سنجار.. إصابة ضابطين عراقيين خلال اشتباك مع مسلحين موالين لحزب العمال
تاريخ النشر: 19th, March 2025 GMT
سنجار.. إصابة ضابطين عراقيين خلال اشتباك مع مسلحين موالين لحزب العمال.
المصدر: شفق نيوز
كلمات دلالية: العراق هاكان فيدان تركيا محمد شياع السوداني انتخابات مجالس المحافظات بغداد ديالى نينوى ذي قار ميسان اقليم كوردستان السليمانية اربيل نيجيرفان بارزاني إقليم كوردستان العراق بغداد اربيل تركيا اسعار الدولار روسيا ايران يفغيني بريغوجين اوكرانيا امريكا كرة اليد كرة القدم المنتخب الاولمبي العراقي المنتخب العراقي بطولة الجمهورية الكورد الفيليون الكورد الفيليون خانقين البطاقة الوطنية مطالبات العراق بغداد ذي قار ديالى حادث سير الكورد الفيليون مجلة فيلي عاشوراء شهر تموز مندلي الجيش العراقي سنجار حزب العمال
إقرأ أيضاً:
بعد اغتيال الطبطبائي..الخرق الأمني لحزب الله بميزان المحللين
منذ اغتياله بتفجير قنبلة زرعت داخل سيارته أثناء توقفها في حي كفر سوسة بدمشق، مساء 12 فبراير/شباط 2008، لم تتكشف ملابسات مقتل القيادي العسكري الأول في حزب الله عماد مغنية. خصوصا أنه لم تعلن أي جهة وقتها مسؤوليتها عن الاغتيال، رغم أن الشكوك اتجهت مباشرة إلى جهاز الاستخبارات الخارجية الإسرائيلي المعروف بـ"الموساد".
واستمر غموض هذا الملف لغاية يومي 30 و31 يناير/كانون الثاني 2015 عندما نقلت صحيفتا "واشنطن بوست" و"نيويورك تايمز" في عددين متتاليين عن ضباط استخبارات أميركيين قولهم إن اغتيال القيادي اللبناني الذي كان يعرف باسم "الحاج رضوان" تم بالتنسيق بين أجهزة المخابرات الأميركية والإسرائيلية.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2حرب التجويع مستمرة في غزة رغم اتفاق وقف إطلاق النارlist 2 of 2تأجير الشهادات الطبية في الأردن.. سوق خفية تضعف الثقة بقطاعه الصحيend of listكان ذلك بديهيا بالنظر إلى أن الأميركيين يحملونه مسؤولية عدة عمليات تفجير استهدفت منشآتهم وقواتهم أثناء عملها بلبنان في الثمانينيات، أبرزها تفجير السفارة في بيروت في 13 أبريل/نيسان 1983 الذي قتل فيه 63 شخصا. في حين أنه في نظر الأجهزة الاستخباراتية الإسرائيلية يعتبر العدو رقم واحد المطلوب التخلص منه، بالنظر إلى تحميله مسؤولية أسر جنديين على الحدود مع جنوب لبنان، إلى جانب مزاعم عن تفجيرات ضد مصالح إسرائيلية في العاصمة الأرجنتينية بوينس آيرس عام 1985.
وتضمنت كشوفات الصحيفتين معلومات عن المراحل التي مر بها التحضير للاغتيال وأدواته وتوقيته والتنسيق على أعلى مستوى بشأنه، بين قادة الأجهزة الاستخبارية في واشنطن وتل أبيب.
إلا أن الخرق الأمني الذي أوصل إلى التعرف على تحركات مغنية ولقاءاته بقي طي الكتمان.
وفي سبتمبر/أيلول الماضي، أصدر يوسي كوهين المدير السابق للموساد كتابا عنوانه بالعبرية "بالأحابيل تصنع لك حربا" وبنسخته الإنجليزية "سيف الحرية: إسرائيل «الموساد» والحرب السرية". تناول في جزئه الأخير إرثه في الموساد وخصوصا أساليبه في تجنيد العملاء. وروي كوهين كيف تقلّد أثناء خدمته شخصية "خبير آثار" في بعلبك اللبنانية، وشخصية "هاوي جمع أكياس شاي" أمام تاجر شاي لبناني في السودان.
لكن أهم ما جاء في الكتاب، وهو ما رواه يوسي كوهين في فصله السادس عن كيفية قيامه في مطلع التسعينيات بتجنيد عميل لبناني كان مقربا من عماد مغنية. فيقول إنه وضع عينه "على شخص متعلم من قدامي المخربين في لبنان أسماه للتمويه "عبد الله". وعن الأخير يقول كوهين إنه كان مقربا من الحزب، وإنه اكتشف أنه يبحث عن مستقبل اقتصادي آمن يضمن له مستقبله في أميركا اللاتينية.
عبد الله والأرجنتينيتحت غطاء رجل أعمال أرجنتيني يفتش عن شريك لمشروع تجاري في الشرق الأوسط نسج كوهين علاقة مع عبد الله. وبعد عدة لقاءات شعر فيها كوهين بأن الرجل أحبه ووثق به، فعرض عليه أن يكونا شريكين. وحول ماهية العمل المشترك قال له كوهين إن هناك شركة تعرض عليهما القيام بعمل استقصائي عن "حزب الله"، لقاء مبلغ محترم من المال. رفض عبد الله المهمة بشكل قاطع في البداية، وقطع الاتصال مع كوهين لعدة أيام. لكنه بشكل مفاجئ عاد إليه وأبلغه موافقته. وفي وقت لاحق زارا معا إسرائيل، وتجولا في تل أبيب، دون أن يعرف عبد الله أن شريكه الأرجنتيني ضابط في الموساد.
إعلانوفي 27 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، أي بعد أقل من شهر على نشر كتاب كوهين ومعلوماته الجديدة كليا حول الخرق الأمني الذي مهد قبل 17 عاما لاغتيال مغنية بدمشق، نفذ الطيران الحربي الإسرائيلي غارة على مبنى سكني في حارة حريك في الضاحية الجنوبية لبيروت أسفرت عن مقتل شخصية أخرى من حزب الله من وزن مغنية. وبعد الاغتيال فقط تبين أن الشخصية المستهدفة معروفة على نطاق ضيق يقتصر على قيادات الحزب نفسه، لكنه يشمل أيضا أجهزة الاستخبارات الغربية والإسرائيلية التي تطاردها.
فقد ذكرت البيانات العسكرية الإسرائيلية بعد الاغتيال أن المستهدف به يدعى هيثم حسين الطبطبائي، وأنه "كان عنصرا مركزيا في حزب الله، حيث انضم إلى صفوفه في ثمانينيات القرن الماضي وتولى سلسلة مناصب قيادية ومنها قائد وحدة قوة الرضوان، وكان عنصرا بارزا في تطويرها (…) كما عمل على تعزيز قدرات حزب الله".
بدورها، أكدت البيانات والمعلومات الصادرة عن حزب الله وقادته بعد الاغتيال صحة المعلومات الإسرائيلية عن الطبطبائي. فقال بيان نعيه ونعي 4 من رفاقه قضوا في الغارة ذاتها إنه تولى "القيادة العسكرية في المقاومة الإسلامية" بعد الحرب الأخيرة مع إسرائيل (أي ما بعد 7 أكتوبر 2023) وفي حفل التأبين في الأسبوع اللاحق على الاغتيال قال الأمين العام للحزب نعيم قاسم إن الطبطبائي "كان يتولّى إدارة العمليات في معركة "أولي البأس" (المعروفة لبنانيا بحرب إسناد غزة) قبل أن يتولّى رسميا المسؤولية العسكرية في المقاومة مطلع هذه السنة. وكشف كذلك أن القيادي غير المعروف لعامة اللبنانيين "كان يدير ويبرمج المعركة خصوصا على صعيد إطلاق الصواريخ والطائرات المسيرة".
اليمن وسورياوأسهمت وكالات الأنباء العالمية في التعريف بالطبطبائي، حيث تبين أن وزارة الخارجية الأميركية صنفته في 26 أكتوبر/تشرين الأول 2016 كإرهابي عالمي، وخصصت 5 ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات عنه استنادا إلى قيادته للقوات الخاصة التابعة للحزب التي نشطت في سوريا واليمن. وبحسب الخارجية الأميركية فإن أدوار الطبطبائي تُعدّ في هذين البلدين (اليمن وسوريا) جزءا "من جهود أوسع للحزب تشمل توفير التدريب والمعدّات والعناصر دعما لأنشطته المزعزعة للاستقرار في المنطقة".
ولم تقتصر مفاجأة الاغتيال (أتت بعد عام من اتفاق لوقف النار بوساطة أميركية فرنسية) في تشابه أسلوب القتل المستخدم فيها، وأدواته (صواريخ موجهة) مع عمليات اغتيال 4 قادة آخرين في الضاحية الجنوبية لبيروت. هم: القيادي الفلسطيني صالح العاروري في الثاني من يناير/كانون الثاني 2024، والقائد العسكري للحزب فؤاد شكر في 30 يوليو/تموز من العام ذاته، ثم الأمين العام نفسه حسن نصر الله 27 سبتمبر/أيلول وصولا لخليفته صفي الدين يوم الثالث من أكتوبر/تشرين الأول اللذين قتلا على خلاف سابقيهم في ملجأيهما بصواريخ خارقة للتحصينات.
المفاجأة كانت في دقة الإصابة وتكرار نمط الاغتيال، مع عجز الحزب وآلته الأمنية عن وضع يدها على طبيعة الخرق الأمني -الذي سهلها- وتجنبه. فما بالك مع تكراره بعد سنة من توقف الحرب (اسميا) وامتداده ليطال من اعتبره محلل أمني لبناني رمزا لـ"الجيل الثاني للجماعة بعد أن قتلت معظم قيادييها المؤسسين".
إعلانموقع "أساس" اللبناني حاول مبكرا تقديم الإجابة عن هذا السؤال الحساس. فعرض في الثاني من ديسمبر/كانون الأول 2024 قراءة خبراء أمنيين لم يسمهم لأسباب ما حدث وتكراره. فنقل أولا عمن سماه "خبيرا أمنيّا مُطّلعا على هيكلية الحزب" قوله إن "أحد مسؤولي ما يُعرف بـ”وحدة الأمكنة”، أو كما تُسمى في أوساط الحزب بـ"الأماكن"، ويُدعى "الحاج حمزة" السّبلانيّ، كان المسؤول عن تسليم إسرائيل كل الداتا (البيانات) المرتبطة بأماكن وجود المسؤولين في “الحزب” في أيام السلم، والمقرات الاحتياطية لهم في أيام الحرب، والمنشآت القيادية والعسكرية السرية". وتحدث الموقع كذلك عن فرار أحد مسؤولي وحدة “الإشارة” (الاتصالات) في “الحزب” إلى الداخل الإسرائيلي في عز المواجهة بين الحزب وإسرائيل.
كما تحدث الموقع عن اختراق إسرائيل لشبكة الاتصالات الداخلية للحزب والتنصت عليها في الجنوب والبقاع والضاحية وأي بقعة فيها هاتف موصول بالشبكة. وهو ما دفع -وفقا لمعلومات أساس- مسؤول الأمن الوقائي في “الحزب” الشيخ نبيل قاووق للتعميم على كل المسؤولين والعناصر تجنب استخدام الشبكة إلا للضرورة القصوى، قبل أن يقع هو ضحية “داتا الأماكن” بعد استهدافه داخل شقة في الضاحية الجنوبيّة.
وربط "أساس" بين فرار مسؤول وحدة الإشارة، وصدور توجيه من قاووق لأجهزة الحزب بضرورة استعمال البيجر أو أجهزة الاتصال ذات الموجة القصيرة للتواصل باعتبارها أكثر أمانا لتأتي "واقعة البيجر" لتؤكد أن هذه الأجهزة كانت بدورها مخترقة ومتعقبة ومفخخة.
مع نجاح إسرائيل في اغتيال الطبطبائي، القيادي المتواري عن الأنظار والعدسات في 23 نوفمبر/تشرين الثاني 2025، تجدد تلقائيا الحديث عن شكل الاختراق الأمني وعمقه، خصوصا أنه أتى بعد أكثر من عام من اغتيال هاشم صفي الدين، أبرز قيادي في حزب الله بعد نصر الله. فهل كان النجاح الإسرائيلي الجديد ثمرة لاستخدام التكنولوجيا المتطورة؟ أم العامل البشري؟ أم لكليهما؟
في الأيام الأولى التي أعقبت الاغتيال انقسم المحللون في تفسير نجاح إسرائيل في الوصول إلى هذه الشخصية العسكرية والأمنية الغامضة. فقد نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن الباحث في مركز "أتلانتيك كاونسل" نيكولاس بلانفورد قوله إن اغتيال الطبطبائي "الصفعة الأقوى لحزب الله منذ وقف إطلاق النار، بالنظر الى موقعه القيادي، ولكونه يظهر أن الإسرائيليين ما زالوا قادرين على تحديد مواقع كبار القادة واستهدافهم، بغض النظر عن أي إجراءات حماية يتخذها حزب الله" منذ انتهاء الحرب.
وعن طبيعة الخرق الأمني باستخدام التكنولوجيا، تعددت آراء المحللين المحليين. فبينما نقلت وكالة رويترز عن مصدر أمني لبناني قوله إن "إسرائيل تواصل أيضا جمع المعلومات المخابراتية عن أنشطة حزب الله باستخدام طائرات مسيرة تختص بمهام الاستطلاع"، قال مالك أيوب، وهو محلل عسكري متقاعد، لقناة المنار التلفزيونية التابعة لحزب الله إن إسرائيل ربما تستخدم تقنية التعرف على الوجوه لتحديد شخصيات حزب الله من خلال تغطية المحطة لجنازة الطبطبائي".
وفي شرح تفصيلي عبر أحد المنافذ الإعلامية المقربة من الحزب، قال الخبير العسكري نضال أبو زيد "الاحتلال استخدم وسائل فنية لا بشرية في العملية"، فإذا نظرنا إلى المبنى المستهدف في حارة حريك فإننا نرى أنه مؤلف من 9 طوابق وقد جرى استهداف الطابقين الثالث والرابع وهذا يقود مباشرة إلى طبيعة الأداة المستخدمة".
وأضاف "يبدو أن الاحتلال لجأ إلى استخدام صواريخ جي بي يو 39، هي صواريخ دقيقة خفيفة موجهة بنظام جي بي إس، وبحسب المعلومات المتداولة فإن الاستهداف نفذ عبر طائرات إف 16 أو إف 35 وليس بواسطة طائرات مسيرة".
وشدد أبو زيد على أن "الاختراق كان فنيا وليس بشريا". وأوضح قائلا "لو كان الاختراق بشريا لتطلب وقتا أطول لمعالجة الهدف وللجأ إلى استخدام المسيرة لأنه لا يغامر باستخدام هذا النوع من المخاطر، كدخول الطائرات الحربية وانتهاك الأجواء اللبنانية والاقتراب المباشر مع الهدف".
إعلانوفي محاولة لتقصي تفاصيل هذا الملف، وجهت الجزيرة نت أسئلة مباشرة إلى مسؤول في الحزب -فضل عدم الإفصاح عن هويته- وإلى خبير عسكري لبناني، وإلى إعلامي متخصص بدارسة حزب الله .
القيادي في الحزب رفض احتمال وجود ثغرة أمنية. وقال إن الربط بين التطورات الميدانية الأخيرة وحديث البعض عن "ثغرات أمنية داخلية" "غير دقيق"، مشيرا إلى أن التحقيقات والإجراءات التي اتخذت خلال الفترة الماضية أغلقت العديد من الثغرات وساهمت في منع العدو من تكرار سيناريوهات سابقة.
وأضاف المصدر الحزبي للجزيرة نت أن "الشخصية القيادية التي استُهدفت تؤدي دورا محوريا وتتحرك باستمرار، وهو ما يجعل تتبعها ممكنا في ظل التكنولوجيا المتقدمة جدا التي يمتلكها العدو، والدعم التقني الذي توفره له دول كبرى معادية للمقاومة، وعلى رأسها الولايات المتحدة، إضافة إلى أجهزة استخبارات عالمية تضع قدراتها في خدمته". وأكد أن العامل التكنولوجي هو العنصر الحاسم في نجاح إسرائيل بعمليات الاستهداف، سواء ضد الصف الأول القيادي أو الصف الثاني، لافتا إلى أن الاغتيالات الجارية حاليا تعتمد بشكل كامل على هذا التفوق التقني.
وحول استخدامات التكنولوجيا في رصد وتنفيذ عمليات الاغتيال، أقر المصدر الحزبي بأن "الذكاء الاصطناعي، ومنظومات الرصد عبر الأقمار الصناعية، والسيطرة الواسعة على الاتصالات "تمثل أدوات أساسية في تحديد مواقع الشخصيات المستهدفة ومراقبتها"، وأن "هذه القدرات قد تضعهم في دائرة الاستهداف المباشر".
تراكم اختراقاتبالمقابل، تحدث العميد اللبناني المتقاعد منير شحادة عن تراكم معرفي ومتعدد المصادر سهل للاستخبارات الإسرائيلية اغتيال هذا العدد من قادة الحزب إسرائيل. وقال إن سلسلة الاغتيالات التي طالت قيادات بارزة في المقاومة خلال الأشهر الماضية، وصولا إلى السيد حسن نصر الله والسيد هاشم صفي الدين وأخيرا القائد الميداني ورئيس الأركان هيثم الطبطبائي، جاءت نتيجة تراكم اختراقات إسرائيلية عمرها نحو عقدين، لا بسبب ثغرة أمنية طارئة فقط.
وأوضح شحادة -في حديثه للجزيرة نت- أن تحقيقات داخلية تجري داخل المقاومة لتقييم الإخفاقات، لكنه شدد على أن "فهم كيفية تمكن إسرائيل من الوصول إلى هذا المستوى من الخرق يتطلب العودة إلى عام 2005″، حين جاءت لجنة التحقيق الدولية الخاصة باغتيال رفيق الحريري إلى لبنان.
وأشار العميد شحادة إلى أن لجنة التحقيق الدولية حصلت خلال عملها على "كل قواعد البيانات اللبنانية بلا استثناء"، بما في ذلك بيانات المصارف والمستشفيات والجامعات والأجهزة الأمنية وشركات الاتصال الأرضية والخلوية. وأضاف: "منذ 2005 انتقلت هذه البيانات إلى إسرائيل، التي راقبت تطورها طوال 18 عاما، حتى طوفان الأقصى في أكتوبر/تشرين الأول 2023، مما أتاح لها بنكا ضخما من المعلومات عن كل فرد في لبنان".
ورأى شحادة أن قتال حزب الله في سوريا عام 2011 شكّل "ثاني أخطر بنك معلومات" وصل إلى إسرائيل، إذ كشف استخدام المقاتلين للهواتف الذكية والاتصالات اللاسلكية هويات أغلب العناصر، من الصفوف الدنيا وحتى أعلى القيادات. وأضاف: "من 2011 إلى 2023، أي 12 عاما، امتلكت إسرائيل داتا كاملة عن المقاتلين، ولم تعد بحاجة إلى عنصر بشري لتتبعهم".
خطوة متأخرةوبحسب شحادة، فإن قرار حزب الله لاحقا منع استخدام الهواتف الذكية في الحرب لم يكن كافيا، لأن إسرائيل "تعرف كامل شبكة العلاقات المحيطة بكل قائد ومقاتل، من العائلة إلى الأصدقاء"، ويمكنها عبر التنصت على محيطهم معرفة تحركاتهم حتى لو تخلّوا عن أجهزتهم.
وأشار شحادة إلى أن خرق أجهزة النداء "البيجر" مكّن إسرائيل من تحديد مواقع شديدة الحساسية، وصولا إلى غرف العمليات. كما لفت إلى أن جزءا من شبكة الاتصالات الخاصة بالمقاومة (سلاح الإشارة) تعرّض للاختراق في الجنوب، وهو ما أسهم أيضا في الوصول إلى عدد من القادة.
وحول واقعة اغتيال هيثم الطبطبائي وملابساتها، قال شحادة إن إسرائيل كانت تمتلك عنه "كامل الداتا (البيانات)"، وإنه اتخذ إجراءات أمنية مشددة، لكن تعيينه رئيسا للأركان بعد اغتيال فؤاد شكر فرض عليه التنقل بشكل مكثف. وأضاف: "في ظل هذه المعطيات، لم يعد بالإمكان التخفي. استغلت إسرائيل اضطراره للتحرك في ظل حرب مفتوحة، ومع امتلاكها المسبق لكل معلوماته، وصلت إليه بوسائل تقنية دقيقة فاغتالته".
لا نتائج نهائيةورغم واقعية التحليل الذي عرضه شحادة لملابسات الوصول إلى الطبطبائي، فإن تكتم حزب الله حيال التحقيقات المتعلقة بالاختراق أبقت الغموض قائما حول دور العنصر البشري فيه. ويقول الباحث اللبناني المتخصص في شؤون حزب الله قاسم قصير في هذا الصدد إن الحزب لم يعلن بعد نتائج التحقيقات المتعلقة بالاغتيال، مما يبقي السؤال مفتوحا حول حجم الاختراق الإلكتروني مقابل الدور المحتمل للعملاء.
وأشار إلى أن إسرائيل، بحسب ما كشفه رئيس الموساد السابق يوسي كوهين، تعتمد في عملياتها على “مزيج من التكنولوجيا المتطورة والعمل البشري”، لكن من غير المعروف من هم هؤلاء العملاء وكيف تصل إليهم تل أبيب.
إعلانوختم قاسم قصير بالإشارة إلى أن تعدد مصادر المعلومات يجعل من الصعب الجزم بالعامل الحاسم في الوصول إلى الطبطبائي، مؤكدا أن "الاختراق قد يكون مركبا بين الجانب الإلكتروني والبشري"، وأن كل الاحتمالات تبقى واردة إلى حين صدور النتائج الرسمية لتحقيقات حزب الله. وهو ما أكده أمين عام الحزب نعيم قاسم في حفل تأبين الطبطبائي في 28 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي بإقراره "بوجود اختراق" وإمكانية "أن يكون هناك عملاء لأننا في ساحة مفتوحة".