جريدة الرؤية العمانية:
2025-07-31@08:30:11 GMT

الحُب في زمن التوباكو (5)

تاريخ النشر: 23rd, April 2025 GMT

الحُب في زمن التوباكو (5)

 

 

مُزنة المسافر

 

جوليتا: وأين هو الآن رجل القطار يا عمتي؟

ماتيلدا: لقد رحل.

جوليتا: إلى أين؟

ماتيدا: صار القطار البطيء سريعاً فجأة، أخذ منديله ووضعه في جيبه مع قبعته الرصينة، وتركني وحيدة، قال لي: لقد حان الوقت إنها المحطة المنتظرة.

جوليتا: لكن لم يكتب لكِ أي عنوان يا عمتي؟

ماتيلدا: القطار صار سريعاً، والزمن تحرك بسرعة عاجلة، ولم يعِ أن قلوبنا واهية وضعيفة أمام التغيير، وأن الخجل والوجل الذي ساد قلبي، لم يكن في قلوب الأخريات.

 بالطبع  كنت أعتقد أنَّ إحداهن قد قنصت قلبه بعيداً عني أنا، والأسوأ من ذلك يا عزيزتي أن والدك وجدك قد ثقبوا قبعته ولطخوا سترته الثمينة بالغبار، وفي الحقيقة ألقوا به في وحل الشارع، وأهانوا كرامته وحطموا أناقته.

ولأنه كان رجلاً مختلفاً، لم يرغب أبداً أن يشعل نيران الشك في قلوبهم أكثر، وجاءوا إلى وكري في منزل جدك القديم، وألغوا لي فصلاً جميلاً من الرومانسية، وقالوا إنِّه أرعن وغير متوازن، ومع الوقت اكتشفت أنا أنهما يكذبان طبعاً حتى استمرُ في الغناء، لأحصد المال والشهرة لهما، وأن يكون المسرح منشغلاً بي وبصوتي فقط، بينما كنتُ أنا منشغلة برجل القطار، وكان اسمه غابرييل.

كان رجلاً لبقاً، لطيفاً للغاية يا جولي، بينما كان أبوك وجدك يشبهان رجال المناجم المحترقة قلوبهم للوقت الذي يضيعونه في الظلام، وكانت حياتي في المسرح أجمل الأمور التي حصلت لي، لكن بين فينة وأخرى كان هو في بالي، وكان بالطبع مُرادي الذي يسكن فؤادي دائماً، بحثتُ عنه ووجدتُ عنواناً بين جواباته ومراسلاته لي، وكاد والدك يحرقها كلها ويشعلها بنيران الغيرة، وكنت للفكرة أسيرة، فأخذت حقيبة صغيرة ومددت نفسي نحو الشرفة، وقفزت منها كانت قريبة من الأرض، ووجدته بعد أيام.

جوليتا: وهل وجدتِه يا عمتي؟

ماتيلدا: بالطبع وجدته، وقال لي إنه سيعود لأبي وأخي، وسيكون له كلمة جادة، وإنه يود خطبتي وسيدافع عني إذا حدث لي شيء.

وبالفعل قام بكل ما قاله، ولكن والدك الأهوج، وجدك الذي يعرج، كانت ألسنتهم سليطة، وكنت أنا شابة يانعة، لم أكن لنفسي نافعة، كنت أحتاجه، وكنت أمدد الفكرة لزمن آخر ربما.

جوليتا: وهل يئستِ؟

ماتيلدا: لا، وسعى والدك لأن يبحث عنه، ويلطخ قلبه بمشاعر غريبة لا تخصني، وهدده، وندَّد به.

جوليتا: قولي يا عمتي، ماذا فعل رجل القطار؟

ماتيلدا: فعل الكثير من أجلي.

 

 

 

 

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

اصطدم بالرصيف.. السكة الحديد: تأخر قيام القطار رقم 923 المتجه من القاهرة إلى الإسكندرية

تعتذر الهيئة القومية لسكك حديد مصر للسادة الركاب عن تأخر قيام القطار رقم 923 المتجه من القاهرة إلى الإسكندرية؛ نظرا لأنه أثناء دخول عربات  القطار رقم 923  (بدون ركاب) من ورش التجهيز بالفرز  إلي رصيف رقم 1 بمحطة القاهرة  حدث إصطدام لجرار الوردية الساحب لعربات القطار  بالتصادم الخرساني الموجود بنهاية الرصيف.

 و أسفر عن حدوث تلفيات بسيطة بعربة القوى دون وقوع أي إصابات ودون التأثير علي حركة القطارات.

 وعلي الفور تم تعيين قطار بديل للرحلة وانطلاق قطار رقم  923 باتجاه الإسكندرية.

طباعة شارك الهيئة القومية لسكك حديد مصر الاسكندريه القاهره

مقالات مشابهة

  • خروج عربات قطار السنطة عن القضبان بعد اصطدامه بالرصيف في الغربية
  • نظام تشغيل كتبه رجل واحد بـأمر من الله.. وانتهت حياته تحت القطار
  • تشغيل قطارات مكيفة ونوم بين القاهرة ومطروح يوميا خلال الصيف
  • اصطدام وتأخر.. سكك حديد مصر تعتذر للركاب (بيان رسمي)
  • اصطدم بالرصيف.. السكة الحديد: تأخر قيام القطار رقم 923 المتجه من القاهرة إلى الإسكندرية
  • أحدث 25 صورة لمشروع الخط الأول من القطار الكهربائي السريع
  • “الصناعات الدفاعية” تصدر تنويهًا للسودانيين في مصر
  • خروج قطار عن مساره يودي بحياة 3 أشخاص في ألمانيا
  • أسعار تذاكر القطار الكهربائي الخفيف 2025 وقيمة الاشتراكات الشهرية
  • قطار العودة الطوعية إلى السودان يُغادر محطة مصر