تلويح واشنطن بعقوبات ضد الحشد الشعبي.. حسابات معقدة تمنع التنفيذ - عاجل
تاريخ النشر: 21st, March 2025 GMT
بغداد اليوم - بغداد
تتصاعد التوترات بين الولايات المتحدة والعراق في ظل الحديث عن إمكانية فرض عقوبات أمريكية على الحشد الشعبي وقياداته، وهو ما يثير تساؤلات حول مدى جدية هذا التوجه، والعوامل التي تحول دون تحويل التهديدات إلى قرارات فعلية. رغم أن واشنطن تتبع استراتيجية الضغوط التدريجية في تعاملها مع العراق، إلا أن فرض عقوبات مباشرة على مؤسسة أمنية حكومية مثل الحشد الشعبي يبقى خيارًا محفوفًا بالتحديات.
التلويح بالعقوبات.. رسائل سياسية أم تهديد حقيقي؟
وخلال حديثه لـ"بغداد اليوم"، يرى الخبير في الشؤون الأمنية أحمد بريسم أن واشنطن تستخدم ملف العقوبات كأداة ضغط سياسي، لكنه لم يتحول إلى قرار تنفيذي حتى الآن. ويوضح أن "الولايات المتحدة تلوح بفرض عقوبات ذات أبعاد متعددة على العراق نتيجة ملفات معقدة ومتداخلة، لكن هذا الأمر لا يزال ضمن الرسائل المتبادلة بين واشنطن وبغداد، ولم يدخل حيز التنفيذ، أو بالأحرى لم يصدر ضوء أخضر بالمضي به".
ويضيف أن واشنطن تعتمد على سياسة الضغط التدريجي، حيث تفضل استخدام الأدوات الدبلوماسية والتلويح بالعقوبات، بدلًا من فرضها بشكل مباشر، لما قد يترتب عليها من انعكاسات سياسية وأمنية غير محسوبة في العراق والمنطقة.
ثلاثة أسباب تمنع واشنطن من فرض العقوبات على الحشد الشعبي
بحسب بريسم، هناك ثلاثة عوامل رئيسية تمنع الولايات المتحدة من المضي قدمًا في فرض عقوبات على الحشد الشعبي:
الصفة القانونية للحشد الشعبي
يعد الحشد الشعبي مؤسسة أمنية حكومية رسمية، تعمل تحت إشراف القائد العام للقوات المسلحة العراقية. أي استهداف مباشر للحشد يعني تصعيدًا سياسيًا خطيرًا مع بغداد، قد يدفع الحكومة العراقية إلى اتخاذ مواقف أكثر حدة تجاه واشنطن، مما يؤثر على العلاقات الثنائية بين البلدين.
المخاوف من ردة الفعل الشعبية
فرض عقوبات على الحشد الشعبي قد يؤدي إلى تصاعد موجة غضب شعبي، خاصة أن الحشد يتمتع بدعم شرائح واسعة من المجتمع العراقي. هذا السيناريو قد يتحول إلى حراك احتجاجي واسع النطاق ضد المصالح الأمريكية في العراق، مما يزيد من تعقيد المشهد الأمني والسياسي في البلاد.
الدور الأمني للحشد في محاربة الإرهاب
ينتشر الحشد الشعبي في نحو 30 قاطعًا أمنيًا، أغلبها في مناطق تشهد نشاطًا للخلايا الإرهابية النائمة. فرض عقوبات عليه قد يؤثر بشكل سلبي على جهود مكافحة الإرهاب، مما قد يؤدي إلى فراغ أمني تستفيد منه الجماعات المتطرفة مثل تنظيم داعش، وهو ما لا ترغب به واشنطن، التي لا تزال تملك مصالح أمنية وعسكرية في العراق.
تداعيات التلويح بالعقوبات.. رسائل إلى الحكومة العراقية
يشير بريسم إلى أن تلويح واشنطن بالعقوبات ربما دفع رئيس الوزراء محمد شياع السوداني إلى سحب مشروع قانون الحشد الشعبي من البرلمان، بعد أن كان محل نقاشات وسجالات سياسية استمرت لأسبوعين. هذا التراجع يعكس حجم الضغوط التي تتعرض لها بغداد، حيث تحاول تحقيق توازن دقيق بين علاقتها مع واشنطن، وبين التزاماتها الداخلية تجاه الحشد الشعبي.
كما أن الولايات المتحدة ترى أن الحشد الشعبي بحاجة إلى مزيد من الضبط والتقنين، لضمان عدم خضوعه لأي تأثيرات سياسية أو ارتباطات خارجية، وهو ما تسعى إليه واشنطن ضمن إطار سياستها في العراق.
في ظل المعطيات الحالية، تبدو العقوبات الأمريكية على الحشد الشعبي خيارًا غير مرجح في الوقت الراهن، نظرًا إلى الحسابات المعقدة التي تحيط بهذا الملف. وبينما تستمر واشنطن في استخدام سياسة الضغوط غير المباشرة، يبقى مستقبل العلاقة بين بغداد وواشنطن محكومًا بمدى قدرة الطرفين على إدارة هذا الملف الحساس دون تصعيد قد يغير التوازنات السياسية والأمنية في العراق.
المصدر: وكالة بغداد اليوم
كلمات دلالية: الولایات المتحدة على الحشد الشعبی فرض عقوبات فی العراق
إقرأ أيضاً:
واشنطن تعلق على أحداث الدورة وتوجه رسالة لبغداد
28 يوليو، 2025
بغداد/المسلة: علقت السفارة الأمريكية في العراق، الاثنين، على الاشتباكات التي شهدتها منطقة الدورة جنوبي العاصمة بغداد، وفيما لفتت إلى أن الضحايا قتلوا على يد “كتائب حزب الله”، دعت الحكومة إلى تقديمهم إلى العدالة دون تأخير.
وذكرت السفارة في تدوينة لها على منصة إكس: “نُقدم تعازينا لعائلات الضحايا الذين قُتلوا على يد (كتائب حزب الله)، وهي منظمة إرهابية مصنفة من قبل الولايات المتحدة وتندرج ضمن قوات الحشد الشعبي، وذلك في 27 تموز/يوليو في إحدى دوائر وزارة الزراعة في بغداد”.
وأضافت: “نشعر بالحزن لفقدان الأرواح، والذي شمل عنصر من الشرطة الاتحادية ومدني بريء، ونتمنى الشفاء العاجل للمصابين”، داعية الحكومة العراقية إلى “اتخاذ إجراءات لتقديم هؤلاء الجناة وقادتهم إلى العدالة دون تأخير، لأن المساءلة أمر أساسي للحفاظ على سيادة القانون ومنع تكرار أعمال العنف”.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author زينSee author's posts