مسلسل "الست" وأفلام سير المشاهير
تاريخ النشر: 11th, December 2025 GMT
من المؤسف أن يكون التعبير الشائع في الصحافة، والصحافة الموازية، أي وسائل التواصل الاجتماعي، في وصف الأفلام والمسلسلات التي تتناول سير المشاهير ونجوم المجتمع، هو تعبير "السيرة الذاتية" بينما الصحيح هو أن هذا النوع من الأعمال الفنية ينتمي إلى "سير حياة المشاهير"، فعندما يكون لدينا فيلم مثل فيلم "الست" الذي يثير حاليا الكثير من الجدل، فليس من الصحيح اعتباره فيلما من أفلام "السيرة الذاتية"، فمعنى هذا أنه معد عن كتاب في "السيرة الذاتية" autobiography كتبته أم كلثوم نفسها وروت فيه قصة حياتها من وجهة نظرها.
ولكن الصحيح القول إنه "سيرة حياة أم كلثوم" أي من أفلام "سير المشاهير" فقط، أي أن هناك من كتب هذه السيرة ووضعها في قالب سينمائي أو تليفزيوني. ولكن الموضوع قد يكون أكثر تعقيدا من التدقيق في وصف "النوع" رغم أهميته الكبيرة. كيف؟
إذا أراد الفنان أن يصنع عملا فنيا يروي فيه قصة حياة شخصية من شخصيات المجتمع، أو المشاهير سواء كان هؤلاء المشاهير من الشخصيات الفنية أو السياسية، أو حتى لو من المجرمين الذين حيروا الناس طويلا، كما في حالة "رية وسكينة" مثلا، أو سفاح الصعيد الشهير في الأربعينيات الماضية الذي عرف بـ"الخُط"، فلابد أن يكون لدى الفنان الذي يعيد صياغة قصة حياة هذه الشخصية أو تلك، "رؤية" جديدة، أو زاوية جديدة للرؤية، تبرر إعادة رواية قصة ربما يكون الجميع على إطلاع بتفاصيلها كونها رويت كثيرا في مقالات وكتب وربما أيضا في أعمال فنية سابقة كما هو الأمر في حالة "الست" أم كلثوم التي سبق أن شاهدنا مسلسلا كاملا طويلا عنها من قبل (37 حلقة).. هل مجرد تغيير الأشكال والديكورات وإعادة ترتيب بعض الأحداث، يكفي؟ أم أن ما يمكنه أن يكون بالفعل "جديدا" ويشد الجميع للإقبال على المشاهدة، هو الكشف عن جوانب جديدة كان خافية من حياة النجم الذي تُروى سيرته؟
إن لم يكن في الأمر جديد، فسوف يظل الجدل يدور عادة حول أشياء لا قيمة لها في حد ذاتها مثل: هل الممثلة التي أدت دور أم كلثوم أفضل من التي سبق أن قامت بالدور نفسه من قبل، وهل هي تشبه أم كلثوم في ملامحها أم لا تشبهها، وما مدى التشابه بين الممثلة وصاحبة السيرة، وهو في الحقيقة جانب ليس مهماً كثيرا في تقييم الأعمال الفنية من هذا النوع، أي تلك التي تعتمد على إعادة تجسيد شخصيات عامة معروفة، فالأهم هنا هو هل نجح الممثل أو الممثلة التي تتقمص الدور، في التعبير عن "روح" الشخصية وأبعادها النفسية بعيدا عن مجرد التشابه الشكلي الخارجي معها؟
لدينا أمثلة كثيرة على أفلام لم يكن هناك أي تماثل في الشكل بين الممثل والشخصية التي أداها، لكن أحدا لم يتوقف أبدا أمام هذه النقطة، لأن أداء الممثل في التعبير عن الشخصية فاق كل حد يمكن تصوره، ونجح في خلق شخصية "جديدة" أصبح لها عالمها الخاص الذي لا يفنى، على الشاشة، رغم أن هذه الشخصية لا تشبه الممثل الذي قام بدورها أصلا. ولعل أفضل مثال يخطر على ذهني الآن، هو أداء الممثل الأمريكي "ليوناردو دي كابريو" لدور "جوردان بلفورت" أكبر محتال عرفته أمريكا ارتبط اسمه بفضحة استثمار أو "توظيف الأموال" ونسبب في ضياع مليارات الدولارات من أموال المستثمرين الأبرياء، كما تم تجسيده في فيلم "ذئب وول ستريت" للمخرج الكبير مارتن سكورسيزي.
القدرة على التعبير وبالتالي "التأثير" في المشاهد، لا علاقة لها بمدى التطابق الشكلي، بل الأداء الذي لابد أن يكون أولا وأخيرا، مستندا إلى نص قوي، يسبر أغوار الشخصية ويشدك كمشاهد، إلى عالمها، لتكتشف مناطق وزوايا جديدة، لم تكن تعرفها من قبل، وليس مجرد الاستعراض الكسول لتعاقب فترات زمنية مختلفة (معروفة( في حياة الشخصية المراد تجسيدها في "السيرة" السينمائية.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: د أمير العمري أي وسائل التواصل أم کلثوم أن یکون
إقرأ أيضاً:
أسرار الساعات الأخيرة في حياة عمار الشريعي
في حلقة فنية خاصة بمناسبة ذكرى رحيل الموسيقار الكبير عمار الشريعي، فتحت زوجته الإعلامية مرفت القفاص، ونجله المهندس مراد الشريعي، والمنتج الكبير عمرو الصيفي صندوق أسرار الموسيقار الراحل، كاشفين عن محطات إنسانية وفنية مهمة في حياته.
"كان حاسس بقُرب أجله".. واهتمامه بمصر لا يتوقفقالت الإعلامية ميرفت القفاص إن الشريعي كان متفائلاً رغم معاناته الصحية، لكنه خلال العامين الأخيرين من حياته كان يشعر بقرب نهايته بسبب تأثير الغسيل الكلوي وتعب القلب.
وأضاف نجله مراد أن والده ظل مرتبطًا بكل ما يجري في مصر حتى آخر يوم، وكان يتابع أحداث ميدان التحرير خلال مرضه داخل المستشفى.
كشف مراد الشريعي أن والده كان مرتبطًا بمجموعة من أصدقائه المكفوفين منذ أيام الجامعة، وأطلقوا على أنفسهم “فرقة العميان”، وكان يجتمع بهم شهريًا، إلى جانب فرقته الشهيرة “الأصدقاء”.
قدرات استثنائية.. ومواقف لا تُنسىروى المنتج عمرو الصيفي واقعة تؤكد قدرات الشريعي المدهشة، قائلاً: "كنا مسافرين إسكندرية وقالي: أنت في الكيلو 45.. وكانت الإجابة صحيحة".
مضيفًا أن الشريعي كان يملي النوتة الموسيقية على مساعديه، ثم أصبح أول موسيقار مصري يستخدم الكمبيوتر في التلحين، بعدما اشترى جهازًا عام 1982 وساعده ذلك في كتابة النوتة بمفرده لاحقًا.
كشفت ميرفت القفاص أن خلاف الشريعي مع الشاعر عبد الرحمن الأبنودي بدأ أثناء العمل على تتر مسلسل "أبو العلا البشري" حين أراد الشريعي إدخال تعديلات فنية، بينما كان النظام المتعارف عليه قديمًا أن يسلم المؤلف والملحن أعمالهما دون تعديل.
وتسبب ذلك في قطيعة امتدت 20 عامًا، قبل أن يعودا للعمل معًا في مسلسل "شيخ العرب همام".
وأكدت أن أقرب الشعراء إلى قلب الشريعي كانا الأبنودي وسيد حجاب.
كشف المنتج عمرو الصيفي مفاجأة عن فيلم “أحلام هند وكاميليا”، موضحًا أن الشريعي لم يكتفِ بتلحين الأغاني، بل كتب كلماتها أيضًا تطوعًا، لأن إنتاج الفيلم لم يكن قادرًا على الاستعانة بمؤلف أغاني.
"هو وهي".. خلاف بين سعاد حسني والشريعي وصلاح جاهين يحسم الأمروعن كواليس مسلسل “هو وهي” بطولة سعاد حسني وأحمد زكي، قالت ميرفت القفاص إن التتر لم يكن استعراضيًا في البداية، وإنما مجرد لقطات، ثم رغبت سعاد حسني في تغيير الرؤية.
وتدخل الشاعر الكبير صلاح جاهين لدعم رؤية الشريعي الفنية، ليخرج تتر “هو وهي” بالشكل الذي عرفه الجمهور، ويصبح واحدًا من أنجح أعمال التسعينيات.