صلح قبلي بصنعاء يُنهي قضية قتل بين آل التام وآل الهمداني
تاريخ النشر: 3rd, June 2025 GMT
الثورة نت/..
نجحت وساطة قبلية، في إنهاء قضية قتل بين آل الهمداني من قبيلة همدان وآل التام من قبيلة بلاد الروس بمحافظة صنعاء، وقعت أحداثها قبل حوالي ثلاث سنوات.
وخلال الصلح القبلي، الذي حضره نائب رئيس مجلس الشورى ضيف الله رسام، وقاده رئيس لجنة الوساطة الشيخ محمد الزلب والمشايخ عابد راجح ويحيى حسين وجميل عاصم ونايف الشافعي، واللواء يحيى الحوثي، والعميد يحيى الهاملي، أعلن أولياء دم المجني عليه كريم وليد علي التام، العفو عن الجاني أيمن فؤاد علي الهمداني لوجه الله وتشريفًا للحاضرين.
وفي الصلح الذي شارك فيه، وكلاء أمانة العاصمة علي القفري، وصنعاء عاطف المصلي، وعبدالله الأبيض، ومانع الأغربي، أشاد الشيخ الزلب بموقف أولياء الدم من آل التام ومشايخ بلاد الروس ومحافظة صنعاء في العفو عن الجاني لوجه الله واستجابة لتوجيهات قائد الثورة السيد عبدالملك الحوثي في إصلاح ذات البين، ومعالجة القضايا المجتمعية.
وقال “جئنا مشايخ اليمن وهمدان، وفي مقدمتهم الشيخ عاطف المصلي وقيادة محافظة صنعاء عبدالله الأبيض ومانع الأغربي والعميد يحيى المؤيدي وضمناء الموقف اللواء يحيى الحوثي والنقيب عابد راجح، لربعنا وأخوتنا أبناء ومشايخ بلاد الروس وآل التام، محكمين ومحتكمين ومرضيين ومسليين وحاملين وشاملين، في قضية المجني عليه كريم التام”.
وأشار إلى أنه سبق وتم عمل رقم تحكيم وتفويض مطلق بيد أولياء الدم ومشايخ بلاد الروس وتقدّيم الحكم، والثقل ووجيه الضمناء لتنفيذ ما يتم الحكم به، مؤكدًا حاجة اليمن اليوم للرجال الحكماء في لم الصف وتوحيد الكلمة لمواجهة العدوان الصهيوني، الأمريكي.
وبين الشيخ الزلب أن مشايخ اليمن من همدان وحاشد ومذحج وبكيل وحمير، لا يبررون ما حصل في هذه القضية، لأن دماء اليمنيين عظيمة ومقدّسة، مضيفًا “جئنا مشايخ اليمن اليوم نسمع حكمكم ونقدّم رقابنا في مرضاة ولي الدم وبلاد الروس، وما يرضيكم، غاية ما نريد”.
فيما أكد وكلاء أمانة العاصمة القفري، وصنعاء المصلي والأبيض والأغربي، أن حل القضية يترجم توجيهات القيادة الثورية بتوحيد الجبهة الداخلية وتعزيز روابط الأخوة بين قبائل اليمن ويعكس تلاحم واصطفاف اليمنيين في مواجهة العدوان الأمريكي، الصهيوني.
وأشادوا بموقف أولياء الدم في العفو عن الجاني وتجسيد قيم التسامح والأخوة وأعراف وأصالة القبيلة اليمنية، مؤكدين أن حل القضية يسهم في تعزيز اللحمة بين اليمنيين ونبذ الخلافات والنزاعات والتسامي فوق الجراح.
واعتبروا هذه المواقف القبيلة التي جسدها أبناء بلاد الروس، رسالة للأعداء وأدواتهم، بتنازل أبناء اليمن لبعضهم البعض حفاظًا على النسيج المجتمعي وتعزيزًا لوحدة الصف وتماسك الجبهة الداخلية لمواجهة تحديات المرحلة الراهنة التي يمر بها اليمن.
بدورهم أشاد المشايخ الحاضرون الصلح من مختلف قبائل اليمن، بموقف أولياء الدم في العفو عن الجاني والذي يجسّد قيم وأعراف القبيلة اليمنية، حاثين أبناء القبائل على تعزيز مساعي الصلح وإنهاء الخلافات البينية ومعالجة النزاعات وتغليب مصلحة الوطن العليا.
وقدّم رئيس لجنة الوساطة الشيخ محمد الزلب، درع الوفاء، عبارة عن آلي إيكي، تقديرًا لموقف الوفاء من آل التام وقبيلة بلاد الروس، وتم رفع الرايات البيضاء من قبل قبائل همدان لموقف بلاد الروس.
حضر الصلح مدير مديرية همدان فهد عطية والمشايخ علي المطري وعبدالولي ودوام ومنصور الويبي، ومالك العواضي وحسين العماد وحميد رطاس، وراجح سعيد وعلي عدوله.
المصدر: الثورة نت
كلمات دلالية: أولیاء الدم بلاد الروس
إقرأ أيضاً:
ثورة في علاج جروح مرضى السكري: هل اقتربنا من الشفاء التام؟
شمسان بوست / متابعات:
بحثت دراسة صينية جديدة في التطورات المُحرزة في مجال علاج الجروح، مُركزة تحديدا على الضمادات الحساسة للبيئة المُحيطة بجروح مرضى السكري.
تمثل الجروح المرتبطة بمرض السكري، مثل قرح القدم السكرية، واحدة من المضاعفات الشائعة المرتبطة بمرض السكري. وقرحة القدم السكرية هي قرحة أو جرح مفتوح، وهي تصيب حوالي 15% من مرضى السكري، وعادة ما تظهر في أسفل القدم.
ويُدخل 6% من المصابين بقرحة القدم إلى المستشفى بسبب عدوى أو مضاعفات أخرى مرتبطة بالقرحة وفقا للجمعية الطبية الأميركية لطب الأقدام. ويحتاج ما يقارب 14-24% من مرضى السكري الذين يُصابون بقرحة في القدم إلى البتر.
وأجرى الدراسة باحثون من مستشفى الشعب، كلية الطب في هانغتشو والمختبر الرئيسي لتركيب المواد العضوية الحيوية في مقاطعة تشجيانغ، كلية التكنولوجيا الحيوية والهندسة الحيوية، جامعة تشجيانغ للتكنولوجيا في الصين، ونُشرت في مجلة الهندسة في 13 مايو/أيار الماضي، وكتب عنها موقع يوريك أليرت.
وكشف الباحثون أنه وعلى مدار الـ30 عاما الماضية تم نشر أكثر من 3 آلاف براءة اختراع و300 مخطوطة علمية حول الضمادات النشطة بيولوجيا لعلاج جروح مرض السكري. وصممت هذه الضمادات للتفاعل مع بيئة جروح مرضى السكري وتعديلها. وقد أدت هذه الابتكارات إلى طرح نموذج يُعرف بـ”الاستجابة للبيئة الدقيقة مع التنظيم عند الحاجة”، ويهدف إلى تقديم علاج دقيق يتجاوب مع التغيرات الديناميكية داخل جروح مرضى السكري.
كيف تلتئم الجروح؟
تختلف عملية التئام جروح مرضى السكري عن عملية التئام الجروح العادية وتعتبر عملية معقدة. تمر الجروح بعدة مراحل قبل أن تلتئم، وهذه المراحل هي: مرحلة توقف النزف حيث تضيق الأوعية الدموية وتتجمع الصفائح الدموية لإيقاف النزيف، وغالبا ما يُعاني مرضى السكري من تراكم غير طبيعي للصفائح الدموية وتكوين شبكة الفيبرين (المكون الهيكلي الرئيسي لجلطة الدم والتي تثبت سدادة الصفائح الدموية التي تتشكل عند إصابة الأوعية الدموية).
وتمر الجروح في رحلة الشفاء بمرحلة ثانية هي المرحلة الالتهابية وفيها يحدث تدفقٌ لمجموعة متنوعة من الخلايا الالتهابية، وتطول لدى مرضى السكري المرحلة الالتهابية بسبب ضعف وظيفة الخلايا المناعية، واختلال توازن الوسائط الالتهابية (جزيئات صغيرة وبروتينات مهمة لتضخيم وإنهاء أنواع مختلفة من الاستجابات الالتهابية)، وعوامل أخرى مثل الإفراط في إنتاج أنواع الأكسجين التفاعلية (reactive oxygen species) التي تسبب الإجهاد التأكسدي. ويصعب علاج العدوى المستمرة التي يعاني منها المريض.
ويلي المرحلة الالتهابية مرحلة التكاثر وتتكون في هذه المرحلة أوعية دموية جديدة، ويعاني مرضى السكري في هذه المرحلة من ضعف الوظيفة الطبيعية لبعض الخلايا مثل الخلايا الكيراتينية والأرومات الليفية. ويُضعف نقص الأكسجين وظائف الخلايا وتكوين الأوعية الدموية.
أما المرحلة الأخير فهي مرحلة إعادة البناء وهي المرحلة التي يصل فيها الجرح إلى أقصى قدر من القوة، وفي هذه المرحلة تفرز الخلايا الليفية العضلية الكولاجين (نوع من البروتينات المنتشرة بكثرة في الجسم) من النوع الثالث ثم الكولاجين من النوع الأول، وبعد ذلك يؤدي إعادة تنظيم الكولاجين إلى زيادة قوة الألياف في الجرح.
وعلى الرغم من أن ترسب الكولاجين أمر بالغ الأهمية لالتئام الجروح، إلا أن ترسب الكولاجين غير المنظم يمكن أن يؤدي أيضا إلى مضاعفات. وتكون جودة ترسب الكولاجين لدى مرضى السكري رديئة، مما يجعل الجرح عرضة للانتكاس.
وتتميز البيئة الدقيقة للجروح العميقة بارتفاع مستويات الغلوكوز (سكر الدم)، ويعزز ارتفاع الجلوكوز تراكم نواتج “النهايات الجليكية” (glycation end-products)، والتي لا تُطيل الاستجابة الالتهابية فحسب، بل تؤثر أيضا على هجرة وتكاثر خلايا الشفاء الرئيسية.
ونواتج النهايات الجليكية هي بروتينات أو دهون تتجلط بعد التعرض للسكريات. وتنتشر هذه المنتجات في الأوعية الدموية لمرضى السكري، وتساهم في تطور تصلب الشرايين. ويؤثر وجود هذه المنتجات وتراكمها في أنواع مختلفة من الخلايا على البنية والوظيفة داخل وخارج الخلايا. كما تساهم هذه المنتجات في مجموعة متنوعة من المضاعفات. وتُعيق العوامل المُضطربة -بما في ذلك التراكم المُفرط لنواتج النهايات الجليكية وأنواع الأكسجين التفاعلية- عملية التئام الجروح الطبيعية.
الضمادات النشطة بيولوجيا
ولمواجهة هذه التحديات، طوّر الباحثون ضمادات حيوية حساسة للبيئة الدقيقة مع تنظيم عند الطلب. ويُمكن تصنيف هذه الضمادات ضمن ضمادات تستخدم إستراتيجيات تنظيم سلبية وأخرى نشطة عند الطلب.
وتشمل إستراتيجية التنظيم السلبية تنظيم حساس للغلوكوز (سكر الدم)، وتنظيم حساس لدرجة الحموضة (تعديل إطلاق الدواء بناء على تغيرات درجة الحموضة)، وتنظيم مضاد للأكسدة، ومضاد للالتهابات، ومضاد للعدوى (إزالة أنواع الأكسجين التفاعلية، وتثبيط البكتيريا، وتقليل الالتهاب)، وتنظيم حساس للعوامل المضطربة مثل استهداف نواتج النهايات الجليكية، والتنظيم الحساس لدرجة الحرارة والرطوبة (الاستجابة لتغيرات درجة الحرارة والرطوبة).
وتشمل إستراتيجيات التنظيم النشطة عند الطلب تنظيم حساس للموجات فوق الصوتية (تحفيز إطلاق الدواء باستخدام الموجات فوق الصوتية)، وتنظيم حساس للمغناطيسية (باستخدام المجالات المغناطيسية للعلاج)، وتنظيم حساس للضوء (باستخدام تقنيات التحفيز الضوئي والحرارة الضوئية).
ومع ذلك، لا يزال التطبيق الطبي للضمادات النشطة بيولوجيا يواجه تحديات. ويجب تحليل السلامة البيولوجية للمواد المبتكرة بدقة، ويجب أن تتوافق مع المعايير التنظيمية. وقد تتطلب الضمادات المختلفة مسارات موافقة مختلفة من إدارة الغذاء والدواء الأميركية، وذلك تبعا لخصائصها.
وينبغي أن تركز الأبحاث المستقبلية على آليات الاستجابة الذكية، وبناء أنظمة التوصيل، والتوافق الحيوي، وتحسين الخصائص الميكانيكية، ودمج المستشعرات، والتصميم متعدد الوظائف، وذلك لتحسين فعالية هذه الضمادات في علاج جروح مرضى السكري.