مختصون لـ"الرؤية": تغلغل العمالة الوافدة غير الماهرة في السوق المحلي يضر بالخدمات ويعرض سلامة المستهلكين للخطر
تاريخ النشر: 14th, June 2025 GMT
◄ الأزكي: السوق المحلي يعتمد بشكل مفرط على العمالة الوافدة غير الماهرة
◄ البادي: الصيانة الرديئة حرب على الاقتصاد الوطني ويجب التدخل العاجل
◄ البلوشية: يجب تشديد الرقابة على مكاتب جلب العمالة وتمكين الكفاءات العُمانية
الرؤية- سارة العبرية
يؤكد عدد من المختصين أهمية تمكين الكفاءات الوطنية وتأهيليها ميدانيا وفق معايير احترافية، وذلك لإعادة تنظيم سوق خدمات الصيانة والتشغيل، لافتين إلى أنَّ العمالة الوافدة غير الماهرة تنتشر بشكل كبير وهو ما أدى إلى تراجع جودة الخدمات وارتفاع التكاليف.
ويقول وليد بن سعيد الأزكي رئيس موارد بشرية وشؤون إدارية، إنَّ مهن الصيانة تُعد من الركائز الأساسية لأي مجتمع حديث، سواء على مستوى المنازل أو المؤسسات أو المرافق العامة، مشيرًا إلى أنَّ الطلب على هذه الخدمات تزايد بشكل كبير مع اتساع الرقعة العمرانية والنمو السكاني في سلطنة عُمان.
وأضاف الأزكي: "السوق المحلي بات يعتمد بشكل مفرط على العمالة الوافدة غير الماهرة، التي غالبًا ما تفتقر إلى التدريب المهني والتأهيل، ما أدى إلى تراجع جودة الخدمات الفنية وتهديد سلامة المستهلكين، ولقد واجهتُ شخصيًا عدة أحداث، منها تسريب مياه بسيط تسبب بأضرار إضافية نتيجة ضعف الكفاءة، فضلًا عن مشكلات متكررة مثل التأخر عن المواعيد، وانعدام الضمانات، وغياب الشعور بالمسؤولية تجاه جودة العمل".
وأوضح أن بعض المهن الحساسة مثل الكهرباء والغاز والمياه تتطلب خبرات دقيقة، ومع ذلك تُسند إلى عمالة تتعلم المهنة من خلال التجربة والخطأ، ما يؤدي إلى قرارات خاطئة منذ البداية، ويرفع التكاليف، ويطيل مدة الإنجاز.
أثر اقتصادي سلبي
وأشار الأزكي إلى أنَّ انتشار هذه العمالة يؤدي إلى هروب الأموال للخارج، وحرمان الاقتصاد الوطني من أي قيمة مضافة، مبينا: "أغلب دخل هذه العمالة يُحوّل للخارج، بينما الشباب العُماني المؤهل يُقصى من فرص مهنية حقيقية بسبب تفضيل السوق للعمالة الأرخص، رغم ضعف الجودة والمخاطر المحتملة".
ولفت إلى أنه لا توجد حتى الآن جهة واضحة وفعالة لمتابعة أداء العاملين في هذا القطاع، داعيًا إلى إنشاء هيئة فنية وطنية تتولى تصنيف وترخيص العاملين الفنيين، وإلزامهم باجتياز اختبارات مهنية قبل منح تصاريح العمل، إلى جانب رقابة إلكترونية تتيح تقييم جودة الخدمات من قبل المستهلكين، متابعا: "رسالتي للمسؤولين دعونا نوقف مرحلة الكم من العمالة غير المؤهلة، ونبدأ مرحلة الجودة؛ فالكفاءات الوطنية إذا أُتيحت لها الفرصة، ستُحسن الخدمة وتُحافظ على المال داخل الاقتصاد المحلي".
وذكر الأزكي أن توطين المهن الفنية ليس فقط ضرورة اجتماعية واقتصادية؛ بل يمثل فرصة حقيقية لتعزيز القيمة المحلية المضافة، داعيًا إلى تقدير الأثر الوطني لتوظيف العمانيين في هذه المجالات، مستشهدا ببيانات الهيئة العامة للمناطق الاقتصادية الخاصة والمناطق الحرة (OPAZ)، والتي تُظهر وجود 15 منطقة صناعية قائمة، إضافة إلى 8 مناطق أخرى قيد الإنشاء ضمن منظومة تضم 23 منطقة اقتصادية وصناعية، تحتضن أكثر من 2012 منشأة صناعية حاليًا.
وأوضح أنَّه بتقدير بسيط، فإنَّ الفني العُماني يمكنه أن يحقق دخلًا يوميًا يتراوح بين 10 إلى 15 ريالًا، أي ما يعادل 200 إلى 300 ريال شهريًا، مضيفا: "لو قمنا بتشغيل 5000 فني عُماني فقط، فإن الدخل القطاعي سيبلغ نحو1.5 مليون ريال شهريًا، أي 12-18 مليون ريال سنويًا تُضخ في السوق المحلي، ما يرفع القوة الشرائية ويُحرك عجلة الاقتصاد".
وقدم الأزكي حزمة من المقترحات لتقنين سوق العمل الفني وتحقيق القيمة المحلية المضافة، من أبرزها: إنشاء معاهد مهنية متخصصة داخل المناطق الصناعية، تركّز على التدريب العملي بالشراكة مع القطاع الخاص، خطة استراتيجية للتعمين، تتضمن حوافز للمشغّلين المواطنين وتشجيع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، وفرض الترخيص المهني الإلزامي، مع اختبارات كفاءة قبل منح تصاريح مزاولة المهنة، وتعزيز الثقافة المهنية الوطنية من خلال حملات توعوية للمستهلكين، وتحفيز الشباب للانخراط في هذا المسار المهني، إضافة إلى الاستثمار في العنصر الوطني ضمن الصناعات الصغيرة والمتناهية الصغر لخلق بيئة تنافسية مستدامة.
من جانبه، دعا صالح بن أحمد البادي رجل الأعمال، إلى ضرورة تنظيم قطاع الصيانة في سلطنة عُمان بما يضمن الاستفادة من الكوادر الوطنية المؤهلة، مؤكدًا أن السوق المحلي يعاني من اختلالات بسبب هيمنة العمالة غير الماهرة، ما يتسبب في أضرار فنية واقتصادية تؤثر على المواطن والمقيم والشركات معًا.
وقال البادي: "نحن لا نسعى لقطع أرزاق أحد، ولكن نريد خدمة متميزة وسعرًا مُناسبًا، واستدامة أطول للأجهزة والمعدات، والمؤسف أنَّ مُعظم أعمال الصيانة تُنفذ خارج كتيبات التشغيل وبدون تدريب أو تأهيل؛ فيؤدي إلى تقصير عمر الأجهزة بشكل واضح".
وأشار البادي إلى أنَّ الأجهزة التي من المفترض أن تعمل لأربع سنوات، تتلف خلال عامين بسبب التدخل غير المهني، مؤكدًا أن المواطن والمقيم يدفعان ثمن ذلك دون أن يدركا، سواء من خلال تكرار الأعطال أو ارتفاع تكاليف الصيانة بشكل يفوق قيمة شراء منتج جديد، إذ إن الصيانة الرديئة تُعد حربًا خفية على الاقتصاد، وهي مخالفة صريحة يجب أن يتدخل القانون لمعالجتها.
وأوضح البادي أنَّ الشباب العُماني المؤهل لا يستطيع منافسة العمالة الرخيصة وغير المدربة، مشيرًا إلى أن الفارق السعري الكبير يمنعهم من دخول السوق بقوة، موضحا: "للأسف الصيانة الأرخص ليست الأفضل هي فقط تُحلّ المشكلة وقتيًا، لكنها تعقّد الجهاز، وتجعله بحاجة لصيانة متكررة أو استبدال كامل".
وأكدّ أنَّ الحل يكمن في تشغيل خريجي مؤسسات التدريب المهني والتقني مباشرة، عبر برامج عمل رسمية تنظم السوق وتتيح لهؤلاء تقديم خدمات مستدامة، مضيفًا: "حتى لو كان سعر العُماني أعلى، فهو مؤهل ومدرّب ويضمن خدمة تحافظ على الجهاز وتحمي المستهلك، كما يجب أن تمنح شهادات موثوقة لهؤلاء الشباب من الشركات الموردة ومن معاهد مهنية معتمدة، بحيث تكون مرتبطة بنظام تصنيف واضح، ويمكن أن يحمل الفني بطاقة تعريفية توضح تصنيفه من نجمة إلى خمس نجوم بناء على تقييم إلكتروني يشارك فيه المستهلك النهائي، وهذه التقييمات يجب أن تُحدث سنويًا، بحيث تُميز الخدمة الممتازة بسعر أعلى، مما يمنح المستهلك حرية الاختيار وفق ميزانيته واحتياجه، تمامًا كما هو الحال في التطبيقات الحديثة مثل طلبات أو أوبر".
ودعا البادي إلى تطوير نظام وطني شامل لتنظيم قطاع الصيانة، يشمل: تقييم فني معتمد من معهد متخصص بالتعاون مع شركات التوريد، ومنصة إلكترونية لتحديد مواعيد الحجز، والتقييم، ومراقبة الأداء، تنظيم العمالة المساعدة بحيث لا يعمل أي فني بدون ترخيص أو شهادة تصنيف مهنية. وقال: "إذا فعلنا ذلك، سنتمكن من تقديم خدمة عالية الجودة، وسنحمي المستهلك، وسنخلق سوقًا تنافسية عادلة".
وفي رسالته للمسؤولين، طرح البادي جملة من المقترحات، أهمها: تنظيم السوق عبر شركات مرخصة يقودها شباب عُمانيون، ولا تزيد نسبة العمالة غير الوطنية فيها عن 50%، واعتماد ممارسات مهنية صحية تُصدر عن جهة تنظيمية حكومية وتُطبق بصرامة، والحد من التهرب الضريبي والتعاملات غير الرسمية المنتشرة حاليًا والتي تضر بالخزينة الوطنية، وإدراج بعض الشركات ضمن السوق المالي مستقبلًا لتعزيز الشفافية والاستثمار المؤسسي، وخفض الهدر المالي على المواطن والمقيم الناتج عن سوء الصيانة وتكرار استبدال الأجهزة.
وتابع قائلا: "هذه الحلول تخلق ما لا يقل عن 5,000 إلى 10,000 وظيفة سنويًا في جميع ولايات السلطنة، تقليل النقد الخارج من الاقتصاد العُماني، عبر توطين نصف قيمة التحويلات المرتبطة بالقطاع خلال عشر سنوات".
وفي السياق، قالت نورة عبدالله البلوشية مديرة إقليمية للموارد البشرية والشؤون الإدارية، إن سوق العمل في سلطنة عُمان يواجه تحديات متزايدة بسبب انتشار العمالة الوافدة غير الماهرة، خاصة في المهن الفنية مثل السباكة والكهرباء والميكانيكا".
وذكرت البلوشية أن كثيرًا من هذه العمالة تفتقر لأبسط المؤهلات، مشيرة إلى أن بعضهم لا يجيد القراءة أو الكتابة، فضلًا عن غياب الخبرة والتدريب الكافي، ما يؤدي إلى كثرة الأخطاء في تنفيذ الأعمال وانخفاض جودة الخدمات، كما أن المشكلة لا تتوقف عند ضعف الأداء فقط؛ بل تتجاوز ذلك إلى تهديدات تمس السلامة العامة، نتيجة تنفيذ أعمال حساسة دون تدريب أو رقابة مناسبة.
وأشارت إلى أنَّ الأثر الاقتصادي لانتشار هذه العمالة واضح، إذ إن معظمهم لا يسهم في الدورة الاقتصادية المحلية، ويقومون بتحويل غالبية دخلهم إلى الخارج، ما يحدّ من استفادة السوق العماني من وجودهم، كما أن غياب التدريب ونقل المعرفة يؤدي إلى جمود في تطوير هذه المهن، مما يجعل المشكلة تتكرر دون حلول مستدامة.
وذكرت البلوشية أن استمرار تفضيل العمالة منخفضة الأجر يُسهم أيضًا في تضييق الفرص على الشباب العماني المؤهل، مضيفة: "لدينا شباب عُماني جاهز للعمل ويحمل شهادات ومهارات، لكن السوق يميل إلى الأقل سعرا حتى لو كان ذلك على حساب الجودة والسلامة".
كما ودعت إلى ضرورة تنظيم سوق العمل من خلال تشديد الرقابة على مكاتب جلب العمالة، ووضع معايير واضحة لجودة الخدمات الفنية، إلى جانب دعم وتأهيل الشباب العُماني للدخول في هذه المهن الحيوية، مشددة على أن الكفاءة لم تعد خيارًا؛ بل أصبحت ضرورة للتنمية الحقيقية.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
بعد حادثة ملاهي الطائف.. مختصون يكشفون لـ "اليوم" سُبل الحد منها
تتواصل أصداء حادثة ملاهي الألعاب في منتزه الجبل الأخضر في الهدا - الطائف، والذي شهد انهيارًا مفاجئًا للعبة ترفيهية تُعرف محليًا بـ ”لعبة الموت“ أو ”360 Degrees“.
حيث انكسرت الرافعة الوسطى في أثناء التشغيل، ما أدى إلى سقوط المنصة مع ركابها، وإصابة 23 شخصًا، بينهم عدة فتيات، وحالات حرجة على الأقل 3 تم نقلهم إلى العناية المركزة.حادثة ملاهي الألعاب في منتزه الجبل الأخضرأوضح مختصون خلال حديثهم لـ ”اليوم“ أن الفرح لا يكتمل إلا بالأمان والتسلية التي تنتهي بدموع أو إصابات لا تستحق المجازفة لذا فإن الاستثمار في صيانة الألعاب الترفيهية، وتدريب العاملين بها يجب أن يُنظر إليه كاستثمار في حياة البشر وطمأنينة العائلات، فالصيانة ليست خيارًا إنها التزام، مؤكدين اشتراطات بناء وصيانة تلك الملاهي.
موضحين أن ما حدث سيكون أمام تلك المنشأة ملاحقات قانونية لكل من المستثمرين والمديرين الفنيين، تشمل مساءلات مدنية وجنائية، موضحين طرق مطالبة المتضررين بحقوقهم.منشآت الترفيهأوضح الباحث القانوني عبدالملك الفاسي أن منشآت الترفيه في السعودية تخضع لضوابط وإجراءات صيانة وفحص دورية من الجهات المختصة، مثل الدفاع المدني أو أمانة المدينة، وعدم الالتزام يؤدي إلى إغلاق فوري للملاهي المخالفة.
وبين ضرورة وجود خطة صيانة دقيقة وملفات فنية من شركات معتمدة يُعد أمرًا حيويًا للحد من الحوادث الخطيرة، كما تُقلل هذه الالتزامات من تحمل المستثمرين مسؤوليات قانوني.
وأشار إلى أن معايير اعتماد جهات فنية مستقلة مشابهة لمنظمات مثل IAAPA المعايير الدولية: ضروري لضمان سلامة التجهيزات وتشغيلها وفق المقاييس العالمية المعترف بها أداءً وسلامةً.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } عبدالملك الفاسي - اليومزيادة الرقابة الحكوميةوشدد الفاسي أن الإغلاق المؤقت أو الدائم تنتظر المنشآت التي لا تلتزم بالاشتراطات من قبل الجهات الرقابية، مثل الدفاع المدني أو أمانة الطائف، كما سيكون أمامها ملاحقات قانونية لكل من المستثمرين والمديرين الفنيين.
وتشمل مساءلات مدنية وجنائية إن ثبت التهاون أو الإهمال، وغرامات مالية وعقوبات تأديبية تصل إلى حد سحب الترخيص، وزيادة الرقابة الحكومية وإجراءات تفتيش مفاجئة لضمان عدم تكرار الحوادث.
وبين الفاسي أن للمتضررين الحق في المطالبة بحقوقهم من خلال توثيق الأدلة: الاحتفاظ بالفيديوهات، صور الإصابات، التقارير الطبية، وشهادات شهود الحادث، ورفع بلاغ رسمي لدى الشرطة أو هيئة التحقيق.
هذا بالإضافة إلى وتقديم شكوى إلى الدفاع المدني أو الجهة المختصة، والمطالبة بالتعويضات الطبية والمعنوية من الجهة القائمة على الملاهي أو مالكها القانوني، وطلب تحقيق مستقل والفصل في مسؤولية الجهة التي أصدرت التصاريح والاعتمادات الفنية، والاستعانة بمحامٍ مختص في قضايا المسؤولية المدنية وحوادث السلامة لضمان تقديم الملف بشكل صحيح أمام الجهات القضائية.
الأولى: أولًا، التربة التي تُقام عليها الملاهي، فهي تُحدد نوعية الأساسات ومدى تحملها للأوزان المتحركة والثابتة، ثانيًا: أنظمة التصريف الأرضي، لتفادي تراكم المياه تحت الألعاب أو في مسارات الزوار، وهو أمر حيوي في مواسم الأمطار.
ثالثًا: المسارات الآمنة ومخارج الطوارئ، والتي يجب أن تُصمم وفق كودات إنشائية دقيقة تُراعي كثافة الزوار، وسهولة الإخلاء عند حدوث أي طارئ. ”
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } الحسن القرشي - اليومترخيص الألعابوتابع القرشي“أما عن الألعاب نفسها، فهي غالبًا ما تأتي بتصميمات جاهزة من شركات عالمية، لكن مسؤولية الجهة تكمن في التحقق من ملاءمة تلك الألعاب للموقع المحلي، وتوفير قواعد خرسانية أو معدنية تتطابق مع الأحمال الميكانيكية، بل أحيانًا تُعد تقارير استشارية خاصة لتلك الأساسات، تُرفق مع ملف ترخيص اللعبة.
وأوضح أن الخطأ الأكثر شيوعًا الذي ألاحظه في بعض المشاريع الصغيرة هو التركيز على الشكل دون الأداء البنيوي، بمعنى أنهم قد يبنون منشأة جميلة الشكل لكنها ضعيفة وظيفيًا، وهذا يعرّض سلامة الزوار والعاملين للخطر، خصوصًا على المدى الطويل.ضبط معايير السلامة داخل مدن الملاهيوقال المهتم بشؤون الأمن والسلامة في المرافق الترفيهية محمد العطاس ان “اللائحة التنظيمية الأخيرة التي أصدرتها وزارة الشؤون البلدية والقروية والإسكان بالتنسيق مع الدفاع المدني وهيئة الترفيه جاءت في وقت بالغ الأهمية، وهي خطوة جوهرية نحو ضبط معايير السلامة داخل مدن الملاهي. ما يميز هذه اللائحة أنها لم تكتفِ بالتوجيهات العامة، بل حدّدت بشكل واضح مسؤوليات كل طرف: من المُشغّل، إلى الجهات الرقابية، وحتى شركات التأمين.”
“من الناحية العملية، أكثر ما أراه تطورًا ملموسًا هو إلزام مدن الملاهي بإجراء فحص فني شامل لكل لعبة كل 3 أشهر من جهة معتمدة، مع توثيق النتائج وإتاحتها للجهات الرقابية. هذا الإجراء وحده كفيل بتقليل نسب الحوادث إلى أدنى حد ممكن، بشرط التطبيق الصارم.”
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } محمد العطاس - اليوم
“كذلك، تفعيل التأمين الإجباري ضمن تذاكر الدخول يُعد نقلة نوعية. فالمُرتاد اليوم لديه غطاء تأميني طبي ومالي مباشر بمجرد دخوله إلى المدينة، ما يعكس احترامًا لحقه الإنساني والقانوني.”
“من وجهة نظري كمتخصص، أرى أن الالتزام بالبنود مثل تحديد العمر التشغيلي للألعاب، وعدم تجاوز الطاقة الاستيعابية، وتوفير خدمات الطوارئ والربط مع مستشفى قريب ليست مجرد تعليمات تنظيمية، بل تمثل المعايير الأساسية لبقاء المنشأة عاملة دون تهديد حياة الناس.”
“وأشدّد على نقطة مهمة في المادة السادسة، وهي منع مغادرة مسؤولي التشغيل بعد وقوع أي حادث حتى انتهاء التحقيقات، فهذا يحفظ حقوق المصابين ويمنع التهرب من المسؤولية.”أولوية قصوى لمعايير السلامةوقالت خبير السلامة المهنية نوال مساوى، أن الملاهي ليست مجرد أماكن للترفيه، بل منظومات ميكانيكية معقدة تضم ألعابًا تعتمد على أنظمة كهربائية وهيدروليكية دقيقة، وأي خلل بسيط في أحد هذه الأنظمة قد يؤدي إلى نتائج كارثية.
لذلك، تصبح الصيانة الدورية والتأكد من مطابقة المعدات لأعلى معايير السلامة أولوية قصوى، لا خيارًا ثانويًا ولا يجب أن تكون موسمية فقط، بل يومية، خاصة في الألعاب ذات السرعات العالية أو التي تعتمد على القوى الميكانيكية المعقدة. هناك بروتوكولات يجب أن تُتبع حرفيًا لضمان السلامة، تبدأ من التحقق اليدوي وتنتهي بالاختبارات الرقمية.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } نوال المساوى - اليوم
وأشارت إلى أن تطبيق أنظمة صارمة للصيانة والرقابة، يجب أن تشمل «تركيب حساسات متقدمة ترصد أي خلل تلقائيًا - وتدريب الطاقم على سيناريوهات الطوارئ - وتنفيذ اختبارات تحمّل قبل افتتاح أي لعبة جديدة - ووجود فرق إسعاف أولي داخل الملاهي على مدار الساعة.
وبينت أن كل أسباب سقوط أو انزلاق في الألعاب يمكن تفاديه بمجرد ضمان صلاحية اللعبة، وعدم تشغيلها في ظروف جوية غير ملائمة، أو عند وجود أعطال واضحة.أخبار متعلقة محافظ الطائف يوجه بإغلاق منتجع وفتح تحقيق عاجل في حادثة سقوط لعبة - عاجلأجمل مدن الملاهي والألعاب.. تجارب ترفيهية لا تنسى في هدا الطائفعاجل.. أمطار رعدية على مناطق بالمملكة حتى الخميس.. 3 وصايا مهمة