منبر أكاديمي يتحول إلى معسكر تعبوي.. جامعة الحديدة تحت الحصار الحوثي
تاريخ النشر: 8th, October 2025 GMT
في مشهد يجسد حجم الانحدار الذي أصاب العملية التعليمية في مناطق سيطرة ميليشيا الحوثي، تحولت جامعة الحديدة إلى بؤرة تعبئة فكرية ومركز تدريب عسكري مغلق، بعدما كثفت الميليشيات خلال الأشهر الأخيرة أنشطتها الطائفية والتنظيمية داخل الحرم الجامعي، في محاولة لفرض هيمنة أيديولوجية مطلقة على المؤسسة الأكاديمية الوحيدة في المدينة الساحلية.
ويقول مراقبون إن ما يجري في جامعة الحديدة يمثل أخطر عملية ممنهجة لتطييف التعليم العالي وتجنيد الشباب الجامعي لخدمة المشروع العسكري للجماعة، إذ لم تعد قاعات المحاضرات مكانًا للعلم والبحث، بل منابر دعائية ودورات تعبئة فكرية وتدريبات شبه عسكرية تشرف عليها قيادات حوثية وأمنية عليا.
وأكد مدير عام مكتب الإعلام بمحافظة الحديدة علي حميد الأهدل أن الميليشيا كثفت خلال الفترة الأخيرة أنشطتها التعبوية والعسكرية داخل الجامعة، بإشراف منتحل صفة رئيس الجامعة محمد الأهدل، من خلال إنشاء خلايا رقابية طلابية مكلفة برصد المواقف الفكرية والسياسية لزملائهم، ومنح امتيازات مالية ودراسية للمطيعين، مقابل عقوبات قاسية تطال الرافضين للمشاركة في الدورات والمحاضرات التعبوية.
وأوضح الأهدل أن تلك الممارسات تأتي ضمن استراتيجية حوثية متكاملة تهدف إلى تفريغ الجامعة من مضمونها العلمي وتحويلها إلى أداة سياسية، عبر إحلال مفاهيم أيديولوجية ومحتوى تعبوي بدلاً عن المناهج الأكاديمية، وتطويع الكادر الأكاديمي ليصبح جزءًا من ماكينة التوجيه الطائفي التابعة للجماعة.
وأشار إلى أن هذه السياسة دفعت عشرات الأكاديميين والطلاب المتميزين إلى الهجرة أو التوقف القسري عن الحضور، وسط حالة من الخوف والضغوط المستمرة، ما أدى إلى تدهور غير مسبوق في البيئة التعليمية والبحثية داخل الجامعة.
ودعا الأهدل المنظمات الحقوقية المحلية والدولية إلى التحرك العاجل للتحقق من الانتهاكات الخطيرة داخل الجامعة، والضغط على الميليشيا لوقف عملية العسكرة والتجنيد الإجباري، وحماية الكوادر التعليمية من التهديد والملاحقة، ومنع محاولات تغيير المناهج والمقررات بما يخدم أجندة فكرية مغلقة.
وشدد على أهمية أن تتبنى وزارة التعليم العالي في الحكومة الشرعية بدائل عملية، من خلال تفعيل برامج التعليم الرقمي والتعلم عن بُعد، حفاظًا على مستقبل آلاف الطلاب الجامعيين في المناطق الخاضعة للحوثيين، وتمكينهم من مواصلة تعليمهم بعيدًا عن بيئة التجييش والتعبئة التي حولت الصرح الأكاديمي إلى معسكر أيديولوجي مغلق.
ويرى محللون أن عسكرة جامعة الحديدة ليست حالة منفصلة، بل جزء من مشروع حوثي أوسع لطمس الهوية المدنية للتعليم في اليمن، واستبدالها بثقافة الجهاد والمظلومية الطائفية، ما يشكل تهديدًا مباشرًا لمستقبل الأجيال الشابة ولمسار الدولة المدنية المنشودة.
المصدر: نيوزيمن
كلمات دلالية: جامعة الحدیدة
إقرأ أيضاً:
ما حجم التطوير في مستشفى قصر العيني وأهم التحديات؟..رئيس جامعة القاهرة يجيب
قال الدكتور محمد سامي عبد الصادق، رئيس جامعة القاهرة، إن تطوير قصر العيني يمثل مسارًا متواصلًا لا يتوقف، وهو التزام راسخ من الجامعة تجاه المجتمع، خاصة أن المستشفى يُعد الملاذ الآمن للمواطنين ويتردد عليه أكثر من 2.5 مليون مريض سنويًا.
وأوضح خلال مداخلة هاتفية مع برنامج هذا الصباح، على شاشة "إكسترا نيوز"، أن مشروعات التطوير داخل قصر العيني والمنشآت الطبية تواجه العديد من التحديات، من بينها الضغط الشديد على البنية التحتية نتيجة الزيادة الكبيرة في أعداد المرضى، وقدم بعض المباني والأجهزة التي تتطلب تحديثًا دائمًا، إلى جانب الحاجة لتوفير التمويل اللازم للتطوير، مشيرًا إلى أن الجامعة تعمل على تجاوز هذه التحديات من خلال تحديث آليات الإدارة وتنويع مصادر التمويل والتعاون مع مؤسسات الدولة والقطاع الخاص.
مليون رحلة يوميًا عبر 6 مداخل رئيسية.. أرقام تكشف زحام الشيخ زايد إسرائيل تبلغ الولايات المتحدة بأنها ستتحرك بنفسها لنزع سلاح حزب الله في لبنانوأضاف رئيس الجامعة أن عمليات التحديث الجارية تسهم بشكل واضح في تحسين جودة الخدمة الطبية المقدمة للمرضى، سواء من خلال تقليل فترات الانتظار أو رفع دقة التشخيص أو زيادة نسب النجاح في العمليات، موضحا أن تحسين البنية التحتية والخدمات الرقمية داخل المستشفيات الجامعية يسهم في تسريع وتيرة العمل ورفع كفاءة تقديم الرعاية الصحية، وهو ما يعزز من دور جامعة القاهرة كمنصة رئيسية تقدم خدمات طبية عالية الجودة وتقوم على خبرات متخصصة تخدم مختلف التخصصات الطبية.
وأكد عبد الصادق أن الخطط المستقبلية لمستشفيات قصر العيني تستهدف التوسع وزيادة الطاقة الاستيعابية، عبر رفع المساحة من 190 ألف متر إلى 280 ألف متر، وزيادة أسِرّة الرعاية المركزة وتحديث البنية الرقمية بالكامل. كما أكد أن التطوير يشمل تحديث المناهج وطرق التدريب والمحاكاة، إلى جانب العمل على اعتماد المستشفيات من هيئة الاعتماد والرقابة الصحية، مشددًا على أن الجامعة تمضي وفق جدول زمني واضح لضمان تنفيذ هذه الخطط بما يحقق أفضل خدمة للمواطن.