نزع سلاح العمال الكردستاني يثير الرعب في إسرائيل
تاريخ النشر: 4th, March 2025 GMT
أنقرة (زمان التركية) – قالت تقارير إن دعوة عبد الله أوجلان لتنظيم العمال الكردستاني لتفكيك صفوفه وتسليم سلاحه، أثارت حالة من الذعر لدى إسرائيل التي ترى هذه الخطوة بمثابة تهديد كبير لها.
وذكرت صحيفة هارتس الإسرائيلية أن إلقاء تنظيم العمال الكردستاني للسلاح قد يغيّر جميع الموازين في سوريا، مفيدة أن هذا الوضع قد يهدد الوجود الإسرائيلي.
وأضافت هارتس أن تركيا ضمّت سوريا لحمايتها وتهدف حاليا لتحويلها إلى منطقة نفوذ استراتيجي، مشيرة إلى أن المجال الجوي السوري المفتوح على اسرائيل قد يتم إغلاقه ما إن حلّت تركيا محل روسيا داخل سوريا.
وتطرقت هآرتس إلى احتمالية سحب الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، القوات الأمريكية من سوريا، حيث ذكرت الصحيفة أن اسرائيل قد تواجه ضغوط تركيا وسوريا وأن الإدارة الأمريكية أيضا قد تعزز الضغط على اسرائيل وتدعم أردوغان في بسط السيطرة التامة على سوريا.
وشددت هآرتس على الأهمية الكبيرة للتوافق بين تركيا والعمال الكردستاني مؤكدة أن نجاح التوافق سيحل أيضا العلاقات المعقدة بين النظام السوري وأكراد سوريا.
في السياق نفسه، أوضحت وكالة رويترز للأنباء نقلا عن أربعة مصادر مختلفة أن إسرائيل تقترح تجاهل الوجود العسكري الروسي في سوريا، لموازنة النفوذ التركي داخل سوريا.
وصرحت المصادر أن إسرائيل تعتبر بلوغ الجماعات الإسلامية المدعومة من تركيا لسدة الحكم في سوريا بمثابة تهديد لها.
وأبلغ المسؤولون الإسرائيليون واشنطن بأن هذه الجماعات تشكل خطرا على أمن الحدود الإسرائيلية.
كما أشارت المصادر إلى الغموض بشأن مدى جدية مقترحات ترامب لإسرائيل.
وتأتي المبادرة الإسرائيلية هذه في الفترة الحساسة التي تبذل فيها الحكومة السورية المؤقتة جهودا لرفع العقوبات الأمريكية على سوريا لتحقيق الاستقرار بها.
ويرى الخبراء أن إدارة تل أبيب تشن حملة منسقة للتأثير على السياسة الأمريكية تجاه سوريا.
هذا وكان عبد الله أوجلان قد بعث يوم الخميس الماضي برسالة عبر وفد حزب الديمقراطية والمساواة للشعوب، شدد خلالها على ضرورة تفكيك تنظيم العمال الكردستاني لصفوفه وتسليم جميع الجماعات لسلاحها.
Tags: الحدود السورية الاسرائيليةالسياسة الأمريكية تجاه سورياالعقوبات الأمريكية على سورياتنظيم العمال الكردستانيدونالد ترامبعبد الله أوجلانالمصدر: جريدة زمان التركية
كلمات دلالية: الحدود السورية الاسرائيلية العقوبات الأمريكية على سوريا تنظيم العمال الكردستاني دونالد ترامب عبد الله أوجلان العمال الکردستانی
إقرأ أيضاً:
أستاذ سياسة: التجويع الممنهج سلاح تستخدمه إسرائيل لإخضاع المدنيين
في ظل تصاعد الكارثة الإنسانية في غزة، وتزايد التقارير الدولية عن استخدام التجويع كأداة حرب، تتكشف أبعاد جديدة لصورة الصراع، حيث لم تعد المساعدات الإنسانية مجرد وسيلة للنجدة والإغاثة، بل تحولت إلى ورقة ضغط تستخدم في إدارة الأزمة.
وفي هذا السياق، حذرت الدكتورة رنا أبو عمرة، الخبيرة في الشؤون الإنسانية، من خطورة التحول المنهجي في التعامل مع العمل الإغاثي، معتبرة أن الحرمان المتعمد من المساعدات أصبح أحد أبرز أسلحة القتال غير التقليدية، التي تمارسها القوة المحتلة في انتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني.
الحرمان الممنهج أداة قتال على الساحة الإنسانية للحربأشارت الدكتورة رنا أبوعمرة أستاذة السياسة إلى أن المساعدات الإنسانية تحولت إلى إحدى أوراق إدامة الصراع وإدارته بدلاً من كونها واحدة من أهم أوراق التهدئة والحل والتسوية.
وفي حديثها أوضحت أن سياسة الحرمان الممنهج أصبحت أداة حرب وقتال من قبل القوة المحتلة التي تتحمل المسؤولية القانونية والأخلاقية وفقاً لاتفاقية جنيف الرابعة، كما تتحمل القوى الكبرى مسؤولية مباشرة من خلال الامتناع عن ممارسة ضغوط جدية وفعالة على القوة المحتلة لإنهاء هذا الوضع غير الانساني وتأمين وصول المساعدات الانسانية لمستحقيها، فضلاً عن مسؤوليتها في انهاء سياسة العقاب الجماعي التي تمارسها قوة الاحتلال منذ بداية الحرب ضد الشعب الفلسطيني، حتى بات تبني منهج دولي لفصل العمل الانساني عن ديناميات الصراع خاصة في تلك الحالات التي يكون فيها المدنيين في قلب الصراع أمراً حيوياً، لتظل الأولوية المقدمة هي التعامل الايجابي مع البعد الانساني للصراع بشكل مُلح وعاجل عوضاً عن التصعيد المبني على تحجيم العمل الانساني على المديين القصير والمتوسط سواء بمنع ادخال المساعدات او عرقلة الجهود الداعمة لايجاد حلول جدية.
أضافت أن ما تشهده الساحة الانسانية للحرب هو خرقًا واضحًا لمبادئ القانون الدولي الإنساني الذي يؤكد على حيادية وضرورة الاستجابة للاحتياجات العاجلة للسكان المدنيين دون تمييز، كون تقليص العمليات الانسانية والاغاثية أو تسييسها يُسهم في ترسيخ واقع التجويع القسري، مالم يتم التعامل مع الوضع في اطار مقاربة جديدة تُعيد الاعتبار للعمل الإنساني ودوره الأصيل-بمعزل عن التجاذبات العسكرية - كأداة للحماية والنجدة وليس كأداة تصعيد بما لايفقد الشعوب ثقتها في النظام الإنساني العالمي ككل، بما يطرح تساؤلات حقيقية حول مدى حدود حدود النظام الدولي الراهن في الاستجابة للأزمات الإنسانية وجدوى الآليات الدولية القائمة في حماية المدنيين في وقت الحرب.