جريدة الرؤية العمانية:
2025-12-11@16:55:48 GMT

قصة الوادي الصغير (25)

تاريخ النشر: 10th, March 2025 GMT

قصة الوادي الصغير (25)

 حمد الناصري
 
وفي اليوم التالي احتشدت ناس كثيرة من أعراب رملة العُوران وكثبان الرمال الذهبية ورملة نُجود، وأعراب الرمال الغربية وأعراب الرمال الشرقية والبلدة القديمة وقَعْدة بني زهران وبحارة ساحل بحر المرجان ونفرٌ من جُزر المرجان وممرّ وهْران. وقد تقدّم الحشد المُجتمع كبيرهم الأسد بن عُوران من كثبان رملة العُوران، ونجيب بن أسد الزهران، وقال الأسد بن عُوران كلمة مُختصرة: "نحن نتفق معكم، فأنتم أبناء عُمومتنا، ولكن هذا التحالف يجب أن يكون في النُصرة والمُؤازرة في المِحَن، وأن نقف صفّاً إلى جنب بعض في ردّ العداء على جُزر المرجان وبحره وعلى مَمرّ وَهْران، فالتحالف قوة وترابط وثقة في الطرف الآخر.

. وأما مُحسن الشيخ، فنراهُ سار على خطى من قَبْله، أمّا فلوع فهو في عُهدتنا وأعطيناهُ الأمان، نُقاتل من أجل كلمتنا لا من أجل فلوع.. فهل أنتم معنا.؟ والتفت إلى كبير قَعْدة بني زهران وساحل المرجان والرمال الغربية وجزر بحر المرجان ومَمر وَهْران، وتحدّث نجيب بن أسد قائلاً: أنا مَسرور بحديث أخي الأسد بن عُوران بن العرين العُوران من كثبان رملة بني عُوران، وأرى أنّ الوجوه تهلّلت مُستبشرة بالتوافق الجديد بين الأسد العُوران كبير رملة العُوران والكثبان الشرقية وبين نجيب بن أسد الزهران كبير قعدة بني زهران ، ولا يخفى عليكم جميعاً أنّ إرادتنا قويّة وطموحاتنا كثيرة، ورغباتنا في ازدياد مُستمرّ، وبجمعكم هذا، وتأييدكم للتحالف الجديد بيننا، فإنّنا نسمّي التحالف الجديد بـ " تحالف بحر المرجان"، وأن تكون القيادة مشتركة بالتشاور بالآراء الحصيفة لخدمة تحالف بحر المرجان، وأن تُستبدل كلمة كبير قرين الاسم إلى أمير، ليكون المُسمى الجديد الأمير نجيب بن أسد بن زهران الزهران. والأن نطرح عليكم تساؤلا، من يتحمّل مسؤولية قيادة تحالف بحر المرجان؟، قالوا جميعاً وفي مقدمتهم الأسد بن عُوران، لا أحد غيره إنّه نجيب بن أسد الزهران، صاحب الكرم والجُود والحكمة والصواب.. وبهذا التوافق الكبير على قيادته، قال قائد تحالف بحر المرجان: إذن، من هذه اللحظة تُعرف الجزيرة الكبيرة المُلاصقة بالممرّ الصغير المعروف باسم مَمر وَهْران في بحر المرجان إلى لؤلؤة المرجان. وتسمى بقية الجزر المُتناثرة حول الممرّ الصغير باسم جُزر وَهْران. 
بدا على الناس شيء من عدم الرضا.. قال رجل أشيب للذي بجواره وكان شاباً وهمس إليه: ـ لقد تبيّن كذبهم وزورهم وتلفيقاتهم، لا أعلم لماذا لم ينتبه بني زهران إلى قضية فلوع؟ وفي ظني أنّ بني العُوران لهم اهتمامات في التراث والأمجاد والآثار التأريخية، بهكذا تحالف لن نجني ثماراً غير الغث والخراب، فالآثار التاريخية ليست خاوية بل هي أمجاد تاريخية. قال الشاب بنباهة: ـ نعم أصدقك القول.. لا يجب أن يغيب عن بالنا ما قد حرّفه رجال القوة الحادية عشر في كتبهم وألسنتهم الحِداد.
 سمع تحاورهما رجل ثالث من بني زهران وتساءل باندهاش مُستغرباً: ـوجدنا وثيقة نادرة بخط يدّ البحار شهاب الماجد العظيم.. وبها إشارات مُقوّسة وإرشادات وحدود عريضة وعلامات بحرية مهمّة، وهذه العلامات والإرشادات قد ذكرها ابن القرية العتيقة عبدالله المشهور، بيّنها في كتابه المُؤتلف في علم البحار.. وهذه الوثيقة لم تتحدّث عن بحر المرجان، كلا، بل تحدّثتْ عن بحر الظُلمات أيضاً؛ بأنه ليس بحراً مُظلماً فحسب بل هو لوحة حزينة، سطحهُ مُخيف وامتداده مُرعب لا نهاية له.. كما تحدّث عن بحر المرجان، كأنّما مياههُ من منبع واحد وتتوسّع ما بعد القوة الحادية عشرة، وهم الذين عُرفوا بأعراب رملة ياكوف، وقال عن أعماق البحر الذي يأتي بعد بحر المرجان أنه بحرٌ عميق وأبعادهُ تتوسّع وتميل إلى العُمق ويبدو ارتفاعه فوق سطح بحر المرجان، وتكون مياه ذلك البحر غليظة وواسعة ومساحاته شاسعة، بحرٌ فضّي يميل إلى البياض لا حدود له ولا نهاية، وقد عبّر الكاتب عبدالله المشهور عن موقف صَعب في البحر الفضّي ساده الهلع والحُزن، فقال في ذلك الكتاب : رأيتُ سحابة شديد القتامة وأنا في عُمق بحر مُختلف عن بحر المرجان، عميق ومُخيف، ذلك البحر المُرعب كلما نظرتُ إلى أبعد مساحة، أوقف نظري إلى حدّ الرؤية، ولا أرى سوى سماء مُلبّدة بسُحب من فوقها كُتل سَوداء مُخيفة ومن فوقها برق يخترق سُحب سوداء ويُفرغ لمعاناً شديدًا وعنيفًا ، يُفاجئ كُتل السُحب فيفرّقها، يَهشّها هشّاً، ومَضاته حادّة تكظم الأنفاس وتُمَزّق الأفئدة وتُقطع الأكباد، وضوئه يخطف الأبصار والرعد يهزّ الأرجاء ويُرعب السّمع، تهتزّ الأركان من صوته ومن خِيْفته تتوقّف حركة القلوب، والناظر إلى مدّ البصر لا يرى إلّا عُتمة تزداد قتامة كأنّما الشمس لم تُشرق عليها والصواعق تضرب البحر بضربات مُتتالية ، تسقط في عُمقه وما تزيد الناظر إليها إلا رُعباً ، وترى الأشياء طافحة وظُلمة الامتداد والخوف تأكل بعضها والرُعب يزداد هولاً والرياح لا تهدأ والعواصف شديدة ، كأنها غاضبة بلا هوادة ، تَعْبُر البحر الفضي غداةً ورَوْحة ، وكل لحظاتها خوف ورُعب وكل ساعة تزداد صُعوبة وقسوة ، والمُنتصر هو من يخرج منها سالماً.
يتبع 26

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

اليوم.. استئناف محاكمة سفاح الإسماعيلية الصغير في واقعة الصاروخ الكهربائي

تواصل محكمة جنايات أحداث الطفل في محافظة الإسماعيلية برئاسة المستشار خالد الديب، وعضوية المستشارين محمد أبو طلب وأحمد عاطف، اليوم الثلاثاء، نظر قضية قاتل صغير الإسماعيلية .


تأجيل جلسات القضية للاطلاع

وكانت قد أجلت هيئة المحكمة الجلسة الثلاثاء لحين الاطلاع على الأوراق وتقديم المستندات، مع استمرار حبس المتهم. 

كما قررت  محكمة الجنح في وقت سابق تأجيل محاكمة والد المتهم إلى نهاية ديسمبر الجاري، كذلك قررت حبس المتهم الثالث صاحب محل موبايلات 3 شهور.

طباعة شارك الإسماعيلية اخبار الاسماعيلية محافظة الاسماعيلية

مقالات مشابهة

  • الأزهر يدعو طلابه للمشاركة في جائزة الدولة للمبدع الصغير
  • إيقاعات الارتيست ومواهب الأوبرا على المسرح الصغير
  • الأزهر يدعو طلابه للمشاركة في جائزة المبدع الصغير..اعرف التفاصيل وكيفية التسجيل
  • اتهام بالخيانة وتحذير من «جحيم شيوعي».. إيلون ماسك يشن هجومًا على إلهان عمر وعمدة نيويورك
  • سعد الصغير يستضيف رامي وبيومي بيجو في برنامجه.. اليوم وغدا
  • سيمياء الخطاب الشعري.. كتاب جديد لأحمد الصغير عن هيئة قصور الثقافة
  • أسرار صناعة أسطورة القاتل الصغير
  • تأجيل محاكمة سفـ اح الإسماعيلية الصغير إلى جلسة 20 يناير
  • تعليم مطروح ينظم مسابقة «المبتكر الصغير» لاكتشاف الطلاب الموهوبين
  • اليوم.. استئناف محاكمة سفاح الإسماعيلية الصغير في واقعة الصاروخ الكهربائي