محمود عبيد.. ليس مجرد مقال!
تاريخ النشر: 4th, June 2025 GMT
سارة البريكية
sara_albreiki@hotmail.com
يحدث أن تفقد الأرض شجرة معطاءة، فيبكي الجميع على فقدها، ويحدث أن تسقط ورقة من تلك الشجرة ولا يشعر بها أحد، وقد تسقط ثمرة دون أن تشكّل فارقًا كبيرًا. ولكن إذا فقدنا الشجرة المثمرة، فقد فقدنا كنزًا وهبنا الله إياه.
الماء الذي يمر ويعبر الأزقة والحواري، إن فاض عن مجراه وعاد إلى البحر، فهو إهدار للنعم، وكل نعمة تأتي من الله علينا أن نحافظ عليها ونساهم بفعالية في إيجاد طرق لاستغلالها.
ذلك الرجل المعطاء، بابتسامته وسؤاله وإحساسه الكبير، كان معلمًا ترك بصمة واضحة في حياة الكثير من الإعلاميين والمثقفين والكتاب والأدباء. كان يبادر ويتواصل ويسأل ويهنئ، ويشارك الجميع، ذلك الذي اتفق الجميع على احترامه وحبه وتقديره.
كان مواسيًا ومشجعًا، مناضلًا واجتماعيًا، محبًا لولاية مطرح وسلطنة عمان، عاشقًا لكل زاوية من حارات مطرح وأزقتها وحواريها، ولسانًا ناطقًا باسم المجتمع المطرحي، يدافع بشدة ويناضل بقوة، ويساهم بفعالية لمستقبل أفضل. كان حاضرًا في كل الحلول المتوقعة، مطالبًا بها بقوة.
رحل محمود عبيد الإنسان، الذي تحمل المرض بصمت كي لا يشعر محبوه بالألم على وضعه الصحي. تألم بصمت واحترق بصمت، ليرحل بصمت. وعندما دخل العناية المركزة، كنا في حالة ذهول وقلق، ولكن بصيص الأمل ظل موجودًا، حتى جاءت المعركة الأخيرة.
كانت له مواقف لا تُنسى، منها احتفاؤه بتخرّجي، حيث وصفني بالقوية والمناضلة وعمانية التحدي، عندما صمم لي فيديو قصير عن يوم تخرّجي وكتب عليه: "سارة عُمانية التحدي حصدت ثمار التحدي". كان مشجعًا للجميع، وفيًا لهم، متواصلًا معهم، ومحبوبًا من الكل، لأنّه نقي السريرة وطيب القلب، ذلك الوجه البشوش الذي تفرح بلقائه كثيرًا.
الطيبون يرحلون سريعًا، تمضي الأيام بهم مسرعة، فتمسكوا بهم جيدًا، لأنّ كل طيب إن ذهب لا يعود، ولا يمكن مقارنته بأحد، ولا بدائل أخرى للقلب الطيب.
الكاتب الدرامي والمخرج العريق، وصاحب الصوت الفخم، الصوت الذي لا يتكرر، الصوت الذي يعبر مساحات شاسعة بك وفيك، ويغوص في أقصى حنايا القلب والذاكرة والوجدان، كان صوتًا حاضرًا رغم غيابه الطويل، صوتًا مخضرمًا لن يتكرر.
ومن لا يعرف أبو صهيب، فقد بدأ عبيد الحسني مسيرته المهنية من خلال إذاعة عُمان، وكانت أولى برامجه الإذاعية عام 1987 عبر برنامج "العيون الزاهرة". ثم توالت مشاركاته في البرامج التنموية، بما في ذلك ما يتعلق بالصحة والتعليم في بداية النهضة العُمانية. كما كان أحد الأعضاء المؤسسين لإذاعة الشباب، ليساهم في إطلاق منصة شبابية تعكس تطلعات الجيل الجديد عبر عدة برامج متنوعة.
قدّم الراحل عددًا هائلًا من المسلسلات الإذاعية، ومن أشهرها مسلسل "اللي يعيش ياما يشوف"، الذي حصد جائزتين ذهبيتين من البحرين ومصر.
لقد فقدنا شخصًا مهمًا من رجالات عُمان المخلصين، شخصًا متفانيًا في عمله، صادقًا مع نفسه أولًا ومع الآخرين، بعيدًا عن محبة الشهرة أو التباهي، كما هو حال بعض الإعلاميين اليوم. كان شخصًا نادرًا، والنادر إذا ذهب لن يتكرر.
هكذا يغادرنا، وتحفه الدعوات. وفي يوم عرفة، نسأل الله أن يتغمده بواسع رحمته، وعظيم مغفرته، وأن يسكنه فسيح جناته، ويلهم أهله وذويه الصبر والسلوان.
إنا لله وإنا إليه راجعون.
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
النوبة القلبية التي تقتلك بصمت: 9 إشارات خادعة تظنها "تعبًا عادياً"... لكنها قاتلة
صورة تعبيرية (مواقع)
هل يمكن أن تُصاب بنوبة قلبية دون أن تشعر؟ نعم، وقد تكون مهددة للحياة أكثر من تلك المصحوبة بألم الصدر المعتاد.
النوبة القلبية الصامتة تُصيب آلاف الأشخاص دون أن يدركوا ذلك، فهي لا تأتي بأعراض درامية واضحة، بل تتخفّى خلف علامات خفيفة تُشبه مشكلات يومية بسيطة، وغالبًا ما تمرّ دون تشخيص حتى يفوت الأوان.
اقرأ أيضاً جرعتان فقط تدمّران الكبد تمامًا: هذا المشروب قاتل ويتسلل إلى جسدك دون أن تدري 5 يونيو، 2025 صدّقي أو لا تصدّقي: 4 "مكونات سحرية" من مطبخك تجعل اللحم ينضج في دقائق 5 يونيو، 2025???? وفقًا لتقرير نشره موقع Times of India، هذه الحالة الخطيرة تحدث بشكل خاص بين النساء، لأن أجسامهن تُظهر أعراضًا غير تقليدية، وغالبًا ما يتم التقليل من شأنها.
احذر هذه العلامات التسعة، فقد تنقذ حياتك:
تعب غريب لا يزول:
إرهاق مفاجئ وغير مبرر، حتى بعد النوم الجيد؟ قد لا يكون مجرد "إجهاد"، بل ناقوس خطر بأن القلب لا يضخ الدم جيدًا.
انزعاج في الصدر – لا ألم:
شعور بثقل أو ضغط خفيف في الصدر، حتى لو لم يكن مؤلمًا، لا يجب تجاهله.
ضيق تنفس غير مبرر:
تشعر بأنك تختنق عند صعود السلم أو حتى أثناء الراحة؟ قد يكون القلب يعاني.
غثيان أو عسر هضم مفاجئ:
هل تشعر بالامتلاء أو رغبة في التقيؤ دون سبب غذائي؟ انتبه… هذا ليس مجرد اضطراب معدة.
دوخة مفاجئة أو إغماء:
قد يكون الدم لا يصل بكفاءة إلى الدماغ، بسبب ضعف عضلة القلب.
تعرق بارد دون مجهود:
تتعرق فجأة وأنت جالس؟ هذه علامة قد تكون مرتبطة بنوبة قلبية وشيكة.
ألم مبهم في الجسم العلوي:
آلام في الفك، الرقبة، الظهر أو الذراعين دون سبب واضح؟ لا تظنها شدّ عضلي فقط.
أرق وقلق ليلي:
صعوبة في النوم أو شعور غامض بالانزعاج؟ قد يكون القلب يُرسل إشارات استغاثة.
قلق غير مبرر أو إحساس بالخطر:
إحساس داخلي غريب بأن "شيئًا خطيرًا سيحدث"؟ أحيانًا، الجسد يعرف قبل العقل.
الخلاصة:
النوبة القلبية لا تأتي دائمًا بصوت عالٍ… أحيانًا، تهمس بخطر قاتل.
إذا شعرت بأي من هذه العلامات، فلا تتردد في طلب المساعدة الطبية فورًا، فقد تكون هذه الأعراض الصامتة هي الفارق بين الحياة والموت.