الرباط- أعلنت وكالة "بيت مال القدس" بالرباط عن مبادرة إنسانية عاجلة تشمل التكفل بالأطراف الصناعية لعدد من أطفال غزة ضحايا الحرب وتبني عدد من الأيتام الفلسطينيين ضمن مشروع الوكالة لكفالة اليتيم المقدسي، وتأمين المواكبة النفسية للأطفال ضحايا الحرب في غزة.

وتم الإعلان عن هذه المبادرة في لقاء إخباري نظم السبت بمقر الوكالة بالرباط بمشاركة وزير التنمية الاجتماعية الفلسطينية -عبر تقنية التناظر المرئي عن بعد- وحضور سفير فلسطين في الرباط وعدد من ممثلي السلك الدبلوماسي العربي وشخصيات أخرى.

وأكد المدير المكلف بتسيير وكالة بيت مال القدس الشريف محمد سالم الشرقاوي -في كلمته في اللقاء- التزام المملكة بدعم الشعب الفلسطيني سياسيا وإنسانيا في مواجهة العدوان الإسرائيلي خاصة في قطاع غزة.

وقال الشرقاوي إن المملكة -وبتعليمات من الملك محمد السادس رئيس لجنة القدس- كانت حاضرة بالقوة اللازمة منذ العدوان الظالم على قطاع غزة وتردد الأولويات الخمس الملحة التي تأسس عليها موقف المملكة في أكثر من مناسبة وهي: الوقف الفوري والدائم لإطلاق النار، وحماية المدنيين ومنع استهدافهم، والسماح بإيصال المساعدات الإنسانية بانسيابية وبكميات كافية إلى الفلسطينيين، والإبقاء وتعزيز دور الأونروا ورفض التهجير، والشروع في مفاوضات جادة وهادفة لإحياء العملية السلمية من أجل تحقيق حل الدولتين.

مدير وكالة بيت مال القدس الشرقاوي: المبادرة تهم التكفل بـ300 من الأطفال مبتوري الأطراف (الجزيرة) التكفل بالأطفال

وبخصوص مبادرة التكفل بالأطفال ضحايا الحرب في غزة، أوضح مدير الوكالة -في تصريح للجزيرة نت- أنها تأتي في سياق الدعم المستمر المُمول من المملكة المغربية، بتعليمات من الملك محمد السادس، للأشقاء الفلسطينيين في القدس وفي غزة.

إعلان

ووفق المتحدث فإن هذه المبادرة تهم التكفل بـ300 من الأطفال مبتوري الأطراف من أصل 800 طفل مسجلين على قوائم وزارة الصحة الفلسطينية، و500 من الأطفال الأيتام ضمن مشروع كفالة اليتيم المقدسي الذي ترعاه الوكالة منذ عام 2008، فضلا عن إطلاق العيادة النفسية لمواكبة الحالات المسجلة على قوائم الوكالة، من قبل أخصائيين مغاربة وفلسطينيين متطوعين.

وكانت الوكالة قد وقعت في أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي اتفاقية تعاون وشراكة مع وزارة الادماج الاجتماعي والأسرة والتضامن المغربية تُخصص الوزارة بموجبها مبلغ 100 ألف دولار سنويا لفائدة الوكالة، وذلك لدعم برامج الوزارة الفلسطينية الخاصة بالطفولة، وتم التعهد برفع المبلغ بقرار من الوزيرة الجديدة إلى 150 ألف دولار.

وتم توقيع اتفاق مع وزارة التنمية الاجتماعية الفلسطينية في رام الله يوم 2 مارس/آذار 2025 ويعني على الخصوص بالتكفل بالأطراف الصناعية لعدد من أطفال غزة ضحايا الحرب، وتبني عدد من الأيتام الفلسطينيين ضمن مشروع الوكالة لكفالة اليتيم المقدسي، والمواكبة النفسية للأطفال ضحايا الحرب.

 

"معهم في الشدائد كما في أيام الرخاء"

شعار رفعته وكالة بيت مال القدس الشريف لتجسد التضامن المبدئي والثابت للمغاربة، بقيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس، حفظه الله ورعاه، مع الأشقاء الفلسطينيين في القدس والضفة، وفي قطاع غزة المكلوم. pic.twitter.com/fRUro4YmFr

— Mohamed Salem ECHARKAOUI (@Echarkaoui1) April 6, 2025

حملات إنسانية وتعليمية

وأوضح الشرقاوي أن الوكالة ساهمت العام الماضي وهذا العام في حملات الدعم الإنساني للفلسطينيين في القدس، ومبادرات لدعم المنظومة التعليمية في غزة.

ويعني الدعم التعليمي بتقديم منحة مالية لجامعة الأزهر في غزة لفائدة خريجي كلية الملك الحسن الثاني للعلوم الزراعية والبيئية ولطلبتها الذين تعسروا في أداء رسوم التسجيل وتسليم إدارة الجامعة الأزهر خوادم سحابية ومنصة متكاملة للتعليم عن بُعد، وهما العمليتان اللتان كلفتا 400 ألف دولار.

إعلان

وهذا إلى جانب استقبال طلاب فلسطينيين للدراسة بالجامعات والمعاهد المغربية، من بينهم 8 طلاب من كلية الملك الحسن الثاني بغزة، يتابعون دراستهم هذا العام في السنة النهائية بمعهد الحسن الثاني للزراعة والبيطرة بالرباط في تخصصات الطب البيطري والإنتاج الحيواني.

وبخصوص الجانب الإنساني، أصدر ملك المغرب رئيس لجنة القدس تعليمات بإرسال مساهمات إنسانية عاجلة للسكان الفلسطينيين في غزة، على 3 دفعات ضمت في مجموعها 230 طنا من المواد الغدائية الأساسية والمياه، و40 طنا من المواد المساعدات الطبية لمستشفيات غزة.

وشملت هذه العملية أيضا مساهمات طارئة للمقدسيين شملت أزيد من 3300 قفة غذائية، تم توزيعها خلال شهر رمضان 1445 هجرية، و30 ألف وجبة يومية ساخنة، إضافة إلى 4 أطنان من الأدوية والمستلزمات الطبية، والأغطية والأفرشة، و50 حقيبة طبية، وتجهيزات كاملة لخلية اليقظة والتنسيق لحالات الطوارئ والمستعجلات بمستشفى الهلال بالقدس.

وكالة "بيت مال القدس" تأسست عام 1998 بالرباط (الجزيرة) مشاريع الوكالة

وتأسست وكالة "بيت مال القدس" عام 1998 بالرباط وذلك بعدما أطلق الملك الراحل الحسن الثاني فكرتها عام 1995 حين ترأس لجنة القدس المنبثقة عن منظمة التعاون الإسلامي، وأقرت المنظمة حينها هذه المبادرة وجعلتها واحدة من آلياتها المركزية لدعم صمود المقدسيين ضد سياسات الاحتلال الإسرائيلي.

ونفذت الوكالة منذ عام 1998 أزيد من 200 مشروع كبير وعشرات المشاريع الصغيرة والمتوسطة في القدس، وتوزعت هذه المشاريع على قطاعات التعليم والصحة والإسكان والترميم، والثقافة، وبرامج المساعدة الاجتماعية، والتنمية البشرية، ومشاريع التجديد والابتكار، وتمكين المرأة والشباب والطفولة وغيرها، بمبلغ يقارب 80 مليون دولار.

ومنذ 2011 تمول المملكة المغربية هذه الوكالة ومشاريعها بنسبة 100%، وهي عبارة عن تبرعات من الدولة والمؤسسات والأفراد وذلك بعد توقف التمويلات التي كانت تأتي من بعض البلدان الإسلامية.

إعلان

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات بیت مال القدس الحسن الثانی ضحایا الحرب لجنة القدس فی القدس فی غزة

إقرأ أيضاً:

عراقجي يحذّر: إيران سترد بحزم إذا استُغل تقرير الوكالة الذرية لأغراض سياسية

أكد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، أن الأنشطة النووية لإيران تتم تحت إشراف صارم من الوكالة الدولية للطاقة الذرية ووفق اتفاقية الضمانات دون أي انحراف، محذرًا من استغلال بعض الأطراف الأوروبية لتقارير الوكالة لأهداف سياسية قد تؤدي إلى تصعيد خطير،

وجاء ذلك خلال اتصال هاتفي جمع عراقجي، مساء أمس السبت 31 مايو 2025، بالمدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي، تم خلاله بحث مستجدات الملف النووي الإيراني ورفع العقوبات المفروضة على طهران.

وشدد وزير الخارجية الإيراني على ضرورة أن تعكس تقارير الوكالة الواقع بدقة وموضوعية، معربًا عن قلق بلاده من استخدام التقرير الأخير لأغراض سياسية.

وقال عراقجي إن “إيران تحذر من تبعات أي إجراء ذي طابع سياسي، وسترد بالشكل المناسب على أي تحرك غير بناء من قبل الأطراف الأوروبية، التي ستتحمل المسؤولية كاملة عن العواقب الناجمة عن استخدام الوكالة وأدواتها كوسيلة لخدمة أجندات سياسية ضد إيران”.

وكانت إيران انتقدت تقريرًا حديثًا للوكالة الدولية للطاقة الذرية وصفته بـ”غير المتوازن” ومبني على “وثائق مزورة” قدمتها إسرائيل، التي تتهم طهران بممارسة أنشطة نووية غير معلنة في مواقع سرية، وقد قدم هذا التقرير لمجلس محافظي الوكالة في نوفمبر 2024، وكُشف عنه مؤخرًا.

وردًا على ذلك، أصدرت وزارة الخارجية ومنظمة الطاقة الذرية الإيرانية بيانًا مشتركًا أكدا فيه أن التقرير تجاهل مستوى التعاون الفعلي الذي قدمته إيران، وكرر اتهامات قديمة لا أساس لها تستند إلى مزاعم تتعلق بعدد محدود من المواقع والأنشطة المزعومة منذ عقود، والتي تنفي طهران وجودها جملةً وتفصيلاً.

وفي تقارير أخرى، ذكرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية وجود ثلاثة مواقع رئيسية مشتبه بها في إيران هي (لافيسان، شيان، ورامين)، والتي يُزعم أنها كانت جزءًا من برنامج نووي غير معلن حتى أوائل الألفية الحالية. كما أشارت الوكالة إلى أن مخزون إيران من اليورانيوم المخصب بلغ نحو 9247.6 كيلوغرامًا، منها 408.6 كيلوغرامًا مخصب بنسبة تصل إلى 60%.

هذا وتضمن تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، الذي اطلعت عليه رويترز، أن إيران نفذت في السابق أنشطة نووية سرية باستخدام مواد لم تعلن عنها للوكالة في ثلاثة مواقع كانت قيد التحقيق منذ فترة طويلة.

وأشار التقرير الشامل الذي طلبه مجلس محافظي الوكالة في نوفمبر الماضي إلى أن هذه المواقع، إضافة إلى مواقع أخرى محتملة، كانت جزءاً من برنامج نووي منظم غير معلن نفذته إيران حتى أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، مستخدمة مواد نووية غير معلن عنها.

كما كشف التقرير أن إيران سرّعت وتيرة إنتاج اليورانيوم المخصب بنسبة 60 في المئة، حيث قامت حتى 17 مايو بتخزين 408.6 كيلوغرام من هذه المادة، بزيادة قدرها 133.8 كيلوغرام منذ آخر تقرير في فبراير.

وأشارت الوكالة إلى أن إيران جمعت كمية إضافية من اليورانيوم المخصب بنسبة قريبة من تلك المستخدمة في صنع أسلحة نووية، داعية طهران إلى التعاون مع تحقيقاتها. وتبعد هذه المادة خطوة تقنية قصيرة عن المستويات التي تصل إلى 90 في المئة، وهي النسبة اللازمة لصناعة أسلحة نووية.

وفي سياق متصل، سلط موقع أكسيوس الضوء على تفاصيل “مقترح ويتكوف” الأميركي لكسر الجمود في المفاوضات النووية مع إيران، الذي يهدف إلى معالجة نقطة الخلاف الرئيسية المتعلقة بمسألة تخصيب اليورانيوم على الأراضي الإيرانية.

وأرسلت الولايات المتحدة عبر مبعوثها ستيف ويتكوف، السبت، عرضاً تفصيلياً ومقبولاً لإيران، وفق المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت، في محاولة لتجاوز المأزق الراهن، ويشمل المقترح إنشاء كونسورتيوم إقليمي لتخصيب اليورانيوم لأغراض نووية مدنية، يشرف عليه كل من الوكالة الدولية للطاقة الذرية والولايات المتحدة، مما قد يمثل حلاً وسطاً يضمن رقابة دولية.

إضافة إلى ذلك، تتضمن الفكرة اعتراف الولايات المتحدة بحق إيران في تخصيب اليورانيوم، شريطة أن تعلق إيران أنشطتها التخصيبية داخل حدودها بالكامل. يأتي ذلك عقب جولات من المحادثات في روما، حيث طلب الجانب الإيراني توضيح العرض خطياً بعد تقديمه شفهيًا في الجولة الرابعة من المفاوضات.

وكشفت مصادر مطلعة لصحيفة نيويورك تايمز أن الوثيقة الأميركية المقدمة ليست مسودة اتفاق كامل، بل سلسلة نقاط مختصرة، أبرزها الدعوة إلى وقف جميع أنشطة تخصيب اليورانيوم في إيران، مع إنشاء تحالف إقليمي لإنتاج الطاقة النووية.

مقالات مشابهة

  • عراقجي يحذّر: إيران سترد بحزم إذا استُغل تقرير الوكالة الذرية لأغراض سياسية
  • رئيس "سدايا" يزور صالة "مبادرة طريق مكة" وصالات الحجاج بمطار الملك عبدالعزيز الدولي
  • بعد انتهاء معرض الكتاب بالرباط.. جدل ثقافي وزخم فكري
  • شفاء الأورمان: تقديم 600 خدمة طب نووى لأطفال الصعيد خلال عام
  • اتحاد البلياردو يطلق مبادرة لاكتشاف المواهب في المدارس
  • أمام أعين الأمن والسلطات…فوضى عارمة للحافلات وسيارات الأجرة خارج محطة المسافرين بالرباط
  • تموين إسنا يطلق شوادر لحوم مدعمة ضمن مبادرة "أهلًا بالعيد"
  • السيد القائد الحوثي: استهداف العدو لأطفال الطبيبة الفلسطينية التسعة هي واحدة من المآسي المتكررة التي يعيشها الفلسطينيين
  • رئيس «القدس للدراسات»: إسرائيل تسعى لتدمير حركة حماس وطرد الفلسطينيين من غزة
  • وزير الخارجية يزور ضريح الملكين محمد الخامس والحسن الثاني بالرباط ويبحث تعزيز العلاقات مع المغرب