يمانيون:
2025-07-08@07:03:57 GMT

الفيل.. (ترومان).. كيد وبشائر

تاريخ النشر: 5th, May 2025 GMT

الفيل.. (ترومان).. كيد وبشائر

د. محمد عبد الله شرف الدين

يقولُ اللهُ -سبحانه وتعالى-: {بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ، أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأصحاب الْفِيلِ (1) أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ (2) وَأرسل عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ (3) تَرْمِيهِم بِحِجَارَةٍ مِّن سِجِّيلٍ (4) فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَّأْكُولٍ (5)}، .

تحدثت هذه السورةُ عن حدثٍ عن كيد عظيم حاكته إمبراطورية الرومان؛ إذ كانت الإرهاصاتُ والمؤشرات تشير إلى مبعث النور والهدى والخلاص من استحكام قبضة الطاغوت، وذلك بقدوم خاتم الأنبياء والرسل من مكة البيت الحرام في ذلك العام الذي توجّـه أبرهة الحبشي بجيشه الجرار ومعه بعض المرتزِقة من العرب إلى مكة، بإيعاز من الرومان لملك الحبشة النصراني.

وزود الجيش بالفيلة، وفي مقدمتها فيل كبير، وكان الفيل آنذاك كائنًا مخيفًا بالنسبة للعرب، كما كان يمثِّل بالنسبة للروم رمزًا للقوة العسكرية في ذلك الزمن، وهدفت هذه الحملة العسكرية إلى السيطرة التامة على مكة المكرمة، ووأد مشروع الخلاص، والقضاء على مستقبل الرسالة الإلهية، بالإضافة إلى سعيهم لتدمير الكعبة المشرفة بيت الله الحرام، برمزيته الدينية، وقدسيته المعروفة.

فكان التدخل الإلهي المباشر بتدمير ذلك الجيش بكله، وإفشال مساعيهم بشارةً عظيمة، وعبرةً مهمةً في أنَّ الله غالبٌ على أمره.

لقد غيَّرت الرسالة الإلهية في حركة النبي -صَلَّى اللهُ عَـلَيْـهِ وَعَـلَى آلِـــهِ وَسَلَّـمَ- الواقع بكله على الجزيرة العربية بكلها، فواجه المسلمون جيوشَ الإمبراطوريات والدول الكبرى المستكبرة، ولم ترهب جيوشها التي كانت تأتي بأعدادٍ كثيرة من الفيلة، وهذا بفضل الله، وبالاهتداء بالقرآن الكريم والنبي -صَلَّى اللهُ عَـلَيْـهِ وَعَـلَى آلِـــهِ وَسَلَّـمَ-.

وها هو التاريخ يعيد نفسه، ففي العصر الحديث إذَا أرسل الأمريكيون بوارجهم الحربية إلى بحار الدولة المستهدَفة يكون كافيًا لحسم المعركة قبل خوضها في بعض الأحايين؛ لما تحمله تلك البوارج من دلالات القوة العسكرية الحاسمة، فتعد مخيفة جِـدًّا، وتمثل حربًا نفسية على الآخرين، فما إن يسمعوا بتحَرّكها نحوَهم حتى ترى مؤشراتِ الآثار السلبية على نفسياتهم.

وبناءً على هذه الاستراتيجية الحربية أرسل الأمريكيون بوارجَهم الحربية، وفي مقدمتها بارجتهم الضخمة (ترومان) إلى بحارنا؛ للحيلولة دون سريان قرار اليمن من منع سفن العدوّ الإسرائيلي في بحارنا حتى يقف العدوان على الشعب الفلسطيني ويرفع الحصار عنه.

لقد خانت الأمريكيين تلك الاستراتيجيةُ؛ لأَنَّ اليمانيين لا يخافون إلا الله، مهتدين بالقرآن الكريم والنبي -صَلَّى اللهُ عَـلَيْـهِ وَعَـلَى آلِـــهِ وَسَلَّـمَ-، تحت قيادة عَلَمٍ من أعلام العدل والحق، فلم تتعدَّ عملياتهم العدائية مستوى الكيد الذي يوصفُ بأنه: إرادَة المضرَّة بالغير، بخُدعة ومكر، كما كان كيدُ أصحاب الفيل وفِيَلَتهم آنذاك، ومن خلال مجريات الواقع، فَــإنَّ كيدهم في تضليل، فأصبحت حاملة الطائرات (ترومان) وأخواتها لا تستطيع الدفع عن نفسها الهجماتِ اليمانيةَ، ناهيك عن أن تحميَ سفنَ العدوّ الإسرائيلي.

إن مقارنةَ قدرات الطير بقدرات الفيلة الهائلة عند المواجهة تستبعد قطعًا قدرةَ حسم الطير المعركة لصالحة؛ لكن عند الاعتماد على الله والتوكل عليه والثقةِ به، رأى الأمريكيون بوارجهم تتقهقر، وتندحر، وتفر هاربةً، تحت وطأة بأسِ الله بطائراتنا المسيَّرة وصواريخنا.

لو قرأ العدوُّ سورةَ الفيل بوعي؛ لما تورَّطَ ضد اليمانيين هذه الورطة التي كسرت هيبتَهم العسكرية، ولما تمرَّغَ أنفُه في بحارنا.

وفي الختام؛ لقد كان عامُ الفيل أكبرَ البشائر أحدَثَ اللهُ بعده أكبرَ عملية تغيير في الواقع العالمي؛ فليس ما قبل عام الفيل، كما بعده، أما أصحابُ الفيل؛ فقد أبادهم الله تعالى، فصدق سبحانه: (فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَّأْكُولٍ).

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: ى الله

إقرأ أيضاً:

الأمين العام لحزب الله: لن نترك السلاح

6 يوليو، 2025

بغداد/المسلة: اكد الامين العام لحزب الله اللبناني نعيم قاسم، الاحد، ان لبنان لن تكون جزءا من شرعنة الاحتلال.

وقال قاسم في كلمة  “نواجه العدو بالدفاع عن لبنان وهذا الدفاع سيستمر ولو اجتمعت الدنيا بأسرها”، موضحا ان “التحرير واجب ولو طال الزمن”.

وتساءل “كيف تريدوننا أن نتوقف فيما العدو مستمر بعدوانه الذي لا يمكن أن نسلم به وفي رقبتنا أمانة الشهداء”، موضحا ان “ستبقى جذوة المقاومة مشتعلة حتى ولو كانت الظروف صعبة”.

وبين “لن نكون جزءا من شرعنة الاحتلال في لبنان ولن نقبل بالتطبيع”، لافتا الى ان “التطبيع هو مهانة ومذلة”.

وتابع “خيارنا خيار حسيني وهذا الشعب الهادر لا يقبل الذل والاستسلام”، موضحا ان “اتفاق وقف إطلاق النار محطة يفترض أنها ستوقف العدوان لكن الاحتلال ارتكب آلآف الانتهاكات”.

ولفت الى ان “التهديد لا يجعلنا نقبل الاستسلام ولا يمكن أن يُطلب منا تليين المواقف أو ترك السلاح في ظل استمرار العدوان”.

 

 

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author Admin

See author's posts

مقالات مشابهة

  • قنابل موقوتة في الأعماق.. حطام السفن الحربية يهدد محيطاتنا بالتلوث
  • حزب الله يدين الاعتداء الإسرائيلي على الموانئ والمنشآت في اليمن
  • العدو الصهيوني يستولي على 744 دونمًا من أراضي رام الله
  • حزب الله: كل عدوان لن يزيد‎ ‎اليمن إلا صلابة وثباتًا
  • الكشف عن حقيقة الأهداف التي استهدفها العدو بالحديدة
  • في ناس قايلين الخرطوم دي اتحررت ساي كده
  • فصائل المقاومة الفلسطينية تعلن إهدار دم الخائن المأجور أبو شباب وعصابته
  • الأمين العام لحزب الله: لن نترك السلاح
  • المقداد: البعض في لبنان شغله الشاغل سلاح المقاومة ويتغاضى عن انتهاكات العدو
  • شهيد و5 جرحى في غارات العدو الإسرائيلي اليوم