دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- في لوحة "Bottles and Pumps" زجاجات ومضخات" من عام 2022 للفنانة الاسكتلندية كارولين ووكر، تَظَهر أدوات الرضاعة الطبيعية المتنوعة وهي تجف على صينية بيضاء بعد غسلها.

أثارت اللوحة ردود فعل مثيرة للاهتمام، بحسب ما كتبته ووكر في رسالة إلى CNN عبر البريد الإلكتروني، عند حديثها عن استقبال اللوحة كجزء من معرض جماعي متنقل يُدعى " Acts of Creation: On Art and Motherhood" تُشرف عليه الناقدة الفنية، هيتي جودا.

لوحة "Bottles and Pumps" للفنانة كارولين ووكر من عام 2022.Credit: Caroline Walker

أوضحت ووكر: "كانت هذه اللوحة أكثر ما أثارت ردود فعل الرجال عند عرضها لأول مرة (في معرض ستيفن فريدمان بلندن)، حيث أنّها استحضرت ذكرياتهم عن رضاعة (الأطفال) بالزجاجة أو تكليفهم بتنظيف وتعقيم العبوات في تلك الأشهر الأولى الغريبة بحضور مولود جديد".

رسمت الفنانة هذا العمل في البداية كجزء من سلسلة "Lisa" (ليزا) التي شملت لوحات تُجسِّد زوجة شقيقها في الأسابيع التي سبقت الولادة مباشرةً، وكذلك في الأشهر الثلاثة التي تلتها.

تُعد لوحة "Refreshments" واحدة من أعمال ووكر المشمولة ضمن معرض فردي في إنجلترا يتناول موضوع "الأمومة" من زوايا متعددة. Credit: Caroline Walker

في معرض "Hepworth Wakefield" شمال إنجلترا، تنضم قطع من سلسلة "Lisa" إلى أعمال أخرى للفنانة في معرض فردي جديد كبير بعنوان "Mothering" (الأمومة)، ينظر بدقة إلى مرحلة الأمومة المبكرة وشبكة الدعم الواسعة التي تساعد الأمهات الجدد على خوض هذه التجربة، من القابلات، وعاملات النظافة، إلى الجدات، والعاملات في مجال رعاية الأطفال.

تفسيرات حديثة بالنسبة لووكر، لا تقتصر الأمومة على العلاقة بين الأم البيولوجية والطفل، بل تشمل أيضًا كل من ينخرط في السنوات الأولى من الطفولة. Credit: Caroline Walker

لطالما شكّل موضوع الأمومة محور اهتمام الفنانين على مدى قرون، إلا أنه غالبًا ما كان يُرسم بأيدي رجال يصوّرون مشاهد لا يعرفونها إلا بشكل غير مباشر.

ولكن لم يكن هذا الموضوع خيارًا بديهيًا بالنسبة للفنانة التي عبّرت أنّه "لم يكن شيئًا جذبني بشكلٍ خاص".

وأضافت ووكر: "أعمالي متجذرة في تقاليد الرسم الغربي، وكثيرًا ما تشير، سواءً بشكلٍ مباشر وغير مباشر، إلى أنواع فنية محددة. لكنني أحاول تناولها من منظور أنثوي معاصر، متسائلةً عما إذا كان منظور فنانة أنثى يستطيع إضافة شيء مختلف".

خلال بحثها، شعرت ووكر بوجود قواسم مشتركة في أعمال الرسامتين الانطباعيتين ماري كاسات وبيرث موريسو.

وأشارت بشكلٍ خاص إلى لوحة " The Wet Nurse Angele Feeding Julie Manet " (المرضعة أنجيلي تطعم جولي مانيت) التي رسمتها موريسو عام 1880،  مؤكدةً أنّها تتجاوب مع منظورها الشخصي.

أوضحت ووكر قائلةً: "علاقة التبادل التي تُجسّدها اللوحة تُثير اهتمامي حقًا. تدفع موريسو مقابلاً لامرأة أخرى لرعاية طفلها، حتى تتمكن من العمل، وتجعل هذا التبادل محور العمل نفسه"، مُشيرةً إلى أنّها تسلط الضوء على عملية التوازن التي لطالما شكّلت تحديًا للأمهات، وخاصةً اللواتي ينتمين إلى الطبقة العاملة والمجتمعات المهمّشة بشكلٍ عام، وكذلك النساء المنخرطات في الصناعات الإبداعية، حيث يكون الدخل أقل استقرارًا عادةً.

أصبحت الأدوار والطقوس المرتبطة بالأمومة وسيلة متزايدة للتعبير الإبداعي بين الفنانات. Credit: Caroline Walker

وأضافت: "فكرتُ كثيرًا مؤخرًا في العلاقة بين الرعاية المدفوعة وغير المدفوعة، وفي الطابع التبادلي لدور الحضانة وخدمات رعاية الأطفال المأجورة، وهي خدمة نعتمد عليها كمجتمع، وأعتمد عليها بشكلٍ شخصي".

موجة جديدة من الاهتمام أصبحت ووكر تلاحظ بشكلٍ متزايد محاولات التوازن التي تتطلبها الأمومة، لا سيما لدى النساء من الطبقات العاملة أو المجتمعات المهمّشة. Credit: Caroline Walker

مع أنّ هذا المجال ليس جديدًا تمامًا، يبدو أن عام 2025 يشهد جهدًا ملحوظًا، كجزء من حملة أوسع لنشر التوعية وإعادة التقييم، لإبراز هؤلاء الفنانات، في وقتٍ بدأت فيه الفنانات الإناث بشكل عام في نيل التقدير الذي طال انتظاره.

يُعد مقدار الاهتمام بأعمال ووكر مثالاً بارزًا على ذلك.

وإلى جانب معرض "Mothering"، تُعرض لوحاتها حاليًا في ثلاث معارض جماعية، وهي النسخة الاسكتلندية من معرض "Acts of Creation" في مركز "داندي" للفنون المعاصرة في المملكة المتحدة، ومعرض "Good Mom/Bad Mom" في متحف "Centraal" في مدينة أوترخت الهولندية، وكذلك في معرض "MAMA: From Mary to Merkel" في دوسلدورف بألمانيا.

سمعت الفنانة عن مصطلح "Mothering"  عبر إحدى العاملات في حضانة ابنتها، التي أوضحت أنّه يشكّل جزءًا أساسيًا من تدريبهن.

المصدر: CNN Arabic

كلمات دلالية: الأمومة طفولة فنون معارض فی معرض التی ت

إقرأ أيضاً:

إبداع بلا حدود.. فنانة إفريقية تحول شعرها لمنحوتات

الوكالات- متابعات تاق برس- عادت فنانة إفريقية وهي الإيفوارية ليتيسيا كيو بمجموعة جديدة من منحوتات الشعر التي تخطف الأنظار، مستوحاة من تفاصيل الحياة اليومية وتحمل رسائل قوية عن الهوية والتمكين. بدأت ليتيسيا رحلتها الفنية خلال رحلة شخصية للغاية، حيث حاولت استعادة شعورها بشعرها بعد سنوات من استخدام مُرخيات الشعر. في سن السادسة عشرة، قررت العودة إلى ملمس شعرها الطبيعي، وبدأت في متابعة حسابات التواصل الاجتماعي التي تُشيد بالشعر الأفريقي الطبيعي والجمال الأسود بشكل عام.

 

عثرت ليتيسيا على ألبوم صور على الإنترنت يُظهر نساء من غرب أفريقيا يرتدين تسريحات شعر تقليدية من قبل الاستعمار، مما غير نظرتها تمامًا. أدركت أن شعرها يمكن أن يكون وسيلة للاحتفال بهويتها والتراث الأفريقي. تستخدم ليتيسيا شعرها كأداة فنية، حيث تُشكل كل شيء مباشرةً على رأسها، قطعةً قطعة، وقد يستغرق ذلك ست ساعات أو أكثر، حسب تعقيد العمل.

 

بعد الانتهاء من النحت، عادةً ما تلتقط ليتيسيا الصورة بنفسها باستخدام حامل ثلاثي القوائم وكاميرا. في بعض الأحيان، تقوم بكل شيء بمفردها، لكنها قد تستعين بأختها للمساعدة في التصوير، خاصةً عندما تحتاج إلى دعم لالتقاط الصورة المثالية. غالبًا ما تتطلب منحوتات الشعر هذه الكثير من الوقت والتركيز، وتقول الفنانة إنها تُعدّلها باستمرار وتتحسس الشكل وتتأكد من التوازن الصحيح.

تجد ليتيسيا إلهامها من أماكن عديدة، أحيانًا تكون أفكارها وقناعاتها الشخصية حول المجتمع، وأحيانًاً أخرى، يكون الأمر شخصيًا. في بعض الأحيان، لا توجد رسالة محددة على الإطلاق، وبعض الأعمال مصممة لتكون جميلة فحسب. وعلى الرغم من التحديات التي تواجهها، مثل تأثير عملية النحت على صحة شعرها، والشعور بالانكشاف عند مشاركة تجاربها الشخصية والمؤلمة علنًا، إلا أنها تركز على الجانب الإيجابي، حيث يشعر الأشخاص الذين يُبرزهم أو يُمكّنهم عملها بالتقدير.

 

المصدر: موقع 24:

الإيفوارية ليتيسيا كيوفنانة افريقيةمنحوتات شعر

مقالات مشابهة

  • فتاة تروي لحظات الرعب التي عاشتها مع سقوط لعبة 360 في منتزة الجبل الأخضر بالطائف.. فيديو
  • القائم بأعمال سفارة جمهورية أذربيجان بدمشق لـ سانا: الإدارة السورية الجديدة بقيادة الرئيس الشرع تعمل بشكل متواصل لحل جميع المشكلات التي تواجه الشعب السوري، وخاصة الاقتصادية منها، بهدف دفع عجلة التنمية وتحسين نوعية حياة المواطنين
  • إليك 10 من أفضل المدن للزيارة في الـ2025 إن كانت أمريكا وجهتك
  • مش نهاية الطريق.. كيف تساعدك التغذية في علاج تكيس المبايض وتحقيق حلم الأمومة؟
  • استعدادات مكثفة لإنجاح الدورة الـ 62 من معرض دمشق الدولي التي تقام خلال الفترة من الـ 27 من شهر آب المقبل حتى الـ 5 من أيلول
  • الإسعاف: نقل 30368 طفلًا مبتسرًا بشكل آمن خلال النصف الأول من العام
  • فنانة أفريقية تُبدع في تحويل شعرها لمنحوتات مبهرة..صور
  • بعد تخطيها الـ45.. انخفاض درجات الحرارة بشكل كبير في هذا الموعد
  • مراسل سانا: بدء المؤتمر الصحفي الخاص بإطلاق فعاليات الدورة الـ 62 من معرض دمشق الدولي، التي تقام خلال الفترة من الـ 27 من شهر آب المقبل حتى الـ 5 من أيلول
  • إبداع بلا حدود.. فنانة إفريقية تحول شعرها لمنحوتات