فضيحة «الدبلومات المزورة» تهزّ المغرب وتفجر احتجاجات تطالب بالإصلاح والمحاسبة
تاريخ النشر: 18th, May 2025 GMT
تتصاعد في المغرب تداعيات فضيحة “الدبلومات المزورة” التي كشفت عن شبكة فساد تمتد من الوسط الأكاديمي إلى مؤسسات القضاء، في قضية أثارت غضبًا شعبيًا واسعًا ومطالبات متزايدة بالتحقيق والمحاسبة، ويتزعم أستاذ في جامعة ابن زهر بمدينة أغادير هذه الشبكة، وسط تحقيقات قضائية لا تزال جارية بشأن المتاجرة بالشهادات الجامعية العليا.
وفي ظل تنامي الشكوك حول نزاهة المسارات القانونية والأكاديمية، عاودت كل من “اللجنة الوطنية لضحايا امتحان المحاماة” و”التنسيقية الوطنية لمرسبي مباراة المنتدبين القضائيين” تنظيم احتجاجات أمام البرلمان في العاصمة الرباط مساء السبت، مطالبين بالشفافية وإعمال مبدأ ربط المسؤولية بالمحاسبة، وإنصاف المتضررين من ما وصفوه بـ”الخروقات والتلاعبات” التي شابت مباريات وزارة العدل.
وأشارت الهيئتان في بيان مشترك إلى أن الوقفة تأتي ضمن برنامج نضالي مستمر يهدف إلى فضح ما اعتبروه “تمييزًا وإقصاءً ممنهجين” في منح الشهادات والوظائف العمومية، مطالبين بلقاء رسمي مع الهيئة الوطنية للنزاهة والوقاية من الرشوة لمناقشة الملف.
من جهته، صرح عبد الناصر أولاد عبد الله، عضو اللجنة الوطنية لضحايا امتحان المحاماة، بأن الأدلة تتكاثف حول تورط أصحاب دبلومات مزورة في النجاح بالمباريات، على حساب كفاءات حقيقية تم تهميشها، داعيًا إلى فتح تحقيقات معمقة حول تأثير شبكات التزوير على نزاهة الامتحانات ونتائجها، وضرورة تدخل القضاء لـ”قطع الطريق أمام مافيا الفساد الأكاديمي والإداري”.
وتأتي هذه التطورات في وقت حساس يشهد فيه المغرب جهودًا لتعزيز الشفافية ومحاربة الرشوة، إلا أن الاتهامات المتكررة بخرق مبدأ تكافؤ الفرص تطرح تحديات جدية أمام مصداقية المؤسسات التعليمية والقضائية في البلاد.
وتُعد قضية “الدبلومات المزورة” امتدادًا لسلسلة من الاتهامات التي طالت قطاع التعليم العالي والوظيفة العمومية في المغرب خلال السنوات الأخيرة، وسط تصاعد الشكاوى من غياب الشفافية وتكافؤ الفرص في مباريات التوظيف والولوج إلى المهن القضائية والمحاماة.
وكانت جامعة ابن زهر في أغادير، التي تُعد من أكبر الجامعات المغربية، قد شهدت في السابق انتقادات تتعلق بسوء التدبير وغياب الرقابة الصارمة على مسارات منح الشهادات، لكن الفضيحة الأخيرة المتعلقة ببيع “دبلومات عليا” مقابل المال، شكلت نقطة تحول خطيرة، بعد أن تبين أن بعض الحاصلين على هذه الشهادات تمكّنوا من اجتياز مباريات مهنية حساسة، ما أثار الشكوك حول نزاهة تلك الامتحانات ومدى تغلغل الفساد في مؤسسات الدولة.
وتتزامن هذه القضية مع أزمة ثقة متنامية بين المواطنين والمؤسسات، خاصة بعد احتجاجات متعددة لمرشحين راسبين في امتحانات المحاماة ومباريات المنتدبين القضائيين، والذين اتهموا جهات نافذة بالتلاعب في النتائج وتوظيف المحسوبية بدل الكفاءة.
وتأتي المطالب المتزايدة بالتحقيق والمحاسبة في سياق وطني ودولي يضع المغرب تحت مجهر التقييم فيما يخص الحوكمة الجيدة ومكافحة الفساد، وهو ما يجعل من هذه الفضيحة اختبارًا حقيقيًا لقدرة المؤسسات على التجاوب مع تطلعات الشارع، واستعادة ثقة المواطنين في عدالة ونزاهة النظامين التعليمي والقضائي.
المصدر: عين ليبيا
كلمات دلالية: المغرب امتحانات شهادات جامعية
إقرأ أيضاً:
رسم وُصف بـالمسيء للنبي محمد يشعل احتجاجات في تركيا.. والسلطات تتحرك
(CNN) -- اعتقلت الشرطة التركية أربعة رسامين كاريكاتوريين على الأقل، الاثنين، بتهمة رسم وتوزيع رسم كاريكاتوري تقول السلطات والمحتجون إنه يصور النبيين محمد وموسى.
ويظهر الرسم الكاريكاتوري، الذي نُشر في مجلة ساخرة سياسية، ما يبدو أنه رجل مسلم وآخر يهودي، كلاهما بأجنحة وهالات، يتصافحان ويحييان بعضهما بينما تتساقط القنابل في الأسفل.
وانتشر الرسم الكاريكاتوري على نطاق واسع على مواقع التواصل الاجتماعي بعد أربعة أيام من نشره. وتظاهر المئات في الشارع السياحي الرئيسي بإسطنبول، مرددين هتافات "الله أكبر" ومطالبين بتطبيق الشريعة الإسلامية. في حين سارعت السلطات التركية إلى إدانة المجلة.
ووصف وزير الداخلية التركي علي يرلي قايا الرسم الكاريكاتوري بأنه استفزازي، وقال إن "من يجرؤ على فعل ذلك سيُحاسب أمام القانون". وأضاف يرلي قايا أن الرسم الكاريكاتوري لا تحميه حرية التعبير.
ووصف فخر الدين ألتون، رئيس الاتصالات في الرئاسة التركية، الهجوم بأنه "هجوم شرس على معتقداتنا وقيمنا".
وأعلنت وزارة العدل التركية فتح تحقيق في الحادث بموجب المادة 216 من قانون العقوبات التركي بتهمة "إهانة القيم الدينية علناً".
وأصدرت مجلة "ليمان"، وهي مجلة ساخرة سياسية أسبوعية معروفة برسومها الساخرة التي تشبه مجلة "شارلي إبدو" الفرنسية، بيانا قالت فيه إن رسمها الكاريكاتيري لا يصور نبي الإسلام.
وقالت المجلة في بيانها: "هذا الرسم الكاريكاتوري ليس رسمًا كاريكاتيريًا للنبي محمد (صلى الله عليه وسلم). في العمل، يُصوَّر اسم محمد على أنه اسم مسلم قُتل في القصف الإسرائيلي. هناك أكثر من 200 مليون شخص يحملون اسم محمد في العالم الإسلامي. لا يشير العمل إلى النبي محمد بأي شكل من الأشكال".
وتابعت المجلة: "بتسليط الضوء على مسلم مقتول، كان الهدف إبراز القضية العادلة للشعب المسلم المظلوم، دون أي نية للانتقاص من القيم الدينية. نرفض الوصمة الملصقة بنا، إذ لا يوجد تصوير لنبينا".
وأردف البيان: "إن تفسير الرسوم الكاريكاتورية بهذه الطريقة يتطلب حقدًا شديدًا"، لكن المجلة قدمت اعتذارا لأي قارئ شعر بالإهانة.
وبينما خرج المتظاهرون إلى الشوارع، نشرت وزارة الداخلية مقاطع فيديو لرسامي كاريكاتير محتجزين في منازلهم، حفاة الأقدام ومقيدين بالأصفاد من قبل الشرطة، مع تعليقات مثل "لن تفلتوا من قواتنا الأمنية أو من العدالة".
وشوهد متظاهرون يركلون أبواب مكاتب المجلة في وسط إسطنبول. وفي أحد الفيديوهات، يهتف أحد المتظاهرين: "في سبيل نبينا، نضحي بأرواحنا ونُزهق أرواحًا؛ لا أحد يستطيع إهانة نبينا".
وأدى الحشد أيضًا صلاة العشاء. وفي غضون ساعات، أعلن والي إسطنبول داوود غُل أن الأشخاص الأربعة المطلوبين على خلفية الرسم الكاريكاتوري محتجزون لدى الشرطة.
لم يُصرّح غُل باعتقال أيّ متظاهر، لكنه قال في بيان: "تبيّن أن بعض الأفراد المختلطين بالمتظاهرين قد قاموا بأعمال استفزازية. من الضروري جدًّا أن تتفرّق المجموعات المُحتجّة لمنع إلحاق الأذى بمواطنينا والحفاظ على النظام العام".
ودعت بعض المجموعات إلى تنظيم المزيد من الاحتجاجات ضد المجلة الثلاثاء.
تركياالإسلامالنبي محمدنشر الثلاثاء، 01 يوليو / تموز 2025تابعونا عبرسياسة الخصوصيةشروط الخدمةملفات تعريف الارتباطخيارات الإعلاناتCNN الاقتصاديةمن نحنالأرشيف© 2025 Cable News Network. A Warner Bros. Discovery Company. All Rights Reserved.