في ذكرى الكرامة… سلام على الكرامة وأهلها وابطالها .
تاريخ النشر: 21st, March 2025 GMT
في #ذكرى_الكرامة… سلام على الكرامة وأهلها وابطالها .
#نايف_المصاروه.
كرامة الإنسان: احترام المرء لذاته، وهو شعور بالشّرف والقيمة الشخصيّة، يجعله يتأثّر ويتألّم إذا ما انتقص قَدْره.
والكرامة هي حق الفرد في أن تكون له قيمة وأن يُحترم لذاته، وأن يُعامل بطريقة أخلاقية.
والكرامة هي اسم وصفة ذو أهمية، في كل الأخلاقيات والقانون والسياسة، كإمتداد لمفاهيم عصر التنوير والحقوق القانونية.
والكرامة في المكان، اسم لبلدة أردنية حدودية تقع في وادي الأردن شرقي نهر الأردن، بالقرب من جسر الملك حسين.
في صبيحة يوم 21 مارس 1968،كانت ارض قرية الكرامة، ساحة لمعركة الشرف والبطولة، فسميت المعركة على اسمها، فكانت معركة الكرامة وحقيقة الكرامة.
ولهذا يُحيي الأردنيون في الحادي والعشرين من آذار،من كل عام ذكرى معركة الكرامة،
التي كانت ولا تزال وستبقى، تمثل نقطة تحول وانعطافة مهمة في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي.
وبخاصة أنها جاءت بعد حرب حزيران 1967 التي سُمّيت “بالنكسة” وانتهت باحتلال إسرائيل لأراضيَ من ثلاث دول عربية هي الأردن ومصر وسوريا.
في معركة الشرف و”الكرامة” أحرز الجيش العربي الأردني، أولَ نصر عربي، على الجيش الاحتلال الإسرائيلي، الذي فشل في تحقيق مقاصده ومُني بالهزيمة.
واليوم وفي الذكرى 57، لمعركة الكرامة الخالدة، نستذكر بكل معاني الفخر، صبيحة يوم 21/ 3/ 1968، عندما أقدم الصهاينة بصلفهم وغرورهم، على محاولة الإعتداء على الكرامة الأردنية ،كرامة الإنسان والأرض، فكان لهم نشامى الجيش العربي بالمرصاد ، فأذاقوا العدو الصهيوني المعتدي، مرارة الهزيمة وذلها ، فكسروا شوكته وحطموا اسطورته، واجبروه على الفرار تاركا قتلاه وجرحاه وآلياته على أرض المعركة.
لقد جاء النصر الأردني، في معركة الكرامة، بعد سلسلة من الإنتكاسات التي مني بها العرب، نتيجة تفرقهم وجهلهم بمكر الأعداء ومخططاتهم، والتي كانت ولا زالت سبب لما يجري اليوم، في بلاد العرب عامةً وفي فلسطين وغزة على وجه الخصوص.
والحديث عن الكرامة، لعلي هنا أعرج على مفهوم (الكرامة الإنسانية)، وما يرافقها من مصطلحات حقوق الإنسان الأخرى، لتأتي الكرامة -في الغالب- في مقدمة الإشارة إلى حقوق الإنسان في العديد من الإعلانات والمواثيق الدولية.
فعلى سبيل المثال جاء في ديباجة الإعلان عن لحقوق الإنسان (لمّا كان الإقرار بمـا لجميـع أعضاء الأسرة البشرية من كرامة أصيلة فيهم، ومن حقوق متساوية وغير قابلة للتـصرف، يشكل أساس الحرية والعدل والسلام في العالم).
كما تنص المادة (1) من الإعلان على أن (يولد جميع الناس أحراراً ومتساوين في الكرامة والحقوق).
وجاء مفهوم الكرامة أولاً، في بداية ميثاق الأمم المتحدة، حيث نقرأ: (نحن شـعوب الأمم المتحدة وقد آلينا على أنفسنا.
وأن نؤكد من جديد إيماننا بالحقوق الأساسية للإنسان وبكرامة الفرد وقدره وبما للرجال والنساء والأمم كبيرها وصغيرها من حقوق متساوية) والكرامة مبدأ أساسي في الدساتير الوطنية وأحكام القضاء الوطني في بلدان كثيرة.
والسؤال هنا ما هي الكرامة الإنسانية؟
وهل (الكرامة الإنسانية) جزء من حقوق الإنسان؟
أم هي الأصل الذي بنيت عليه مفاهيم حقوق الإنسان؟
وأين هي الكرامة الإنسانية، وكل القوانين والمواثيق الدولية والحقوقية ، مما يجري لأهل فلسطين من قهر الاحتلال، وظلم التواطئ الأممي، والخذلان الدولي والعربي والإسلامي ؟
في ايام وليالي شهر رمضان المبارك، يذبح الشعب الفلسطيني الغزي الأعزل وينكل به صباح مساء َ.
فأين هو القانون الدولي ومواثيق حقوق الإنسان، وكل الاتفاقيات الأخرى؟
ام انها تطبق فقط على الضعفاء؟
في ذكرى معركة الكرامة ، كرامة الأرض والإنسان لا بد من القول لكل أردني حر وشريف، أن الكرامة تعدل الروح فلا حياة بلا كرامة.
واقول.. واكرر القول.. إحذروا فتن الصهاينة وأذنابهم، فهم أعداء الأمس واليوم والغد وإلى قيام الساعة.
لا يرقبون في مؤمن إلاً ولا ذمة، وخير شاهد ما جرى بالأمس ويجري اليوم على أرض غزة.
أيها الأردنيون النشامى.
في ذكرى الكرامة، توحدوا واحذروا ثم احذروا من دسائس العدو وأساليبه الشيطانية الخبيثة للوقيعة، بين أفراد المجتمع الواحد، وانظروا وتاملوا ماذا فعلوا في كثير من البقاع من حولنا.
في ذكرى الكرامة مطلوب من الجميع المزيد من الوعي الوطني والحرص الشديد لحفظ الكرامة.
وأقول لكل حر وشريف، إن عدوك إن حاول المساس بكرامتك، يجب عليك أن تواجهه بكل ما تملك من الوسائل ، ولا تسمح له وتحت أي ضرورة أن يتولى أمرك ، لأنه إن تمكن منك سيذيقك ألوان الذل والإمتهان.
في ذكرى الكرامة- كرامة الإنسان والأرض .
سلام على الحسين رحمه الله، وسلام على كل الشهداء والجرحى ، وسلام على الجيش حماة الحدود وأسود الكرامة.
وفي يوم الكرامة والأم، سلام على كل الأمهات في وطن الكرامة.
كاتب وباحث أردني.
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: ذكرى الكرامة الکرامة الإنسانیة فی ذکرى الکرامة کرامة الإنسان معرکة الکرامة حقوق الإنسان سلام على
إقرأ أيضاً:
الجامع الأزهر يناقش «حقوق الأبناء» في ملتقاه الفقهي: تكريم الإنسان يبدأ من الطفولة
الجامع الأزهر أمس، الاثنين، لقاءه الأسبوعي للملتقى الفقهي “رؤية معاصرة” تحت عنوان "حقوق الأبناء.. رؤية فقهية"، مستضيفًا كلًا من الدكتور رمضان الصاوي، نائب رئيس جامعة الأزهر، والدكتور علي مهدي، أستاذ الفقه بجامعة الأزهر وعضو لجنة الفتوى بالجامع الأزهر، وأدار الملتقى الدكتور مصطفى شيشي، مدير إدارة شئون الأروقة بالجامع الأزهر.
استهل فضيلة الدكتور رمضان الصاوي الملتقى بالتأكيد على أن تكريم الإنسانية يبدأ بتكريم الأبناء، من خلال ما يقوم به الآباء من غرس قيم الإنسانية النبيلة في وجدان الأبناء، لهذا اهتم الإسلام بحقوق الأبناء على الآباء اهتماما بالغا، وكأن أول هذه الحقوق هي اختيار النسب، لهذا قال رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم: "إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه" لانعكاس هذا المعيار في اختيار شريك الحياة على الأبناء في كل شيء في حياتهم، لأنهم تربوا في كنف أبوين يجمعان بين الدين وحسن الخلق، ويؤكد هذا المعنى النبيل حديث آخر لسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: "تخيروا لنطفكم فإن العرق دساس"، في إشارة إلى تجنب مواطن الشر البشري التي قد تنعكس على الأطفال نتيجة قربهم من هذه المواطن، وهي عناية غاية في الدقة جاءت بها الشريعة الإسلامية، كضمانة لبيئة سليمة للأبناء.
وذكر فضيلة الدكتور رمضان الصاوي، أن “سلفنا الصالح، كان يراعي ضوابط اختيار البيئة المثالية للأبناء، وهو ما يظهر من قصة رجل جاء إلى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه، يشكو إليه عقوق ابنه فأحضر عمر بن الخطاب رضي الله عنه ابنه وأنَّبَه على عقوقه لأبيه، فقال الابن: يا أمير المؤمنين، أليس للولد حقوق على أبيه؟ قال: بلى، قال: فما هي يا أمير المؤمنين؟ قال: أن ينتقي أمه، ويُحسن اسمه، ويُعلمه الكتاب (القرآن). فقال الابن: يا أمير المؤمنين إنه لم يفعل شيئاً من ذلك: أما أمي فإنها زنجية كانت لمجوسي، وقد سماني جعلاً (جعراناً)، ولم يعلمني من الكتاب حرفاً واحداً، فالتفت أمير المؤمنين إلى الرجل، وقال له: أجئت إليّ تشكو عقوق ابنك، وقد عققته قبل أن يعقك، وأسأت إليه قبل أن يسيء إليك، وفي هذه القصة دليل عملي على أن الولد يُحافَظ علبه ويُعتَنى به حتى قبل أن يأتي إلى الدنيا، من خلال حسن اختيار أمه ، واختيار البيئة المناسبة لتربيته”.
وفصل فضيلة الدكتور رمضان الصاوي، بعد ذلك حقوق الأبناء على الآباء، بداية من الفرح والسرور به عند ولادته، ثم بعد ذلك أن يلحقه بنسبه لتكون له هوية وأصول معلومة في المجتمع، حتى لا يعير بنسبه بين بقية أفراد المجتمع، ونجد في هذا التشريع حماية وصيانة للمجتمع من الظاهرة التي باتت تعرف اليوم "بأبناء الشوارع"، والتي حدثت نتيجة عدم التزام فئه من نسبة أبنائهم إليهم، لأنهم أتوا نتيجة علاقات محرمة، فأورثوا أبنائهم الازدراء المجتمعي كنتيجة لنسبهم المجهول، مشيرا إلى أن من حقوق الأبناء على الآباء الحضانة والرعاية في كنف والديه ما دامت الحياة الزوجية قائمة، فإذا لم تكن قائمة فالأم هي الأولى بالحضانة لأنها بأبنائها أرفق، كما ورد أن امرأة قالت : يا رسول الله إن ابني هذا كان بطني له وعاء وحجري له حواء وثديي له سقاء وزعم أبوه أنه ينزعه مني ، فقال عليه الصلاة والسلام : أنت أحق به ما لم تتزوجي ، لأن الأم أشفق وأقدر على الحضانة فكان الدفع إليها أفضل، وإليه أشار أبو بكر الصديق بقوله : ريقها خير له من شهد وعسل عندك يا عمر، عندما حصلت فرقة بين سيدنا عمر بن الخطاب وزوجته، ومن الحقوق الواجبة للأبناء هي الرضاعة، وما يليها من رعاية في مرحلة الطفولة والتي تتطلب عناية خاصة، وقد أعطانا سيدنا رسول الله صلى الله درسا عمليا في هذا : فقد ورد أن النبي صلى الله عليه وسلم "قبل الحسن بن علي رضي الله عنهما وعنده الأقرع بن حابس التميمي جالسا، فقال الأقرع: إن لي عشرة من الولد ما قبلت واحدا منهم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنه من لا يرحم لا يرحم".
من جانبه، أكد فضيلة الدكتور علي مهدي، عضو لجنة الفتوى بالجامع الأزهر، أهمية الطفولة في حياة الإنسان، لهذا وضعت الشريعة ضوابط في التعامل مع الأطفال، خاصة أن الدين الإسلامي جاء على مجتمع كان يتسم بالغلظة والقسوة في التعامل مع الأطفال، لدرجة أن هذا المجتمع يرى أن في تقبيل الأطفال ضعف، فكان رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم يتعامل مع الأطفال برحمة ورقة، لينزع هذه الغلظة من هذا المجتمع ويوضح لهم كيف يتعاملون مع أبنائهم، لأن تربية الأطفال عمادها الحقيقي هو الحنان والرحمة، ولا يغني الأبناء عنها أي شيء آخر في الدنيا وهو ما أكد عليه القرآن الكريم "وقل رب أرحمهما كما ربياني صغيرا"، في إشارة إلى الرحمة والعطف الذي ناله الطفل من أبويه في الصغر.
وبين فضيلة الدكتور علي مهدي، أن من أكبر المشكلات التربوية التي تواجه مجتمعنا المعاصر، هو عدم إدراك بعض الآباء طبيعة مرحلة الطفولة، ويتعامل معها بأساليب لا تناسبها، لهذا يشعرون أنهم فشلوا في تربية أبنائهم أو أن أبنائهم متمردون، والحقيقة عدم إدراكهم لمتطلبات مرحلة الطفولة هو السبب وراء ذلك، مشيرا إلى أن النقد الدائم للأبناء والتوبيخ لا يمكن أن يخرج جيلا سويا، كما أن النظرة الضيقة لبعض الآباء أن ينتظر من أبنائه ألا يخطئوا هي نتيجة سوء فهم لطبيعة مرحلتهم العمرية، وعدم إدراك لدوره في تقويم سلوكهم، وتعليمهم كيف يتعاملون مع المواقف المختلفة.
ودعا فضيلة الدكتور علي مهدي، الآباء والأمهات، إلى قراءة السنة النبوية قراءة جيدة، ليتعلموا منها كيف كان رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم، يعامل الأبناء على قدر عقولهم وبقدر كل موقف ووفقا لطبيعة المرحلة التي يمرون بها، ولم يكن هذا من سبيل الكلام التنظيري، وإنما لأهمية هذه النعمة العظيمة جاءت مواقفه صلى الله عليه وسلم كلها عملية لتكون منهجا لأمته في التعامل مع أبنائها، من أجل بناء الثقة في نفوسهم، وتنشئتهم على تحمل المسؤولية واحترام حقوق الآخرين.
وفي ختام الملتقى، قال الدكتور مصطفى شيشي إن نعمة الذرية، هي إحدى الأمنيات التي يتمناها العبد في الدنيا، لأنها زينة للحياة، لهذا جاءت الشريعة الإسلامية مبينة حقوق الأبناء على الآباء من أجل صلاح الأسرة وصلاح المجتمع، من خلال تخريج جيل جديد متسلح بالقيم الإنسانية النبيلة التي فيها صلاح المجتمع بأكمله، لهذا بدأت هذه الحقوق مبكرا قبل أن يأتي الأبناء إلى الدنيا مرورا بكل مرحلة من مراحل حياتهم، وما قدمته الشريعة الإسلامية في جانب بر الآباء بالأبناء يعد دستورا تربويا شاملا.
يُذكر أن الملتقى "الفقهي يُعقد الاثنين من كل أسبوع في رحاب الجامع الأزهر الشريف، تحت رعاية فضيلة الإمام الأكبر وبتوجيهات من فضيلة الدكتور محمد الضويني، وكيل الأزهر الشريف، ويهدف الملتقى الفقهي إلى مناقشة المسائل الفقهية المعاصرة التي تواجه المجتمعات الإسلامية، والعمل على إيجاد حلول لها وفقا للشريعة.