جريدة الرؤية العمانية:
2025-06-02@03:03:57 GMT

مُلهمةٌ لحروفي مُذ عرفتها

تاريخ النشر: 16th, February 2025 GMT

مُلهمةٌ لحروفي مُذ عرفتها

 

 

منى بنت حمد البلوشية

منذ سنوات كنتُ أقرأ بجريدة عُمان ملحق مرايا الذي يصدر نهاية كل أسبوع حافل بالإنجازات والأعمال التي تم إنجازها، ومع بداية كل صباح أجد ذلك الملحق مع صحيفته الرسمية التي لا تخلو من الأخبار التي حدثت خلال اليوم الفائت وما قبله، وتلك الزاوية والعمود الذي عشقتُ قراءته لمدة سنوات حتى توقف كاتبه عن الكتابة به، كان ولا بد لي أن يبدأ يومي وينتهي بقراءة ذلك العمود ليشحن بي قواي وكلمات محبوسة بداخلي، والأهم من ذلك كان والدي -حفظه الله ورعاه- حريصا أن يقتنيها ويجلبها لي في الصباح الباكر حتى لا تفوتني ولا أجد نسختي تلك بعد نفاد عدد الصحف منها، بعد أن علِم بتعلقي لقراءة ذلك العمود الذي عشقت قراءته.

وجدتُ نفسي أنتظر نهاية الأسبوع، بفارغ الصبر وكأنني أنتظر شيئًا ما مُفرحًا آتٍ وعلى الموعد المُنتظر، وأحيانًا أجد حروف ذلك الكاتب وكأنها خُيلت لي قبل كتابتها وتحدث أن تصدر كما تخيلت، ذلك العمود الذي يجعلني أطير معه وأنا أحلق بجناحين، كانت كل أحرفها وكأنها تتحدث عني وكأنني أنا من يكتبها، حينها وجدتُ أني أبحث عن كاتب ذلك العمود في برامج التواصل الاجتماعي، حتى أوصلني أحد المتابعين إلى كاتبتي وملهمتي شريفة التوبي التي ألهمت حروفي شيئًا من أحرفها ومن مشاعرها، وجدتُ أنني أعشق حروفها وتلهمني لأن أكتب المزيد بعد أن شعرتُ بأنني أعشق الكتابة التي اكتشفتها إحدى معلماتي في مدرستي، وشجعني عليها والدي ودعمني وساندني بها منذ طفولتي، حتى حدث ما تمنيت وأخرجت ما بي من حروف تتراقص على أسماع من يقرأها، كما تراقصت أحرف ملهمتي على جوارحي ومخيلتي.

إنني أتحدث عن الكاتبة شريفة التوبي، الملهمة لي بعد أن عرفتها، وأصبحت بيني وبين أحرفها ألفة وكأنها أنا التي تكتب كل ما يجول بخاطري وجعبتي.

وبعدها بدأت مكتبتي لا تخلو من كتب ملهمتي إلا وأقتنيه منذ أول صدوره ويكون بين دفتي رفوفها، ويمتلك اسمًا بالكاتبة شريفة التوبي وبإصداراتها، وأصبحت سجين الزرقة والبيرق بأجزائها وغيرها من الإصدارات بين أعيني وكأنني أمتلك كنزًا ثمينًا لا يقترب منه أحد، وأصبح كل كتاب لي ملهمًا ولا أخفي عليكم رسائل لم تصل التي كتبتها إلى سعاد أبكتني وأنا أقرؤها وكأنها تمثل ما بي من فقد وألم وفراق، فما أحوجنا للراحلين ولقلوبهم المحبة بصدق، ونثار التي نثرت على روحي أحرفها ووجدتني بينها، ماذا أكتب لأقول لكم كم عشقتُ أحرفها قبل أن أعرفها.

هنا أكتب مقالتي هذه وأقول: شكرًا لإلهامٍ ألهمتني به الكاتبة شريفة التوبي وأنا أترقب عمود مرايا لأقرأ تلك المشاعر التي تكتب وكأنها لي، وربما كأنني أنا من كتبها لكونها تلامس مشاعري وأحاسيسي، وما زلت أتفقد ما تكتبه في برامج التواصل الاجتماعي وإن كانت حروف في تغريدة، فإلهامها لا ينتهي، كآخر مقالة كتبتها وهي تصف شدة الشوق الذي يكنه قلبها لإمطي التي تسكن جوارها وقلبها، وتاريخها المُعتق بماء الورد الجبلي، كقريتي التي عشت بها عمرًا وأبكيها دهرًا لفراقي لها، وما آلا بها، إلا أنها ما زالت تسكن بعروقي ودمي الذي يسري بي وينطق بها، وكلما داهمني الشوق لها، أجدني بين أزقتها التي تساوت مع الأرض، وكأنّ روحي سبقت جسدي بزيارتها، هو هكذا الشوق والحنين الذي بداخلنا لا يكمله إلا رؤية من نحب ونعشق أمام أعيينا حتى يخفت لهيبه، ولن يخفت ما دام الحب يزداد، رغم أنّ الشوق للغائب الذي لا عودة له يظل لهيبه مشتعلًا لا يطفئه حرف ولا كلمة وإن كتبت إلا أنها ستصبح كرسائل إلى سعاد فلم تصل إليها.

فكلما أردتُ إلهامًا وجدت ملهمتي تكتب وتلهمني حتى أنني وجدتني هنا أكتب عنها بلا تردد، ولكي لا أتردد أمسكت بأحرف مفاتيح جهازي وجلستُ جلسة إلهام وتأمل وكتبي أمامي، وكثيرًا ما أسمع وألتقي بمن لهم ملهمين وقدوات في مجالاتهم، وأنا لا أفصح عما بداخلي حتى أنني أجدني بين كتاباتها وأحرفها فهي مصدر إلهامي.

ولهذا اليوم الذي أكتب فيه عن الكاتبة وملهمتي شريفة التوبي، إلّا أنني لم ألتق بها بعد، فوجدت نفسي ألتقي بها في منامي وأحاديث الشوق تحدثت معها، ورسائلنا التي تحمل الشوق للقاء قريب، فما زال هناك متسع من الوقت وسنلتقي قريبًا بعد كل المحادثات التي حدثت بيننا.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

بولتون الذي تجاوزه التاريخ يواصل دعم دعاية البوليساريو

زنقة 20 | متابعة

عاد جون بولتون، مستشار الأمن القومي الأمريكي الأسبق في عهد إدارة دونالد ترامب، إلى واجهة النقاش السياسي الدولي بموقف لافت يعيد فيه تأييده لجبهة البوليساريو والجزائر، في وقت تحظى فيه سيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية بدعم 116 دولة عبر العالم.

وفي مقال رأي نشره مؤخرًا، جدّد بولتون دعوته إلى تنظيم استفتاء لتقرير مصير سكان الصحراء، مستندًا إلى القرار الأممي 690 الصادر عام 1991، الذي أسس لبعثة المينورسو.

واعتبر بولتون أن هذا المسار هو السبيل الأنسب لتسوية النزاع، محذرًا من “تنامي النفوذ الروسي والصيني في منطقة غرب إفريقيا” في حال استمرت الولايات المتحدة في دعم الموقف المغربي.

وفي دفاعه عن البوليساريو، رفض بولتون الاتهامات التي تربط الجبهة بالإرهاب أو بالتعاون مع إيران، مشيرًا إلى تقارير نشرتها صحيفة واشنطن بوست ومصادر أخرى تؤكد نفي كل من الحكومة السورية والبوليساريو لأي علاقة بميليشيات أجنبية دربتها طهران في سوريا.

كما أشار إلى أن هذه “الدعاية”، على حد وصفه، قد أثرت في بعض المشرّعين الأمريكيين، مثل الجمهوري جو ويلسون، الذي قدّم مشروع قانون يصنّف البوليساريو كمنظمة إرهابية.

وأضاف بولتون أن “الصحراويين لم يكونوا يومًا عرضة للتطرف”، معتبرًا أن ربطهم بالدعاية الشيعية الإيرانية لا يستند إلى وقائع، خاصة في ظل وجود طويل الأمد للمنظمات الدينية والمدنية الأمريكية في مخيمات تندوف، والتي تقدّم خدمات إنسانية وتعليمية.

وتجاهل بولتون الوقائع الأمنية التي تشير إلى صورة مغايرة، حيث كانت وزارة الخارجية الأمريكية قد أعلنت، في أكتوبر 2019، عن مكافأة قدرها 5 ملايين دولار مقابل معلومات تؤدي إلى القبض على الإرهابي عدنان أبو وليد الصحراوي، وهو عضو سابق في البوليساريو، انضم لاحقًا إلى داعش وقاد عمليات دامية في منطقة الساحل.

كما ذكر روبرت جرينواي، مدير مركز أليسون للأمن القومي التابع لمؤسسة “هيريتيج” المحافظة، بأن جبهة البوليساريو كانت مسؤولة عن مقتل 5 مواطنين أمريكيين في هجوم وقع عام 1988، وهو ما يعزز المطالبات داخل الكونغرس بتصنيفها ضمن لائحة التنظيمات الإرهابية.

وتأتي مواقف بولتون هذه رغم اعتراف إدارة ترامب، في ديسمبر 2020، بسيادة المغرب على الصحراء الغربية، وهو القرار الذي سبق أن انتقده بولتون بشدة، معتبراً أنه “تخلى عن مسار الشرعية الدولية”.

ويُشار إلى أن دعوة بولتون لإجراء استفتاء تأتي في ظل واقع دولي جديد، حيث تخلت الأمم المتحدة رسميا عن هذا الخيار منذ أوائل الألفية الثالثة، في عهد الأمين العام الأسبق كوفي عنان، الذي قرر حل اللجنة المكلفة بتحديد المؤهلين للمشاركة في الاستفتاء، لعدم توافق الأطراف.

مقالات مشابهة

  • شاهد بالفيديو.. شيخ الطريقة يرد بقوة على الفنان شريف الفحيل: (انت كلك عِبر وأنا بعتبرك قونة يا شريفة والكيزان سبب ظهورك في النيل الأزرق)
  • بوريطة: الموقف الذي عبرت عنه المملكة المتحدة بشأن قضية الصحراء المغربية سيعزز الدينامية التي يعرفها هذا الملف
  • سعد: الغائب الذي لم يَغب
  • في اليوم الذي يسمونه يوم القدس
  • فياض: الحكومة عاجزة وهامدة وكأنها غير مكترثة بمعاناة الجنوبيين
  • سبب مرض كتف الأبوة النادر الذي يعاني منه ولي عهد الأردن
  • ليس حسام حسن.. من المدرب الذي سيقود منتخب مصر في كأس العرب؟
  • عرفة.. خطيب المسجد الحرام: يوم وفاء بالميثاق الذي أخذه الله على بني آدم
  • شريفة: النهوض بالداخل ضرورة وطنية
  • بولتون الذي تجاوزه التاريخ يواصل دعم دعاية البوليساريو