الثورة نت:
2025-06-06@01:37:38 GMT

طفولة غزة ظل لا ينكسر

تاريخ النشر: 4th, June 2025 GMT

 

 

مجازر غزة لا تتوقف عن النزيف، ومشاهدها الدامية تفوق كل تصور، لا يضاهيها هول في أية بقعة من الأرض، هي ليست مشاهد من فيلم ليوم القيامة، ولا عرض سينمائي من نسج الخيال، بل هي واقع مرير يعيشه أهالي القطاع منذ بدء الاحتلال، ووصمة عار أبدية تطارد كل من لا يزال حيا بضمير ميت.
في غزة ينام الطفل على أنين الجوع الذي ينهش أحشاءه كل ليلة، ويستيقظ قبل أن يغمض عينيه على دوي انفجارات تهز قلبه قبل جدران منزله، في غزة يغفو الطفل ممسكا بيد إخوته، خشية أن يرحلوا دون وداع، لتوقظه الفاجعة على نصف يد أو جسد ممزق أو بقايا أحلام وردية لم يتبق منها سوى رماد، هنا تحت وطأة القهر والمعاناة لا مكان للرحمة، ولا صوت يعلو فوق صراخ الألم.


وفي مشهد يدمي القلب تتجلى قصة الطفلة ورد جلال، التي فتحت عينيها على مذبحة مروعة التهمت إخوتها وأخواتها، فلم يكن لها سبيل إلا أن تنجو بنفسها من براثن اللهب، ومعها ظلها الوحيد الذي لم يفارقها.
الظل الذي بات دليلا صارخا على أن طفولة غزة مهما تكالبت عليها النيران ولفحتها قسوة الزمن، ترفض الموت والانكسار، فالظل وحده كان شاهدا على صمودها، وأقوى من كل المجازر، هذا الظل ليس لورد وحدها، بل هو امتداد لكل طفل حاول النجاة، ولم تدركه أيادي الإنقاذ، هو لكل روح قاومت ثقل الركام الذي سحقها، ورزحت تحت هول المصاب، تنتظر بصيص أمل ينجيها من العدم.
هذا الظل ليس مجرد لأثر، بل هو رمز للصمود الذي لا ينكسر، شعلة للمقاومة التي لا تخبو، وصرخة كل طفل في غزة يصارع الموت في كل لحظة، هذا الظل رسالة إلى أولئك الذين تعاموا عن الجرح النازف، وأغمضوا أعينهم عن النزيف المتواصل، وهدموا صروح الإنسانية ببرود، وصفقوا لمسرحية الدم التي لا تتوقف، وإلى من وقفوا إلى جانب الظلم، ومولوا استمرار نزيف الدم المهدور ظلما وعدوانا، في كل شبر من قطاع غزة، وفي كل نبضة قلب فيه.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

ما الذي عندنا وما الذي عندهم ؟

بقلم: كمال فتاح حيدر ..

عندهم مئات المراكز الاستقصائية والاستطلاعية والتحليلية لدراسة تحركاتنا ومتابعة نشاطاتنا نحن العرب. وعندنا آلاف المراكز لتعليم الرقص الشرقي بذريعة الحفاظ على التراث. .
عندهم مواسم استكشافية يطوفون فيها البحار والمحيطات وفي القارتين القطبيتين، وعندنا مواسم ترفيهية، ومهرجانات يومية وأسبوعية وشهرية نستجلب فيها شكيرا واخواتها. .
عندهم برامج للتثقيف والتوعية، وعندنا برامج للتسفيه والتسخيف. .ص
عندهم منصات لإطلاق الصواريخ والمركبات الفضائية، وعندنا منصات للتسقيط والاستهداف والتهجم على الناس وتلفيق الاتهامات للخصوم في مواسم الانتخابات السياسية. .
عندهم مهرجان سنوي لاختيار افضل ابتكار من ابتكارات الذكاء الاصطناعي، وعندنا مهرجانات سنوية لإختيار أجمل معزة. وقد فازت المعزة (دالي) بعد منافسة مع 74 معزة. نبارك للعرب على هذا الإنجاز ونتمنى لهم دوام التميز. .
عندهم مؤسسات لإصلاح المنحرفين وتقويم سلوكهم، وعندنا اهتمامات من نوع آخر بالمنحرفين، ففي البلاد العربية لما يكون الإنسان (صايع ودايح) يقولون: الله يهديه. ولكن لما يهديه الله ويعود للطريق، يقولون عنه: (هذا كان صايح ودايح). .
عندهم ورقة المئة دولار غير قادرة على شراء خروف واحد بوزن اقل من 20 كيلوغرام. لكنها عندنا قادرة على شراء آنسان بوزن البغل لضمان صوته في الانتخابات الموسمية. .
عندهم احتفالات يتنكرون فيها بأقنعة مصطنعة، وعندنا طقوس يخرج فيها بعض رجال الدين والسياسة بوجوههم الحقيقية لكنها وجوه مراوغة لها أكثر من قناع. .

د. كمال فتاح حيدر

مقالات مشابهة

  • مشعر عرفات.. الركن الأعظم للحج الذي يجمع المسلمين وسط أجواء روحانية عظيمة
  • سرير تحت النجوم
  • مسجد نمرة.. منبر عرفات الذي بني في مكان خطبة الوداع
  • ليد الشيخ الذي لا يكتب عن الحرب
  • المخرجة السورية وعد الخطيب.. طفولة وأمومة صاغتا عدسة من أجل سما
  • محمود عبد العزيز.. الساحر الذي لم يغادر الشاشة رغم الغياب
  • ما الذي جعل ثوران جبل إتنا الأخير نادرا؟.. اعرف السبب
  • رجل ماكرون يطرق باب الجزائر.. زيارة سعادة بين رسائل الظل ومحاولات كسر الجليد
  • ما الذي عندنا وما الذي عندهم ؟