نانسي عجرم تغني من وجدان مصطفى شكري: "كنتِ تكسّبيني".. إعلان يفتح بابًا لأغنية تحمل بصمة لا تُقلد
تاريخ النشر: 4th, May 2025 GMT
في لقطة عفوية بدت كأنها مقتطف من لحظة موسيقية حقيقية، ظهرت النجمة نانسي عجرم داخل الاستوديو بابتسامة تنبئ بشيء مختلف، بينما كشف الملحن والشاعر مصطفى شكري عن تعاون غنائي جديد يجمعهما، وذلك عبر حسابه الرسمي على "إنستجرام"، مرفقًا الصورة بتعليق مقتضب: "قريبًا من كلماتي وألحاني.. نانسي عجرم (كنتِ تكسّبيني)".
الخبر نزل كالصاعقة الجميلة على جمهور نانسي ومتابعي شكري، ليس فقط لأن التعاون جديد، بل لأن العمل يبدو مشغولًا بعناية، ولأن اسم شكري بات يرتبط تلقائيًا بالجودة والتفرّد، لا بالكم أو الضجيج.
مصطفى شكري.. الملحن الذي لا يمر من الباب الخلفي
لم يكن يومًا من الذين يدخلون الوسط الفني بأبواب المجاملة أو المصادفة. مصطفى شكري خطّ مساره على نار هادئة، وصاغ لنفسه هوية موسيقية لا تشبه سواه، بعيدًا عن المسارات التقليدية المزدحمة. هو من قلّة يضعون الفن في المقام الأول، ويتركون الأرقام للمصادفات.
لا يصرخ من أجل الأضواء، لكنه يجبرها أن تتبعه، لأنه ببساطة "يصنع فرقًا" كلما كتب أو لحن، ولأن أعماله ليست لحظات موسيقية فقط، بل جُمل تعيش وتُردد وتُحفظ.
"كنتِ تكسّبيني".. أغنية أم حكاية؟
العنوان وحده يربك القارئ، يلامس شيئًا داخله "كنتِ تكسّبيني" ليست جملة عابرة، بل حوار داخلي مرّ به كثيرون، وغالبًا ما تكون هذه النوعية من الجمل، حين تُصاغ موسيقيًا، هي ما تصنع الأغنيات الخالدة.
الأغنية المقبلة قد تحمل طابعًا دراميًا أو عاطفيًا، أو ربما حالة لا اسم لها، ولكنها ستكون بالتأكيد مختلفة، ما دام خرجت من معمل شكري الخاص.
رسالة غير مباشرة لجمهور لا يقبل التكرار
مصطفى شكري لا يعلن عن كل خطوة، لكنه حين يفعل، تكون لهجة الإعلان ناعمة واثقة، تمامًا كألحانه. اختياره للعمل مع نانسي في هذا التوقيت لا يمكن أن يكون عبثيًا، فالمشهد الموسيقي بات يعاني من استنساخ مفرط، وظهور هذه الشراكة يبعث برسالة فنية مفادها أن "الأغنية ما زالت فنًا قبل أن تكون منتجًا".
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: الفجر الفني آخر أعمال نانسي عجرم مصطفى شكري
إقرأ أيضاً:
الإمام زيد عليه السلام .. نهضة قرآنية خالدة وامتداد حي لثورة كربلاء في وجدان اليمنيين
لم تكن ثورة الإمام زيد بن علي عليهما السلام مجرّد موقف سياسي عابر أو حركة احتجاجية آنية، بل كانت نهضة قرآنية أصيلة انطلقت من قلب الوعي الإسلامي، مستندة إلى قيم الحق والعدل، ومرتبطة بروح الإسلام المحمدي الأصيل، الإمام زيد، حفيد الإمام الحسين بن علي عليهما السلام، لم يخرج طمعًا في دنيا أو سعيًا إلى سلطان، وإنما خرج لأمرٍ عظيم، حيث حمل زيدُ لواء الثورة امتدادًا لكربلاء، ووقف موقف الشرف والتحدي في وجه الانحراف والظلم، مجسدًا بذلك قيم الإسلام في أرقى معانيها.يمانيون / تقرير / طارق الحمامي
في اليمن، لم تكن صلة أهل الإيمان والحكمة بالإمام زيد عليه السلام ، مجرّد علاقة عاطفية أو مذهبية، بل كانت علاقة التزامٍ بمنهج، ووفاءٍ لمشروع نهضوي قرآني، تجذر في وعي الأمة اليمنية منذ قرون، حمل اليمنيون لواء الإمام زيد، واعتنقوا مدرسته الفكرية والجهادية، واحتضنوا تراثه قولًا وفعلاً، حتى أصبح نهج الإمام زيد يمثل لهم هوية ثقافية وروحية، ودليلًا عمليًا في مواجهة التحديات والظلم عبر العصور.
وفي العصر الراهن، جاءت المسيرة القرآنية المباركة لتجدد هذا النهج، وتعيد بعث مدرسة الإمام زيد في الواقع اليمني بروحٍ عملية معاصرة، لتجعل من الثورة الزيدية منبرًا لصياغة مشروع تحرري نهضوي يعيد للأمة وعيها وكرامتها.
الإمام زيد بن علي عليه السلام ونهضته القرآنية
الإمام زيد كان حاملًا لمشروع قرآني متكامل، رأى أن لا حياة كريمة للأمة إلا بالعودة إلى القرآن، ومواجهة الانحراف السياسي والديني ، وثورته لم تكن معزولة عن مبادئ الإسلام، بل كانت تطبيقًا عمليًا لقوله تعالى: “كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر” ، ورفض الإمام زيد مبدأ “الرضا بالأمر الواقع”، ودعا إلى التغيير من منطلقات قرآنية لا مساومة فيها على الحق والعدالة.
ثورة الإمام زيد امتداد حي لثورة الإمام الحسين عليهما السلاماستلهم الإمام زيد من جده الحسين عليه السلام روح التضحية، وورث منه روح التحدي والثبات أمام الظلم ، فكانت كربلاء الحافز الوجداني والفكري لثورة الإمام زيد، حيث صاغ خطابه السياسي والديني استنادًا إلى المبادئ التي استشهد من أجلها الحسين ، كما جسّد الحسين موقف “هيهات منا الذلة”، جاء الإمام زيد ليؤكد أن “السكوت على الظلم خيانة لله ولرسوله”.
الإمام زيد في وجدان اليمنيينتبنى اليمنيون الفكر الزيدي منذ وقت مبكر، فوجدوا فيه منهجًا واضحًا للحياة والعدل والحكم ، وتحول الإمام زيد إلى رمز تحرري في الثقافة اليمنية، وتوارثت الأجيال اليمنية حبّه ومبادئه حتى أصبحت جزءًا من الهوية الوطنية والدينية ، ولم يكن الإمام زيد مجرد إمامٍ فقهي أو شخصية تاريخية، بل كان مشروعًا نهضويًا يعيش في ضمير اليمنيين، وحافظ اليمنيون على نهج الإمام زيد عليه السلام عبر المدارس الدينية، والمناهج الفقهية، والحركات الجهادية، وعلى روح الثورة الزيدية ، كما قام العلماء والمجاهدون في اليمن عبر العصور بنقل تراث الإمام زيد وتفسير خطابه في ضوء المتغيرات الاجتماعية والسياسية ، وكذلك الثورات اليمنية ضد الاستعمار والاستبداد كانت تستلهم من الإمام زيد مقولته الخالدة: “والله ما يدعني كتاب الله أن أسكت”.
المسيرة القرآنية وتجديد نهج الإمام زيد في الواقع المعاصرجاء المشروع القرآني بقيادة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي ليجدد نهج الإمام زيد، ويبعثه من جديد كمنهج حياة ومقاومة ، وأعادت المسيرة القرآنية ترتيب الأولويات في ضوء الرؤية الزيدية الثورية، وربطت العمل السياسي والاجتماعي بالجهاد القرآني الواعي ، في كل الجبهات ، الإعلامية، التربوية، السياسية، العسكرية ، كانت روح زيد الإمام حاضرة، وكان خطابه المبدئي هو المرجعية ، كما دعا الإمام زيد إلى نصرة المستضعفين، جاء المشروع القرآني ليصوغ رؤية شاملة لنهضة الأمة وفق منطلقات زيدية قرآنية.
خاتمة
إن الإمام زيد بن علي عليهم السلام ليس مجرّد صفحة في كتاب التاريخ، بل هو روحٌ ثائرة تسري في عروق الأمة الحيّة، ومشروعٌ قرآنيٌ خالدٌ لا يموت، واليمن، التي حملت هذا المشروع منذ قرون، تواصل اليوم السير على دربه، عبر المسيرة القرآنية التي بعثت مبادئه من جديد، وجعلت من الثورة الزيدية منارةً في درب الأمة نحو الحرية والعزة والاستقلال.