يستمر نزوح المدنيين من مدينة الفاشر ومخيماتها في إقليم دارفور غربي السودان هربا من القصف والمعارك، حيث ارتفع العدد الإجمالي إلى نحو 290 ألف نازح منذ أوائل أبريل/نيسان الجاري وفقا للمنسقية العامة لمخيمات النازحين واللاجئين في دارفور.

وقال المتحدث باسم المنسقية آدم رجال إن ما يجري "كارثة إنسانية حقيقية تتطلب استجابة عاجلة من أجل إنقاذ حياة الآلاف".

وأوضح أن النازحين ولا سيما النساء والأطفال يواجهون في طريقهم إلى منطقة طويلة -التي تبعد نحو 60 كيلومترا غربي الفاشر- خطر المجاعة والعطش والمرض والصدمات النفسية.

وأفادت المنسقية العامة لمخيمات النازحين واللاجئين في دارفور بأن عدد النازحين من مدينة الفاشر ومخيمي زمزم وأبو شوك إلى منطقة طويلة بلغ 288 ألفا و706 منذ الثالث من أبريل/نيسان الجاري، وهو ما يزيد العدد الإجمالي للنازحين في المنطقة إلى أكثر من 1.5 مليون نازح.

صورة بالأقمار الاصطناعية من شركة ماكسار تظهر آثار القصف والنيران في مخيم زمزم (الفرنسية) قصف مستمر

في غضون ذلك، أعلن الجيش السوداني سقوط قتلى وجرحى من المدنيين في قصف مدفعي نفذته قوات الدعم السريع على مناطق عدة في مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور.

إعلان

وقالت الفرقة السادسة مشاة التابعة للجيش في الفاشر إن قوات الدعم السريع واصلت "الاستهداف الممنهج" للمدنيين وقصفت أحياء المدينة بالمدفعية الثقيلة أمس السبت "ما أسفر عن استشهاد 7 مواطنين وإصابة 3 آخرين، بينهم نساء".

ويخوض الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ منتصف أبريل/نيسان 2023 حربا خلفت أكثر من 20 ألف قتيل ونحو 15 مليون نازح ولاجئ وفقا للأمم المتحدة والسلطات المحلية، بينما قدر بحث لجامعات أميركية عدد القتلى بنحو 130 ألفا.

وقبل نحو 10 أيام هاجمت قوات الدعم السريع مخيم زمزم للنازحين وأعلنت سيطرتها عليه بعد اشتباكات مع الجيش والقوات المساندة له، ما أدى إلى سقوط 400 قتيل، وفقا للأمم المتحدة.

والي ولاية غرب دارفور السابق خميس أبكر اغتيل في الرابع من يونيو/حزيران 2023 (مواقع التواصل) محاكمة

من ناحية أخرى، عقدت محكمة في مدينة بورتسودان أولى جلسات محاكمة عدد من المتهمين في قضية اغتيال والي ولاية غرب دارفور السابق خميس أبكر في الرابع من يونيو/حزيران 2023 بمدينة الجنينة عاصمة الولاية.

ووفقا لإعلام النيابة العامة بالسودان، فإن لائحة المتهمين في القضية تشمل 16 متهما، على رأسهم قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي) ونائبه عبد الرحيم دقلو وقائد الدعم السريع بولاية غرب دارفور.

ووصفت النيابة العامة محاكمة هؤلاء المتهمين بأنها "خطوة مهمة لتعزيز سيادة حكم القانون، وعدم الإفلات من العقاب".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات قوات الدعم السریع

إقرأ أيضاً:

تحوّل استراتيجي شمال السودان.. الدعم السريع يسيطر على «المثلث» الحدودي مع مصر وليبيا

أعلنت قوات الدعم السريع السودانية، سيطرتها الكاملة على منطقة “المثلث” الاستراتيجية، الواقعة عند نقطة التقاء حدودية حساسة تربط السودان بليبيا ومصر، في تطور عسكري يُعد من أبرز التحولات الميدانية على جبهة الشمال.

وفي بيان رسمي، وصفت “الدعم السريع” هذا التقدم بأنه “اختراق نوعي” له تبعات استراتيجية على عدة محاور قتالية، وخاصة في عمق الصحراء الشمالية، معتبرةً أن “تحرير المنطقة يعزز جهود مكافحة الهجرة غير النظامية والاتجار بالبشر عبر الحدود الشمالية للسودان”.

معارك خاطفة.. وتقهقر العدو

ووفق البيان، فإن القوات نفذت عمليات “خاطفة وحاسمة” ضد من وصفتهم بـ”مليشيات الارتزاق وكتائب الإرهاب”، مؤكدة أن هذه المواجهات أسفرت عن انسحاب قوات العدو جنوباً بعد “خسائر فادحة في الأرواح والمعدات”، إضافة إلى الاستيلاء على عشرات المركبات القتالية.

وأضافت أن سكان المنطقة احتفلوا بالنصر وعودة الأمن والاستقرار، فيما اعتبرته “تأييداً شعبياً واسعاً لخطوات قوات الدعم السريع في تحرير الحدود وتأمينها”.

أهمية استراتيجية واقتصادية

وأشار البيان إلى أن منطقة “المثلث” ليست فقط نقطة تماس حدودي، بل تشكل حلقة وصل لوجستية وتجارية بين شمال وشرق إفريقيا، وتزخر بـ”موارد طبيعية هامة من النفط والغاز والمعادن”، مما يزيد من أهميتها الاقتصادية والسياسية في قلب النزاع الإقليمي.

كما أكدت القوات أن “الانفتاح على محور الصحراء الشمالي يمثل تحولاً في التمركز الدفاعي والهجومي”، معتبرةً أن هذه الخطوة ستُضعف نفوذ الجماعات المتحالفة مع الجيش السوداني، على حد تعبير البيان.

تبادل الاتهامات.. الجيش السوداني يرد

في المقابل، اتهم الجيش السوداني قوات الدعم السريع بشن الهجوم على “المثلث” بدعم مباشر من وحدات من الجيش الليبي التابع للمشير خليفة حفتر.

وقال الجيش، في بيان له الثلاثاء، إن ما حدث هو “اعتداء سافر على السيادة السودانية، واختراق واضح للقانون الدولي”، محذراً من “تصعيد إقليمي غير محسوب العواقب”.

خلفيات النزاع وتداعياته

تشهد منطقة “المثلث” الحدودية منذ أسابيع توترات متصاعدة بين قوات الجيش السوداني والدعم السريع، وسط تقارير عن تدفقات سلاح ومقاتلين من خارج الحدود، ما يعكس تعقيد الأزمة السودانية وتشابكها مع الأجندات الإقليمية، لا سيما في ظل فراغ أمني مستمر على امتداد الحدود مع ليبيا.

ويُخشى أن يُسهم التصعيد الأخير في زيادة رقعة النزاع وتحويله إلى صراع متعدد الأطراف، خاصة مع الاتهامات المتبادلة بين الخرطوم وطرابلس، واستمرار تدفق الأسلحة والمرتزقة عبر الحدود.

مراقبون: المثلث “أكثر من مجرد موقع”

ويرى محللون أن منطقة المثلث تمثل شرياناً جغرافياً بالغ الأهمية لأي طرف يسعى للسيطرة على شمال السودان، إذ تربط بين الممرات التجارية الإفريقية، وتُمكّن القوات المتمركزة فيها من فرض نفوذها على طرق التهريب التقليدية، وتأمين ممرات استراتيجية إلى أوروبا عبر ليبيا.

ويُتوقع أن تفرض هذه التطورات ضغوطاً إضافية على المجتمع الدولي، لا سيما المنظمات الإقليمية والاتحاد الإفريقي، الذي قد يجد نفسه مدفوعاً إلى التحرك الدبلوماسي العاجل لاحتواء النزاع قبل أن يمتد إلى ما وراء حدود السودان.

آخر تحديث: 11 يونيو 2025 - 16:41

مقالات مشابهة

  • «الدعم السريع» تعلن السيطرة على مثلث الحدود مع مصر وليبيا والجيش يقر بـ«الإخلاء»
  • تحوّل استراتيجي شمال السودان.. الدعم السريع يسيطر على «المثلث» الحدودي مع مصر وليبيا
  • السودان يتهم حفتر بمساعدة الدعم السريع في هجوم المثلث الحدودي مع مصر وليبيا
  • الجيش السوداني يتهم قوات خليفة حفتر بمهاجمة مواقع حدودية
  • الجيش السوداني يتهم قوات حفتر بدعم هجوم للدعم السريع على موقع حدودي
  • الجيش السوداني يتهم حفتر بمساندة مباشرة للدعم السريع
  • شبكة أطباء السودان: 179 قتيلاً جراء قصف الدعم السريع على الفاشر في مايو
  • غرفة طوارئ معسكر أبو شوك بمدينة الفاشر: ظروف إنسانية صعبة وتحديات أمنية جراء القصف المدفعي المستمر من قبل الدعم السريع
  • طريق واحد وجدران من الخوف.. الحصار يضاعف أزمة الفاشر
  • حرب المسيّرات تغيّر قواعد اللعبة في السودان… «الدعم السريع» يوسّع سيطرته من الجو