الإيكونومست

- ترجمة: قاسم مكي

دورُ المدير جديد نسبيا. لقد بدأ مع تأسيس الشركات الكبيرة وإنشاء جهاز الدولة البيروقراطي أثناء وبعد الثورة الصناعية. ويبدو أن الإدارة لا تزال فنا أكثر منها علما. لكن هذا لم يمنع آلاف الكتّاب من محاولة تعريف المهارة الإدارية. بعض كتب الإدارة تجدها ضمن مجموعة «تطوير الذات» بمتاجر الكتب في المطارات.

وتستمد كتب أخرى دروسا من الشركات الناجحة والتنفيذيين الناجحين. والقليل منها مثل أعمال شارلس هاندي مكرَّس للملاحظات الساخرة والفلسفية.

كل المديرين بحاجة إلى الإحاطة بكتابات سايرل نورثكوت باركنسون الذي لم يقتصر فقط على ملاحظة أن «العمل يتمدد ليملأ الوقت المتاح» ولكنه أيضا صاغ «قانون التفاهة» في عام 1957. بحسب هذا القانون «الوقت المخصص للاجتماعات كثيرا ما يُستهلك في مناقشة المواضيع الأقل أهمية».

من يتطلعون إلى قيادة الشركات عليهم أيضا فهم «مبدأ بيتر» الذي أرساه خبير الإدارة لورنس بيتر في الستينيات. وفقا لهذا المبدأ «المديرون يتدرجون في السلم الوظيفي (التّرقيات) إلى أن يصلوا للوظيفة التي يُثبِتون فيها افتقارهم إلى الكفاءة».

نظرية الإدارة تتجه بعيدا عن فكرة «قيادة وسيطرة» التنفيذيين الذين يتصرفون مثل الضباط العسكريين ونحو فكرة «المدير المدرِّب» الذي يستخرج أفضل ما في فريقه. هذه المقاربة تناسب عالما تعتمد فيه الشركات على إبداع وهمَّة العاملين.

نورد أدناه ستة كتب ستعزز تعليم مديري القرن الحادي والعشرين.

أول هذه الكتب «دراسات الإدارة في أزمة: الغش والخداع والأبحاث التي لا معنى لها» من تأليف دينيس توريش.

أفضل بداية لدراسة الإدارة إدراك أن الكثير الذي كتب عنها بمصطلحات بالغة التعقيد ومبهمة وملتوية يفتقر إلى المعنى. هذا العطب أو الخلل حسبما يوضح دينيس توريش بدأ في أوائل القرن العشرين مع فريدريك وينسلو تايلور شارح «الإدارة العلمية» والذي اتسمت كتاباته بالعجلة بدلا من التحليل الدقيق.

اعتمد تايلور دراسة أشير إليها كثيرا عن مصنع هوثورن للمعدات الكهربائية. جمعت هذه الدراسة بيانات من خمسة موظفين فقط استُبدِل منهم اثنان عندما اعتبر الباحثون إجاباتهما غير مرضية.

بعض خبراء الإدارة يمضون في المسار نفسه الذي ابتدره تايلور. فقد وجدت دراسة حديثة أن 79% من أبحاث الإدارة تحوي بيانات لا تكفي للتحقق المستقل (من استنتاجاتها). قراءة كتاب توريش يشكل تحصينا من الكتابات الأكاديمية الخالية من المعنى.

الكتاب الثاني بعنوان «وزارة الحس السليم: كيف يمكن التخلص من الروتين البيروقراطي والأعذار القبيحة وهراء الشركات» واشترك في تأليفه مارتن ليندستروم وجون مري ليرنينج.

يشكو مسؤولو الشركات من بيروقراطية الحكومة. لكن كثيرا ما يكون السبب الحقيقي لإحباطهم الروتين البيروقراطي لشركاتهم نفسها. فالميزانيات تتطلب من صغار المسؤولين السفر عند الساعة السادسة صباحا والإقامة في فنادق خارج المدينة (هذا يعني إنهاكهم وإضاعة الوقت- المترجم). واللوائح تمنع الموظفين بلا داع من الاحتفاظ بأشياء شخصية على مناضدهم في المكاتب. ومتطلبات إعداد وتقديم التقارير تهدر الوقت وتشوه السلوك. ثم هنالك الاجتماعات التي تستغرق من موظفي الشركة دقائق ويهدرون فيها الساعات.

يقترح مارتن ليندستروم قواعد إجرائية تقلص إهدار الوقت بداية من الاستماع إلى ما يمكن أن يقوله الموظفون عن تحسين ظروف العمل وإلى قَصْر فترة الاجتماعات لنصف ساعة.

الكتاب الثالث بعنوان «فن الإنصاف: قوة اللطف في عالم صار قاسيا» من تأليف ديفيد بودانيس.

ربما يعتقد بعض المديرين أن الإنصاف في معاملة الموظفين شيء جيد جدا لكنه ببساطة، حسب اعتقادهم أيضا، لن يفيد. «اللطفاء يأتون في المؤخرة،» هذا ما سبق أن قاله ليو دوروشير مدير نادي بيسبول في إحدى المناسبات. ديفيد بودانيس يتصدى لهذه الفكرة. فقد أشار إلى أن دوروشير عندما كان مديرا لنادي شيكاغو في عام 1969 خسر فريقه مركزا قياديا في دوري اللعبة كان يبدو من المستحيل إزاحته عنه. أحد أسباب ذلك فظاظة تعامله مع اللاعبين.

بالمقارنة أمكن للمقاول بول ستاريت الذي أجزل العطاء للعاملين واعتنى بسلامتهم تشييد مبنى «أمباير ستيت» في 13 شهرا فقط.

حتى المستثمرين لاحظوا أثر المديرين الذين يبالغون في التشدد مع العاملين. ستيف بالمر الرئيس التنفيذي لشركة مايكروسوفت، صعب المراس وضيق الصدر، عندما ترك الشركة ارتفع سعر أسهمها بنسبة 7.5%. يعتقد بودانيس أن الإدارة بالخوف ستفشل في الأجل الطويل.

الكتاب الرابع تحت عنوان «تنظيم بلا خوف: إيجاد الأمان النفسي في مقر العمل للتعلم والابتكار والنمو» من تأليف ايمي إدموندسن.

إدموندسن الأستاذة بمدرسة هارفارد للأعمال تعزز الفكرة التي أثارها بودانيس. فهي تكتب عن النتائج الكارثية التي يمكن أن تحدث عند إرهاب الموظفين. وتذكر مثالين هما انفجار مكوك الفضاء كولومبيا واصطدام طائرتين قبالة جزر كناري. في كلا المثالين شعر صغار الموظفين بالعجز عن الإشارة إلى ضعف القرارات التي اتخذها رؤساؤهم. نفس الشيء ينطبق على فولكسواجن. فقد منع الخوف الشديد المهندسين من إبلاغ رؤسائهم بوجود مشكلة تتعلق بالانبعاثات في سيارات الشركة. وكانت النتيجة فضيحة.

تكتب إدموندسن أن الشركات بحاجة إلى إيجاد ثقافة «أمان نفسي» حتى يكون بمقدور العاملين التحذير من الأخطاء. فالمديرون يجب أن يتعاملوا مع المقترحات بجدية بدلا عن انتقاد أو تهديد العاملين الذين يتقدمون بها.

الكتاب الخامس بعنوان «تطوير قدرات الأفراد: تكتيكات للإدارة وبناء الشركة» من تأليف كلير هيوز جونسون.

هذا الكتاب، بعكس الكتب التي تتبع ما هو سائد وتستمد دروس الإدارة من أنشطة لا علاقة لها تذكر بعمل الشركات كرياضة التنس، مرشد عملي بقلم سيدة أعمال.

شغلت كلير هيوز جونسون منصب المدير التنفيذي للعمليات بشركة مدفوعات رقمية اسمها سترايب من 2114 إلى 2021. خلال تلك الفترة ارتفع عدد موظفيها من 200 موظفا إلى 7000 موظف.

تُقدِّم هيوز جونسون ما تعلمته عن كيفية إدارة هؤلاء العاملين. وتنصح القراء بإيجاد ما تدعوه «نظام التشغيل» وتقصد به الوثائق والمعايير والعمليات التي تقدم إطارا لاتخاذ القرارات وتحسين الأداء. كما تعطي نصائح عن كيفية إدارة الاجتماعات وإجراء مراجعات الأداء وضمان عدم إنهاك العاملين المتميِّزين. يرتكز نصحها على مبدأ فحواه أن ما هو ضمني يجب أن يكون علنيا. فالمديرون يجب أن يوضحوا على سبيل المثال عما إذا كان قرار معين سيتخذ بالإجماع أو يتنزَّل من أعلى. وعلى الرغم من أن هيوز كما يوحي عنوان الكتاب تستمد دروسها من عالم وادي السيليكون السريع النمو إلا أن العديد منها ينطبق على الشركات التي سبق أن توسعت أو تأمل في ذلك.

الكتاب السادس (الأخير) صدر تحت عنوان «لا يلزم أن يكون العمل فوضويا» لمؤلفيه جيسون فرايد وديفيد هاينيمايار هانسون.

العديد من المواضيع التي تناولتها الكتب الأربعة جُمِعت معا في هذا الكتاب البليغ والممتع بواسطة تنفيذيَين في شركات تقنية أمريكية. يدعو المؤلفان إلى إزالة القيود التي تمنع العاملين من العمل بكفاءة من شاكلة الاجتماعات التي لا تنتهي ورسائل البريد الإلكتروني الزائدة عن الحد والمواقيت غير الواقعية لإنجاز العمل. إلى ذلك العاملون بحاجة إلى فترات النوم والإجازات. ويجب ألا تبدو المكاتب مثل معسكرات السجون. أيضا يرفض المؤلفان بيانات «الرسالة العظيمة» للشركة والتي تَعِد بتغيير العالم وإحداث تحول في صناعاتها. فتجويد خدمة زبائنها أكثر واقعية وهدف يمكن تحقيقه.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: من تألیف

إقرأ أيضاً:

وزير الصحة يشهد اجتماع مجلس الإدارة الـ 22 لهيئة الشراء الموحد

شهد الدكتور خالد عبدالغفار، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الصحة والسكان، اجتماع مجلس الإدارة الـ 22 للهيئة المصرية للشراء الموحد والإمداد والتموين الطبي وإدارة التكنولوجيا الطبية، بحضور الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، والمهندس محمد شيمي، وزير قطاع الأعمال العام، والمهندس حسن الخطيب، وزير الاستثمار والتجارة الخارجية، والدكتور هشام ستيت، رئيس مجلس إدارة الهيئة المصرية للشراء الموحد، وذلك بمقر وزارة الصحة والسكان بالعاصمة الإدارية الجديدة.  

وكيل وزارة الصحة بالمنوفية يتفقد مصابي حادث الطريق الإقليمي بمستشفى الباجور العاموزارتا الصحة و الداخلية توقعان بروتوكول لتعزيز الاستجابة السريعة لحالات توقف القلبوزارة الصحة تنظم برنامجًا تدريبيًا متقدمًا في أساسيات الجراحةأخبار بني سويف: استمرار أعمال توريد القمح بالصوامع و المحافظ يناقش مع وكيلة وزارة الصحة نتائج حملة رقابية

وأوضح الدكتور حسام عبدالغفار، المتحدث الرسمي لوزارة الصحة والسكان، أن الاجتماع تناول مناقشة عدداً من الموضوعات، ومن بينها تفويض الدكتور هشام ستيت، لتمثيل الهيئة المصرية للشراء الموحد والإمداد والتموين الطبي وإدارة التكنولوجيا الطبية -المساهم- أثناء انعقاد الجمعية العامة للشركة المصرية للاستثمارات الطبية، وهي شركة قابضة يندرج تحتها شركتي الجمهورية، والمصرية لتجارة الأدوية.

وتابع «عبدالغفار»، أنه تم استعراض الأهداف الأساسية من إنشاء الشركة وعلى رأسها (تنفيذ خطة توطين وتطوير صناعة المستحضرات والمستلزمات الطبية التي تضعها الهيئة المصرية للشراء الموحد، وتنفيذ رسالة الهيئة المصرية للشراء الموحد، المتمثلة في بناء منظومة سلاسل الإمداد للمستحضرات والمستلزمات، وتعظيم الاستفادة من المخزون الاستراتيجي للدولة من مستلزمات ومستحضرات الرعاية الصحية، ودعم دور الهيئة في التحول الرقمي لمنظومة الرعاية الصحية).

وقال «عبدالغفار» ، إن الاجتماع تناول مناقشة أهم المؤشرات المالية للشركة 2023/2024، فضلاً عن مناقشة أبرز التحديات التي تواجهها الشركة منذ إنشاؤها، والإنجازات التي تم تحقيقها، لافتاً إلى أنه تم تحسين مستويات الخدمة على مستوى محافظات الجمهورية، حيث تم التوسع في نموذج صيدليات الإسعاف لتشمل كافة المحافظات، وذلك من خلال تطوير وافتتاح صيدليات جديدة، ليصل عددها إلى 29 صيدلية في ديسمبر 2024.

وأضاف «عبدالغفار»، أن محاور الاجتماع تضمنت مناقشة بنود أعمال الجمعية العامة للشركة والتي شملت مشروع القرار الخاص بالموافقة على اعتماد تقرير مجلس إدارة الشركة، والرؤية المستقبلية لها، ومناقشة موضوع انعقاد الجمعية العامة العادية للشركة المصرية للاستثمارات الطبية، للتصديق على القوائم المالية للشركة، المنتهية في شهر ديسمبر 2024، والنظر في اعتماد تقارير مراقبي الحسابات عن ذات السنة المالية ومراجعة الملاحظات الواردة، وكذلك النظر في التصديق على القوائم المالية عن ذات السنة المالية، والنظر في تجديد تعيين مراقب حسابات الشركة عن السنة المنتهية في ديسمبر 2025، أو تعيين مراقب آخر، والنظر في تجديد تعيين مجلس إدارة الشركة أو إعادة تشكيل مجلس إدارة جديد.

الوضع المالي للمرحلة الأولى

ولفت «عبدالغفار»، إلى أن الاجتماع تناول استعراض موقف شركة المخازن الاستراتيجية على مجلس إدارة الهيئة المصرية للشراء الموحد، والذي تضمن عدداً من المحاور منها (التعريف بشركة المخازن الاستراتيجية للمنتجات والأجهزة الطبية، وهيكل المساهمين ورأس المال الموقف المالي للشركة، والتعريف بمشروع المخازن الاستراتيجية، والوضع المالي للمرحلة الأولى من عقد إنشاء 6 مخازن استراتيجية، والمساحة الإجمالية لمواقع المشروع والطاقات الاستيعابية خلال المرحلتين الأولى والثانية للمشروع، والقروض الممنوحة من الهيئة للشركات التابعة، والموقف التنفيذي لمشروع بناء المخازن الاستراتيجية، والمناقشات الحالية للتعاون مع شركة المخازن الاستراتيجية)، والعمل على أن تصبح تلك المخازن بمثابة مركز إقليمي لوجيستي هام لإدارة عمليات الاستغاثة على مستوى دول العالم، حيث وجه الدكتور خالد عبدالغفار في هذا الشأن بأهمية وضع استراتيجية واضحة لإدارة المخازن الاستراتيجية.

حضر الاجتماع  الدكتور علي الغمراوي رئيس مجلس إدارة هيئة الدواء المصرية، والدكتور أحمد السبكي، رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للرعاية الصحية والدكتور عمر شريف، أمين المجلس الأعلى للمستشفيات الجامعية، وعلي السيسي مساعد وزير المالية لشؤون الموازنة العامة، والدكتور هشام محي، والدكتور محمود عمرو، نائبي رئيس مجلس إدارة هيئة الشراء الموحد، والدكتور إيهاب أبوالعيش، نائب رئيس مجلس إدارة الهيئة  العامة للتأمين الصحي الشامل، والعميد محمد عبدالقوي، رئيس مجلس إدارة شركة المخازن الاستراتيجية، والدكتور أسامة عبدالباسط، رئيس مجلس إدارة الشركة المصرية للاستثمارات الطبية، والدكتور أحمد عمر سالم، نائب رئيس مجلس الدولة المستشار القانوني لهيئة الشراء الموحد، إضافة إلى ممثلي من الهيئة ووزارة المالية والجهاز المركزي للمحاسبات، وممثلين عن الجهات المعنية.

طباعة شارك وزير الصحة التموين الطبي إدارة التكنولوجيا الطبية وزيرة التخطيط وزير قطاع الأعمال وزير الاستثمار

مقالات مشابهة

  • المغرب ضمن قائمة أفضل الدول لتحقيق التوازن بين العمل والحياة
  • «الزراعة»: الاستعانة بكبرى الشركات العالمية لتقديم الدعم الفني وتدريب العاملين بحديقة الحيوان
  • الزراعة: الاستعانة بكبرى الشركات العالمية لتقديم الدعم الفني وتدريب العاملين بحديقة الحيوان
  • المعاشات: غرامات على المتأخرين بسداد الاشتراكات عن الخليجيين العاملين في الإمارات
  • وزير الصحة يشهد اجتماع مجلس الإدارة الـ 22 لهيئة الشراء الموحد
  • الغرفة التجارية بالقليوبية تدعو منتسبيها ورجال الأعمال وأصحاب الشركات لحضور مؤتمر البورصة للتنمية
  • هيئة الكتاب تصدر «الإدارة الإستراتيجية لمنظمات الأعمال المعاصرة» لـ محمد الدسوقي سيد الأهل
  • عضو مجلس إدارة سابقة في أوبن إيه آي تؤكد.. الشركات ستحاول سرقة موظفي ميتا الجدد
  • تُعزّز مستقبلها بحزمة Winning Setup.. تقنيات HP المعزّزة بالذكاء الاصطناعي تهيّئ الشركات الصغيرة والمتوسطة للنجاح في العالم الرقمي
  • برواتب تصل لـ 8 آلاف جنيه.. شروط جديدة لتعيين الموظفين بالقطاع الخاص