كيف يفكّر ترامب وإيلون ماسك في قيادة أمريكا؟
تاريخ النشر: 16th, February 2025 GMT
قال بول ر. بيلار ضابط سابق في الاستخبارات الوطنية في الشرق الأدنى وجنوب آسيا، إن ما يفعله الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وإيلون ماسك، بالسلطة التنفيذية للحكومة الأمريكية؛ ليس أقل من تخريب واسع النطاق.
الفوضى هي الهدف، وليس الكفاءة
وأضاف مؤلف كتاب ”ما وراء حافة المياه: كيف تفسد الحزبية السياسة الخارجية الأمريكية“ (Water’s Edge: How Partisanship Corrupts U.S. Foreign Policy)، في مقاله بموقع مجلة "ناشونال إنترست": يقدم دونالد ترامب وإيلون ماسك نموذجاً لزعزعة استقرار الحكومة الأمريكية من خلال تكتيكات التخريب والتطهير في المؤسسات الفيدرالية.
بدلاً من العمل على تحسين الأداء الحكومي، يسعى الاثنان إلى تقويض قدرات الإدارات والهيئات الحكومية بشكلٍ ممنهج. ويُظهر هذا السلوك تجاهلاً واضحاً لعواقب هذه السياسات طويلة الأمد، مثل تجميد المشاريع الدولية وتقويض ثقة الجمهور في المؤسسات العامة. لماذا يُضعف ترامب السلطة قد يبدو غريباً أن يعمل رئيسٌ منتخب على تدمير المؤسسة التي يقودها، لكن دوافع ترامب تتجاوز مجرد السعي لتحقيق كفاءة حكومية. بالنسبة له، تُعتبر الفوضى وسيلة لتحقيق هدف أكبر: تعزيز سلطته الشخصية على نحو لا يقيده القانون أو المعارضة السياسية.
وحتى لو أدى ذلك إلى إلحاق ضرر بالضمان الاجتماعي أو غيره من البرامج الحيوية، فإن ترامب يرى في هذه الفوضى فرصة لتبرير هجومه المستمر على "الدولة العميقة". الخوف الجمهوري والتبعية لترامب ومضى الكاتب يقول إن الخوف من خسارة الانتخابات التمهيدية أمام مرشحين موالين لترامب يدفع العديد من الجمهوريين في الكونغرس إلى تأييد سياساته المثيرة للجدل. ومع ذلك، فإن هذا الدعم يأتي على حساب صلاحيات الكونغرس الدستورية وأي اعتبارات استراتيجية طويلة الأمد.
حتى في الدوائر الانتخابية غير الآمنة، يبدو أن القادة الجمهوريين يفضلون الانصياع لترامب على حساب مصالحهم السياسية المستقبلية. خطاب ترامب التحريضي
وأوضح الكاتب أن خطاب ترامب الذي يصور البيروقراطية كجزء من "الدولة العميقة" يلقى صدى لدى قاعدته الشعبية، التي غالباً ما تكون غير مطلعة على التفاصيل المعقدة للسياسات الحكومية.
فالجمهور العام يميل إلى التركيز على القضايا المحلية المباشرة، بينما يتجاهل القضايا العالمية مثل المساعدات الخارجية، مما يجعل من السهل على ترامب وماسك تنفيذ سياساتهم دون مقاومة كبيرة.
ولفت الكاتب النظر إلى أنه يمكن رؤية جذور استراتيجية ترامب في أسلوب نيوت غينغريتش في التسعينيات، حيث اعتمد على عرقلة عمل الكونغرس لتقويض الثقة في الحكومة.
واليوم، يطبق ترامب النهج نفسه على السلطة التنفيذية، مستخدماً الفوضى كوسيلة لتعزيز موقفه السياسي. وفي حال حدوث مشكلات، مثل حرمان الناس من مدفوعات الضمان الاجتماعي، فإن ترامب يمكنه ببساطة إلقاء اللوم على "البيروقراطية الفاشلة".
ولا يسعى ترامب إلى تحسين أداء الحكومة أو تقليل الهدر. بل إن الفوضى التي يسببها هي الهدف النهائي، حيث يستخدمها كدليل على فشل المؤسسات الحالية لتبرير المزيد من التخريب.
ثانياً: السلطة فوق كل شيء
دوافع ترامب ليست مرتبطة بجوهر السياسات التي تستهدفها الفوضى. بل يسعى إلى تعزيز سلطته الشخصية بطريقة تتجاوز أي قيود قانونية أو سياسية.
ثالثاً: السخط الشعبي ليس رادعاً
وحتى لو أدى هذا النهج إلى سخط شعبي واسع النطاق، فإن ترامب سيواصل استغلال هذه الديناميكيات لتحقيق أهدافه. وإذا نجت الديمقراطية الأمريكية، فقد يستغرق إصلاح الأضرار الناتجة عنها أجيالاً. خطة مدروسة وخلص الكاتب إلى أن ما يقوم به ترامب وماسك ليس مجرد فوضى عشوائية، بل هو جزء من خطة مدروسة لتقويض المؤسسات الديمقراطية الأمريكية، وعلى الرغم من أن هذه السياسات قد تؤدي إلى عواقب وخيمة على المدى الطويل، إلا أن تركيزهما على تحقيق السلطة المطلقة يجعلهما غير مبالين بهذه التداعيات.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: عام المجتمع اتفاق غزة إيران وإسرائيل القمة العالمية للحكومات غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية إيلون ماسك ترامب وماسک
إقرأ أيضاً:
ارتفاع النفط بعد منع أمريكا تصدير الخام الفنزويلي
العُمانية / ارتفعت أسعار النفط في التعاملات المبكرة اليوم بعد أن منعت الولايات المتحدة شركة شيفرون من تصدير الخام من فنزويلا بموجب ترخيص جديد، مما يزيد من احتمال تقلص المعروض.
وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 47 سنتًا، أو 0.73 بالمئة، إلى 64.56 دولار للبرميل. وصعد كذلك خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 49 سنتًا، أو نحو 0.8 بالمئة، إلى 61.38 دولار للبرميل.
وبحسب وكالة "رويترز" للأنباء فإن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أصدرت ترخيصًا جديدًا لشيفرون يسمح لها بالاحتفاظ بأصولها في فنزويلا ولكن ليس لتصدير النفط أو توسيع أنشطتها.
وكتب روبرت ريني رئيس استراتيجية السلع والكربون لدى ويستباك في مذكرة "فقدان براميل شيفرون الفنزويلية في الولايات المتحدة سيترك نقصًا في المصافي وبالتالي الاعتماد أكثر على خام الشرق الأوسط".
وكان ترامب ألغى الترخيص السابق في 26 فبراير.
ومن المقرر عقد اجتماع كامل لمنظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفائها، فيما يعرف باسم أوبك+، اليوم. غير أنه من غير المتوقع حدوث أي تغييرات في السياسة.