في 15 مارس 2019، زرع الرئيس عبدالفتاح السيسي، «فسيلة نخل» في توشكى، وهي النخلة التي بدأت في الطرح والإنتاج بجودة عالية، حسبما شاهدتها «الوطن» خلال جولتها التفقدية في المشروع، فضلاً عن محاصيل خضر وفواكه، بإجمالي مساحة 200 ألف فدان انتهت الشركة الوطنية لاستصلاح وزراعة الأراضي من استصلاحها خلال الفترة القليلة الماضية، ليصبح حلم تنمية توشكى حقيقة.

الموسم الزراعي في توشكى

ومن المُستهدف دخول كميات كبيرة من الأراضي الزراعية للنطاق الزراعي في موسم الزراعة المقبل الذي يبدأ اعتبارًا من شهر أكتوبر المقبل، مع استمرار الأعمال حتى يصل إجمالي المساحة المستصلحة والمستزرعة في توشكى إلى 600 ألف فدان بنهاية عام 2024.

ويقول الدكتور حسن أبو اليسر، الأستاذ في معهد بحوث النباتات، التابع للمركز القومي للبحوث الزراعية، إن النخلة الواحدة تستغرق 3 سنوات حتى الطرح، وأنه في إطار البروتوكول الموقع بين الشركة الوطنية لاستصلاح وزراعة الأراضي الصحراوية، ووزارة الزراعة؛ فإنه يتم زيارة المشروع بصفة منتظمة من ممثلي 4 معاهد ومراكز في مزرعة توشكى.

زراعة 1.7 مليون نخلة

ويضيف «أبو اليسر»، في تصريح خاص لـ«الوطن»، أنه تمت زراعة 1.7 مليون نخلة في توشكى في السنوات الأخيرة الماضية، والتي تتميز بالقوة والإنتاجية الكبيرة مع الرعاية الزراعية لها، مع تحملها لدرجات الحرارة العالية والبرودة الشديدة أيضًا.

ويلفت الأستاذ في معهد بحوث النباتات، إلى أن نخيل مشروع توشكى تنتج 36 صنف من أنواع البلح، وجاري العمل على إكثار 12 صنف وراثي أخر حتى يدخلوا الإنتاج في الفترة المقبلة.

زراعة الليمون

وخلال جولتنا في «مزارع توشكى»، توقفنا أمام مزرعة الليمون، ويقول المهندس حسن السيد، المسئول عن تلك المزارع، إن المشروع تم استصلاح وزراعة 110 فدان في إحدى قطاعاته فقط بصنف «ليمون بنزهير»، بإنتاجية تتراوح من 80 إلى 90 طن من الليمون، وما يقرب من 7 آلاف شجرة ليمون، وهناك مناطق أخرى منزرعة بالليمون بما يزيد من الإنتاجية.

وخلال تجولنا في المشروع، شاهدنا «مزارع العنب»، والممتدة على مساحات كبيرة، وقال المهندس أحمد محمد عبدالجليل، رئيس قسم زراعة العنب في «توشكى»، أن المساحات المنزرعة في إحدى القطاعات تبلغ 200 فدان، وتضم 6 أصناف، بإنتاجية تتراوح من 6 إلى 7 أطنان للفدان.

جودة الأراضي الزراعية

وأضاف رئيس قسم زراعة العنب في «مزارع توشكى»، في تصريح لـ«الوطن»، أن الأراضي الزراعية في المشروع ثبت بما لا يدع مجال للشك عقب استصلاحها أنها من أجود أنواع الأراضي، وتزيد إنتاجيتها وجودتها مع كل عملية زراعية.

المانجو التشيلي

ولأول مرة في مصر، يتم تنفيذ تجربة من مزارع توشكى خلال استصلاح الأراضي الصحراوية وزراعتها، وهي تطبيق «المانجو التشيلي»، وهي نوعية من المانجو ذات إنتاجية عالية، وذات استهلاك مناسب من المياه، وبكميات كبيرة.

ويقول المهندس عبد السلام أحمد، مشرف زراعة المانجو في إحدى قطاعات توشكى، إن المشروع يضم في إحدى قطاعاته زراعاته 32 طن من المانجو، بإنتاجية 8 أطنان للفدان، مضيفًا: «لأول مرة يتم زراعة 4 أصناف مختلفين من المانجو، من بينها نوع يُسمى (المانجو التشيلي)»، مع التوسع في زراعة المانجو عن طريق الزراعة وسط النخل، وفي الصوب لتحديد أفضل الأصناف والأنواع، فضلاً عن زراعات أخرى بينها البطيخ في المشروع.




























المصدر: الوطن

كلمات دلالية: استصلاح الأراضي الرئيس عبدالفتاح السيسي الشركة الوطنية درجات الحرارة شهر أكتوبر فی المشروع فی توشکى فی إحدى

إقرأ أيضاً:

رسم وجوه المجرمين عبر الحمض النووي.. هل اقترب الحلم من التحقق؟

يعتبر شكل الوجه علامة مميزة تستخدم للتعرف على الهوية الشخصية خاصة في مجال الطب الشرعي، ومؤخرا شكلت إعادة بناء صور ثلاثية الأبعاد للوجه البشري باستخدام الحمض النووي قفزة علمية تتيح التعرف على أفراد مجهولي الهوية.

ففي دراسة حديثة نشرت في مجلة "أدفانسد ساينس" تمكن العلماء من إعادة بناء صور ثلاثية الأبعاد للوجوه من بيانات الحمض النووي. واستخدموا لذلك برنامجا يستخدم الذكاء الاصطناعي أطلقوا عليه اسم "ديفايس" يستطيع تحويل بيانات الحمض النووي إلى صور للوجه، ومن الممكن أن تكون لهذه الدراسة تطبيقات مهمة في التحقيقات الجنائية في مسارح الجريمة.

وعند اختبار هذا البرنامج على قاعدة بيانات صينية لمجموعة الهان العرقية تضم 9 آلاف و674 زوجا من الأحماض النووية وصورا ثلاثية الأبعاد للوجوه، أظهر البرنامج أداء ممتازا في محاذاة الحمض النووي مع الصور الثلاثية الأبعاد وإعادة بنائها، كما يمكن للبرنامج توقع شكل وجوه الأفراد في مختلف الأعمار المستقبلية.

هناك حالات كثيرة يمكن للحمض النووي أن يساعد فيها المحققين الجنائيين خلالها (شترستوك)أهمية كبيرة

وفي تصريح للجزيرة نت، تقول الدكتورة ولاء عبد الهادي أبو زيد، مدرّسة الطب الشرعي والسموم الإكلينيكية بكلية الطب جامعة القاهرة، إن "بداية استعمال الحمض النووي في مجال الطب الشرعي في ثمانينيات القرن الماضي أحدث طفرة كبيرة، خصوصا في حالات الاستعراف، وهي عملية يتم فيها التعرف على هوية شخص ميت أو حي".

وتضيف "فمثلا في حالات فقد عدد كبير من الأشخاص في حادث طائرة أو حافلة يمكن التعرف على الجثث وردها إلى ذويها عن طريق مطابقة الحمض النووي مع الأقارب من الدرجة الأولى".

ويمكن أيضا استعمال هذا الأمر في حالات اختلاط الأطفال في المستشفيات أو إثبات البنوة، إذ إن كل الوسائل قبل الحمض النووي كانت تنفي العلاقة فقط، لكن الحمض النووي هو الوحيد الذي يمكن أن يثبت العلاقة.

إعلان

ويساعد استخراج الحمض النووي من مسرح الجريمة في الوصول إلى الجاني، فأي أثر يتركه الجاني من بصمته الوراثية يدل عليه، فالحمض النووي أشبه بالبطاقة الشخصية التي من دونها يعتبر الشخص مجهول الهوية.

ويمكن أن يترك الجاني بصمته الوراثية على كوب شرب منه أو عقب سيجارة بها أثر اللعاب، أو تحت أظافر الضحية التي قامت بمقاومة الجاني بعنف وتركت أثرا من جلد الجاني تحت الأظافر، أو من بقايا شعر الجاني أو أي خلية من جسم الجاني يوجد بها نواة حيث إن كرات الدم الحمراء لا تحتوي على نواة.

وحتى لو كانت الجثة متفحمة بالكامل يمكن أخذ عينات الحمض النووي من العظام أو الأسنان.

وبعد أن كانت الوسائل القضائية تستخدم بصمة الإصبع فقط، استحق الحمض النووي بجدارة لقب "البصمة الوراثية".

ولكن ما ينقصنا في الشرق الأوسط بسبب العوائق المادية وجود قاعدة بيانات مسجلة على أجهزة الحاسوب تحتوي على البصمة الوراثية لكل الناس، ولكن يتم التغلب على هذه المشكلة بأخذ عينات من أقارب الدرجة الأولى ومقارنتها مع المتوفين.

الحمض النووي استحق بجدارة لقب "البصمة الوراثية" (بيكسابي)تصميم ثلاثي البعد

وتقول الدكتورة ولاء عبد الهادي إنه في الفترة الأخيرة ظهرت العديد من الأبحاث المهتمة بتصميم صورة ثلاثية الأبعاد من خلال بيانات الحمض النووي تعيد بناء ملامح وجه المتوفى بغرض التعرف على شخص مفقود أو متوفى أو شخص موجود في مسرح الجريمة.

وهناك دراسات كثيرة في هذا النطاق استخدمت آليات كثيرة جدا دمجت بين الطب الشرعي وعلم الوراثة وعلم الآثار والنحت، وأيضا مع استخدام التصوير والكومبيوتر والأشعة السينية والمقطعية والوسائل المساعدة الأخرى لترميم الوجه.

وتم تطبيق هذا الأمر في مجال الآثار لإعادة بناء أوجه المومياوات الفرعونية، خاصة في حالة حدوث تآكل لأوجه المومياوات، والأمر نفسه يستخدم في مسرح الجريمة من أجل رسم صورة ثلاثية الأبعاد للجاني أو المتوفى الذي تغيرت معالم وجهه بعد تحلل الجثة، وبالفعل نجحت الدراسات في رسم صور ثلاثية الأبعاد تحاكي الواقع بنسب عالية.

ويمكن تطبيق هذه التقنية عمليا بأشكال عديدة، فمثلا شخص متوفى منذ مدة طويلة ولم يتبقّ من جسمه إلا العظام فقط، يمكن بعد استخراج الحمض النووي من العظام ورسم صورة ثلاثية الأبعاد لوجهه اكتشاف قصة جريمة حدثت منذ سنوات.

وأيضا يستخدم هذه التقنية علماء الأشعة لتطبيقها في مجال ترميم المومياوات، أما في مجال الطب الشرعي يدور الاستخدام حول عملية الاستعراف، سواء كان هذا الشخص متوفى أوجانيا قام بالجريمة أو هو المجني عليه.

في مجال الطب الشرعي يدور الاستخدام حول عملية الاستعراف (الفرنسية)تحديات كبيرة

وعن هذه الدراسة الحديثة التي استخدمت الحمض النووي لإعادة بناء صور ثلاثية الأبعاد للوجوه، يقول الدكتور رودولف إيبرسولد الأستاذ الفخري بقسم الأحياء في معهد بيولوجيا الأنظمة الجزيئية في سويسرا، في تصريح للجزيرة نت عبر البريد الإلكتروني، إن الدراسة "تحاول استخدام أساليب حسابية بواسطة الذكاء الاصطناعي للتنبؤ بسمات الوجه من خلال تباين التسلسل الجيني في جينوم الأشخاص الذين تم اختبارهم".

إعلان

وتنشأ الأنماط الظاهرية التي تحدد سمات الوجه في معظم الحالات من التفاعل المعقد بين مواضع متعددة في الحمض النووي ومتغيراتها الجينية، وهي اختلافات في تسلسل الحمض النووي بين الأفراد وبعضهم وبين المجموعات السكانية وبعضها.

ولكن يعيب هذه الدراسة، بحسب إيبرسولد، أنها لا تتحقق من التنبؤ الجيني بسمات الوجه من خلال مجموعة تحقق مستقلة، رغم أن هذا الأمر يعدّ الاختبار الحاسم الذي سيكشف إذا كانت الدراسة تبالغ في ملاءمة البيانات الجينية مع سمات الوجه معتمدة فقط على بعض البيانات للتنبؤ.

ولكنها بشكل عام دراسة مثيرة للاهتمام بالذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي، إلا أنها وفقا للدكتور رودولف لا تزال بعيدة عن الاستخدام العملي العام، ومن المحتمل أن يكون ذلك بسبب تعقيدات علم الأحياء وليس بسبب قيود الأساليب الحسابية.

ووفقا للدراسة، فإن هذه التقنية الرائدة تتحدى المفاهيم الحالية للخصوصية الجينومية، مما يثير تداعيات أخلاقية وقانونية مهمة. ولهذا تدعو الدراسة الباحثين إلى المشاركة في نقاش علمي حول هذا الاستخدام للحمض النووي في التعرف على الأنماط الظاهرية مثل الوجوه وتأثير ذلك على الخصوصية، مما يُسهم في نهاية المطاف في دعم بحوث جينومية أكثر مراعاة للجوانب الأخلاقية.

مقالات مشابهة

  • طريقة عمل سموزي المانجو والموز
  • زراعة الشيوخ: تعديل قانون التعاونيات الزراعية يساعد المزارعين على مواجهة التحديات
  • رسم وجوه المجرمين عبر الحمض النووي.. هل اقترب الحلم من التحقق؟
  • أزمة أعلاف تضرب قطاع الدواجن في صنعاء ومناطق أخرى وتُنذر بارتفاع كبير في الأسعار
  • تدشين العمل بسلاسل القيمة للمنتجات الزراعية والحيوانية بمحافظة المحويت
  • محافظ أسيوط يحذر من البناء على الأراضي الزراعية
  • كنز غذائى ..تعرف على فوائد المانجو
  • رغم أنف الحرب.. زراعة مليون فدان في مشروع الجزيرة
  • ضمن الموجة 26.. إزالة 744 حالة تعدٍ على الأراضي الزراعية وأملاك الدولة بالمنيا
  • الموجة 26.. محافظ المنيا: إزالة 744 حالة تعدٍ على الأراضي الزراعية وأملاك الدولة