ركوب الدراجة في أوروبا.. نهج جديد للسفر المستدام والمتعة على عجلتين
تاريخ النشر: 4th, June 2025 GMT
في أوروبا، يتزايد عدد المسافرين الذين يختارون استكشاف القارة عبر الدراجة الهوائية، معتمدين على شكل جديد من السفر المستدام الذي يجمع بين المغامرة والوعي البيئي، فرياضة التحمل التي كانت يومًا ما حكرًا على المحترفين أصبحت الآن وسيلة شعبية ومتصاعدة للتنقل، مع تزايد الوعي الأوروبي بأهمية الاستدامة اعلان
وفقًا للاتحاد الأوروبي لراكبي الدراجات (ECF)، تُسجل سياحة ركوب الدراجات ما يقارب 2.
وفي اليوم العالمي للدراجات الهوائية، الذي يصادف الثالث من يونيو، تبدو هذه اللحظة مثالية لاحتضان شكل من أشكال السفر الذي لا يعزز رفاهيتك فحسب، بل ينعكس إيجابيًا أيضًا على صحة الكوكب.
لطالما كانت الدراجة جزءًا من الهوية الأوروبية، فهي قارة "طواف فرنسا"، و"جيرو دي إيطاليا"، و"لا فويلتا إسبانيا"، لكن الطفرة الحالية في سياحة الدراجات تتجاوز السباقات الاحترافية، لتصل إلى المسافرين العاديين الذين يختارون الطرق البانورامية الهادئة لاستكشاف القرى والمدن الأوروبية بطريقة بطيئة، ممتعة، وصديقة للبيئة.
هذه الطفرة لم تمر دون أثر اقتصادي؛ إذ تدر سياحة الدراجات أكثر من 44 مليار يورو سنويًا، وتدعم آلاف المشاريع الصغيرة، من دور الضيافة الريفية إلى محلات تصليح وتأجير الدراجات، كما تسهم في نقل السياحة إلى خارج المناطق المكتظة، مما يعزز الدخل في المناطق الريفية والموسمية.
وإلى جانب الفوائد الاقتصادية، تحقّق سياحة الدراجات مكاسب غير مباشرة كبيرة. فالركوب يعزز الصحة البدنية والعقلية، ويقلل الانبعاثات، ويساهم في أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة، مثل الوصول العادل إلى وسائل النقل.
كيف تقود مبادرة واحدة التغييرفي قلب ثورة ركوب الدراجات الأوروبية، يبرز مشروع EuroVelo، وهو شبكة قارية من طرق الدراجات الهوائية طويلة المدى، تهدف لتعزيز السفر المستدام وربط أوروبا بمسارات تمتد لآلاف الكيلومترات.
عند اكتمالها، ستبلغ شبكة يوروفيلو نحو 61,000 كيلومتر، موزعة على 17 طريقًا ذا طابع مميز، معظمها على طرق مخصصة أو منخفضة الحركة المرورية. وحتى عام 2023، تم تنفيذ أكثر من 56,000 كيلومتر منها بالفعل.
وتحمل كل من هذه الطرق طابعًا خاصًا:
EuroVelo 1، طريق الساحل الأطلسي، يمتد لأكثر من 10,600 كيلومتر من شمال النرويج إلى البرتغال.
EuroVelo 6، طريق الأنهار، يتبع مجاري اللوار والراين والدانوب وصولًا إلى البحر الأسود.
EuroVelo 13، المعروف بـ"طريق الستار الحديدي"، يحول الحدود السابقة للحرب الباردة إلى ممر استكشافي يصل إلى أطراف تركيا واليونان.
طرق جديدة وإمكانيات جديدة في طور الإعدادلا تزال شبكة EuroVelo تتوسع بشكل لافت، ففي عام 2023، أعلن الاتحاد الأوروبي للدراجات عن خطط لإطلاق EuroVelo 16، طريق الدراجات الإيبيري الجديد الذي يبلغ طوله نحو 1,900 كيلومتر، وسيربط لشبونة ببامبلونا مرورًا بألينتيخو، طليطلة، مدريد، وسفوح جبال البرانس، على أن يكتمل بحلول عام 2028.
وفي الوقت ذاته، تزداد شعبية طرق أخرى مثل طريق الخليج للدراجات الهوائية بطول 130 كيلومترًا، بين والني في بارو إن فورنس وجلاسون دوك في لانكستر، والذي يجتذب نحو 3 ملايين راكب سنويًا وفقًا لمؤسسيه، شراكة خليج موريكامب.
بدأت الحكومات الأوروبية تتجاوب مع هذا التوجه، ففي فبراير 2023، أعلنت المملكة المتحدة عن استثمار بقيمة 355 مليون يورو لتحسين بنية المشي وركوب الدراجات في إنجلترا، يشمل بناء 300 ميل من الطرق الجديدة، وتطوير معابر أكثر أمانًا، وتوفير تدريب مجاني لآلاف الطلاب.
وفي مدينة مانشستر، تسعى السلطات لبناء شبكة متكاملة تُعرف بـ"شبكة بي"، تشمل مسارات للدراجات والمشي والحافلات والترام، وقال عمدة المدينة، أندي بورنهام، إن الخطة تستهدف ربط 95% من السكان بممرات نشطة عالية الجودة ضمن مسافة 400 متر من منازلهم.
مع تزايد الاستثمارات والبنية التحتية الصديقة للدراجات، تواصل هذه الوسيلة كسب المزيد من المؤيدين. فهي ليست فقط في متناول الجميع، بل تتيح تجارب سفر تجمع بين المغامرة والهدوء، بين الاستكشاف والحفاظ على البيئة.
سواء كانت رحلة نهاية أسبوع على ضفاف نهر الدانوب أو مغامرة تمتد من النرويج إلى البرتغال، أصبحت الدراجة الهوائية أداة لاكتشاف أوروبا من منظور جديد وبأثر بيئي أخف.
انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثةالمصدر: euronews
كلمات دلالية: إسرائيل غزة إيران السعودية حركة حماس فرنسا إسرائيل غزة إيران السعودية حركة حماس فرنسا رياضة الدراجات سياحة سفر إسرائيل غزة إيران السعودية حركة حماس فرنسا البرنامج الايراني النووي سوريا أوكرانيا الذكاء الاصطناعي الحج المساعدات الإنسانية ـ إغاثة الدراجات الهوائیة طریق ا
إقرأ أيضاً:
«الإمارات للدراجات».. رباعية تاريخية في «طواف فرنسا»
مراد المصري (أبوظبي)
واصل فريق «الإمارات -إكس آر جي»، إنجازاته التاريخية العالمية، بالفوز للمرة الرابعة بلقب سباق فرنسا الدولي «تور دي فرانس»، أحد أهم وأعرق السباقات الدولية وأكثرها شهرة، وذلك بواسطة النجم تادي بوجاتشار، الذي اختتم «المرحلة 21» والأخيرة، التي أقيمت مساء اليوم الأحد، وهو في صدارة الترتيب، ليحتفل بالتفوق عند معلم «قوس النصر» في قلب باريس.
ونجح بوجاتشار نجم فريق «الإمارات -إكس آر جي»، من الفوز للمرة الثانية على التوالي، والرابعة بالمجمل في أعوام 2020، و2021، و2024 و2025، بعدما أنهى الجولات الـ21، التي امتدت لإجمالي مسافة 3320 كيلو متراً، بزمن 76 ساعة و32 ثانية.
وارتدى بوجاتشار «القميص الأصفر» لمتصدر الترتيب العام، بينما كان يقطع خط النهاية، وهو الذي احتفظ بهذا القميص منذ «المرحلة 12»، ولم يتمكن أي منافس من مجاراته، وسط تفوق شبه مطلق في هذه النسخة، كما كسب بوجاتشار، القميص المنقط، لصاحب أفضل أداء على المسارات الجبلية.
ويجسد فريق الإمارات، النجاح الإماراتي في المجالات كافة، وكيفية تحويل الطموحات إلى إنجازات كبيرة، وذلك رغم حداثة عمره نسبياً مقارنة بالفرق الأخرى، حيث تأسس في أوائل عام 2017، ونجح سريعاً في ترك بصمته على الساحة الدولية، وتجلى هذا النمو والنجاح بانتصارات بوجاتشار في «طواف فرنسا» في عامي 2020 و2021، وبحصول الفريق على لقب أفضل فريق في طواف العالم للاتحاد الدولي للدراجات في عام 2023.
وأكمل الفريق مسيرة إنجازاته بانتصارات في العديد من السباقات الأخرى، وعاد ليفوز بـ «طواف فرنسا» بقيادة بوجاتشار في 2024، وأيضاً ينال جائزة أفضل فريق دراجات هوائية في العالم للعام الثاني على التوالي في ذات العام الذي حقق فيه رقماً قياسياً من الانتصارات بلغ 81 فوزاً.
وواصل الفريق مسيرته في العام الجاري، الذي ارتفعت فيه عدد انتصاراته إلى 56 فوزاً، في بداية جاءت بالفوز بـ «طواف الإمارات» على أرض الدولة، والآن الاحتفاظ بلقب «طواف فرنسا» للعام الثاني على التوالي، ويبدو أنه في طريقه لتحطيم رقم قياسي آخر في عدد الانتصارات.
وتميزت المرحلة الأخيرة من الطواف بحضور آلاف المتفرجين، حيث بدأ المتفرجون بالوصول إلى شارع ليبيك في وقت مبكر، قبل وقت طويل من انطلاق بوجاتشار ومنافسيه.
وكانت المرحلة الأخيرة من «تور دي فرانس» في العالم الماضي اختتمت بعيداً عن باريس للمرة الأولى منذ عام 1905، بسبب تعارضها مع مواعيد سباقات الطرق في الأولمبياد، حيث أقيمت المرحلة الأخيرة في نيس، لكن في نسخة العام الحالي عاد شارع الشانزلزيه، ليكون شاهداً على نهاية السباق.