بوابة الوفد:
2025-08-01@09:25:33 GMT

دكتور أحمد الجزار.. وداعًا

تاريخ النشر: 22nd, August 2023 GMT

عبر رحلة العمر تشعر بكم الفراغ الداخلى برحيل أحد الأصدقاء، تاركًا لك كمًا من الذكريات، فتجد نفسك أمامها فى محاولة منك أن تتأملها، فلا تجد سوى الأسى.

الأستاذ الدكتور أحمد الجزار اسم كبير، له مكانته فى الساحة الفلسفية.. هو أستاذ الفلسفة الإسلامية والتصوف، هو خريج كلية الآداب جامعة القاهرة قسم الفلسفة، عين معيدًا بقسم الفلسفة بكلية الآداب جامعة المنيا، التقيت به عندما دخلت قسم الفلسفة، ومنذ دخولى الكلية وعلاقتى بالدكتور أحمد الجزار لم تنقطع وفى مرحلة الماجستير كان هو المشرف الثانى على رسالتى مع أ.

د. صلاح قنصوه. توطدت علاقتى بالدكتور أحمد الجزار خلال مشوار الحياة وسعدت كثيرا بزيارته فى منزله أنا وصديقى أ.د. حسن حماد.. كان يذكر.. دومًا أكثر اتنين دخلا بيتى هما حسن يوسف وحسن حماد. ولا يمكن أن أنسى مدى الكرم والحفاوة التى تقابل بها عندما تذهب إليه فى منزله، وكانت زوجته الفاضلة (د. سميرة) -رحمها الله–تهتم بوجودنا وكانت رائعة فى عمل الحلويات، وكانت تقول أحمد قالى إنكم بتحبوا الحلويات.. أنا عملاها مخصوص لما قالى إنكم جايين. ويصر الجزار على أن نتناول ونخلصها، ولاحظت أن د. الجزار محب للحلويات مثلى.

كانت الآمال والأحلام فى نضارتها شابة وقوية وحيوية ونحن فى سنوات الدراسة وظلت، فكان يشاركنا تلك الأحلام والآمال. حضرنا مناقشته للماجستير ثم حصوله على الدكتوراه، ثم التدرج. كان بمثابة القدوة الدافعة لنا عبر الرحلة وتولى وكالة كلية الآداب ثم عميدًا. هو يتسم بالتواضع إلى جانب أنه بشوش فيشعرك بالارتياح.

كنت أتصل به تليفونيًا على الأرضى، لم يكن لدينا ما يعرف اليوم بالموبايل، كان التليفون الأرضى هو الوسيلة الوحيدة للتواصل، وأذهب إليه لكى أجدد الحيوية داخلى وأستمد الكثير من التحفيز لكى نتمكن من تحقيق أحلامنا. وفى أحيان أخرى يتصل بى ويقول لى أنا نازل إلى نادى الجامعة، لو مش مشغول تعالى نقعد هناك شوية نغير جو البيوت. ونلتقى ونجلس ونتحدث فى الكثير والكثير من الموضوعات. من ضمن تلك اللقاءات منذ فترة طويلة تقابلنا وكان أ.د. عاطف العراقى أستاذ الفلسفة الإسلامية بكلية الآداب جامعة القاهرة، وصاحب المدرسة الرشدية نسبة إلى  الفيلسوف العقلانى (ابن رشد)، كان يناقش رسالة بآداب المنيا فدعانى صديقى د. الجزار، وبالفعل تلاقينا واستمتعنا بجلسة د. العراقى وعرفته عن قرب، ودخل فى تفصيلات حياته فتشعر بكم الحكمة فى حديثه. وظل اللقاء حتى قرابة التاسعة مساء، حيث ذهبنا إلى محطة القطار لكى يركب د.العراقى عائدًا إلى القاهرة.

وعبر الرحلة تتيقن أن سقوط الأوراق من الشجرة أمر حتمى، تلك حقيقة يقينية، وفى رحلة الحياة حتما.. لابد أن تجد ذلك الفراغ والخلاء برحيل الأصدقاء.

فوداعًا د. الجزار وربنا يرحمك رحمة واسعة، ويدخلك أوسع جناته. آمين يا رب العالمين.. ولنا الله.

أستاذ الفلسفة وعلم الجمال - أكاديمية الفنون 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: أكاديمية الفنون محطة القطار التليفون الأرضى أحمد الجزار د الجزار

إقرأ أيضاً:

وداعًا صاحب «الظل الخفيف».. لطفي لبيب كما لم تعرفه من قبل

لطفي لبيب.. فنان قدير لم يحتج للبطولة مطلقة ليفرض حضوره، ولم يسع خلف الأضواء لكنها تتبعته حيثما حلّ، كان صاحب الملامح الطيبة والنبرة الصادقة، ممثل من طراز خاص، احترف الصدق قبل التمثيل، وكان يؤمن أن الفن رسالة لا تُؤدى إلا بإخلاص.

في كل دور قدمه، نسج بحرفية فنان كبير روحًا حقيقية للشخصية، فتحولت كلماته إلى نبض، وتعابير وجهه إلى مرايا تعكس هموم المواطن المصري البسيط، فمن الكوميديا إلى الدراما، ومن الأدوار الثانوية إلى العلامات التي لا تُنسى، ظل لطفي لبيب نجمًا استثنائيًا عرف طريقه إلى القلوب دون صخب.

تاريخ سينمائي حافل

يتمتع الفنان لطفى لبيب بتاريخ كبير فى السينما والدراما، وعمل مع نجوم كبار مثل الزعيم عادل إمام فى عدد من الأفلام آخرها السفارة في العمارة عندما قدم شخصية السفير الإسرائيلي وقدمها بشكل محترف للغاية، كما عمل مع مي عز الدين، وحسن حسني ومحمد سعد وأحمد مكي ونجوم آخرين ساندهم ووقف بجانبهم في ظهورهم في أولى بطولاتهم، قدم لبيب أكثر من 100 فيلم سينمائى، وأكثر من 30 عملا دراميا وعمل مع الزعيم في عفاريت عدلي علام وصاحب السعادة وغيرها من الأعمال.

لطفي لبيب لطفي لبيب يروي تفاصيل خدمته العسكرية في سيناريو «الكتيبة 26»

ولم يكتفِ لطفي لبيب بالأعمال التي شارك في بطولاتها، إلا أنه قدم بعض المؤلفات فى حياته سواء للأطفال أو غيرهم، وكان قد صرح لطفي لبيب في أحد اللقاءات التليفزيونية قائلاً: هذه مجموعة من مؤلفاتي الفنية، ومع ابتعادي عن التمثيل قررت كتابة بعض الأعمال الفنية أو الخواطر، ولعل من أبرز هذه الأعمال التي كتبتها سيناريو «الكتيبة 26»، والذى كشفت فيه كثيرًا من التفاصيل التى عشتها على مدار 6 سنوات هى مدة خدمتي كعسكري بالجيش المصري، وحضرت فيها انتصار حرب أكتوبر المجيدة.

يشار إلى أن آخر أعمال لطفي لبيب الفنية خلال فيلم «أنا وابن خالتي»، بطولة: سيد رجب، بيومي فؤاد، هنادي مهنى، ميمي جمال، سارة عبد الرحمن، إسراء رخا، والمطرب علي لوكا، وضيوف الشرف إنعام سالوسة، انتصار، سليمان عيد، الإشراف على الكتابة دعاء عبد الوهاب وسيناريو وحوار عمرو أبو زيد ومن إخراج أحمد صالح.

الساعات الأخيرة قبل وفاة الفنان لطفي لبيب

عانى الفنان الراحل لطفي لبيب خلال الأسابيع الماضية من أزمات صحية تسببت في مكوثه معظم الوقت في المستشفى، حيث نقل للمرة الأولى يوم 13 يوليو الماضي وتم احتجازه في غرفة الرعاية المركزة مع منع الزيارات عنه، وتحسنت حالته بعد تلقى العلاج وغادر المستشفى بعد 5 أيام وعاد إلى منزله.

لطفي لبيب تعرض لأزمة صحية جديدة أمس الثلاثاء وتم نقله إلى المستشفى مجدداً، ودخل غرفة العناية المركزة ولكن هذه المرة في حالة حرجة، وبعد ساعات قليلة، فقد الوعي تماماً ة فقدان للوعي وذلك بسبب نزيف بالحنجرة، وهو النزيف الذي تسبب في التهاب رؤي حاد لتتدهور حالته بشكل أكبر حتى لفظ أنفاسه الأخيرة في الساعات الأولى من صباح اليوم الأربعاء.

اقرأ أيضاً«شق الحنجرة» بعد نزيف رئوي حاد.. كواليس اللحظات الأخيرة في حياة لطفي لبيب

صاحب مسيرة فنية حافلة بـ العطاء والإبداع.. نقابة المهن التمثيلية تنعى الفنان لطفي لبيب

«وداعا صاحب البهجة».. أشرف زكي ينعى لطفي لبيب

مقالات مشابهة

  • جدى توفى يوم نتيجتي وكان نفسه أكون دكتور.. محمد أيمن السابع على الجمهورية في الثانوية الأزهرية بالشرقية يروى سر تفوقه
  • أدى له زيارة وداع ..الرئيس تبون يستقبل سفير جمهورية لبنان
  • الجبهة الوطنية يعلن تشكيل أمانة مطروح برئاسة عبدالله عيسى
  • جامعة مؤتة – النعيمات يرعى اليوم العلمي لكلية الآداب
  • الفنان أحمد العوضي يشارك في احتفالية الجبهة الوطنية لتكريم أوائل الثانوية العامة
  • أحمد السقا ينعى لطفي لبيب بـ كلمات مؤثرة: «وداعًا الفنان القدير»
  • وداعًا صاحب «الظل الخفيف».. لطفي لبيب كما لم تعرفه من قبل
  • افتتاحية: عن الفلسفة الضائعة من سياق حياتنا
  • الفنانة الشودري تنال شهادة دكتوراه في كلية الآداب عن بحث بعنوان "الموشح في موسيقى الآلة"
  • تسهيلات غير مسبوقة.. .انطلاق المرحلة الأولى للتنسيق الإلكتروني بجامعة أسيوط