كيف ستؤثر حرب ترامب التجارية ضد الصين سلباً على المزارعين الأمريكيين؟
تاريخ النشر: 14th, April 2025 GMT
(CNN)-- فرض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رسومًا جمركية إضافية بنسبة 145% على جميع الواردات الصينية، على الرغم من تعليقه فرض رسومه "التبادلية" على جميع الدول الأخرى، في تراجعٍ مُذهل الأسبوع الماضي.
لكن الصين مُصرّة على موقفها، مُؤكدةً أنها "ستُقاتل حتى النهاية" إذا استمر ترامب في تصعيد ما أصبح بالفعل حربًا تجارية شاملة.
لتحليل أي دولة قد تُبدي أولًا ردة فعل، استعرضت شبكة CNN أكبر واردات الصين من الولايات المتحدة - فول الصويا - لمعرفة ما إذا كان يُمكن تلبية هذا الطلب في أماكن أخرى، وكيف يُمكن ذلك، وما هي الخسائر التي قد يخسرها المزارعون الأمريكيون، وأكثر من ذلك.
يرتبط البلدان ارتباطًا وثيقًا ببعضهما في التجارة، على الرغم من أن الصين تبيع للولايات المتحدة أكثر بثلاث مرات تقريبًا مما تشتريه. والنتيجة هي عجز تجاري كبير يصل إلى ما يقرب من 300 مليار دولار لصالح الصين، وهي فجوة يُريد ترامب سدها بالرسوم الجمركية.
تشتري الصين بشكل رئيسي المنتجات الزراعية من الولايات المتحدة، بما في ذلك فول الصويا والبذور الزيتية والحبوب. وقد تأثرت واردات فول الصويا، الذي يُستخدم في الغالب كعلف للحيوانات، بشدة خلال ولاية ترامب الأولى عندما انخرط البلدان في حرب تجارية سابقة.
في ذلك الوقت، سعت الصين إلى تنويع مصادر وارداتها وبحثت عن دول أخرى لاستيراد المنتجات الزراعية. ومن المقرر أن تفعل ذلك مرة أخرى بعد فرض رسوم جمركية بنسبة 125% على جميع الواردات الأمريكية - وهي خطوة يتوقع المحللون أن تجعل واردات الصين من السلع الزراعية الأمريكية، مثل فول الصويا، تقترب من الصفر.
تخضع صادرات فول الصويا الأمريكية إلى الصين الآن لرسوم جمركية إجمالية بنسبة 135%، نتيجة رسوم جمركية بنسبة 10% فُرضت على بعض المنتجات الزراعية في مارس، بالإضافة إلى رسوم بنسبة 125% أُعلن عنها يوم الجمعة.
خلال الحرب التجارية الأولى بين الولايات المتحدة والصين، برزت البرازيل - أكبر مُصدّر لفول الصويا في العالم - كفائزة، حيث ارتفعت واردات الصين من البقوليات على مر السنين. شهدت صادرات فول الصويا البرازيلية إلى الصين نمواً بنسبة تزيد عن 280% منذ عام 2010 في حين ظلت الصادرات الأمريكية ثابتة.
في نوفمبر الماضي، قام شي بزيارة دولة إلى البرازيل، بهدف تعزيز العلاقات بين البلدين. في عام 2024، أصبحت الصين الوجهة الرئيسية لفول الصويا البرازيلي، حيث ستستحوذ على أكثر من 73% من إجمالي صادرات البلاد من فول الصويا.
مع توقعات بارتفاع الإنتاج - حيث من المتوقع أن يصل محصول فول الصويا البرازيلي إلى مستويات قياسية هذا العام - قد تزيد الصين وارداتها من البرازيل ودول أخرى في أمريكا الجنوبية، مثل الأرجنتين، التي تُعدّ حاليًا ثالث أكبر منتج لفول الصويا في العالم بعد البرازيل والولايات المتحدة.
خسر القطاع الزراعي الأمريكي حوالي 27 مليار دولار خلال الحرب التجارية عام 2018، 71% منها مرتبطة بفول الصويا، وفقًا للجمعية الأمريكية لفول الصويا.
ولا يزال المزارعون، الذين يعيش الكثير منهم في ولايات صوّتت لترامب في انتخابات 2024، يعانون من تداعياتها. فقط إلينوي، أكبر منتج لفول الصويا، ومينيسوتا، ثالث أكبر ولاية منتجة لفول الصويا، صوّتتا لنائبة الرئيس السابقة كامالا هاريس في نوفمبر الماضي.
تبحث الصين عن حلفاء آخرين غير البرازيل لمواجهة الرسوم الجمركية الأمريكية وتوسيع التعاون التجاري. وأعلنت الصين يوم الخميس استعدادها للعمل مع دول رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) لتعزيز التواصل والتنسيق. وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، ناقش وزير التجارة الصيني مع مسؤولي الاتحاد الأوروبي استئناف محادثات تخفيف القيود التجارية والمفاوضات المتعلقة بالسيارات الكهربائية.
المصدر: CNN Arabic
كلمات دلالية: انفوجرافيك واردات الصین فول الصویا الصین م
إقرأ أيضاً:
ترامب: الصين انتهكت تماما الاتفاق التجاري مع الولايات المتحدة
عرضت قناة القاهرة الإخبارية خبرا عاجلا يفيد بأن الرئيس الأمريكي ترامب، قال إن الصين انتهكت تماما الاتفاق التجاري مع الولايات المتحدة.
وأضاف ترامب، أن الاتفاق التجاري أنقذ الصين من خطر اقتصادي جسيم لكنها انتهكته.
في خضم التوترات المتصاعدة والمفاوضات المتأرجحة، أطل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتصريحات أثارت اهتمام المراقبين، حيث تحدث عن تقدم في ملف البرنامج النووي الإيراني، ملمّحًا إلى إمكانية صدور إعلان خلال اليومين المقبلين. ورغم تحفظه على التفاصيل، إلا أن تصريحاته أعادت إحياء الجدل حول مستقبل العلاقة بين واشنطن وطهران، وسط ترقب دولي لأي تحول في هذا الملف الشائك.
قال ترامب في حديث: "لقد أجرينا محادثات جيدة للغاية مع إيران.. لا أعرف ما إذا كنت سأخبركم بشيء جيد أو سيء خلال اليومين المقبلين، لكن لدي شعور بأنني قد أخبركم بشيء جيد".
تصريحات ترامب حملت طابعًا يغلب عليه التفائل، لا سيما مقارنة بتصريحات الوسطاء الإقليميين، مثل الوسيط العماني الذي وصف التقدم الأخير في المحادثات بأنه جزئي ولكن ليس حاسمًا، في إشارة إلى الجولة الخامسة من المفاوضات التي عُقدت في العاصمة الإيطالية روما.
خلفية المفاوضات.. من الانسحاب إلى إعادة المحاولة
تأتي هذه التطورات في سياق محاولات واشنطن إعادة التفاوض على اتفاق نووي جديد، بعد أن انسحبت إدارة ترامب في ولايته الأولى من الاتفاق التاريخي الذي وقعته إدارة الرئيس الأسبق باراك أوباما عام 2015. ويهدف المسار الجديد من المحادثات إلى تقليص القدرات النووية الإيرانية مقابل تخفيف تدريجي للعقوبات الاقتصادية التي أثقلت كاهل طهران.
ورغم تكرار دعوات واشنطن للعودة إلى طاولة المفاوضات بشروط صارمة، إلا أن إيران تطالب برفع شامل للعقوبات كشرط أساسي لأي اتفاق جديد، ما يضع الطرفين في حالة شد وجذب مستمرة.
موقف أمريكي حازم لا تخصيب مقابل اتفاق
أبرز مواقف إدارة ترامب جاءت على لسان المبعوث الأمريكي الخاص إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، الذي أكد: "لا يمكننا القبول باتفاق مع إيران يشمل قدرتها على تخصيب اليورانيوم". وأضاف أن ترامب عبّر مرارًا عن رغبته في حل النزاع مع إيران دبلوماسيًا، بل ووجه رسائل مباشرة إلى المرشد الأعلى الإيراني، علي خامنئي.
هذا الموقف يعكس توجهًا واضحًا من قبل واشنطن لوضع خطوط حمراء لا يمكن تجاوزها، في مقدمتها منع إيران من مواصلة تخصيب اليورانيوم الذي يُعتبر جوهر البرنامج النووي الإيراني.
الإعلان المرتقب قد يكون نقطة تحول محفوفة بالمخاطر
يرى اللواء نبيل السيد، الخبير الاستراتيجي، أن أي تطور في هذا الملف قد تكون له تداعيات تتجاوز حدود السياسة، مشيرًا إلى أن تصعيدًا محتملاً مع إيران قد يؤدي إلى اضطرابات في أسواق النفط العالمية، خصوصًا إذا مسّ صادرات إيران أو هدد أمن مضيق هرمز، الشريان الحيوي لنقل الطاقة في العالم.
وأضاف السيد أن الإعلان الذي ألمح إليه ترامب قد يشكل نقطة تحول حقيقية في العلاقات الأمريكية الإيرانية، لكنه "محفوف بالمخاطر"، مؤكدًا أن نجاح أي اتفاق محتمل سيتوقف على قدرة الجانبين على التوصل إلى تسوية وسطية.
وأشار إلى أن إيران تطالب برفع شامل للعقوبات، في حين تصر واشنطن على إيقاف تخصيب اليورانيوم. لذلك، فإن أي اتفاق جزئي كأن يتم تجميد البرنامج النووي مقابل تخفيف محدود للعقوبات قد يفتح بابًا لمزيد من المفاوضات لكنه لن يكون نهاية للأزمة.