القدس المحتلة- بدت ردود الفعل الإسرائيلية متناغمة مع موقف الحكومة الإسرائيلية برئاسة بنيامين نتنياهو، برفض مخرجات وقرارات القمة العربية التي تبنت خطة مصر لإعادة إعمار قطاع غزة.

وتعزز هذا التناغم بتل أبيب مع إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب، رفض الخطة المصرية، وتمسكه بمقترحه الهادف إلى تهجير سكان قطاع غزة.

وحمل الرفض الإسرائيلي لخطة الرئيس عبد الفتاح السيسي في طياته كواليس مخططات حكومة نتنياهو بشأن قطاع غزة سواء استئناف القتال والعودة للحرب، وهواجس تل أبيب من طرح مقترح حل الدولتين الذي تكرسه الخطة المصرية، وكذلك التخوف من الضبابية حيال مكانة حركة حماس في إدارة القطاع مستقبلا.

وحيال ذلك، سارعت وزارة الخارجية الإسرائيلية انتقاد ومهاجمة قرارات ومخرجات القمة العربية واعتبرت أن بيانها الختامي "لا يعكس الواقع بعد 7 أكتوبر 2023، ويستند إلى مفاهيم قديمة".

وترى أن حكم حماس في غزة "يمنع أي فرصة للأمن بالنسبة لإسرائيل وجيرانها. ومن أجل السلام والاستقرار، لا يمكن ترك حماس في السلطة"، على ما جاء في بيان الناطق باسم الوزارة أورن مرمورشتاين.

وحظي موقف الخارجية الإسرائيلية بتفاعل من قِبَل الكُتّاب والمحللين ووسائل الإعلام الإسرائيلية التي تماهت إلى حد كبير مع رفض الخطة المصرية، والترويج لمقترح ترامب من أجل تهجير الغزيين.

إعلان

وبررت القراءات والتحليلات الإسرائيلية رفض الخطة المصرية بعدم واقعيتها، وخطورتها على إسرائيل من حيث الإبقاء على الغزيين في القطاع، وكذلك الإبقاء على حركة حماس بالمشهد، كما أن الخطة تضمن الحفاظ على حقوق الشعب الفلسطيني، وتكرس حل الدولتين، وهي بالتالي تتعارض وتتصادم مع مخططات إسرائيل بعد السابع من أكتوبر.

تحريض

هذه المبررات والتوليفات لدوافع رفض إسرائيل للخطة المصرية، استعرضها رئيس قسم الشؤون العربية في القناة الـ14 الإسرائيلية عمري حاييم، من خلال مقال له بعنوان "الخطة المصرية في غزة ولماذا لا أمل لها".

فقد وجّه انتقادات للخطة وعمد إلى التحريض عليها، كونها بالأساس تعارض تهجير الغزيين، وكذلك تبقي على حركة حماس في تصدر المشهد، وتمهد لإعادة السلطة الفلسطينية إلى القطاع.

وأوضح حاييم أن مخرجات القمة العربية وقراراتها تأتي في ظل الأزمة في المحادثات بين إسرائيل وحماس، وهو ما يعني تحصينا لحماس في المفاوضات واتخاذ موقف مناهض لإسرائيل بكل ما يتعلق في اتفاق وقف إطلاق النار والمرحلة الثانية من المفاوضات، كما أن الخطة المصرية بمثابة البديل لمقترح ترامب للتهجير وإعادة الإعمار.

وحيال ما تحمل الخطة من مواقف ومحاور لا تتناغم مع الموقف الإسرائيلي، يعتقد حاييم أن "الخطة المصرية لا تملك فرصة كبيرة للنجاح لأكثر من سبب، كونها تتناقض تماما مع مقترح ترامب بشأن إخراج سكان غزة من القطاع، وفي القمة، أكد القادة العرب مرارا وتكرارا معارضتهم لهذا الأمر".

وفي محاولة منه لدق الأسافين بين العرب والفلسطينيين، واصل الكاتب الإسرائيلي التحريض على الخطة المصرية وزعم أنها لن تحظى بالدعم الشعبي بالعالم العربي ولا حتى بين أبناء الشعب الفلسطيني، وذلك لعدم استعداد الفلسطينيين لتطبيق ما تقترحه الدول العربية بأن تكون السلطة الفلسطينية هي السلطة الحاكمة رسميا في القطاع.

إعلان

ولفت إلى أن الخطة المصرية تزيح حماس جانبا لكن تبقي عليها بالمشهد السياسي، كما أنها تعزز مكانة السلطة الفلسطينية بإعادتها إلى الحكم في القطاع، كما أن الخطة لا تبدد التهديدات الأمنية من القطاع ولا تضمن الحفاظ على الأمن القومي لإسرائيل.

"كامب ديفيد" على المحك

وفي سياق تداعيات الرفض الإسرائيلي للخطة المصرية على العلاقات بين القاهرة وتل أبيب، ترى محللة الشؤون العربية في صحيفة "يديعوت أحرونوت" سمدار بيري، أن ذلك يضع معاهدة السلام "كامب ديفيد" على المحك خصوصا في حال قررت إسرائيل استئناف الحرب على غزة، وكذلك يضع إسرائيل أمام تحديات جديدة بالشرق الأوسط حتى وإن حظيت بدعم ترامب.

وتعتقد بيري أنه حتى لو لم يتم تنفيذ خطة السيسي، فإن الموافقة المبدئية التي حصلت عليها من زعماء الدول العربية لها معنى أوسع، وهو رفض التهجير والترانسفير، وأنهم لن يستوعبوا حشود الفلسطينيين الذين سيتم طردهم من قطاع غزة، وبالتالي فإن مقترح ترامب لتهجير الغزيين، في شكله الحالي، سيصبح غير قابل للتنفيذ.

لكن لا تزال هناك أسئلة كبيرة وساخنة لم تتم الإجابة عنها في الخطة المصرية، تقول بيري "هل توافق حماس والجهاد الإسلامي على نزع سلاحهما وتسليمهما للشرطة الفلسطينية الجديدة؟ من سيدير ​​قطاع غزة: السكان المحليون أم الفلسطينيون من الضفة الغربية، أم قيادة مختلطة تشمل أيضا شخصيات من العالم العربي؟ ومن أين ستأتي الأموال لإعادة الإعمار؟".

رسائل إسرائيل

القراءة ذاتها استعرضها محلل الشؤون السياسية في صحيفة "يسرائيل هيوم" أرييل كهانا، مشيرا إلى أن إسرائيل ترفض خطة الدول العربية لحل أزمة غزة، في إشارة منه إلى أن تل أبيب معنية بالإبقاء على الأزمة وحالة القتال في قطاع غزة، وذلك حتى تحقق أهداف الحرب المعلنة.

ورجح المحلل السياسي أن الرفض الإسرائيلي للخطة المصرية التي يأتي الكشف عنها بالتزامن مع دخول رئيس هيئة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي إيال زامير، لمنصبه خلفا للمنتهية ولايته هرتسي هاليفي، مؤشر إلى أن إسرائيل قد تستأنف القتال في القطاع بما يتلاءم وتعليمات واشنطن.

إعلان

وأوضح أن الرسالة الرئيسية التي تريد إسرائيل إيصالها من خلال رفض الخطة المصرية هي أن حماس لا يمكن أن تبقى في السلطة، وأن إعادة إعمار قطاع غزة يجب أن تتم "من خلال الهجرة الطوعية للسكان"، وكذلك رفض إعادة السيطرة على قطاع غزة إلى السلطة الفلسطينية، وهي خطوة ترى إسرائيل أنها "غير مرغوب فيها وخطيرة".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات رمضان السلطة الفلسطینیة فی القطاع قطاع غزة أن الخطة حماس فی إلى أن کما أن

إقرأ أيضاً:

ويتكوف يسافر إلى إسرائيل.. وزيارة محتملة إلى قطاع غزة

أفاد مصدر أمريكي نقل عنه موقع "أكسيوس" بأن ويتكوف قد يزور قطاع غزة نفسه، ويتفقد مراكز الإغاثة التابعة لـ "مؤسسة غزة الإنسانية"، بهدف "تقييم الواقع الميداني وتقديم توصيات حول تعزيز وصول المساعدات". اعلان

يُتوقع أن يسافر المبعوث الأمريكي الخاص في البيت الأبيض ستيف ويتكوف إلى إسرائيل، اليوم الأربعاء، في زيارة تُعدّ الأولى له إلى الدولة العبرية منذ نحو ثلاثة أشهر، وذلك لمناقشة "الأزمة الإنسانية المتفاقمة في قطاع غزة"، وفقًا لمصادر أمريكية مطلعة مباشرةً على الترتيبات.

وتأتي الزيارة في ظل توقف مفاوضات هدنة غزة وتحرير الرهائن، وتدهور الوضع الإنساني بالقطاع، حيث تشير التقارير إلى نقص حاد في الغذاء، والمياه، والرعاية الصحية.

وأفاد مصدر أمريكي نقل عنه موقع "أكسيوس" بأن ويتكوف قد يزور قطاع غزة نفسه، ويتفقد مراكز الإغاثة التابعة لـ "مؤسسة غزة الإنسانية" (GHF)، بهدف "تقييم الواقع الميداني وتقديم توصيات حول تعزيز وصول المساعدات".

وأوضح المصدر أن "الرئيس دونالد ترامب يسعى لفهم أدق للحالة الإنسانية في القطاع، بما يُمكّنه من اتخاذ خطوات فعّالة لضمان وصول مزيد من المساعدات إلى المدنيين".

Related "غزة تواجه خطر المجاعة الشديدة".. برنامج الأغذية العالمي يحذر: الوقت ينفدأنهكه الجوع وقلة الحيلة.. أب من غزة ينهار أمام أسرته بعد عودته إلى البيت بكيس دقيقإسرائيل تبدأ ترحيل ناشطي سفينة "حنظلة" بعد محاولتهم كسر الحصار على غزة

في المقابل، أعاد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو التأكيد، الثلاثاء، على أن "تعنت" حركة حماس هو السبب الرئيسي في تعثر المفاوضات، مؤكدًا أن الوفد الإسرائيلي سحب من محادثات قطر بسبب رفض الحركة لأي تسوية جديدة.

وأشار مصدر حكومي إسرائيلي لـ"تايمز أوف إسرائيل" إلى أن المسؤولين ناقشوا عدة خيارات محتملة في ظل الجمود، من بينها بدء ضم أجزاء من قطاع غزة، وهو ما أكدته صحيفة "معاريف" التي ذكرت أن نتنياهو قدم اقتراحًا بهذا الشأن خلال اجتماع مع مجموعة محدودة من الوزراء، تم خلاله الاتفاق على إنشاء كيان إداري خاص لإدارة المناطق المحتمل ضمها.

وأكدت شبكة "إي بي سي" الأمريكية أن فكرة الضم تُعتبر واحدة من بين عدة خيارات تُدرس حاليًا، مشيرة إلى أن أي قرار بالانسحاب من أراضٍ تم ضمها رسميًا يتطلب دعم 80 نائبًا في الكنيست أو إجراء استفتاء وطني، ما يجعل التراجع عن مثل هذا القرار متعذرًا عمليًا.

وفي سياق متصل، أجرى نتنياهو بعد ظهر الثلاثاء اجتماعًا مع كبار مستشاريه، شارك فيه غال هيرش، المسؤول الحكومي عن الرهائن، والمستشار السياسي أوفير فالك، وكبير موظفيه تساحي برافرمان، لبحث سبل إعادة الرهائن الخمسين المحتجزين في غزة، منهم 20 يُعتقد أنهم ما زالوا على قيد الحياة.

وأعلن نتنياهو، عبر رسالة فيديو نشرها على منصة "إكس"، أن الاجتماعات بشأن قضية الرهائن تُعقد بشكل متواصل منذ عودة الوفد من قطر، لكنه ألقى باللوم المباشر على حماس في تعثر التقدم، وقال: "العقبة الرئيسية هي حماس. لا تزال مُصرّة على رفضها".

وأضاف أن الرئيس الأمريكي ترامب، والمبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف، قد أكدا نفس المعلومة، مؤكدًا أن "كل من يعرف الحقائق، بمن فيهم الوسطاء، يعلم ذلك"، وأن إسرائيل "لن تتهاون" في محاولة استعادة الرهائن، "بطريقة أو بأخرى".

وأكد مصدر حكومي إسرائيلي أن المفاوضات "مجمدة"، ولا توجد أي مؤشرات على عودة حماس إلى طاولة الحوار.

وفي وقت سابق، صرح ويتكوف بأنه سيتم استكشاف "خيارات بديلة" لتحرير الرهائن، بينما قال ترامب في اسكتلندا إن إسرائيل "قد تحتاج إلى تغيير طريقة القتال"، مضيفًا أنه أبلغ نتنياهو بأنه "يتعين عليك الآن ربما القيام بذلك بطريقة مختلفة".

انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثة

مقالات مشابهة

  • إسرائيل تحدد مهلة زمنية لحركة حماس
  • إسرائيل ترسل تعديلاتها على رد حماس.. وحديث عن "ضغط أميركي"
  • سقوط المزيد من الشهداء في غزة وسط ضغوط على إسرائيل لإنهاء الحرب
  • ويتكوف يسافر إلى إسرائيل.. وزيارة محتملة إلى قطاع غزة
  • وزير دفاع إسرائيل: حماس لن تحدد مستقبل غزة.. وجيشنا سيبقى داخل القطاع
  • دموع لا تجفّ في غزة..وداع مؤلم لضحايا الغارات الإسرائيلية الأخيرة
  • خطة نتنياهو الجديدة في غزة.. إسرائيل لن تنتظر
  • مأساة متكررة.. وداع مؤلم لضحايا الغارات الإسرائيلية الأخيرة في قطاع غزة
  • مصطفى بكري لـ «العربية»: من يدعون إلى التظاهر أما السفارات المصرية يقفون في خندق واحد مع إسرائيل ضد مصر
  • منظمة “بتسيلم” الإسرائيلية: إسرائيل تنفذ إبادة جماعية في قطاع غزة