خطيب الجامع الأزهر ناعيا المحرصاوي: كرس حياته للعلم والدين والوطن
تاريخ النشر: 28th, March 2025 GMT
ألقى الدكتور إبراهيم الهدهد، رئيس جامعة الأزهر الأسبق، خطبة الجمعة اليوم من الجامع الأزهر، تحت عنوان «حسن الخاتمة دليل على الطاعة»، مؤكدًا أن حسن الخاتمة علامةٌ على رضا الله تعالى عن عباده المُخلصين، داعيا المُسلمين إلى التمسك بالطاعة والاجتهاد في العمل الصالح.
. فيديو وصور
وقال الهدهد في خطبته: إن الله تعالى اصطفى من خلقه الأنبياءَ والصالحين، وتولاهم بكرمه، مستشهدًا بقوله تعالى: ﴿أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ * الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ﴾، مُوضحًا أن كرامة الأولياء تتحقق بالتزام التقوى وطاعة الله في الحياة الدنيا، والتي تُورث البشرى في الآخرة، وأن طريق الفوز بحسن الخاتمة يبدأ بالتوجه إلى الله بالقلب واللسان والعمل، وأن الأمة بحاجة إلى تجديد العهد مع القيم الإيمانية في ظل تحديات العصر.
وأشار خطيب الجامع الأزهر، إلى أن الله تعالى اختار أماكن وأزمنةً مباركةً، كمكة المكرمة والمدينة المنورة ويوم الجمعة الذي يُعدّ من الأيام المُفضلة، حيث روى النبي صلى الله عليه وسلم: «مَنْ مَاتَ يَوْمَ الجُمُعَةِ أَوْ لَيْلَتَهَا، أَعَاذَهُ اللَّهُ مِنْ فِتْنَةِ القَبْرِ»، كما اصطفى شهر رمضان وليلة القد، مؤكدًا أن هذه الاصطفاءات تدل على عظمة الشريعة وتشريف المُؤمنين.
وتناول الهدهد مفهوم الشهادة في الإسلام، مؤكدا أن الشَّهادةُ في سَبيلِ اللهِ تعالَى لها مَنزِلةٌ عظيمةٌ، ومَرتَبةٌ جليلةٌ، أَجْرُهَا عظيمٌ، وثوابُها كبيرٌ، مبينا أن أنواعُ الشَّهادةِ كَثيرةٌ مُتَعَدِّدَةٌ مستندًا إلى الحديث النبوي الذي يُوسع دائرة الشهداء ليشمل من مات في سبيل الله أو بالطاعون أو بسبب مرض البطن، داعيا المُصلين إلى السعي لنيل حسن الخاتمة بالحرص على الطاعة، مُذكرًا بأن الدنيا دار اختبار والآخرة دار خلود.
واختتم الهدهد الخطبة بالدعاء للدكتور محمد المحرصاوي، الذي وافته المنية أمس الخميس، واصفا إياه بالعالم الجليل الذي كرّس حياته للعلم والدين والوطن، قائلًا: «نسأل الله أن يتقبله في الصالحين، وأن يلحقنا به على خير حال».
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الدكتور إبراهيم الهدهد رئيس جامعة الأزهر الأسبق خطبة الجمعة الجامع الأزهر الطاعة المزيد الجامع الأزهر
إقرأ أيضاً:
الحج بلا تصريح .. خطيب المسجد الحرام: أذية للمسلمين وجناية لترتيبات دقيقة
قال الشيخ الدكتور ماهر المعيقلي، إمام وخطيب المسجد الحرام ، إن المملكة، بذلت كل وسعها، وسخرت أمنها وأجهزتها، وهيأت كل أسباب التسهيل والراحة والأمن والسلامة، عبر أنظمتها التي تهدف إلى سلامة الحجيج وأمنهم.
الحج بلا تصريحوأضاف “ المعيقلي” خلال خطبة الجمعة الأولى من شهر ذي الحجة، اليوم، من المسجد الحرام بمكة المكرمة: وتيسير أداء مناسكهم، تحت سلطة شرعية في حفظ النفس والمال، لذا فإن الحج بلا تصريح هو إخلال بالنظام وأذية للمسلمين.
وتابع: مقابل حقوق الآخرين، وجناية لترتيبات وضعت بدقة متناهية، فحري بمن قصد المشاعر المقدسة، تعظيم هذه الشعيرة العظيمة، واستشعار هيبة المشاعر المقدسة بتوحيد الله وطاعته والتحلي بالرفق والسكينة والتزام الأنظمة والتعليمات.
وأردف: وبعد عن الفسوق والجدال والخصام، ومراعات المقاصد الشرعية، التي جُعِلَتْ من السلامة، والمصلحة العامة، حفظ الله حجاج بيته الحرام، وتقبل حجاجهم وسائر أعمالهم ووردهم إلى أهلهم سالمين وبالمثوبة غانمين.
وأوضح أن الله تعالى تكفّل بحفظ دينه، وجعل من أسباب حمايته الشرعية، وحفظ شعائره سواء كانت شعائر زمانية أو مكانية أو تعبدية، ويبقى الدين في الناس، ما بقيت فيهم شعائره وتعظيم شعائر الله، دليل على تقوى القلب وخشيته.
وأوصى بتقوى الله وعبادته، والتقرب إليه بطاعته بما يرضيه وتجنب مساخطه ومناهيه، فقال الله سبحانه وتعالى: (ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمُ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ).
من شعائر اللهونوه بأن من شعائر الله، يوم عرفة، وهو يوم الوفاء بالميثاق الذي أخذه الله تعالى على بني آدم، لما ورد في مسند الإمام أحمد أن النبي- صلى الله عليه وسلم- قال: (أخذ الله الميثاق من ظهر آدم بنعمان - يعني عرفة - فأخرج مِنْ صُلْبِه كل ذرية ذرأها فنثرهم بين يديه كالذَّر ، ثم كلَّمهم قُبُلًا، قال: (أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ).
ونبه إلى أنه في يوم عرفة ينزل ربنا جل في علاه إلى السماء الدنيا نزولًا يليق بجلاله وكبريائه وعظمته فيباهي بأهل الموقف ملائكته، وهو أكثر يوم في العام يُعتق الله فيه خَلْقًا من النار.
واستطرد: سواء ممن وقف بعرفة منهم ومَنْ لم يقف بها من الأمصار، قائلاً: فامتثلوا أمر ربكم، وقفوا على مشاعركم، وأتموا نسككم، واقتدوا برسولكم- صلى الله عليه وسلم-، وابتهلوا إلى ربكم رحمته، تفوزوا برضوانه وجنته.