أفادت فضائية العربية، بأن الجيش السوداني تمكن اليوم السبت من استعادة السيطرة على مقر جهاز المخابرات العامة بالخرطوم.

البنك المركزي السوداني

وفي وقت سابق من اليوم السبت، أفاد مصدران عسكريان لوكالة رويترز بأن الجيش السوداني سيطر على المقر الرئيسي للبنك المركزي، في الوقت الذي يواصل فيه تقدمه في العاصمة الخرطوم ضد ميليشيات الدعم السريع.

وجاءت عملية الاستيلاء بعد يوم من سيطرته الكاملة على القصر الرئاسي، فيما يُعدّ مكسبًا كبيرًا في الحرب المستمرة منذ عامين مع الدعم السريع، والذي هدد بتقسيم البلاد.

الحرب في السودان

وحقق الجيش السوداني مكاسب كبيرة في الآونة الأخيرة واستعاد أراض في وسط البلاد من ميليشيات الدعم السريع.

واندلعت الحرب في السودان، في منتصف أبريل من عام 2023 بين الجيش وميليشيات الدعم السريع، ما تسبب في نزوح ولجوء الملايين من الشعب السوداني إلى دول الجوار وعلى رأسها مصر.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الجيش السوداني جهاز المخابرات العامة الخرطوم الحرب في السودان البنك المركزي السوداني ميليشيات الدعم السريع المزيد الجیش السودانی الدعم السریع

إقرأ أيضاً:

شهادات مروعة.. العبور من مناطق وحواجز الدعم السريع في السودان (شاهد)

تناول تقرير لموقع "ميدل إيست آي"، الإعدامات والانتهاكات التي نفذتها قوات الدعم السريع ضد المدنيين السودانيين في مناطق القتال.

واستعرض التقرير شهادات لمدنيين اعتقل ذويهم خلال مرورهم في حواجز ومناطق تسيطر عليها قوات الدعم السريع.

وتحدث التقرير عن اعتراض الدعم السريع لقافلة من المدنيين خرجت من مدينة أم درمان حيث اختطفوا الرجال وظهروا بعد ذلك في مقاطع مصورة توثق تعرضهم للضرب وإعدام بعضهم.


وفيما يلي نص التقرير:

سمعت أمل إسماعيل ما يكفي، فقد ظلت تتوسل ليومين إلى قائد قوات الدعم السريع شبه العسكرية أن يخبرها بأي شيء عن شقيقيها وصهرها وابن عمها.

وقد شوهدوا آخر مرة وهم يُسحبون من شاحنة تقل عائلة آمال وحوالي 200 فرد آخرين من قبيلة الجميعات على طريق متجه من الصالحة، وهي منطقة على أطراف أم درمان، إلى مركز المدينة السودانية.

أخبرها القائد أن بعض أفراد الشاحنة قُتلوا، وأمرها بالتحلي بالصبر، وقال بحدة: “الوضع متوتر، وسيُكشف مصير أقاربها في النهاية”.

تتذكر أمل قوله: “لقد أخطأتِ بمغادرة الصالحة. لماذا لم تخبرينا إن كانت لديكِ مشكلة في العيش هنا؟”. فغادرت إلى المنزل؛ حيث استعادت هاتفًا كانت قد خبأته وتوجهت إلى أحد الأماكن القليلة التي كانت فيها إشارة.

انهالت عليها الرسائل: مقاطع فيديو نشرها مقاتلون على مواقع التواصل الاجتماعي، تُظهرهم وهم يهتفون بانتصار أمام رجال عراة حتى الخصر، ورسائل نصية متنوعة من أصدقاء يسألون إن كانت على قيد الحياة وبصحة جيدة.

في أحد هذه المقاطع، يُطلق مقاتلون النار على مجموعة من المعتقلين الجالسين على الأرض عاجزين. يقول أحدهم: “لن ينجو أحد”.

في مقطع آخر، تظهر أكوام من الجثث، من بينها شاهدت أمل رجلاً مُلقىً تحت إطار سيارة؛ كان هذا شقيقها محمد جثة هامدة. ويُرى صهرها، الخير إبراهيم، وهو يُجلد. في النهاية، اتضح أن 31 شخصًا على الأقل قُتلوا على يد قوات الدعم السريع.

تقول رحاب إسماعيل، زوجة الخير: “كان الخير شجاعًا. حتى في الفيديو، يُمكنك رؤيته وهو ينظر في عيني الرجل الذي كان يضربه”. وتابعت: “لن نسامح قوات الدعم السريع على ما حدث، ولن ننسى أبدًا”.
“لقد تعرضنا للتعذيب”

بدأت محنة أمل ورحاب في أواخر أبريل/ نيسان، عندما قررت عائلتهما وعشرات من أفراد قبيلة الجميعات مغادرة الصالحة في قافلة. كانت الضاحية الواقعة غرب الخرطوم على ضفاف النيل الأبيض تحت سيطرة قوات الدعم السريع منذ عامين.

لم يكن هناك كهرباء، وبالكاد كان هناك أي طعام، وكان مصدر الماء الوحيد هو سائل مرّ يُستخرج من بئر جوفي لا يمكن حتى لقوات الدعم السريع أن تلمسه. وكما تقول أمل: “كان كل شيء سيئاً”. تكدس معظم الناس في الشاحنة، لكن القليل منهم ساروا بجانبها في سيارات ومركبات أخرى أصغر.

إلى الشمال كانت أم درمان، المدينة التوأم للخرطوم، والتي تسيطر عليها القوات المسلحة السودانية منذ شهور، وكانت الحياة بها صالحة للعيش بعض الشيء. غير أن العشرات من مقاتلي قوات الدعم السريع اعترضوا طريق القافلة، وعندما رأوا الشاحنة تتحرك نحوهم، أطلقوا النار على إطاراتها وأجبروا الجميع على الخروج.

أخبر خمسة من أفراد القافلة موقع “ميدل إيست آي” أنهم تعرضوا للجلد وإطلاق النار والإساءة. تم تقسيم الناس إلى مجموعات مكونة من ستة أشخاص واقتيدوا إلى محلات صغيرة تصطف على الطريق.

يقول يوسف حسين: “تعرضنا للتعذيب هناك. استخدموا كل ما وجدوه من أدوات، وضربونا بالسياط والكتل الصغيرة”. وقال حسين إن المقاتلين كانوا مهووسين بأن القافلة من قبيلة الجميعات، مدعين أن القبيلة مسؤولة عن قتل العديد من رفاقهم.

وعندما حاول علي وداعة، أحد أفراد القافلة، الادعاء بأنه من قبيلة أخرى، قتلوه؛ حيث يقول حسين: “أطلقوا عليه رصاصتين في القلب”.

فُصلت أمل ورحاب ونساء أخريات عن الرجال، وصودرت أي أموال أو ذهب أو هواتف محمولة تم العثور عليها. تقول رحاب: “إذا رأوا أن لديك أموالاً على تطبيق مصرفي على الهاتف، أجبروك على تحويلها إليهم أيضًا”.

بعد خمس ساعات من الاستجواب والتهديدات، تم إطلاق سراح النساء وتوجهن إلى منازلهن. وفي الطريق، اعترضهن ثلاثة مقاتلين وحاولوا إجبارهن على الدخول إلى أحد المنازل. رفضت رحاب فوضع أحدهم سكينًا على رقبتها، وعندما تدخلت أمل، ضربوها بشدة لدرجة أنها كادت أن تفقد الوعي.

أُطلق سراح أفراد القافلة على فترات متقطعة. وقد أطلق سراح أحمد أمين عبد الحق، وهو طالب وحلاق يبلغ من العمر 23 عامًا، بعد خمسة أيام من التعذيب.

وقد اتهم بأنه عضو في ميليشيا موالية للقوات المسلحة السودانية، ولكن بعد دفع فدية قدرها مليون جنيه سوداني – حوالي 500 دولار أمريكي – أطلقوا سراحه؛ حيث يقول: “في النهاية كان الأمر كله يتعلق بالمال”.

الصالحة: وحشية الحرب
شوهد جثمان محمد آخر مرة في الفيديو خارج مقر الاستخبارات العسكرية لقوات الدعم السريع في مدينة الصالحة، وهو محل خياطة حُوِّل إلى مكتب متهالك.

تطل لوحة جدارية كبيرة لمحمد عثمان إسحق، شهيد الثورة السودانية المؤيدة للديمقراطية، بهدوء من جدار المكتب إلى الشارع، وقد قُتل إسحق خلال احتجاجات 30 يونيو/ حزيران 2019 التي أجبرت الجيش على تقاسم السلطة مع المدنيين.

تقع الصالحة على بعد أربعة أو خمسة كيلومترات من أم درمان، وهي بعيدة كل البعد عن عالم الفيلات العصرية على طول شارع النيل على ضفاف المياه في المدينة.

وعلى الرغم من تعرض شارع السوق لوحشية الحرب، حيث تنتشر في أكشاكه المعادن الملتوية والمظلات الممزقة، إلا أن أشباح الأوقات السعيدة تجعل الشارع يعج بالحيوية والنشاط.

قبل بضع سنوات، كان هذا الشارع نقطة التقاء لآلاف السودانيين المطالبين بإنهاء الاستبداد والاضطهاد قبل أن تتحطم أحلامهم بسبب التسييس والانقلاب العسكري والحرب الأهلية الأكثر تدميرًا في السودان الآن.

وعلى الرغم من أن الجيش وقوات الدعم السريع أطاحوا بالحكومة المدنية الانتقالية في السودان عام 2021 وتقاسموا السلطة بعد ذلك، إلا أن خطط دمج الأخيرة في الجيش النظامي أشعلت حربًا أسفرت عن مقتل عشرات الآلاف من الأشخاص ونزوح 13 مليون آخرين.

طوال فترة الصراع، استهدفت قوات الدعم السريع المدنيين بالقتل والنهب والاعتداء الجنسي، واتهمتها الولايات المتحدة والعديد من منظمات حقوق الإنسان بارتكاب إبادة جماعية في منطقة دارفور غربي البلاد.

والداعِم الرئيسي لها هو الإمارات العربية المتحدة، التي تنفي دعمها العسكري للجماعة، لكنها مع ذلك تُزوّد مقاتليها بالسلاح.

استولى الجيش السوداني، الذي فرضت عليه الولايات المتحدة أيضًا عقوبات لارتكابه جرائم حرب مزعومة، على قرية الصالحة في 19 مايو/ أيار، وأعلن سيطرته الكاملة على ولاية الخرطوم لأول مرة منذ بدء الحرب. وبعد مرور أيام، لا زالت الجثث المدفونة تُكتشف.

يقول العميد الريح دفع الله، وهو ضابط في الجيش السوداني، إن العمل لا يزال جاريًا لانتشال جثث جنود الدعم السريع من الشوارع. أما ضحاياهم، فيُكتشف وجودهم في أماكن غير مألوفة. ويضيف: “حتى أنه عُثر على جثث مدفونة تحت أرضيات المنازل”.

ووفقًا للجيش، عُثر على مقابر “تضم جثث 465 شخصًا لقوا حتفهم نتيجة الإهمال ونقص الغذاء والعلاج والدواء”، من بينهم جثث تصل إلى 27 شخصًا.

جثث تبرز من الأرض
في مشرحة في إحدى الجامعات التي كانت تستخدمها قوات الدعم السريع كقاعدة، توجد ثلاثة دبابات تضم حوالي 20 جثة. بعضها متحلل بشكل سيء، إلى درجة أن بعضها تحول إلى كتلة موحلة.
لا تزال بعض الجثث الأخرى يحمل ملامح محددة، بالإضافة إلى ثقوب في جوانبهم وشقوق في باطن أقدامهم.

تقول القوات المسلحة السودانية إنهم ضحايا قوات الدعم السريع، بينما تصر القوات شبه العسكرية على أنهم مجرد جثث استخدمها الطلاب. في أماكن أخرى توجد مواقع دفن أقل إثارة للجدل: حفر كبيرة مغطاة حديثاً تفوح منها رائحة اللحم المتعفن.

وتم إنشاء مقبرة مرتجلة في إحدى الساحات خارج مركز الشرطة الذي حوّله المقاتلون إلى مركز احتجاز؛ حيث توجد الأسرّة والبطانيات والمراتب المستخدمة لسحب الجثث هناك مهجورة وملطخة بالدماء.
ويظهر على القبور الأحدث أنها حُفرت على عجل، فهناك ركبة تبرز من التربة كزومبي ينهض.

راقبت ابتسام عياد، وهي مُعلمة، المقبرة وهي تتوسع بسرعة تحت حكم قوات الدعم السريع. تتحسر على قرية الصالحة التي عرفتها قبل الحرب. تقول: “كان مكانًا جميلًا للعيش فيه. كان آمنًا”.

ووفقًا لابتسام، تتحدث العديد من نساء الصالحة عن تعرضهن للتحرش أو الاختطاف. وتضيف: “حتى إن قوات الدعم السريع أخذت بنات جيراننا”.

ردًا على الغضب الشعبي الذي أثارته مقاطع الفيديو المتداولة لمذبحة الصالحة، ادعى ضابط محلي من قوات الدعم السريع أن المعتقلين كانوا أعضاء في كتيبة البراء بن مالك، وهي ميليشيا متشددة تقاتل إلى جانب القوات المسلحة السودانية. ومع ذلك، نفت قوات الدعم السريع لاحقًا أي علاقة لها بالفيديو.

تعيش أمل ورحاب وعشرات من سكان الصالحة الآخرين في حالة من عدم اليقين، ويشكون في أسوأ السيناريوهات، ولكن بدون جثة، يستحيل تجاوز الأمر.

تقول أمل: “حتى اليوم لا نعرف بالضبط من قُتل. يذهب والدنا إلى المشرحة باحثًا عن المفقودين. من المؤلم أكثر ألا نعرف إن كانوا قد قُتلوا أم نجوا”.

أصبح المرور أمام القبور المحفورة حديثًا روتينًا مُحبطًا، وتقول رحاب: “يتحدث البعض عن فتحها بحثًا عن إجابات”.

مقالات مشابهة

  • شهادات مروعة.. العبور من مناطق وحواجز الدعم السريع في السودان (شاهد)
  • بالفيديو.. حميدتي يظهر في خطاب غاضب يهدد ويتوعد بتوسع العمليات العسكرية .. جدة تاني مافي وقوات الدعم السريع ستصل بورتسودان ويتحدث عن الدواعش وتدمير قدرات الجيش
  • «المؤتمر السوداني» يدين استهداف الجيش لسوق «الكومة» بدارفور
  • الجيش الروسي يسيطر على بلدة جديدة في سومي
  • العراق.. كشف شبكة إجرامية ضخمة تخطط لاغتيالات تهدد أمن البلاد
  • الجيش يتصدى لمُسيرات في أجواء بورتسودان
  • الجيش السوداني يتصدى لهجوم بطائرات مسيرة في أجواء بورت سودان
  • العراق: اعتقال شبكة إجرامية خططت لتنفيذ اغتيالات
  • تفاصيل حكم الإعدام شنقا على 4 متهمات بالتعاون مع الدعم السريع في دنقلا
  • في المركزي بكام؟.. سعر الدولار أمام الجنيه اليوم السبت 31 مايو 2025