فانس يتحدى "التنظيم المفرط" للذكاء الاصطناعي في أوروبا أثناء حضوره قمة باريس
تاريخ النشر: 12th, February 2025 GMT
نائب الرئيس الأمريكي يحذر القادة العالميين والمديرين التنفيذيين في صناعة التكنولوجيا من أن الإفراط في السيطرة قد يشل صناعة الذكاء الاصطناعي سريعة النمو، وذلك في توبيخ للجهود الأوروبية للحد من مخاطر الذكاء الاصطناعي.
حذر نائب الرئيس الأمريكي جيه دي فانس مما أسماه "التنظيم المفرط" للذكاء الاصطناعي خلال قمة العمل للذكاء الاصطناعي في باريس يوم الثلاثاء، قائلاً إن إدارة ترامب لن تقبل "تضييق الخناق" على الشركات الأمريكية.
استهدفت كلمة فانس أمام القادة العالميين والمديرين التنفيذيين في صناعة التكنولوجيا النهج التنظيمي الذي تتبعه أوروبا في مجال الذكاء الاصطناعي، إضافةً إلى سياساتها المتعلقة بإدارة المحتوى على المنصات التكنولوجية الكبرى، مما يعكس اتساع الخلاف الثلاثي حول مستقبل التكنولوجيا.
ففي ظل إدارة الرئيس دونالد ترامب، تؤيد الولايات المتحدة نهج عدم التدخل في الابتكار، بينما تشدد أوروبا قبضتها من خلال لوائح صارمة لضمان السلامة والمساءلة. وفي الوقت نفسه، توسع الصين نفوذها في مجال الذكاء الاصطناعي من خلال شركات التكنولوجيا العملاقة المدعومة من الدولة، متنافسة على الهيمنة في السباق العالمي.
وقال فانس: "إدارة ترامب منزعجة من التقارير التي تفيد بأن بعض الحكومات الأجنبية تفكر في تضييق الخناق على شركات التكنولوجيا الأمريكية ذات البصمة العالمية"، مضيفًا: "أمريكا لا يمكن أن تقبل بذلك، ولن تقبل به، ونعتقد أنه خطأ فادح، ليس فقط بالنسبة للولايات المتحدة، بل لدولكم أيضًا."
وقام فانس بأول رحلة خارجية له كنائب للرئيس لحضور قمة الذكاء الاصطناعي، حيث استغل أول خطاب رئيسي له حول السياسة العامة لوضع الذكاء الاصطناعي في إطار نقطة تحول اقتصادية، محذرًا من أن العالم يواجه "احتمالاً استثنائيًا لثورة صناعية جديدة، تضاهي اختراع المحرك البخاري."
وأضاف فانس: "لكنها لن تتحقق أبدًا إذا كان الإفراط في التنظيم يثني المبتكرين عن المخاطرة اللازمة لدفع عجلة التقدم."
تصاعد الانقسامات حول مستقبل الذكاء الاصطناعيمع ظهوره في كل من قمة الذكاء الاصطناعي ومؤتمر ميونيخ للأمن في وقت لاحق من هذا الأسبوع، يسعى فانس إلى إبراز نهج ترامب القوي في الدبلوماسية.
وأكد أن إدارة ترامب "ستضمن أن تكون أنظمة الذكاء الاصطناعي المطورة في أمريكا خالية من التحيز الأيديولوجي"، متعهدًا بأن الولايات المتحدة "لن تقيد حق مواطنيها في حرية التعبير."
وقد برز غياب الولايات المتحدة عن وثيقة دولية وقعتها أكثر من 60 دولة، بما في ذلك الصين، مما جعل إدارة ترامب الغائب الأبرز عن التعهد العالمي لتعزيز التطوير المسؤول للذكاء الاصطناعي.
نصّت الوثيقة على "تعزيز إمكانية الوصول إلى الذكاء الاصطناعي لتقليل الفجوات الرقمية"، و"ضمان أن يكون مفتوحًا، شاملًا، شفافًا، وأخلاقيًا". كما أكّدت على "ضرورة جعل الذكاء الاصطناعي مستدامًا للناس والكوكب، وحماية حقوق الإنسان، والمساواة بين الجنسين، والتنوع اللغوي، وحقوق المستهلك والملكية الفكرية."
وفي خطوة مفاجئة، وقّعت الصين على الإعلان، رغم الانتقادات المستمرة لسجلها في حقوق الإنسان، مما وسع الهوة بين الولايات المتحدة وبقية العالم في السباق على ريادة الذكاء الاصطناعي.
يأتي هذا الاتفاق بالتزامن مع بدء الاتحاد الأوروبي في تطبيق قانون الذكاء الاصطناعي، وهو أول تشريع شامل في العالم ينظم هذا القطاع، والذي دخل حيز التنفيذ في أغسطس الماضي.
من جانبها، أكدت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، أن "الذكاء الاصطناعي يحتاج إلى ثقة الناس ويجب أن يكون آمنًا"، لكنها أقرت أيضًا بالمخاوف المتعلقة بالعبء التنظيمي.
وأضافت: "في الوقت نفسه، ندرك الحاجة إلى تقليل الإجراءات البيروقراطية لجعل الأمور أكثر سهولة، وسنعمل على تحقيق ذلك."
كما أعلنت فون دير لاين عن وصول استثمارات "مبادرة الاستثمار في الذكاء الاصطناعي" إلى 200 مليار يورو، بما في ذلك 20 مليار يورو مخصصة لإنشاء مصانع ضخمة لتطوير الذكاء الاصطناعي في جميع أنحاء أوروبا.
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية نقابات عمالية تدعو ماكرون لعقد قمة عاجلة لمواجهة تهديدات الذكاء الاصطناعي على العمال عشية انطلاق قمة الذكاء الاصطناعي في باريس.. فيديو لماكرون كما لم تروه من قبل فما هي الرسالة؟ وسط ضغوط فدرالية وامتثالًا لقواعد ترامب.. غوغل تُعدّل سياساتها في التنوع على برامج الذكاء الاصطناعي دونالد ترامبالذكاء الاصطناعيتكنولوجياأورسولا فون دير لايينالمصدر: euronews
كلمات دلالية: دونالد ترامب غزة حركة حماس ضحايا أوروبا الدنمارك دونالد ترامب غزة حركة حماس ضحايا أوروبا الدنمارك دونالد ترامب الذكاء الاصطناعي تكنولوجيا أورسولا فون دير لايين دونالد ترامب حركة حماس ضحايا غزة أوروبا الدنمارك قطاع غزة إسرائيل الاتحاد الأوروبي وقف إطلاق النار بنيامين نتنياهو للذکاء الاصطناعی الولایات المتحدة الذکاء الاصطناعی الاصطناعی فی إدارة ترامب یعرض الآنNext
إقرأ أيضاً:
دعوة لمقاربة شاملة لتنظيم الذكاء الاصطناعي
يحتاج العالم بشكل عاجل إلى مقاربة شاملة لتنظيم الذكاء الاصطناعي للحؤول دون أن يؤدي أي تفلت في هذا المجال إلى تفاقم المخاطر وعدم المساواة، على ما تؤكد الأمينة العامة للاتحاد الدولي للاتصالات، وهي وكالة متخصصة تابعة للأمم المتحدة، في مقابلة صحفية.
تأمل الأميركية دورين بوغدان-مارتن، التي تترأس الاتحاد الدولي للاتصالات منذ عام 2023، أن "يُفيد الذكاء الاصطناعي البشرية جمعاء حقا"، على ما قالت خلال المقابلة التي أجريت معها هذا الأسبوع في جنيف.
وأكدت أن تنظيم الذكاء الاصطناعي أمر أساسي في ظل تزايد المخاوف بشأن مخاطر هذه التقنية، بينها القلق من فقدان الوظائف ومن المعلومات المضللة وانتشار "التزييف العميق" (محتوى مُتلاعب به باستخدام الذكاء الاصطناعي)، وزعزعة النسيج الاجتماعي.
وأضافت "من المُلحّ السعي لوضع الإطار المناسب"، على أن يتم ذلك من خلال "مقاربة شاملة".
تأتي تعليقاتها بعد أن كشف البيت الأبيض أخيرا عن خطة عمل لتعزيز التطوير الحر لنماذج الذكاء الاصطناعي الأميركية في الولايات المتحدة وخارجها، رافضا أي مخاوف بشأن إساءة استخدامها المحتملة.
وقد رفضت بوغدان-مارتن التعليق على هذا التطور الأخير، موضحة أنها "لا تزال تحاول استيعابه".
وقالت "أعتقد أن هناك مقاربات مختلفة" في المسألة، مضيفة "هناك مقاربة الاتحاد الأوروبي، وثمة المقاربة الصينية. واليوم، نشهد على المقاربة الأميركية. أعتقد أن ما نحتاجه هو تفاعل هذه المقاربات".
وأشارت أيضا إلى أن "85% من الدول لا تزال تفتقر إلى سياسات أو استراتيجيات للذكاء الاصطناعي".
ولفتت بوغدان-مارتن إلى أن قضايا الابتكار وبناء القدرات والاستثمار في البنية التحتية ترتدي أهمية محورية بشكل خاص في المناقشات المتعلقة بالتنظيم.
لكنها أبدت اعتقادا بأن "النقاش لا يزال بحاجة إلى أن يُجرى على المستوى العالمي لتحديد مقدار التنظيم اللازم".
أمضت المسؤولة الرفيعة المستوى معظم مسيرتها المهنية في الاتحاد الدولي للاتصالات، وتعتقد أن هذه الوكالة الأممية المسؤولة عن تطوير خدمات وشبكات وتقنيات الاتصالات في جميع أنحاء العالم، تتمتع بمكانة جيدة للمساعدة في تسهيل الحوار بين الدول حول تنظيم الذكاء الاصطناعي.
وأكدت أن "الحاجة إلى نهج عالمي تبدو أساسية بالنسبة لي"، محذرة من أن "المقاربات المجزأة لن تخدم الجميع ولن تصل إليهم".