الهلال.. بين تمثيل الوطن والقيود المجهولة
تاريخ النشر: 10th, June 2025 GMT
للمرة الثانية على التوالي، يجد فريق الهلال نفسه في موقف لا يُحسد عليه، وهو يحمل راية الكرة السعودية في محفل عالمي بحجم كأس العالم للأندية، دون أن يتمكن من تعزيز صفوفه بعنصر أجنبي واحد، على الرغم من الحاجة الفنية الواضحة، والمطالبات المتكررة من المحبين والمختصين بضرورة التدعيم؛ باعتباره أولوية قصوى للمرحلة.
المفارقة أن هذه الظروف تتكرر بنفس التوقيت الحرج، وكأن القدر كُتب على الهلال أن يخوض أكبر التحديات منقوص العدة والعتاد.
فالمرة الأولى كانت صادمة بكل المقاييس، حين تم الإعلان عن عقوبة إيقاف التسجيل عشية العيد، في توقيت أربك الجميع، واحترام المواعيد وإتاحة الفرصة؛ لاتخاذ التدابير القانونية. لم يُمنح الهلال حينها الوقت الكافي لإعادة ترتيب أوراقه، ليخوض بعدها السوبر السعودي، ثم يتجه مباشرة إلى كأس العالم للأندية.
ومع ذلك، أثبت الزعيم قدرته على تجاوز العقبات، وسطر ملحمة كروية بلغ بها نهائي البطولة؛ ليصبح أول نادٍ سعودي يصل إلى هذا الإنجاز العالمي، ويظفر بوصافة العالم.
واليوم، ونحن نعيش فرحة عيد الأضحى مجددًا، يتجدد المشهد ذاته، ولكن بملامح أكثر غموضًا؛ إذ لم يتمكن الهلال حتى لحظة كتابة هذه السطور من استقطاب لاعب أجنبي واحد، رغم مشاركته المرتقبة في واجهة كرة القدم العالمية.
لا إعلان عن عقوبة، ولا ظهور لأي مانع قانوني واضح، لكن النتيجة واحدة: فريق عريق يُمثل الوطن، وكأنه مطالب بمواجهة أقوى أندية العالم بلا سلاح.
الأسئلة تتكاثر، والتبريرات غائبة، والصمت يخيّم، ما يفتح الباب أمام التأويلات، ويُغذي الشارع الرياضي بالاستياء، لا من منطلق العاطفة والانتماء فحسب، بل لأن ما يحدث يتنافى مع طموحات المرحلة، خاصة في ظل الاستحواذ على الأندية الكبيرة، والدعم غير المسبوق، الذي تقدمه القيادة الرشيدة للرياضة السعودية، لا سيما في المشاركات الدولية التي تُعلي من مكانة المملكة عالميًا،
الهلال ليس مجرد نادٍ، بل هو واجهة رياضية للوطن، وسفير للكرة السعودية في المحافل الكبرى. وحين يُحرم من أبسط حقوقه الفنية في لحظة التمثيل الخارجي، فإن المسألة تتجاوز حدود المنافسة، لتصل إلى عمق المسؤولية الإدارية والتنظيمية داخل المنظومة الهلالية.
تكرار هذا المشهد، دون تفسير واضح أو حلول جذرية، يثير تساؤلات كبيرة حول قدرة الإدارة على مواكبة الطموحات الوطنية، ويستدعي وقفة جادة تضع مصلحة الوطن فوق كل اعتبار.
وإذا كان الهلال قد صمد في المرة الأولى، وحقق ما لم يكن يتوقعه أكثر المتفائلين، فإن الكرة اليوم في ملعب من يدير. فالبطولات العالمية لا ينبغي أن تكون اختبارًا للصبر، بل مساحة للتألق وتحقيق الإنجازات.
ويبقى السؤال الحائر: لماذا لم يتمكن الهلال من تعزيز صفوفه بلاعبين أجانب، بينما شارك الاتحاد في النسخة الماضية من كأس العالم للأندية بعشرة لاعبين أجانب وستة محليين؟ والأهلي هو الآخر خاض معركة دوري أبطال آسيا بعدد وافر من النجوم بقيادة محرز وتوني وآخرين من الصف الأول الأوروبي، ليحققوا مجدًا آسيويًا لنادٍ كانت البطولة بالنسبة له مجرد حلم.
قائد الدفة الهلالية، فهد بن نافل، يملك كل التفاصيل، وعليه تقع كامل المسؤولية في كشف الحقائق، واتخاذ ما يلزم من قرارات، ليبقى الهلال كما عرفناه دومًا، ممثلًا مشرفًا للوطن، لا تائهًا في زوايا الغموض والتقصير.
المصدر: صحيفة البلاد
كلمات دلالية: عبدالمحسن الجحلان
إقرأ أيضاً:
أسامة إدريسي يتحدى الهلال ويُعلن طموحه في كأس العالم للأندية
خاص
أطلق اللاعب المغربي أسامة إدريسي، المحترف في صفوف نادي باتشوكا المكسيكي، تصريحات مثيرة قبيل انطلاق منافسات كأس العالم للأندية 2025، التي تستضيفها الولايات المتحدة الأمريكية.
وقال إدريسي: “سنتأهل مع ريال مدريد إلى دور الـ16 في كأس العالم للأندية، وسنفوز على الهلال.”
وأكد أحد لاعبي الفرق المنافسة لنادي الهلال أن الفريق السعودي يُعد من أقوى الأندية على الساحة، قائلاً: “الهلال يمتلك فريقًا قويًا، ولاعبين كبارًا يحملون أسماء بارزة لعبوا في أكبر الدوريات الأوروبية، وهذا بحد ذاته دليل على أنهم فريق صعب وعنيد.”
وأضاف: “المباراة أمامهم تُعد تحديًا كبيرًا بالنسبة لنا، ونسعى لأن نكون في أفضل جاهزية ممكنة، وإن شاء الله نحقق نتيجة إيجابية أمامهم.”
وتُعد تصريحات إدريسي تحديًا مباشرًا لنادي الهلال ، الذي يُشارك في البطولة بصفته بطل دوري أبطال آسيا، وسط ترقب جماهيري كبير لما ستشهده البطولة من مواجهات نارية بين كبار أندية العالم.