تكشف خريطة ثروات العراق المعدنية عن وجود موارد هائلة وغير مستغلة بسبب عقود من التحديات الأمنية والسياسية التي أدت إلى إهمال قطاع التعدين رغم أهميته الحيوية.

وبحسب تقرير حديث لمنصة “الطاقة”، يحتضن العراق ثروات معدنية ضخمة تشمل الكبريت والفوسفات والملح الصخري، إلى جانب معادن استراتيجية كالحديد والمنغنيز والزنك والرصاص، التي يمكن أن تحول البلاد إلى لاعب إقليمي بارز في مجال التعدين.

ورغم هيمنة النفط على الاقتصاد العراقي لعقود، أضحى هناك اهتمام متزايد في السنوات الأخيرة بتفعيل قطاع التعدين كجزء من استراتيجية التنويع الاقتصادي، إذ تسعى الحكومة إلى جذب استثمارات دولية لإعادة تأهيل المناجم وتشغيلها، مستفيدة من احتياطيات ضخمة موثقة ببيانات جيولوجية ومسوحات حديثة.

منجم المشراق: كنز الكبريت العملاق

يعد منجم المشراق واحداً من أكبر مناجم الكبريت الطبيعي في العالم، حيث يحتوي على احتياطيات ضخمة تُقدر بمئات الملايين من الأطنان، واستغل المنجم في ستينيات القرن الماضي وبلغ ذروته في السبعينيات، لكنه توقف بعد 2003 نتيجة الأوضاع الأمنية.

وتعرض المنجم لأضرار جسيمة أثناء سيطرة تنظيم داعش في 2016، إذ أحرقت مخازن الكبريت مما تسبب بكارثة بيئية نادرة، رغم ذلك، هناك خطط لإعادة تأهيله قريباً.

منجم عكاشات: ثروة الفوسفات في الصحراء الغربية

يقع في محافظة الأنبار ويضم أكبر احتياطي للفوسفات في الشرق الأوسط، يزيد على 7 مليارات طن، يستعمل في صناعة الأسمدة وحمض الفوسفوريك والأعلاف الحيوانية، رغم البنى التحتية المتضررة وتوقف الإنتاج لسنوات، تسعى الحكومة لاستئناف تشغيله عبر شراكات استثمارية دولية.

منجم السماوة: الملح الصخري عالي الجودة

في محافظة المثنى جنوب العراق، يضم منجم السماوة خام الملح الصخري النقي الذي يُستخدم في الصناعات الغذائية والكيميائية، يعمل المنجم بشكل متقطع بسبب نقص الاستثمارات، لكنه يغطي جزءاً هاماً من الطلب المحلي، مع فرص تطوير لتصدير الملح إقليمياً.

مناطق الحديد والمنغنيز في كردستان: فرص واعدة

تتمتع محافظة السليمانية بإمكانات كبيرة لاحتياطيات الحديد في مناطق مثل قرة داغ وبيرسبي، مع تركيزات عالية من خامات الهيماتيت والماغنيتيت، كما توجد رواسب من المنغنيز في سوران ودهوك، لكن نقص البنية التحتية والتمويل يعرقل استغلال هذه الموارد حتى الآن.

رواسب الزنك والرصاص: كنز جبلي غير مستغل

تتواجد مؤشرات مهمة على وجود معادن الزنك والرصاص بنوعيات عالية في المناطق الجبلية قرب الحدود التركية والإيرانية، خصوصاً في ميرگسور وزاخو وقلعة دزه، مما يفتح آفاقاً لتطوير قطاع التعدين إذا ما تم استثمارها بشكل صحيح.

وتشكل هذه الخريطة المعدنية الفريدة في العراق فرصة استراتيجية ضخمة لتعزيز الاقتصاد الوطني وتقليل الاعتماد على النفط، في ظل توجهات حكومية لجذب الاستثمارات العالمية وتحديث البنى التحتية المتضررة بفعل الحروب والإرهاب.

وتظل تحديات الأمن والبنية التحتية والتمويل أبرز العوائق أمام تحقيق الاستغلال الأمثل لهذه الثروات، إلا أن الإمكانيات الهائلة تجعل العراق في موقع متميز ليصبح مركزاً إقليمياً لتعدين المعادن خلال السنوات المقبلة، مما يعزز مكانته الاقتصادية ويسهم في تنويع مصادر الدخل الوطني.

المصدر: عين ليبيا

كلمات دلالية: الاقتصاد العراقي العراق النفط العراقي

إقرأ أيضاً:

أمين عسير: المنطقة تسجّل قفزات نوعية في الاستثمار والبنى التحتية بتكلفة تجاوزت 23 مليار ريال

البلاد- أبها

أكد أمين منطقة عسير المهندس عبدالله الجالي أن منطقة عسير تشهد تحولًا نوعيًا على خارطة الاستثمار السياحي، ويتوقع أن تتجاوز استثمارات القطاع البلدي حاجز 16 مليار ريال خلال السنوات القادمة، بدعم من شراكات ناجحة مع القطاع الخاص والذراع الاستثماري للأمانة “قمم السراة”. واستعرض الجالي خلال مشاركته بورقة عمل ضمن جلسات منتدى عسير للاستثمار2، المنعقد في جامعة الملك خالد، حزمة من المنجزات والمشروعات التنموية والاستثمارية التي تهدف إلى دعم الاستدامة الاقتصادية وتعزيز جودة الحياة في المنطقة. ولفت النظر إلى ارتفاع نسبة المشروعات الاستثمارية في عسير بنسبة 525% خلال ثلاث سنوات، إلى جانب ارتفاع الإيرادات الاستثمارية بنسبة 139% خلال نفس الفترة، مما يعكس تطور منظومة الاستثمار في المنطقة، متطلعاً إلى أن تصل الاستثمارات البلدية 16 مليار ريال خلال السنوات القادمة، في حين بلغ الانفاق على مشاريع تحسين البنية التحتية خلال العامين الماضيين 7 مليارات ريال، شملت تنفيذ مشاريع الصيانة والتحسين 2500 كم من الطرق، وسفلتة أكثر من 150 موقعًا، وإنشاء 625 حديقة، إلى جانب تطوير حديقة عسير المركزية بمساحة تجاوزت 2.4 مليون متر مربع، ليصل إجمالي حجم المشاريع إلى أكثر من 23 مليار ريال. وأشار إلى أن منطقة عسير سجّلت أعلى نسبة نمو في الإيرادات الاستثمارية على مستوى المملكة بنسبة بلغت 42٪، بفضل مقوماتها الاقتصادية وجاذبيتها العالية للاستثمار، موضحاً أنه تم خلال العامين الماضيين العمل على البنية التحتية للمنطقة من خلال تطوير 142 حديقة بمساحة إجمالية تجاوزت 2,421,605 متر مربع، ليصل إجمالي الحدائق في المنطقة إلى 625 حديقة، وتنفيذ أكثر من 2,500 كيلومتر من مشاريع تطوير وتحسين الطرق، وتنفيذ أكثر من 260 مشروعًا لتصريف مياه الأمطار والسيول، وتسليم أكثر من 150 مخططًا سكنيًا، منوهاً أن الأمانة حققت نسبة إنجاز 100٪ في المناطق ذات الأولوية، مما يعكس التزام الأمانة بتحقيق جودة الحياة في عسير، وتعزيز البيئة الحضرية بما يتماشى مع مستهدفات رؤية السعودية 2030. وأفاد بأن الأمانة شهدت تحسنًا ملحوظًا في مؤشرات الأداء، من أبرزها انخفاض مؤشر التشوه البصري بنسبة 19.6% خلال ستة أشهر، ونمو التحول الرقمي بنسبة 1196%، عبر أتمتة 36 منتجًا على منصة “بلدي”، إلى جانب سداد ما نسبته 100% من مستحقات المقاولين حتى عام 2024، و80% حتى عام 2025، في خطوة تعكس التزامها بتحقيق الاستدامة المالية للقطاع البلدي. وأكد أمين عسير في ختام كلمته أن الأمانة تواصل جهودها لتوفير بيئة استثمارية جاذبة، وتعزيز الامتثال والشفافية، في سبيل تحقيق مستهدفات رؤية السعودية 2030، وذلك في إطار طموحها لنهضة تنموية كبيرة تجعل من منطقة عسير بيئة استثمارية واعدة للمستثمرين والمواطنين على حد سواء.

مقالات مشابهة

  • كريم عوض : مصر شهدت تطورا كبيرا في البنية التحتية خلال 10 سنوات
  • سليم سحاب يقود أوركسترا فرقة رضا في إحياء لتراثها بحفلات ضخمة
  • ثروات تُنهب وشعب يُفقر.. من يسرق حلم العراقيين؟
  • وزير الطاقة المهندس محمد البشير في كلمة خلال مراسم توقيع مذكرة التفاهم: نعيش اليوم لحظة تاريخية تشكل نقطة تحول في قطاع الطاقة والكهرباء في سوريا لإعادة بناء البنية التحتية المتهالكة في هذا القطاع المهم
  • عسير تسجّل قفزات نوعية في الاستثمار والبنى التحتية بتكلفة تجاوزت 23 مليار ريال
  • %5.7 نمو اقتصاد أبوظبي في 2026 بدعم القطاعات غير النفطية
  • كنوز اليمن المدفونة: أبرز 5 مناجم تكشف ثروات ذهبية ومعادن نادرة
  • أمين عسير: المنطقة تسجّل قفزات نوعية في الاستثمار والبنى التحتية بتكلفة تجاوزت 23 مليار ريال
  • تعرف على أبرز 5 مناجم في اليمن.. ثروات معدنية واعدة في مقدمتها الذهب