 عاما) كان في حالة من الذهول عند دخوله غزة، وهي صدمة عاشها كل من دخل المدينة من جيرانه وأصدقائه، كما أكد للصحيفة في حوار عبر الهاتف.
وأضاف الطبيب "حيثما وليت وجهك ترى أنقاضا في كل مكان".
وتابعت أن الدكتور مسلّم اضطر الشهر الماضي لمغادرة منزله بغزة رفقة زوجته وأطفاله الـ3 بسبب القصف الإسرائيلي الذي لم ينقطع، ولجأت الأسرة إلى منطقة قريبة، لكن شدة القصف دفعتهم إلى المغادرة "بقلوب مكسورة، وشعور بأننا لن نرى مدينتنا مرة أخرى".
وانتهى به الأمر باستئجار شقة باهظة الثمن في دير البلح، في وسط القطاع، مع عائلته وبينهم والداه المسنّان اللذان يحتاجان إلى رعاية طبية.
عاد الدكتور مسلّم -تتابع لوموند- إلى غزة مشيا على الأقدام مع آلاف النازحين بعد بدء اتفاق وقف إطلاق النار، ليفاجأ بالوضع الكارثي للمدينة، وتساءل في حديثه للصحيفة "كيف سنقوم بالإصلاح في غياب الأسمنت؟ في أي ظروف سنعيش في ديارنا؟ أين سيعود أولئك الذين لم يعد لديهم منازل؟".
وندد مسلّم بسياسة العقاب الجماعي والتطهير العرقي والإبادة الجماعية التي تعرض لها الفلسطينيون في غزة خلال عامين من الحرب التي شنتها إسرائيل، والتي أسفرت عن مقتل أكثر من 67 ألف شخص، بحسب ما صرح به للوموند.
لم يسلم القطاع الصحي نفسه من القصف والاعتقال، فهناك 1590 شهيدا من الكوادر الصحية، بينهم 157 طبيبا.
وتساءل "ماذا فعل سكان غزة ليُعرضوا للتشريد والدمار والقصف على هذا النطاق؟".
من بين القتلى، يفكر محمد مسلّم في الطاقم الطبي الذي قُتل في الغارات الإسرائيلية، كما لا تغيب عن باله صور الجرحى في غزة الذين عالجهم.
إعلانوصرح للوموند قائلا "في أحاديثنا بين الأصدقاء، نقول غالبا إن معركة جديدة تنتظرنا بعد انتهاء هذه الحرب، هذه المعركة هي التي يجب خوضها للتغلب على المعاناة الهائلة التي عانيناها، وعلى الحزن على أحبائنا الذين قُتلوا، ولإعادة بناء غزة، وللحصول على حقوقنا مثل عدم العيش تحت الحصار، ولإعادة حياتنا إلى مسارها الطبيعي".
استهداف الأطر الطبيةوإلى حدود أغسطس/آب الماضي ذكرت الإحصائيات الفلسطينية أن ثلثي المستشفيات باتا خارج الخدمة، وتقلصت أجهزة التشخيص والعمليات بشكل كبير، في حين اختفت الأدوية الضرورية من رفوف الصيدليات، تاركة أكثر من 300 ألف من ذوي الأمراض المزمنة في مواجهة مباشرة مع الجوع والمرض.
وأضافت وزارة الصحة في غزة وقتها أن 6 آلاف و758 من ذوي الأمراض المزمنة توفوا منذ بداية الحرب، نتيجة انقطاع العلاج أو منعهم من السفر لتلقيه.
كما سجلت المراكز الصحية 28 ألف حالة سوء تغذية خلال العام الجاري، ويدخل يوميا نحو 500 شخص المستشفيات بسبب مضاعفات الجوع.
ولم يسلم القطاع الصحي نفسه من القصف والاعتقال، فهناك 1590 شهيدا من الكوادر الصحية، بينهم 157 طبيبا. كما اعتُقل 361 من الطواقم الطبية، ولا يزال 150 منهم رهن الاعتقال، بينهم 88 طبيبا.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: غوث حريات دراسات ترجمات فی غزة
إقرأ أيضاً:
عربي21 تنشر أسماء أسرى المؤبدات الذين سيفرج الاحتلال عنهم ضمن اتفاق وقف الحرب (طالع)
نشرت وزارة العدل في دولة الاحتلال الإسرائيلي، قائمة بأسماء 250 فلسطينيا من أسرى المؤبدات الذين سيتم إطلاق سراحهم بموجب الاتفاق.
وتنشر السلطات الإسرائيلية عادة أسماء الأسرى الفلسطينيين المزمع الإفراج عنهم، لإتاحة الفرصة للإسرائيليين، أو المنظمات، أو الهيئات، للاعتراض على الإفراج عن أسير معيّن، لكن لم يحدث أن وافقت السلطات على أي طعن إذا كان الإفراج ضمن اتفاق لتبادل الأسرى.
ويعني هذا أن الإجراء هو بروتوكولي بحت، يسبق الإفراج عنهم.
لمطالعة قائمة أسرى المؤبدات الذين سيتم الإفراج عنهم من هنا
وقالت الوزارة: "وفقا لقرار الحكومة الإسرائيلية رقم 3396 "مخطط إطلاق سراح جميع المختطفين الإسرائيليين" المعتمد ليلة 9 تشرين الأول/أكتوبر 2025، والقرار الحكومي رقم 3398 المعتمد صباح الجمعة 10 تشرين الأول/أكتوبر 2025، مرفق طيه قائمة بأسماء الأسرى والمعتقلين الأمنيين المقرر الإفراج عنهم ضمن الخطوط العريضة للإفراج عن المختطفين. المعلومات صحيحة حتى تاريخ النشر وكما قدمتها السلطات الأمنية".
وفي وقت سابق، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي في بيان دخول وقف إطلاق النار بقطاع غزة حيز التنفيذ في تمام الساعة 12:00 بالتوقيت المحلي، ظهر اليوم الجمعة.
وحثت الوزارة الفلسطينيين بضرورة "المحافظة على الممتلكات العامة والخاصة، والابتعاد عن أي تصرفات تشكل خطرا على حياتهم، والتعاون مع عناصر الأجهزة الشرطية والأمنية والخدماتية".
كما دعتهم إلى "الالتزام بكافة التوجيهات والتعليمات التي ستصدر عن الجهات المختصة في أجهزة الوزارة خلال الأيام القادمة"، دون ذكر تفاصيل.
وأشارت إلى أن الجيش الإسرائيلي على مدار عامين من الإبادة الجماعية ركز على "استهداف وزارة الداخلية والأمن الوطني محاولاً ضرب أحد عوامل صمود شعبنا في وجه العدوان".
ولفتت إلى أنه رغم الثمن الفادح الذي دفعته الوزارة من "خيرة قادتها وضباطها، إلا أنها واصلت العمل بكل الإمكانات المتاحة في ظل ظروف بالغة التعقيد كما تصدت لمخططات الاحتلال في إشاعة الفوضى والفلتان داخل المجتمع".
وفي وقت سابق، بدأ الجيش الإسرائيلي الانسحاب التدريجي من مناطق في محافظات قطاع غزة للتمركز في المواقع الجديدة وفق خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وفي أعقاب الانسحاب، بدأ عشرات الآلاف من النازحين الفلسطينيين العودة إلى مدينة غزة عبر شارعي الرشيد غربا وصلاح الدين شرقا.
وقالت "القناة 12" العبرية الخاصة، إن الجيش الإسرائيلي يواصل انسحابه التدريجي داخل قطاع غزة على أن يستكمل خلال 24 ساعة الانسحاب إلى المواقع المحددة في خطة ترامب.
وفجر الجمعة، صادقت حكومة إسرائيل على اتفاق وقف الحرب على قطاع غزة وتبادل الأسرى مع الفصائل الفلسطينية.