الحب في زمن التوباكو (٥)
تاريخ النشر: 23rd, April 2025 GMT
مُزنة المسافر
جوليتا: وأين هو الآن رجل القطار يا عمتي؟
ماتيلدا: لقد رحل.
جوليتا: إلى أين؟
ماتيدا: صار القطار البطيء سريعاً فجأة، أخذ منديله ووضعه في جيبه مع قبعته الرصينة، وتركني وحيدة، قال لي: لقد حان الوقت إنها المحطة المنتظرة.
جوليتا: لكن لم يكتب لكِ أي عنوان يا عمتي؟
ماتيلدا: القطار صار سريعاً، والزمن تحرك بسرعة عاجلة، ولم يعِ أن قلوبنا واهية وضعيفة أمام التغيير، وأن الخجل والوجل الذي ساد قلبي، لم يكن في قلوب الأخريات، بالطبع كنت اعتقد أنَّ إحداهن قد قنصت قلبه بعيداً عني أنا والأسوأ من ذلك يا عزيزتي أن والدك وجدك قد ثقبوا قبعته ولطخوا سترته الثمينة بالغبار، في الحقيقة ألقوا به في وحل الشارع، وأهانوا كرامته وحطموا أناقته.
ولأنه كان رجلاً مختلفاً، لم يرغب أبداً أن يشعل نيران الشك في قلوبهم أكثر، وجاءوا إلى وكري في منزل جدك القديم، وألغوا لي فصلاً جميلاً من الرومانسية، وقالوا إنِّه أرعن وغير متوازن، ومع الوقت اكتشفت أنا أنهما يكذبان طبعاً حتى استمر في الغناء، لأحصد المال والشهرة لهما، وأن يكون المسرح منشغلاً بي وبصوتي فقط، بينما كنت أنا منشغلة برجل القطار، كان اسمه غابرييل.
كان رجلاً لبقاً، لطيفاً للغاية يا جولي، بينما كان أبوك وجدك يشبهان رجال المناجم المحترقة قلوبهم للوقت الذي يضيعونه في الظلام، وكانت حياتي في المسرح أجمل الأمور التي حصلت لي، لكن بين فينة وأخرى كان هو في بالي وكان بالطبع مرادي الذي يسكن فؤادي دائماً، بحثت عنه ووجدت عنواناً بين جواباته ومراسلاته لي، وكاد والدك يحرقها كلها ويشعلها بنيران الغيرة، وكنت للفكرة أسيرة، فأخذت حقيبة صغيرة ومددت نفسي نحو الشرفة، وقفزت منها كانت قريبة من الأرض، ووجدته بعد أيام.
جوليتا: وهل وجدته يا عمتي؟
ماتيلدا: بالطبع وجدته، وقال لي إنه سيعود لأبي وأخي، وسيكون له كلمة جادة، وإنه يود خطبتي وسيدافع عني إذا حدث لي شيء.
وبالفعل قام بكل ما قاله، ولكن والدك الأهوج، وجدك الذي يعرج، كانت ألسنتهم سليطة، وكنت أنا شابة يانعة، لم أكن لنفسي نافعة، كنت أحتاجه، وكنت أمدد الفكرة لزمن آخر ربما.
جوليتا: وهل يئستِ؟
ماتيلدا: لا، وسعى والدك أن يبحث عنه، ويلطخ قلبه بمشاعر غريبة لا تخصني، وهدده، وندَّد به.
جوليتا: قولي يا عمتي، ماذا فعل رجل القطار؟
ماتيلدا: فعل الكثير من أجلي.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
الشرطة الألمانية تكشف أسباب حادث القطار المروع
أعلنت الشرطة الألمانية اليوم الاثنين، أن انهيارا أرضيا ناجما عن أمطار غزيرة كان على الأرجح السبب في حادث قطار في جنوب غرب ألمانيا، والذي أودى بحياة ثلاثة أشخاص على الأقل.
وقال محققون: "تسببت المياه في انهيار أرضي في منطقة المنحدر بالقرب من القضبان، ما أدى على الأرجح إلى خروج القطار عن مساره".
وأفادت الشرطة بأن ثلاثة أشخاص لقوا حتفهم عندما خرج قطار إقليمي عن مساره بالقرب من بلدة ريدلينجن في ولاية بادن-فورتمبرج بجنوب غرب ألمانيا مساء أمس، والضحايا هم سائق القطار، وموظف آخر في شركة السكك الحديدية الألمانية "دويتشه بان"، وراكب.
ووفقا لأحدث المعلومات من المحققين، أصيب ما لا يقل عن 41 شخصا في الحادث، وذلك بعد أن تحدث مسؤولون أمس عن إصابة 50 شخصا، بينهم 25 في حالة حرجة.
وقال متحدث باسم الشرطة الاتحادية إن حوالي 100 شخص كانوا على متن القطار الذي كان متجها من زيجمارينجن إلى أولم. وكانت المنطقة شهدت عاصفة في وقت سابق.