كشفت تحقيقات حديثة، أن بعضاً من أفقر دول العالم، مثل الصومال واليمن وهايتي، لجأت إلى توقيع عقود بملايين الدولارات مع جماعات ضغط أمريكية ترتبط مباشرة بالرئيس دونالد ترامب، في محاولة لتعويض خفض المساعدات الإنسانية الأمريكية، عقب قرارات ترامب بتقليص دور الولايات المتحدة في دعم الدول الهشة.

ووفقاً لتحقيق أجرته منظمة "جلوبال ويتنس"، فإن هذه الدول بدأت بالفعل بالمقايضة على مواردها الطبيعية الحيوية – مثل المعادن النادرة – مقابل تلقي مساعدات إنسانية أو دعم عسكري، في سياق يصفه مراقبون بأنه "شكل جديد من الاستغلال".

موارد مقابل بقاء

بعد إغلاق الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية بأمر من ترامب، حذر خبراء من أن ذلك قد يؤدي إلى أكثر من 14 مليون حالة وفاة يمكن تجنبها خلال خمس سنوات. ويبدو أن بعض الحكومات لم تجد أمامها سوى طريق اللوبيات لفتح قنوات الدعم مجدداً، ولكن بشروط مجحفة.

وبحسب وثائق خضعت لقانون تسجيل الوكلاء الأجانب في الولايات المتحدة، فقد وقّعت 11 دولة نامية عقوداً مع شركات ضغط مقرّبة من ترامب، بلغت قيمتها 17 مليون دولار خلال الأشهر الستة الأولى بعد انتخابات نوفمبر 2024.

وتعد الكونغو الديمقراطية مثالاً بارزاً، إذ وقعت عقوداً بقيمة 1.2 مليون دولار مع شركة Ballard Partners، المملوكة لبريان بالارد، أحد أبرز المقربين من ترامب والداعمين لحملاته منذ عام 2016. وتأتي هذه الخطوة في ظل مساعٍ من الكونغو لتأمين دعم أمريكي ضد المتمردين المدعومين من رواندا، مقابل السماح للشركات الأمريكية بالوصول إلى ثرواتها من الليثيوم والكوبالت والكولتان.

اليمن والصومال وباكستان على القائمة

وقع كل من الصومال واليمن أيضاً عقوداً مع شركة BGR Government Affairs، بقيمة 550 ألف دولار و372 ألف دولار على التوالي. وتعرف الشركة بارتباطها الوثيق بالإدارة الأمريكية الحالية، حيث يشغل أحد شركائها السابقين، شون دافي، منصب وزير النقل في حكومة ترامب.

أما باكستان، التي تعاني من فقر مدقع رغم ثرواتها المعدنية، فقد أبرمت عقدين مع شركات ضغط مقربة من ترامب بقيمة إجمالية تصل إلى 450 ألف دولار شهرياً. وتشير التقارير إلى تورط عدد من المقربين من ترامب في هذه الصفقات، من بينهم كيث شيلر، الحارس الشخصي السابق للرئيس.

أصبحت المعادن النادرة والموارد الاستراتيجية أولوية لدى إدارة ترامب، في إطار سعيها لتقليل الاعتماد على الصين، التي تهيمن حالياً على سلاسل التوريد العالمية لهذه المعادن الحيوية. وتشير التحقيقات إلى أن بعض الدول تعرض أيضاً موانئ وقواعد عسكرية مقابل الحصول على دعم أمريكي.

وتحذر "جلوبال ويتنس" من أن هذه الصفقات لا تتم بشفافية، وقد تكرس أنماطاً جديدة من الاستغلال الجيوسياسي، حيث يستخدم المساعدات كأداة تفاوض لا تخضع للمعايير الأخلاقية أو العدالة.

يثير هذا التحول قلقاً متزايداً بشأن الطريقة التي تدار بها العلاقات الدولية في عهد ترامب الثاني، حيث يجبر الأضعف على تقديم تنازلات استراتيجية مقابل الحد الأدنى من البقاء.

طباعة شارك ترامب المعادن أمريكا

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: ترامب المعادن أمريكا من ترامب

إقرأ أيضاً:

أمريكا تغيّر أولوياتها.. 1.6 مليار دولار من دعم أوكرانيا إلى مصانع الذخيرة

قررت الولايات المتحدة توجيه أكثر من 1.6 مليار دولار، التي كانت مخصصة في الأصل لدعم أوكرانيا، إلى تجديد ترسانتها العسكرية، في خطوة تهدف إلى تعزيز الإنتاج المحلي للذخائر وتقليل الاعتماد على الموردين الأجانب.

وأوضح تحليل لوكالة سبوتنيك، أن هذه الأموال تم تخصيصها في إطار تعزيز القدرات العسكرية الأمريكية، شاملة استثمارات كبيرة في بناء وتحديث مصانع رئيسية لإنتاج المتفجرات والقذائف المدفعية ومكوناتها، ومن بين أبرز المشاريع، تم تخصيص أكثر من 600 مليون دولار لبناء مصنع جديد لإنتاج مادة “تي إن تي”، بطاقة إنتاجية تصل إلى 5 ملايين رطل سنويًا.

وتأتي هذه الخطوة في وقت حرج حيث تواجه الولايات المتحدة ضغوطًا لاستنزاف مخزوناتها العسكرية نتيجة الدعم المستمر المقدم لأوكرانيا، وفي وقت سابق، أفادت تقارير غربية بأن واشنطن قد علقت مؤقتًا إمدادات الأسلحة والذخيرة إلى كييف بسبب تدهور المخزون الأمريكي، مع التركيز على ضمان استراتيجيات الدفاع الداخلي.

وفي تصريحات سابقة، شدد الممثل الدائم للولايات المتحدة لدى حلف الناتو، ماثيو ويتيكر، على أن الأولوية هي “أمريكا أولًا”، حيث أكد على ضرورة أن تركز واشنطن على ضمان قوتها الدفاعية الاستراتيجية قبل إرسال المزيد من الأسلحة.

ورغم هذه الخطوات، أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في السابع من يوليو الجاري على وعده بتقديم المزيد من الأسلحة إلى أوكرانيا، مشيرًا إلى أن الأسلحة التي ستُرسل هي “دفاعية” بالأساس.

في المقابل، أعلن المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، أن توريد الأسلحة إلى أوكرانيا يتعارض مع محاولات تعزيز التسوية السلمية للنزاع.

مقالات مشابهة

  • ترامب يعلن رسوما جمركية بنسبة 35% على كندا ويهدد بالمزيد
  • البنتاغون يضخ 400 مليون دولار لاحتكار المعادن النادرة.. كيف تنوي أمريكا قلب الطاولة على الصين؟
  • الناشط محمود خليل يطالب الإدارة الأمريكية بتعويض قيمته 20 مليون دولار
  • 20 مليون دولار تعويضاً لاعتقال قائد احتجاجات فلسطين في أمريكا
  • إدارة ترامب تعلن رواتب البيت الأبيض لعام 2025.. وتنفذ أكبر تقليص في جهاز الاستخبارات الأمريكية
  • شر البلية ما يضحك.. المنصات تتفاعل مع الرسوم التي فرضها ترامب على العراق
  • ترامب: نتمنى من الدول الإفريقية شراء الأسلحة الأمريكية لأنها الأفضل عالميا
  • أمريكا تغيّر أولوياتها.. 1.6 مليار دولار من دعم أوكرانيا إلى مصانع الذخيرة
  • أمريكا وروسيا والصين.. استطلاع يكشف الدول الأكثر تهديدا لجيرانها