منذ ثمانية عقود، هي عمر الدولة العبرية، لم تترك اسرائيل فرصةً، على المستوى الدولي أو الاقليمي أو المحلي، إلا استغلتها من أجل التوسع وبسط النفوذ والهيمنة وتغيير الواقع على الأرض ومسح كل ما له علاقة بالفلسطينيين وتذويب أية علامة على الهوية الفلسطينية المزروعة على هذه الأرض منذ مئات السنين.
لكن أخطر الأماكن التي يستهدفها الاسرائيليون كلما سنحت لهم الفرصة هي الحرم القدسي الشريف، الذي هو في نهاية المطاف عنوان الصراع مع الاحتلال، والذي هو رمز الوجود العربي والاسلامي في المدينة المقدسة، إذ يعمل الاسرائيليون ليل نهار على تغيير هويته وتهويده وتهجير كل من يسكن حوله من الفلسطينيين المتمسكين بالأرض والهوية.
أحدث البيانات الصادرة عن دائرة الأوقاف الاسلامية في القدس المحتلة تشير الى أن 53 ألفاً و488 مستوطناً اسرائيلياً قاموا باقتحام المسجد الأقصى وتدنيسه خلال العام 2024، وهو أعلى رقم في التاريخ على الاطلاق، إذ في العام 2003 لم يتمكن سوى 289 اسرائيلياً فقط من دخول الحرم الشريف والعبث فيه.
ومن المعلوم بطبيعة الحال أن انتفاضة الأقصى الكبرى اندلعت في العام 2000 عندما اقتحم أرييل شارون المسجد الأقصى وتصدى له المصلون هناك، وسرعان ما هبت كل الأرض الفلسطينية في انتفاضة شاملة استمرت لسنوات وحملت اسم "الأقصى" لأنها بدأت من هناك وسقط أول شهدائها هناك أيضاً دفاعاً عن الحرم الشريف أمام اقتحام شارون الذي كان آنذاك زعيم المعارضة في الكنيست الاسرائيلي وأحد رموز اليمين المتطرف.
ولمن يظن بأن تسارع وتيرة الاقتحامات للأقصى له علاقة بالحرب الحالية في غزة، أو بعملية السابع من أكتوبر، فإن بيانات العام 2022 تشير الى أن 48 ألفاً اقتحموا المسجد الأقصى، وهو ما يؤكد بأن اسرائيل تعمل منذ أكثر من ربع قرن على تغيير الواقع في المدينة المقدسة، ولكن بشكل تدريجي ومدروس وبعيداً عن الأضواء.
هذه البيانات تعني بأن نحو 150 اسرائيلياً يدخلون الى المسجد الأقصى يومياً، وفي المقابل فإن الفلسطينيين من سكان الضفة الغربية وغزة، وحتى من سكان القدس ذاتها، ممنوعون من الصلاة والتردد بحرية على الحرم الشريف، وهذا يعني بالضرورة أن اسرائيل تتجه الى تقسيم الحرم مكانياً وزمانياً، بل بدأت بالسيطرة عليه بشكل كامل وذلك على غرار الوضع في الحرم الابراهيمي بمدينة الخليل.
ثمة واقع مأساوي بالغ البؤس في القدس المحتلة، وهذه المعلومات تؤكد بأن اسرائيل تقوم بتغيير الوقائع بالقوة، وذلك بالتزامن مع جمود العملية السياسية وتوقف المفاوضات، وهو ما يعني أن اسرائيل تستخدم القوة في السيطرة والنفوذ والهيمنة، وكل هذا يحدث بينما العربُ يتفرجون دون أن يحركوا ساكناً.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات قضايا وآراء كاريكاتير بورتريه الفلسطينية القدسي المسجد الأقصى القدس فلسطين المسجد الأقصى مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة رياضة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة المسجد الأقصى أن اسرائیل
إقرأ أيضاً:
رجال الأمن بالحرم يُعيدون طفلًا ضائعًا إلى والدته.. فيديو
مكة المكرمة
شهد المسجد الحرام اليوم موقفًا إنسانيًا مؤثرًا بعد أن تمكن رجال الأمن من العثور على طفل ضائع بين جموع المعتمرين والزوار، وإعادته إلى والدته وسط مشاعر امتزجت فيها الدموع بالدعاء والامتنان.
وأظهر المقطع المتداول ، أن أحد أفراد القوة الخاصة لأمن الحرم الطفل وهو في حالة ذعر يبكي ويبحث عن والدته، فتم التعامل معه بهدوء وطمأنينة، إلى أن تم التوصل إلى والدته بعد تنسيق سريع بين فرق الأمن والكاميرات الموزعة داخل أروقة الحرم الشريف.
ولقي تصرّف رجال الأمن إشادة كبيرة من الحضور ورواد مواقع التواصل الاجتماعي الذين تداولوا المشهد بكلمات الثناء والتقدير، مؤكدين أن ما يقوم به رجال الأمن في الحرمين من جهود إنسانية لا تقل أهمية عن واجبهم الأمني والتنظيمي.
https://cp.slaati.com//wp-content/uploads/2025/06/dg2QzzQuHiTClkh7.mp4