متحدثة أممية: الوضع في غزة كارثي وعواقب وخيمة لاستمرار إغلاق المعابر
تاريخ النشر: 24th, March 2025 GMT
كشفت المتحدثة باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في قطاع غزة، أولغا تشريفكو، عن تدهور حاد في الأوضاع الإنسانية في القطاع المحاصر، واصفة الوضع بأنه "أصبح أكثر كارثية" مع استمرار القصف وإغلاق المعابر.
وقالت تشريفكو في مقابلة للجزيرة: "لقد واجهنا أسبوعا عصيبا جدا منذ بدأ التصعيد في الهجمات، وهذا لم يتوقف منذ الثاني من الشهر الجاري، نسمع أصوات الانفجارات في كل أنحاء غزة، والمئات يُقتلون والمئات يصابون، وهذا بالطبع له أثره المروع على المدنيين".
وشددت المتحدثة الأممية على أن إغلاق المعابر لفترة طويلة يعطل العمليات الإنسانية ويؤثر مباشرة على حياة الناس، موضحة أن "الناس يحاولون أن يعيدوا بناء حياتهم بعد 15 شهرا من العناء والمعاناة والقصف. وكثيرون منهم يحاولون العودة إلى بيوتهم، ولكن يجدونها عبارة عن ركام".
وأضافت أن "المواد والموارد التي حصلنا عليها خلال وقف إطلاق النار قمنا بتوزيعها على الناس لتحسين الوضع الصحي والمأوى، لكن كل هذه النجاحات الآن يتم تعطيلها، لأننا لا نملك الموارد الكافية".
وحول الوضع في الأسواق، أوضحت تشريفكو أن "الرفوف خالية، ليس هناك خضار ولا فاكهة، والناس يحاولون شراء هذه الموارد لكي يبقوا على قيد الحياة، ولكن هذه المواد غير موجودة".
إعلان
استهداف المستشفيات
وتطرقت المتحدثة الأممية إلى استهداف المستشفيات والبنية التحتية المدنية، مؤكدة أن الأمم المتحدة توثق هذه الانتهاكات بقولها: "لدينا مكاتب وموظفون يقومون بالتوثيق، ودعونا باستمرار إلى حماية البنية التحتية المدنية".
وأشارت إلى أن "الهجوم على المستشفيات، بما في ذلك الهجوم على مستشفى ناصر، أمور مروعة، لأن مستشفى ناصر هو واحد من 13 مستشفى تم الهجوم عليها".
وحول التوصيف القانوني للوضع الإنساني في غزة، قالت تشريفكو إن "هناك كثيرا من المصطلحات القانونية وأترك هذا لزملائي القانونيين، ولكن بالنسبة إلينا -نحن العاملين في مجال الإغاثة الإنسانية- فالوصف هو أنه هذا أمر لا يمكن تخيله على الإطلاق".
وأكدت أن "حتى الحروب لها قواعد وقوانين، وهناك التزامات محددة على طرفي الصراع الالتزام بها، ونحن طالما طالبنا وقلنا إن هذا الأمر عبارة عن التزامات مقدسة ويجب الالتزام بها، ومن ذلك حماية المدنيين وحماية البنية التحتية المدنية، وعدم استهداف العاملين في قطاع الرعاية الصحية".
وعن أصعب موقف إنساني واجهته خلال عملها في غزة، قالت تشريفكو: "لقد مر عام ونصف العام، وفي كل مرة نظن أن الأمور لن تزداد صعوبة، تصبح الأمور أكثر صعوبة، والناس هنا يقولون إن ما يجري هو جحيم لم نر مثيلا له في أي مكان في العالم وفي أماكن الصراع وأماكن الحرب، هذا الأمر بكل بساطة لا يمكن وصفه".
وحول المدة التي يمكن لسكان غزة التعامل مع هذا الوضع، أضافت: "هذا السؤال نطرحه على أنفسنا: متى يكفي؟ ومتى نقول كفى؟ الناس بحاجة إلى وقت يستطيعون فيه أن يعيشوا حياتهم، وهم لا يدرون متى سيجدون السلامة والأمان".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات
إقرأ أيضاً:
حماس: لا معنى لاستمرار المفاوضات تحت الحصار والإبادة في غزة (شاهد)
أكد رئيس حركة المقاومة الإسلامية حماس في قطاع غزة خليل الحية، مساء اليوم الأحد، أنه لا معنى لاستمرار المفاوضات تحت الحصار والإبادة والتجويع في قطاع غزة.
وأشار الحية في كلمة مصورة، إلى أن الاحتلال تنكر لنتائج الجولة الأخيرة من المفاوضات، مضيفا أنه "لا معنى لاستمرار المفاوضات تحت الحصار والإبادة والتجويع لأطفالنا ونسائنا وأهلنا في قطاع غزة".
وتابع قائلا: "إدخال الغذاء والدواء فورا وبطريقة كريمة لشعبنا، هو التعبير الجدي والحقيقي عن جدوى استمرار المفاوضات، ولن نقبل أن يكون شعبنا ومعاناته ودماء أبنائه ضحية لألاعيب الاحتلال التفاوضية، وتحقيق أهدافه السياسية".
????رئيس حركة حـ.مـ ـاس في غـ.زة، "خليل الحية": لا معنى لاستمرار المفاوضات تحت الإبـ ـادة والتجويع والحصار لأطفالنا ونسائنا وأهلنا في قطاع غـ.ز.ة، وإدخال المساعدات الغذائية والإنسانية فورًا وبطريقة كريمة لشعبنا هو التعبير الحقيقي عن جدوى استمرار المفاوضات.#عربي21 pic.twitter.com/sbYfk4usui
— عربي21 (@Arabi21News) July 27, 2025وعبّر عن رفضه لما وصفها "المسرحيات الهزلية" التي تسمى بعمليات الإنزال الجوي، والتي لا تعدو عن كونها دعاية للتعمية على الجريمة، مبينا أن "كل 5 عمليات إنزال جوي تساوي شاحنة صغيرة".
وشدد على أن الخطوة الحقيقية "هي فتح المعابر ودخول المساعدات بطريقة كريمة لشعبنا، وهذا ما كفلته القوانين الدولية حتى في وقت الحرب"، منوها إلى أن الشعب الفلسطيني يشعر بحالة كبيرة من الخذلان، في الوقت الذي يلاقي فيه الأهوال والمجازر والتجويع الذي فاق كل تصور.
وأردف قائلا: "ما نشاهده من أطفال تقتل جوعا، ورجال لا يقوون على الوقوف، ونساء يبكين ضعفا، وأمام هذا كله لا يتفهم أحد من شعبنا، أن تبقى أمتنا العظيمة التي تملك الكثير من القدرات والمقدرات عاجزة أمام حرب الإبادة والتجويع ومنع إدخال المساعدات والماء والدواء لأهل غزة كرام الناس".
وذكر أنه "لا يمكن أن نتقبّل هذه الحالةَ من الخُذلان لشعبنا، وأمتُنا تشاهد وتتابع شعبنا وهو يُذبح ويُجوّعُ ويُقتلُ ويُبادُ على الهواء مباشرة، في أبشع محرقة نازية في العصر الحديث".
ودعا إلى التحرك العملي لكسر الحصار عن غزة، وإيصال الطعام والماء والدواء، إلى جانب قطع كافة أشكال العلاقات السياسية والدبلوماسية والتجارية مع الاحتلال من قبل دول ومكونات الأمة العربية والإسلامية.
الغضب الكامن
كما دعا جماهير الأمة إلى التعبير عن الغضب الكامن في صدورهم بكل الوسائل والسبل، جراء ما يجري في غزة، مضيفا: "نخص شعوبنا العربية والإسلامية وبالتحديد في الدول المجاورة لفلسطين (..)".
واستكمل حديثه: "فلسطين تناديكم، وغزة وأهلها يناشدون فيكم نخوة العرب وأصالة الإسلام، وينتظرون منكم فعلا لا قولا، فالصمت اليوم جريمة وليس عجزاً"، مطالبا علماء الأمة بأخذ دورهم الحقيقي في قيادة الجماهير لمواجهة العدو المجرم.
وخص أهل الأردن قائلا: "يتطلع لكم شعبنا بكثير من الأمل والأخوة، كما جدتم بأرواحكم ودمائكم، وارتقى شهداؤكم على حدود فلسطين، أن تواصلوا هبتكم الشعبية، وتكثفوا جهودكم لتوقفوا هذه الجريمة البشعة، ضد أشقائكم ومقدساتكم، وتمنعوا اليمين الصهيوني من تحقيق مخططه بالوطن البديل وتقسيم المسجد الأقصى".
وخاطب مصر قائلا: "أيموت إخوانكم في غزة من الجوع وهم على حدودكم، وعلى مقربة منكم؟! إنّ الاحتلال قد حوّل معبر رفح معبرا للموت والقتل والتجويع، لتنفيذ مخططه في تهجير شعبنا، بعد أن كان شريان حياة، لذا نتطلع بكل ثقة، لمصرَ العظيمةَ أن تقول كلمتَها الفاصلة: إن غزة لن تموت جوعاً، ولن تقبل أن يُبقيَ العدوُ معبرَ رفح، مغلقاً أمام حاجات أهل غزة".
رئيس حركة حماس في قطاع غزة د.خليل الحية يوجه رسالة لمصر بمكوناتها كافة:
نتطلع لمصر العظيمة أن تقول كلمتها الفاصلة:
إن غزة لن تموت جوعا وإن معبر رفح لن يبقى مغلقا من الاحتلال أمام حاجات غزة pic.twitter.com/zZuJAVm9l7
وأشار بالإسناد العسكري والشعبي في اليمن، وكذلك المبادرات المهمة والفعالة من الحراك العالمي، إلى المسير البري والبحري، وسفينة مادلين وحنظلة، والمسيرة العالمية نحو غزة، وقافلة الصمود الأولى التي خرجت من تونس والجزائر وليبيا، وساندتها مجموعات من دول أخرى.
وتحدث الحية إلى مقاتلي كتائب القسام وسرايا القدس وفصائل المقاومة، قائلا: "ما تقومون به من عمليات بطولية فاق كل تصور، وأعجز العالم عن فهمه، وأنتم تذيقون هذا العدو المجرم جزاء ما يرتكبه من إرهاب وعدوان، واستطعتم عبر بسالتكم وحمم نيرانكم في سلسلة عمليات حجارة داود إفشال ما يسمى عربات جدعون".
وأشار إلى أن قيادة المقاومة سخرت كل ما لديها من أدوات وعلاقات على مدار 22 شهرا، في سبيل وقف العدوان على غزة وأهلها، وقال إننا "خضنا مفاوضات شاقة، ونضع فيها مصلحة شعبنا حقن دمائه نصب أعيننا، وقدمنا في سبيل ذلك كل مرونة ممكنة، لا تتعارض مع ثوابت شعبنا".
وأوضح أنه في "جولة التفاوض الأخيرة، حققنا تقدما واضحا وتوافقنا إلى حد كبير مع ما عرضه علينا الوسطاء خاصة في ملف الانسحاب والأسرى ودخول المساعدات، ونقلوا لنا ردود إيجابية من الاحتلال الصهيوني، إلا أننا فوجئنا بأن الاحتلال ينسحب من المفاوضات، ويتساوق معه مبعوث الرئيس الأمريكي للشرق الأوسط ويتكوف".
ورأى أن هذه الخطوة مفضوحة ومكشفة وتهدف إلى حرق الوقت، والمزيد من الإبادة للشعب الفلسطيني، لافتا إلى أنه جرى تقديم ملاحقات على ما تم التوصل إليه، فيما يخص إدارة توزيع المساعدات، بقضم دور المؤسسات الأممية والمحلية.
وبيّن أن "الاحتلال يصر على أن تبقى آلية المساعدات التي حولها لمصائد الموت والتي تسببت في قتل وجرح الآلاف من أبناء شعبنا، كذلك يصر على أخذ منطقة واسعة من رفح لإقامة منطقة عزل للنازحين، تمهد الطريق لعملية تهجير لشعبنا الفلسطيني، عبر مصر أو عبر البحر، في مخطط مكشوف ومفضوح يمهد لتصفية قضيتنا".