الثورة /متابعات

لم يمرّ يومٌ منذ بدء سريان اتفاق وقف إطلاق النار بين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) والاحتلال الإسرائيلي، إلا وأحدث العدو خرقًا في بنود الاتفاق، سواء فيما يتعلق بالبند الأساسي، وهو وقف العدوان واستهداف الفلسطينيين، أو في بند الانسحاب الكامل من قطاع غزة ومحمور فيلادلفيا أو إدخال المساعدات الإنسانية وفتح المعابر.

بلغت المدة التي بدأ الاتفاق منها 52 يومًا حتى الآن، قام فيها الاحتلال الإسرائيلي بانتهاكات جسيمة وخروقات عديدة، تمثلت في الاستهداف اليومي لأبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة؛ حيث بلغ عدد الشهداء أكثر من 150 حتى اليوم، كما تمثلت بمنع إدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع، والتي تشمل الغذاء والدواء ومواد البناء والكرفانات والخيم، وكذلك لم يكمل الاحتلال انسحابه من كامل القطاع كما كان منصوصًا عليه في الاتفاق؛ حيث لا يزال مسيطرًا على محور فيلادلفيا حتى اليوم.

من جهته، قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إنّ إسرائيل قتلت 150 فلسطينيًا بمعدل نحو 3 أشخاص كل يوم، منذ وقف إطلاق النار في 19 يناير 2025م، بينما تستخدم الحصار والتجويع كأداتي قتل بطيء ضمن جريمة الإبادة الجماعية في قطاع غزة.

وأوضح المرصد الأورومتوسطي أنّ فريقه الميداني وثق استمرار جيش الاحتلال الإسرائيلي في ارتكاب جرائم القتل سواء بإطلاق النار من القناصة أو طائرات “كواد كابتر”، أو هجمات الطائرات المسيرة، تجاه مواطنين فلسطينيين خصوصًا أثناء محاولتهم تفقد منازلهم قرب المنطقة العازلة التي فرضها على طول الحدود الشمالية والشرقية لقطاع غزة.

استهدافات يومية

وذكر أنّ طائرة مسيَّرة إسرائيلية قتلت مساء الاثنين الماضي، “عبدالله علي الشاعر”، وأصابت آخر بجروح شرق رفح خلال وجودهم في المنطقة الآمنة، وذلك بعد ساعات من هجوم آخر من مُسيّرة قتل ثلاثة أشقاء هم: “محمود” و”محمد” و”أحمد عبدالله أحمد”، شمال شرقي مخيم البريج وسط قطاع غزة.

وأوضح المرصد الأورومتوسطي أنّ رفح كانت الأكثر تعرضًا للاستهدافات الإسرائيلية، حيث قُتل “عبدالمنعم علي قشطة” (53 عامًا) داخل منزله برصاص القوات الإسرائيلية المتمركزة على الحدود مع مصر، قبالة حي السلام جنوبي رفح، صباح السبت 8 مارس 2025م، وفي اليوم نفسه، استهدفت طائرة مسيّرة إسرائيلية بصاروخ الشابين “محمود حسين فرحان الهسي” (37 عامًا) و”مهدي عبدالله نادي جرغون” (39 عامًا) أثناء وجودهما في بلدة الشوكة شرقي رفح، ما أدى إلى مقتلهما على الفور.

ونبّه إلى أن فريقه الميداني وثق استشهاد فلسطينيين آخرين في استهدافات متكررة على حي الشجاعية شرقي مدينة غزة، وبلدة بيت حانون شمالي القطاع، منذ بداية شهر مارس الجاري.

وبيّن أن إسرائيل قتلت منذ وقف إطلاق النار 150 فلسطينيًا، بمعدل نحو 3 يوميًا، وأصابت 605 آخرين، بمعدل 11.8 يوميًا، ما يؤكد استمرارها في استهداف الفلسطينيين في قطاع غزة بشكل ممنهج ودون أي مبرر عسكري، رغم توقف الأعمال القتالية.

قطع الكهرباء عن غزة

ولمزيد من التعنت الإسرائيلي في التنصل من تنفيذ بنود الاتفاق، أعلن وزير الطاقة في حكومة الاحتلال إيلي كوهين، الأحد الماضي، أنه أعطى تعليماته لوقف إمداد غزة بالكهرباء، وذلك بعد أسبوع من قرار منع دخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع المدمر، مضيفًا “سنستخدم كل الأدوات المتاحة لنا لاستعادة الرهائن وضمان عدم وجود حماس في غزة في اليوم التالي للحرب”.

ويغذي الخط الكهربائي الوحيد بين إسرائيل وغزة محطة تحلية المياه الرئيسية في القطاع التي تخدم أكثر من 600 ألف شخص، بينما يعول سكان غزة على الألواح الشمسية والمولدات للحصول على الكهرباء، وخصوصًا أن الوقود ينقل إلى القطاع بكميات ضئيلة.

من جهتها قالت حركة حماس إن استمرار قطع الكهرباء عن قطاع غزة منذ أكثر من 16 شهرًا، وما تبعه مؤخرًا من قطع خط الكهرباء المحدود الذي يغذي محطة تحلية المياه في دير البلح، يُعد جريمة حرب تهدد بوقوع كارثة تعطيش في قطاع غزة.

جريمة حرب

وأكدت حماس في بيان أمس الأربعاء، أن استخدام الماء والغذاء كسلاح ضد المدنيين الأبرياء يمثل تصعيدًا خطيرًا ضمن الخطوات الممنهجة لتعميق الكارثة الإنسانية في قطاع غزة، مضيفة أن “حكومة الإرهابي نتنياهو، المطلوب لمحكمة الجنايات الدولية، لا تزال تواصل ارتكاب جريمة عقاب جماعي غير مسبوقة بحق أكثر من مليوني إنسان في قطاع غزة”.

وشددت حماس على أن قطع المياه والكهرباء عن قطاع غزة، ومنع دخول المواد الغذائية والإغاثية والطبية، لليوم الحادي عشر على التوالي، يمثل خرقًا جسيمًا لاتفاق وقف إطلاق النار، وانتهاكًا صارخًا للقانون الدولي والإنساني، مشيرة -في الوقت نفسه- إلى إن صمت المجتمع الدولي وتقاعسه عن تحمّل مسؤولياته الأخلاقية والقانونية تجاه هذه الجرائم، وتجاهله للتقارير والدعوات الصادرة عن المنظمات الإنسانية الدولية، وآخرها دعوة منظمة العفو الدولية لمنع الاحتلال من استخدام المياه كسلاح حرب، يشجع الاحتلال على الاستمرار في سياساته الإجرامية.

وطالبت حماس الدول العربية والأمم المتحدة، والمنظمات الإنسانية، بالتحرك العاجل لوقف هذه الجرائم الوحشية، وفرض إجراءات فورية لإنهاء الحصار على قطاع غزة، ومحاسبة قادة الاحتلال على جرائمهم أمام العدالة الدولية.

كارثة إنسانية

ولفت المرصد الأورومتوسطي إلى أنّ إسرائيل لم تكتفِ بالقتل واسع النطاق وتدمير معظم قطاع غزة على مدار 15 شهرًا، بل تمضي في تصعيد سياسات الإبادة الجماعية عبر فرض ظروف معيشية أكثر فتكًا تؤدي إلى القتل التدريجي والبطيء، من خلال حصار شامل غير قانوني يخنق القطاع بمنع دخول المساعدات الإنسانية والمواد الأساسية، ويحول دون إصلاح البنية التحتية والخدمات الضرورية لنجاة السكان، في ظل غياب أي تدخل دولي فعّال.

وحذّر من كارثة إنسانية وشيكة مع استمرار الحصار، إذ بدأت الأسواق تشهد نفادًا للبضائع، وتوقفت العديد من مراكز الإغاثة والتكايا عن العمل، في ظل الإغلاق المستمر لمعابر غزة ومنع دخول الإمدادات منذ 2 مارس الجاري، ما يفاقم معاناة المدنيين ويدفعهم نحو المجاعة الحتمية.

وشدّد على أن المجاعة ليست الخطر الوحيد الذي يجب أن يستنفر المجتمع الدولي، ولا ينبغي انتظار وقوعها للتحرك؛ إذ أنّ حرمان السكان، وخاصة الأطفال، من التغذية الكافية يؤدي إلى سوء تغذية حاد يسبب أضرارًا صحية غير قابلة للعلاج، ويتسبب في إعاقات جسدية وعقلية دائمة.

ونبّه إلى أن النقص الحاد في التغذية خلال المراحل الحرجة للنمو يضعف الجهاز المناعي، ويزيد من معدلات الإصابة بالأمراض القاتلة، ويؤدي إلى تأخر حاد في التطور الإدراكي والحركي، ما يترك آثارًا صحية دائمة لا يمكن عكسها حتى في حال تحسن الظروف لاحقًا.

القطاع الصحي مدمًّر

وفي تصريحات صحفية أمس، أكد مدير عام المستشفيات في وزارة الصحة الفلسطينية محمد زقوت، أن الاحتلال الإسرائيلي لم يسمح بدخول أي جهاز طبي أو جهاز أشعة إلى قطاع غزة منذ بداية العدوان في 7 أكتوبر الماضي حتى الآن، مشددًا على أن “إسرائيل” لم تلتزم بالبروتوكول الإنساني رغم وقف إطلاق النار في يناير الماضي.

وتابع زقوت: “لم يُدخل أي جهاز طبي مهم إلى القطاع، باستثناء بعض المستلزمات والمهمات الطبية التي لا تتجاوز فائدتها 60%”، مشيرًا إلى أن قوات الاحتلال دمرت أجهزة الرنين المغناطيسي وأجهزة التصوير الطبي الطبقي كافة، والتي تعتبر أساسية في التشخيص والمتابعة الطبية للمرضى، خلال اقتحامها مستشفيات القطاع.

وأكّد المرصد الأورومتوسطي أنّ ما تفعله إسرائيل يفاقم الكارثة الإنسانية ويكرّس التجويع كأداة إبادة جماعية، منبها إلى أنّ المساعدات الإنسانية حق أساسي للسكان المدنيين غير قابل للمساومة بموجب القانون الدولي الإنساني، ولا يوجد أي استثناء أو مبرر قانوني يجيز لإسرائيل حرمان الفلسطينيين من المساعدات الإنسانية الأساسية.

وأوضح أنّ إسرائيل لا تكتفي باستخدام المساعدات كورقة تفاوضية لتحقيق مكاسب سياسية أو عسكرية، بل تنفذ بشكل متعمد سياسة تجويع منهجية، في محاولة لخلق ظروف معيشية قاتلة تجعل بقاء السكان في غزة مستحيلاً.

وأشار المرصد الأورومتوسطي إلى أنّ إعلان إسرائيل المتكرر عن تنسيقها الكامل مع الإدارة الأمريكية الحالية، التي أعلنت صراحة نيتها تهجير سكان قطاع غزة بالكامل، يؤكد أنّ جرائم التجويع وقطع المساعدات الإنسانية ليست مجرد أدوات ضغط تفاوضية أو ممارسات معزولة، بل جزء من مخطط مدروس يتماشى مع التوجه الأمريكي لفرض التهجير القسري وتفريغ القطاع من سكانه، في إطار سياسة تطهير عرقي تشكل مؤشرًا إضافيًا على النية التدميرية لجريمة الإبادة الجماعية، خاصة مع فرض ظروف معيشية مميتة تجعل استمرار الحياة في غزة مستحيلًا.

إبادة جماعية

وأكّد أنّ هذه السياسة الإسرائيلية تكرّس جريمة الإبادة الجماعية، وفقًا لاتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها لعام 1948م، التي تحظر فرض ظروف معيشية تؤدي إلى تدمير جماعة ما كليًا أو جزئيًا، فحتى بعد وقف إطلاق النار، واصلت إسرائيل فرض ظروف قسرية مميتة تستهدف القضاء التدريجي على الفلسطينيين، من خلال حرمانهم من المقومات الأساسية للحياة، في إطار مخطط طويل الأمد يهدد وجودهم المادي كجماعة وطنية، محذرا من أنه لا يمكن للمجتمع الدولي الاستمرار في غض الطرف عن الحصار غير القانوني المفروض على قطاع غزة، والذي يشكّل أحد أبرز أدوات الإبادة الجماعية.

ودعا المرصد الأورومتوسطي جميع الدول والكيانات ذات العلاقة إلى تحمل مسؤولياتها القانونية والتحرك العاجل لوقف جريمة الإبادة الجماعية في قطاع غزة بأفعالها كافة، وفرض كافة الإجراءات اللازمة لإجبار إسرائيل على رفع الحصار بشكل كامل وفوري، والسماح بحرية حركة الأفراد والبضائع دون قيود، وفتح جميع المعابر دون شروط تعسفية، واتخاذ خطوات فاعلة لإنقاذ الفلسطينيين من مخططات القتل البطيء والتهجير القسري، بما يشمل تفعيل استجابة عاجلة لتلبية الاحتياجات الفورية والملائمة للسكان، بما في ذلك توفير سكن مؤقت ولائق.

وطالب المرصد الأورومتوسطي المجتمع الدولي بفرض عقوبات اقتصادية ودبلوماسية وعسكرية على إسرائيل بسبب انتهاكها المنهجي والخطير للقانون الدولي، بما يشمل حظر تصدير الأسلحة إليها، أو شرائها منها، ووقف التعاون العسكري معها، وتجميد الأصول المالية للمسؤولين المتورطين في الجرائم ضد الفلسطينيين، كما دعا لتعليق الامتيازات التجارية والاتفاقيات الثنائية التي تمنح إسرائيل مزايا اقتصادية، مما يزيد الضغط عليها لإنهاء جرائمها ضد الفلسطينيين.

وحثّ المرصد الأورومتوسطي المجتمع الدولي على تحمل مسؤولياته القانونية والإنسانية بشأن ضرورة تنفيذ إصدار محكمة العدل الدولية في 28 مارس 2024م، تدابير تحفظية تلزم إسرائيل فيها باتخاذ الإجراءات اللازمة والفعّالة، وبالتعاون مع الأمم المتحدة، لضمان دخول المساعدات إلى قطاع غزة من دون معوقات وبلا تأخير، وذلك تنفيذا لالتزاماتها بموجب اتفاقية الإبادة الجماعية.

ودعا المحكمة الجنائية الدولية لتسريع تحقيقاتها وإصدار مذكرات توقيف بحق المسؤولين الإسرائيليين المتورطين في الجرائم الدولية المرتكبة في قطاع غزة، مذكّرًا الدول الأعضاء في نظام روما الأساسي بالتزاماتهم القانونية بالتعاون الكامل مع المحكمة، وضمان تنفيذ مذكرات التوقيف الصادرة بحق المسؤولين الإسرائيليين لمنع إفلاتهم من العقاب.

المصدر: الثورة نت

كلمات دلالية: جریمة الإبادة الجماعیة الاحتلال الإسرائیلی المساعدات الإنسانیة المرصد الأورومتوسطی وقف إطلاق النار المجتمع الدولی ظروف معیشیة فی قطاع غزة إلى القطاع أکثر من إلى أن

إقرأ أيضاً:

الجنرال بريك: إذا لم يُوقَّع الاتفاق ستكون العواقب وخيمة على إسرائيل

في مقال نشرته صحيفة "معاريف"، حذر الجنرال الإسرائيلي المتقاعد إسحاق بريك من أن إسرائيل تقف عند نقطة حاسمة قد تحدد مصيرها السياسي والأمني، مشيرا إلى أن عدم التوصل إلى اتفاق مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس) ستكون له عواقب "قاسية للغاية" على تل أبيب.

ويشير الكاتب إلى أن حماس ردّت على الخطة التي قدمها الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالرفض في صيغتها الحالية، لكنها أبدت في الوقت ذاته استعدادا للتفاوض، مما يكشف -بحسب المقال- عن ثقة الحركة في قوتها العسكرية وفي منظومتها الواسعة من الأنفاق، وعدم خشيتها من أي حسم ميداني للجيش الإسرائيلي.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2"سيمتلك كل الصلاحيات".. صحف عالمية: "السير" بلير يحلم بحكم غزةlist 2 of 2كاتبة تركية: إسرائيل يجب أن تُحاسب وتلقي سلاحها وليس حماسend of list

فقدت قيمتها

وقال بريك إن تهديدات ترامب ووزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس لحماس بفقدان السيطرة على غزة و"فتح أبواب الجحيم"، وفقا لبريك، فقدت قيمتها بعد عامين من حرب أظهرت محدودية قدرة الجيش الإسرائيلي وعجزه عن تحقيق وعود النصر التي أعلنها مرارا.

ولفت الكاتب إلى أن تصريحات قادة الجيش حول تدمير 60% من شبكة الأنفاق في غزة لا تتوافق مع الواقع، إذ لم يُدمّر سوى أقل من 20% منها، موضحا أن التقديرات الإسرائيلية بشأن خسائر حماس مبالغ فيها، فعدد القتلى في صفوفها لا يتجاوز 10 آلاف مقاتل، وقد تم تعويضهم سريعا بمقاتلين جدد.

إمدادات يومية من سيناء لحماس

وأقر كبار قادة الجيش، حسب بريك، بعدم قدرتهم على قطع مسارات الأنفاق الممتدة تحت محور فيلادلفيا، مما يتيح استمرار تدفق الأسلحة من سيناء إلى القطاع، مشيرا إلى أن طائرات مسيّرة تدخل قطاع غزة يوميا من شبه الجزيرة المصرية محملة بالذخيرة في وقت يقف فيه الجيش الإسرائيلي عاجزا عن التعامل مع هذه الإمدادات.

وأكد وزير الخارجية جدعون ساعر باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو -المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية– أن الحكومة لم تُفاجأ بمطلب ترامب وقف القصف على غزة والبدء في مفاوضات مع حماس، غير أن الجنرال بريك يرى في ذلك محاولة جديدة من بنيامين نتنياهو "لتضليل الرأي العام"، مشبّهًا سلوكه خلال الحرب بـ"ذر الرماد في العيون".

إعلان

وتصريحات نتنياهو المتكررة عن "تغيير وجه الشرق الأوسط للأفضل"، يقول بريك، لا تعكس الواقع، إذ يشهد الإقليم تحولات سريعة ضد إسرائيل، مصحوبة بانهيار في مكانتها الدولية، وتدهور في قطاعاتها الحيوية من الأمن والاقتصاد إلى التعليم والطب والعلاقات الخارجية.

نباح كلب

وشدد الكاتب على أن حماس تنظر إلى التهديدات الإسرائيلية على أنها "نباح كلب لا يوقف القافلة"، موضحا أن الحركة قدّمت ثلاثة اعتراضات جوهرية على خطة ترامب: رفض تسليم سلاحها أو تفكيك جناحها العسكري، ومعارضة نشر قوة دولية في غزة باعتبارها "احتلالا مقنّعا"، ورفض تسليم جميع الأسرى دفعة واحدة لأنها الورقة التفاوضية الوحيدة المتبقية لديها.

ويرى أن استمرار تصلّب إسرائيل ورفضها التنازل المتبادل سيؤدي إلى فشل المفاوضات واستمرار الحرب، مما سيجعلها الخاسر الأكبر في المعادلة.

خسارة شاملة

وحذر الكاتب من أن استمرار الحرب سيمنع عودة الأسرى، وسيتسبب في مقتل وإصابة المزيد من الجنود دون حسم عسكري ضد حماس، التي ستخرج -بحسب الجنرال- بمكاسب إستراتيجية غير مسبوقة: عزل إسرائيل عن المجتمع الدولي وعن الدول العربية الموقّعة على اتفاقيات سلام معها، وإغلاق الباب أمام أي اتفاقيات تطبيع مستقبلية، واستمرار انهيار الدولة الإسرائيلية في مختلف المجالات.

وأفاد الجنرال بريك بأن تطور العلاقات بين الولايات المتحدة وقطر وتركيا يشكّل خطرا متزايدا على إسرائيل، موضحا أن ترامب لمح إلى إمكانية إعادة تركيا إلى برنامج مقاتلات "إف-35″، وتوقيع اتفاق دفاع مشترك مع قطر يعتبر أي هجوم عليها بمثابة هجوم على الولايات المتحدة، مما يعني -وفق الكاتب- أن "حلقة الخطر تضيق حول إسرائيل بينما لا تُبنى أي قدرة حقيقية للتعامل مع هذا التهديد".

ضرورة ملحّة

ويخلص الكاتب إلى أن الخروج من هذا المأزق يتطلب اتفاقا سياسيا عاجلا ووقفا فوريا للحرب من خلال مفاوضات جادة تتضمن تنازلات من الجانبين. ويؤكد أن ترامب بعد تلقيه رد حماس أمر بوقف القصف الإسرائيلي على غزة والدخول في محادثات، وهي خطوة كان يجب اتخاذها منذ شهور لتجنيب إسرائيل خسائر بشرية وسياسية فادحة.

ويرى أن نجاح المفاوضات مرهون برقابة أميركية لصيقة تمنع نتنياهو من إفشالها كما فعل سابقا، محذرا من أن فشل المسار السياسي قد يجعل حماس في موقع أقوى خلال الأشهر المقبلة، ويغلق باب الحل تماما.

ويختم بأن "الطريق الوحيد لإنقاذ إسرائيل" هو الذهاب إلى انتخابات مبكرة وتغيير الحكومة، مؤكدا أن بقاء نتنياهو في السلطة يمنع أي اتفاق شامل وينذر بانهيار الدولة من الداخل.

مقالات مشابهة

  • قافلة المساعدات الإنسانية الـ 46 تتوجه إلى غزة
  • نقابة الصحفيين الفلسطينية: الاحتلال ارتكب في غزة أول جريمة إبادة إعلامية بتاريخ الإنسانية
  • الجنرال بريك: إذا لم يُوقَّع الاتفاق ستكون العواقب وخيمة على إسرائيل
  • حماس: نرفض فصل غزة عن الضفة..ولا نعترض على أي قيادة فلسطينية تتولى القطاع
  • سقوط 7 مصابين بنيران قوات الاحتلال قرب مراكز توزيع المساعدات
  • الأونروا: إسرائيل قتلت الأطفال في غزة وهم نائمون
  • بريطانيا تدعم عددا من مواطنيها المحتجزين في إسرائيل ضمن أسطول مساعدات غزة
  • “حكومة غزة”: إسرائيل تتجاهل دعوات وقف القصف وتقتل 94 فلسطينيا
  • «الأونروا» لـ«الاتحاد»: تدهور الأوضاع الإنسانية في غزة إلى مستويات غير مسبوقة
  • إيران تنسحب من اتفاق القاهرة النووي: لا اتفاق نووي ولا تفتيش دولي