جددت واقعة استشهاد النقيب محمود عبدالصبور، معاون مباحث مركز شرطة طيبة بالأقصر، أبواب ونيران الحزن الأليمة على والده المسن بقرية دنفيق جنوب قنا، بعد واقعتين سابقتين فقد خلالهما اثنين من أبنائه ما بين حادث ومرض، لتضاف لهما واقعة الاستشهاد وتكمل باب الجراح التي لم تلتئم حتى الآن.
 

وفاة الابن البكر

أحزان والد الشهيد بدأت منذ سنوات، عندما فقد ابنه البكر فى حادث مرورى موجع، دون سابق إنذار، ليعيش أجواء حزينة لفترة طويلة، لم يفلح في إخراجه منها إلا وجوده وسط أبنائه، ورؤيته لهم يتفوقون ويتميزون في مجالات مختلفة، مع تقدير واحترام المحيطين لهم، لأدبهم وجميل أخلاقهم، لكن غصة الحزن مازالت قابعة في ثنايا القلب الموجوع.

تموين قنا يحرر محضر تصرف في 4100 كيلو دقيق مخابزضبط ربة منزل أصابت جارتها بطلق ناري فى قنالمواجهة الحشرات الضارة.. صحة قنا تكثف أعمال التطهير والرش خلال أيام العيدبسبب لعب الأطفال.. سيدة تصيب جارتها بطلق ناري في قنا

إرادة الله كان لها رأى آخر، فلم تمضى فترة زمنية طويلة على وفاة الابن البكر، حتى تزايدت آلام القلب على الابن الثانى، ليبدأ رحلة متعبة بين المستشفيات بحثاً عن علاج ناجع لحالته الصحية التي بدأت تتدهور يوماً بعد آخر، لتنتهى بالنهاية المحتومة، ويرحل داخل أحد المستشفيات بالقاهرة، لتتجدد الأحزان على والده الصابر المحتسب لابنه الأول، محاولاً التماسك أمام الهزات العنيفة التي أصابت قلبه الحزين.

مسلسل أحزان لا ينتهى

مسلسل الأحزان لم ينتهى بعد، فقد جاءت المأساة الثالثة كالصاعقة على قلب الأب الصابر المحتسب، عندما تواترت الأنباء بإصابة نجله نقيب الشرطة بمحافظة الأقصر بطلق نارى في الرأس، لكن الأمل كان كبيراً في أن يتعافى ويعود لحياته وأحضان والده، خاصة مع بقاءه في العناية المركزة لمدة 6 أيام، إلا أن حدثت الصدمة المفجعة بإعلان المستشفى استشهاد النقيب محمود عبدالصبور، لتتجدد الأحزان للمرة الثالثة.

ابتلاءات من العيار الثقيل مازال يتحملها قلب الأب المسكين، بدأت بحادث مرورى قاتل لابنه البكر ومروراً بوفاة ابنه مريض القلب، وانتهاءً باستشهاد نجله أثناء أداء الواجب الوطنى، لتتجدد ذكريات الآلام والأحزان وتفتح الجراح التى لم تلتئم طوال السنوات الماضية بعد فقدان فلذات كبده.

استشهاد نقيب الشرطة

وكان النقيب محمود عبدالصبور، معاون مباحث شرطة طيبة بمحافظة الأقصر، شارك في حملة أمنية لمداهمة تجار مخدرات بقرية الزينية التابعة لمحافظة الأقصر، إلا أنه تلقى رصاصة غادرة في الرأس من قبل مسجل خطر، نقل على اثرها إلى العناية المركزة بمستشفى الكرنك الدولى، وظل بها لمدة 6 أيام حتى استشهد صباح الأربعاء.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: قنا معاون مباحث الأقصر قرية الزينية أخبار قنا المزيد

إقرأ أيضاً:

حين يعلو صوت الحنين

 

سهام بنت أحمد الحارثية

harthisa@icloud.com

 

الفقد ليس لحظة، بل عمرٌ جديد يبدأ دون من نحب... هو الامتحان الأعظم الذي تواجهه الأرواح، حين تُنتزع قطعة منها لا تُعوّض، ويرحل من كان ظلًا وسندًا ودعاءً لا ينقطع، وفي هذا المقام المهيب، وقفت السيدة الجليلة عهد بنت عبدالله البوسعيدية حرم جلالة السلطان المعظم- حفظها الله ورعاها-، تكتب بالكلمات ما تعجز عنه الحواس، وتُسطّر من الحزن ما لا تبلغه الدموع، مودّعة والدتها المرحومة السيدة خالصة بنت نصر البوسعيدي، التي ارتقت روحها إلى بارئها، وخلّفت في القلب فراغًا لا يملؤه سوى الرجاء.

إنه فقد الأم… ذلك النوع من الرحيل الذي لا يُعلّم، ولا يُدرّب عليه الإنسان؛ بل يسكنه بغتة، كزلزال لا ينذر، ويقلب تفاصيل الحياة رأسًا على عقب، حين تغيب الأم، يغيب الأمان، ويغيب ذاك الحضن الذي وإن طال البعد عنه، يكفي أن نعلم بوجوده.. ويغيب الدعاء الصادق الذي يسبقك في كل صباح ومساء، دون أن تدري.

لكن السيدة الجليلة لم تكتب من حطام الحزن؛ بل من نور الإيمان.. كتبت من مقام الرضا، لا الانكسار، ومن قمة الصبر، لا هوة الألم، واجهت الفقد بالكلمة، وسلّحت قلبها بالدعاء، وفتحت دفاتر البرّ، وقرأتها على الله، تسأله أن يُجزل الجزاء، ويعلي المقام، ويرزقها اللقاء.

لقد كتبت عن والدتها لا لتُرثيها؛ بل لتشهد لها، لتُخبر الدنيا أن هذه الروح التي مضت، لم تكن كأي روح.. كانت يدًا خفية في الخير، وصوتًا لا يُسمع لكنه يصل، ووجهًا باسمًا في زمنٍ شحيح بالطيبة… كانت من أولئك الذين يمشون على الأرض في هدوء، لكن أثرهم لا يغيب، وسيرتهم لا تُنسى.

واجهت السيدة الجليلة فداحة الفقد كما لا يفعل كثيرون؛ لم تتكئ على الحزن؛ بل على الذكرى الطيبة، ولم تنهَر أمام الموت، بل رفعت بصرها نحو السماء، وقالت: "يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي".

في كلماتها عزاء لكل من فقد، ولكل قلبٍ انفطر على رحيل أم، ولكل نفسٍ تبحث عن عزاء لا يأتي من الناس، بل من الله وفي كلماتها درس أن الفقد لا يُواجه بالبكاء فقط، بل بالتسليم، وأن الوفاء لا يكون بالنداء، بل بالدعاء، وأن الكلمة إذا خُطّت بصدق، صارت دعاءً، وإذا سُكبت من الحنين، صارت صلاةً.

وأقول يا سيدة القلوب الراضية.. نسأل الله أن يربط على قلبك، ويجبر كسرك، ويجعل حزن قلبك رفعةً، وصبرك نورًا، وأن يُريك في كل ذكرى من والدتك ما يُبهج، وفي كل دعاء لها ما يُطمئن، اللهم اجعل هذا الفقد شاهدًا على محبتها، وهذا الصبر دليلًا على بِرِّها، واملأ قلبها سكينةً لا تنفد، ورضًا لا ينطفئ، وأجرًا لا ينقطع.

مقالات مشابهة

  • حين يعلو صوت الحنين
  • محمود عباس في بيروت بزيارة رسمية تستمر ثلاثة أيام
  • لميس الحديدي: بيان أبناء محمود عبد العزيز "سخيف" وبوسي شلبي زوجته أمام الجميع
  • بعد استماع النيابة لبوسي شلبي.. لميس الحديدي تهاجم أبناء محمود عبدالعزيز
  • بيانهم سخيف.. لميس الحديدي تعلق على أزمة بوسي شلبي مع أبناء محمود عبد العزيز
  • بسبب الشابو.. القصة الكاملة لشاب أنهى حياة والده صاحب الـ95 عاما بأسوان
  • انتظره عائدا من صلاة الفجر.. الابن العاق يعترف بقتل والده وفصل رأسه
  • النقيب الحسن لوزير العدل: للإسراع في محاكمة الموقوفين الإسلاميين
  • في ذكرى رحيلها.. سناء يونس "زهرة الكوميديا الهادئة" التي أخفت زواجها من محمود المليجي حتى النهاية
  • جريمة تهز إب.. عنصر حوثي يقتل والده في مديرية السياني