وثائق FBI: اغتيال ترويل كان جزءاً من مخطط أوسع لاستهداف أمريكيين بالعراق
تاريخ النشر: 21st, February 2025 GMT
21 فبراير، 2025
بغداد/المسلة: يبدو أن العلاقات العراقية-الأمريكية تتجه نحو مرحلة جديدة من التعقيد بعد الكشف عن تفاصيل جديدة في حادثة اغتيال المدرس الأمريكي ستيفن ترويل في بغداد. وبينما كانت العلاقات بين الطرفين تشهد تذبذباً بين التعاون والتوتر، فإن هذا التطور يضيف بُعداً جديداً قد يؤثر على مسار التعاون الأمني والسياسي بين البلدين .
تفاصيل جديدة تربط الحادث بجماعة “أهل الكهف”
كشف تقرير حديث لمعهد واشنطن لشؤون الشرق الأدنى عن إفادة من مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) تتضمن معطيات تشير إلى تورط جماعة “أهل الكهف” في اغتيال ستيفن ترويل قبل نحو ثلاثة أعوام.
التقرير الذي أعده المحلل مايكل نايتس يشير إلى أن عملية الاغتيال تمت عبر خلية شكلها فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، حيث ضمت تسعة أشخاص بينهم عناصر من الجماعة العراقية بالإضافة إلى ضابط استخباراتي إيراني يُدعى محمد رضا نوري، يحمل الجنسيتين الإيرانية والسورية وفق زعم المحلل.
الإفادة التي يتألف منها التقرير، والمكونة من 28 صفحة، كشفت أن الهدف من العملية لم يكن فقط تصفية ترويل، بل كانت جزءاً من مخطط أوسع شمل اختطاف واغتيال شخصيات أمريكية أخرى ضمن رد إيراني على مقتل قائد فيلق القدس قاسم سليماني ونائب رئيس الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس في مطلع عام 2020. كما أظهرت الرسائل المشفرة التي تم اعتراضها أن الخلية واجهت صعوبات في تجنيد أشخاص مناسبين لتنفيذ العمليات، مما دفع الحرس الثوري الإيراني إلى البحث عن عناصر جديدة غير معروفة لدى الاستخبارات العراقية والغربية.
أهل الكهف.. مسؤولية متذبذبة وبيان متناقض
في بداية التحقيقات، تبنت جماعة “أهل الكهف” عملية الاغتيال عبر بيان رسمي، زعمت فيه أن الهجوم كان انتقاماً لمقتل سليماني والمهندس. لكن لاحقاً، نفت الجماعة صلتها بالحادثة، وهو تناقض يثير تساؤلات حول طبيعة الجهة المنفذة الحقيقية ودورها.
وبالرغم من نفي الجماعة، أصدرت محكمة عراقية في آب 2023 حكماً بالسجن المؤبد على إيراني وأربعة عراقيين بتهمة تنفيذ الجريمة، وهو ما يؤكد ضلوع جهات مدعومة خارجياً في عمليات تستهدف الأجانب داخل العراق، ويطرح تساؤلات عن مدى قدرة الدولة العراقية على ضبط الفصائل المسلحة ومنعها من تنفيذ أجندات خارجية.
انعكاسات الحدث على العلاقات العراقية-الأمريكية
الحادثة تأتي في توقيت حساس بالنسبة للعلاقات العراقية-الأمريكية، خاصة مع تصاعد الضغوط الأمريكية على الحكومة العراقية لكبح نفوذ الفصائل.
ومن المرجح أن يدفع الكشف، واشنطن إلى تشديد إجراءاتها الأمنية داخل العراق، وربما اتخاذ تدابير إضافية تجاه الجماعات المسلحة التي تنفذ هجمات ضد المصالح الأمريكية.
في المقابل، تجد الحكومة العراقية نفسها في موقف صعب، فهي مطالبة بالحفاظ على التوازن بين الضغوط الأمريكية والمطالب الإيرانية، مع السعي إلى إبقاء الاستقرار الداخلي وعدم إثارة الفصائل المسلحة التي تمتلك نفوذاً عسكرياً وسياسياً واسعاً.
الحادثة تفتح الباب أمام سيناريوهات متعددة، أبرزها احتمالية إعادة تقييم الوجود الأمريكي في العراق، وربما تزايد الضغوط لإخراج القوات الأمريكية نهائياً، وهو مطلب يتبناه العديد من الفصائل المسلحة. بالمقابل، قد تسعى واشنطن إلى تكثيف تعاونها الأمني مع بغداد في محاولة لمنع تحول العراق إلى ساحة مفتوحة أمام نفوذ الحرس الثوري الإيراني.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author AdminSee author's posts
المصدر: المسلة
كلمات دلالية: أهل الکهف
إقرأ أيضاً:
المستقلون في العراق: رهان على تحالفات من دون فقدان للهوية
3 يونيو، 2025
بغداد/المسلة: تتصاعد وتيرة التحركات السياسية في العراق مع اقتراب الانتخابات البرلمانية المقررة في 11 نوفمبر 2025، حيث يشهد المشهد السياسي انقسامات وتحالفات جديدة تعكس انساق ومسارات معقدة.
ويبرز رئيس الوزراء محمد شياع السوداني كقوة جذب للمستقلين والكتل الناشئة، فيما قوى الإطار التنسيقي الاخرى أقل جذبا للمستقلين.
و يؤكد النائب حسين حبيب، في تسجيل صوتي متاح لوسائل الإعلام، أن العديد من المستقلين يميلون للانضمام إلى ائتلاف السوداني، “ائتلاف الإعمار والتنمية”، الذي يضم تحالف العقد الوطني برئاسة فالح الفياض وائتلاف الوطنية بقيادة إياد علاوي، إلى جانب تيار الفراتين الذي يتزعمه السوداني نفسه.
وتتأرجح آمال المستقلين في العراق بين طموح التغيير وتحديات الواقع السياسي المعقد مع اقتراب الانتخابات البرلمانية المقررة في 11 نوفمبر 2025.
ويواجه المستقلون، الذين برزوا كقوة جديدة بعد احتجاجات تشرين 2019، معضلة بنيوية تتمثل في هيمنة القوى التقليدية، الذي يقيّد قدرتهم على تشكيل كتل سياسية مستقلة.
ويعزو مراقبون هذا التوجه إلى رغبة القوى المستقلة الابتعاد عن القوى المستقلة التقليدية.
ويؤكد المحلل ليث شبر أن هذا النظام يفرض على المستقلين إما الاندماج في كتل طائفية أو مواجهة التهميش
ويستحضر التاريخ القريب ظاهرة مشابهة، حيث شهدت انتخابات 2021 انضمام مستقلين إلى كتل كبرى مثل “سائرون” بقيادة مقتدى الصدر، الذي حصد 73 مقعدًا بفضل دعم قاعدة شعبية واسعة.
وتكرر هذا النمط في انتخابات مجالس المحافظات 2023، حيث تنافست قوائم مستقلة مثل “نينوى لأهلها” و فازت بمقاعد بارزة.
ويواجه المستقلون اليوم تحديات مماثلة، إذ يرى البعض أن التحالف مع السوداني يعزز فرصهم الانتخابية، بينما يخشى آخرون فقدان هويتهم السياسية.
ويؤكد المحلل محمد الصيهود أن الكتل الشيعية ستتوزع على 5 إلى 6 قوائم، مما يعقد تشكيل الحكومة المقبلة.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post AuthorSee author's posts