صحيفة التغيير السودانية:
2025-07-31@07:19:35 GMT

تأسيس لبلدين مختلفين

تاريخ النشر: 24th, February 2025 GMT

تأسيس لبلدين مختلفين

 

تأسيس لبلدين مختلفين
خالد فضل

واقعتان متقابلتان في ثلاثة أحداث سودانية خلال إسبوع واحد،  تؤكد على أنّ ما يفرق بين السودانيين هو في الحقيقة أكثر مما يجمع بينهم . ربما كان وقع الحقيقة قاسيا لكنها تظل حقيقة رغم قسوتها .
الحدث الأول مصدره حزب الأمة القومي ؛ لاحظ العنوان، الأمة×القومي، يدين إعتقال الإستخبارات العسكرية للجيش السوداني بقيادة الفريق البرهان لعضو المكتب السياسي للحزب د.

تاج الدين البشير بمدينة سنجة عاصمة ولاية سنار، بعد أنْ مُنع في وقت ساب من السفر في القضارف لحضور إجتماعات مكتبه السياسي . وظل من حينها قابعا في منطقته قرب سنجة طيلة فترة سيطرة قوات الدعم السريع على الولاية . بينما في المقابل، أكّد رئيس حزب الأمة القومي بولاية النيل الأبيض، الأستاذ الهادي أبوراية وقوفهم مع البرهان، نقاتل أوباش المليشيا المتمردة، جاء ذلك في حشد نظمته لجنة الإستنفار بالولاية . ولا تعليق .
الحدث الآخر، خروج مظاهرات شعبية في القضارف بشرق السودان ، منددة بتكوين حكومة مناوئة لحكومة بورتسودان . مع وعيد وتهديد بالويل والثبور للعملاء والخونة والمليشيا الإرهابية، وتأكيد على سيادة الجيش وقائده البرهان،منظمو الفعالية، لجنة الإستنفار . فيما خرجت مواكب شعبية في بعض مدن إقليم دارفور، تؤيد وتبارك خطوات تأسيس حكومة السلام والوحدة الوطنية المزمع إقامتها في مناطق سيطرة قوات الدعم السريع وقائدها حميدتي . التعليق مسؤولية القارئ .
الحدث الثالث، أقرّ الإجتماع المشترك لمجلسي السيادة والوزراء في سلطة الجيش ببورتسودان إجراء تعديلات على الوثيقة الدستورية(2019م)، ومن أبرز التعديلات، إضافة مقعدين للجيش في مجلس السيادة ، ومنح سلطات إضافية لقائده بإعتباره رئيسا للمجلس . بينما في نيروبي، تمّ التوقيع على الميثاق التأسيسي بين عدد من القوى السياسية والحركات المسلحة وقوات الدعم السريع والجيش الشعبي لتحرير السودان /قيادة الحلو، من أبرز ملامحه تأسيس سودان علماني ديمقراطي موحد . وبناء جيش قومي مهني موحد تحت إشراف وسيطرة السلطة المدنية . التقابل واضح .
هل تسير الأوضاع في السودان منذ الإستقلال وإلى يوم حميدتي/البرهان هذا نحو بناء بلد واحد، يضم شعبا (أمّة) على نسق (قومي) أم ظلّت الوحدة مسمى لأحياء في عدة مدن، وقرية قرب ودمدني، و ولاية في جمهورية جنوب السودان حاليا ؛بعد أن كانت ضمن جمهورية السودان سابقا .هل كانت وما زالت هناك أي إشارات أو ممارسات تنمُّ عن نيّة في بناء وحدة وطنية . أم كانت الخطوات الحكومية بالتحديد تسير في كل عهد إلى زيادة عوامل التقسيم ؛ وبصورة خاصة لابد من تحديد المسؤولية المباشرة لتنظيم الإسلاميين منذ أنْ كان الإخوان المسلمون، وحكاية المرحومين د. الترابي مع الأب فيليب غبوش في الستينات .أم أنّ ما ساد حقيقة هو تغذية عوامل الفرقة والتفتيت،بل وإعتمادها كسياسة لإدارة مسألة حيوية كالوحدة الوطنية وبناء مستقبل لشعب موحد في الحدود الدنيا على الأقل ، وقد كتب الاستاذ فيصل محمد صالح قبل يومين عن واقعة المسؤول الإنقاذي الكبير وإجابته عن تساؤلات بعض زوّاره من الصحفيين عقب توقيع اتفاقية نيفاشا 2005م، والتتحفظ من بند تقرير المصير وما إذا كانت الحركة الشعبية ستدفع الجنوبيين للتصويت على خيار الإنفصال، فأجاب برؤية عميقة وحنكة رجل الدولة ومسؤول الحكومة الساعية للوحدة الوطنية ( تفتكر بعد ست سنوات ح تكون في حاجة اسمها الحركة الشعبية حتى تدعو للإنفصال ) ! علّق فيصل، بقيت الحركة وتفتت السودان . مع الأسف نفس العقلية هي السائدة الآن، بعد حرب الكرامة لا وجود للجنجويد والقوى المدنية الديمقراطية والثورة والثوار .. في المقابل تتأسس مواثيق لتلد حكومة مغايرة _في شعاراتها على الأقل_ وما يزال الحديث عن الوحدة كإبراء للذمة !!

الوسومالإسلاميين جنوب السودان خالد فضل ود مدني

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: الإسلاميين جنوب السودان خالد فضل ود مدني

إقرأ أيضاً:

«التيار الوطني القومي» يؤكد دعمه للقوات المسلحة السوادنية

رئيس الوزراء السودان يرحب بأُطروحات ومقترحات الخبراء حول القضايا التي تهم المواطنين

رحب رئيس وزراء حكومة الأمل بالسودان، الدكتور كامل إدريس، بكل الأطروحات والمقترحات المقدمة من الخبراء من أبناء الوطن في أي من القضايا التي تهم المواطنين، مشيرًا إلى أن رئاسة مجلس الوزراء تهتم بكل جهد وطني يساعد على تجاوز التحديات التي تواجه البلاد.

جاء ذلك خلال لقائه بوفد التيار الوطني القومي برئاسة بروفسور فكري كباشي، في مكتبه بمدينة بورتسودان اليوم، موضحا أهمية تضافر الجهود وتلاقح الأفكار في معالجة القضايا الوطنية.

وقال الدكتور يحي حاج نور، الأمين العام للتيار الوطني القومي، إن فكرة التيار تقوم على توفير السند للقوات المسلحة في حرب الكرامة، وتوفير السند للجهاز التنفيذي بالدولة، حيث يقوم التيار بعمل دراسات تخصصية في الأمانات المختصة حول شتى الموضوعات، وتقديمها للجهاز التنفيذي لمساعدته في أداء مهامه.

وأضاف أنه تم خلال اللقاء مناقشة مهام الأمانات بالتيار، منوهًا إلى أن البداية اليوم كانت بالملف الاقتصادي لأهميته باعتباره أهم مؤشر لاستقرار المواطن وعودته إلى المناطق المحررة، حيث تم تقديم أطروحات في هذا الشأن لرئيس الوزراء لدراستها والاستفادة منها.

قطار العودة الطوعية إلى السودان يُغادر محطة مصر

مصطفى بكري: «حكومة الانفصال بقيادة حميدتي مؤامرة جديدة لتفتيت السودان وتقسيمه»

مقالات مشابهة

  • حاكم غرب بحر الغزال: عبور عناصر من الدعم السريع إلى جنوب السودان دون إذن رسمي أثار الذعر ونزوح السكان
  • دول “البحيرات” توضح موقفها من حكومة “تأسيس”
  • البرهان يلتقي ممثل الاتحاد الأفريقي ومجلس السلم يدين الحكومة الموازية
  • ‘الاتحاد الإفريقي” يكشف موقفه من “الدعم السريع” ويفاجئ “البرهان”
  • مني أركو: تشكيل ما يُسمى «حكومة تأسيس» يمهّد لتدخل دولي في الشأن السوداني
  • شبكات الكبتاغون تنتقل من سوريا إلى السودان.. مصنع ضخم داخل حقل ألغام للدعم السريع
  • «التيار الوطني القومي» يؤكد دعمه للقوات المسلحة السوادنية
  • بعد إعلان حكومة "تأسيس"...ما أسباب حالة الانقسام في السودان؟
  • “الجامعة العربية” تُذكِّر “تأسيس” ببيان مجلس الأمن 5 مارس 2025
  • حكومة موازية في نيالا.. ماذا تعرف عن خريطة نفوذ الدعم السريع في دارفور؟