عربي21:
2025-06-17@07:36:55 GMT

دلالات الرد الإيراني والانهيار الصهيوني

تاريخ النشر: 15th, June 2025 GMT

أثبتت إيران، مرة أخرى، أنها قوة إقليمية ينبغي أن يحسب لها الجميع ألف حساب، ليس فقط على الصعيد العسكري إنما أيضا على الصعيد السياسي والإستراتيجي.

ما كان الصهاينة يتصوّرون أنه بعد الضربة الأولى التي قاموا بها ضدها والنتائج الأولية التي حققوها، أن القيادة الإيرانية ستتكيّف بهذه السرعة وترد بهذه الكيفية كما لو أن القيادات العسكرية والأمنية لم تمسّ بأذى.



لم تكن الضربة الصهيونية موجّهة ضد مقر سفارة كما حدث في دمشق، ولا اغتيال زعيم فلسطيني في طهران كما كان الحال مع الشهيد إسماعيل هنية، بل مسّت، وبطريقة مباشرة، أكبر القيادات العسكرية في إيران وفي جميع القوات.

كان الصهاينة ينتظرون انقلابا عسكريّا يطيح بالسلطة الحاكمة أو هكذا خططوا، أو ينتظرون انفلاتا للأوضاع الأمنية أو هكذا تمنّوا، أو زعزعة لأركان الدولة تكون بمثابة البداية لسقوط النظام أو هكذا أرادوا، فإذا بكل هذه الأهداف لا تتحقق، وبدل أن تنقسم القيادة الإيرانية على نفسها أو تتشتّت، استعادت القدرة على السيطرة والتحكّم خلال ساعات وباشرت بردٍّ غير مسبوق تجاه أهداف حسّاسة وإستراتيجية داخل الكيان الصهيوني وفي قلب تل أبيب، مازال يتكتّم عليها الإعلام الصهيوني ويكتفي بالإشارة إلى إصابة هدف كبير أو تحطيم موقع إستراتيجي أو إحداث خسائر غير مسبوقة! الأمر الذي يعني أن إيران حققت الأهداف التي تريد:

– أولا: أسكتت النتن ياهو الذي صوّر نفسه البطل القادر على الضرب حيث يريد، ومعه وضعت إيران حدا لفكرة الذراع الصهيونية الطويلة وبيّنت إمكانية قطعها بالوسائل المناسبة، فلا خوف اليوم من الضربة القاضية “الإسرائيلية” التي تستطيع تحقيق النصر في ساعات أو أيام، ذلك أنه بالإمكان الرد عليها بعد الاعتداء وبالقوة ذاتها أو أكثر والوقوف ضد كل ترسانتها العسكرية المدعومة من قبل الأمريكيين أو غيرهم.

– ثانيا: بيّنت أن الانهيار الداخلي للدول المطبّعة مع الصهاينة، إنما مردّه الدعاية الصهيونية بالتفوّق المطلق والقدرات الخارقة على الإطاحة بالأنظمة القائمة، وليس إلى قدرات هذه الدول، إذا ما جرى الاستثمار فيها، مهما كانت محدودة، بدليل أن اليمن بصاروخ واحد بين الحين والآخر استطاع الصمود كل هذه الفترة، فما بالك بدول لها ترسانة عسكرية ضخمة، وتفرض على نفسها وعلى شعوبها منطق الذل والاستعباد والاستجداء والخنوع والخضوع…

– ثالثا: بيّنت أن التطبيع ليس قدرا محتوما على المنطقة، وأن استعادة الحقوق المشروعة والسيادة الكاملة للدول ليست مسألة مستحيلة إذا ما توفرت الإرادة والاستعداد اللازمين بما تملك دول المنطقة من إمكانات، والعكس هو الصحيح؛ كل استكانة وضعف واستجداء واستعطاف والظهور بمظهر الضعيف، إنما تؤدي إلى تغوّل الطرفين الصهيوني والأمريكي وإلى إمعان في الإذلال واستنزاف غير محدود للثروات وإضعاف للموقف وانتزاع للكرامة.

– رابعا: بيّنت أن “طوفان الأقصى” كان على حق، ولولاه، لتعرّضت القضية الفلسطينية لتصفية أبدية، وقد أكد هذا الاتجاه صمود الشعب الفلسطيني غير المسبوق في التاريخ واستمراره في المقاومة إلى حد الآن رغم استخدام كافة الوسائل لهزيمته من دون جدوى، بل العكس هو الذي يحدث اليوم، الفرحة تعم الشعب الفلسطيني وخاصة سكان غزة أكثر وتعمّنا جميعا، بل تصل إلى كل مناصر للحق في العالم أجمع، باعتبار أن الظالم وجد من يواجهه، وبيّن له أن الدمار قد حلّ به في عمق تل أبيب كما كان ينشره في كل مكان في غزة.

-خامسا: بيّنت أن مساعي التفريق بين المكونات المذهبية الطبيعية في الأمة الإسلامية، إنما مآلها الفشل عندما تحين ساعة الجد، إذ اتّحد الجميع اليوم عندما اكتشفوا أن المعركة حقيقية ضد العدو الصهيوني الظالم المغتصب للأرض قاتل الأطفال بالقنابل والتجويع ومنع حتى الماء… وها هي الشعوب والحكومات الإسلامية، تكاد جميعها تقف مع إيران في ردها الاعتداء، وتتمنى لو أنها امتلكت السلاح النووي مثلها مثل الهند وباكستان، اليوم قبل الغد حتى يتوقف هؤلاء الصهاينة عن تهديدها بالتحطيم إن هي لم ترضخ ولم تستسلم.

وعشرات الأهداف الأخرى التي تحققت أو ستتحقق، نتركها للأيام المقبلة، بإذن الله، ونحن واثقون أن مساحة الأمل باتت اليوم أوسع من أي وقت مضى، اللهم انصر المستضعفين.

الشروق الجزائرية

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات قضايا وآراء كاريكاتير بورتريه إيران إيران الاحتلال التصعيد الرد الإيراني مقالات مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد سياسة سياسة سياسة مقالات سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

إسقاط 4 مسيّرات صهيونية وطائرة إف 35 ومواصلة البحث عن طاقمها: العدوان الصهيوني يستهدف الأعيان المدنية في إيران وطهران تتعهد بتصاعد عمليات الرد

الثورة /متابعات

واصل الكيان الصهيوني عدوانه الهمجي على مناطق مختلفة من إيران مستهدفا المشافي والمطارات والجامعات وغيرها من الأعيان المدنية ومرافق البنى التحتية فيما تعهدت طهران بتصاعد عمليات الرد في عمق الكيان.

وقال الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، أمس السبت، أن استمرار اعتداءات الكيان الصهيوني سيُقابل بردٍّ أشد من إيران.

وأكد بزشيكان، خلال مكالمة هاتفية مع رئيس وزراء باكستان محمد شهباز شريف، أن الكيان الصهيوني، بدعم من الولايات المتحدة والدول الغربية، ينتهك كافة القوانين الدولية، حسبما أفادت وكالة تسنيم الدولية للأنباء.

وذكر أن من يدّعون الدفاع عن حقوق الإنسان لا يكتفون بدعم هذه الاعتداءات، بل يشجّعون الكيان الصهيوني على ارتكاب جرائمه اللاإنسانية من خلال تزويده بالسلاح والمعدات.

وأضاف الرئيس الإيراني أن بلاده نجحت، بقدراتها الدفاعية، في إسقاط عدد من المعدات التي استخدمها الكيان الصهيوني، رغم أنه كان يُروّج بأنها شبحية ولا يمكن التصدي لها، محذرًا من أن أي تكرار لهذه الاعتداءات سيُواجه بردٍّ أقسى وأكثر حسمًا من قبل القوات المسلحة الإيرانية.

وأشار إلى أن تنسيق الكيان الصهيوني مع الولايات المتحدة في الاعتداء على الأراضي الإيرانية، في خضم محادثات ومفاوضات جارية، يكشف بوضوح زيف ادعاءات واشنطن ويؤكد أنها غير صادقة ولا يُعوَّل على التزامها.

ميدانيا أعلنت العلاقات العامة للجيش الإيراني، أن قوات الدفاع الجوي الإيرانية أسقطت، أمس السبت، مقاتلة إف 35 جديدة تابعة لجيش العدو الصهيوني في غربي البلاد بعد أن كانت نجحت في إسقاط عدد من هذه الطائرات في وقت سابق.

وأضافت العلاقات العامة للجيش في بيان نقلته وكالة فارس للأنباء، أن طيار هذه الطائرة قام بالقفز منها لكن مصيره مجهول حتى الآن وقيد المتابعة.

إلى ذلك ذكر موقع «نور نيوز» المقرب من مجلس الأمن القومي الإيراني، أنه تم أسر قائد الطائرة بينما كان يحاول الوصول إلى داخل الأراضي العراقية.

كما أسقط الدفاع الجوي الإيراني، أمس السبت، 4 طائرات مسيّرة صهيونية في أجواء محافظة إيلام ومدينة شيراز.

وأعلن نائب المحافظ لشؤون الأمن في محافظة إيلام الإيرانية، إسقاط 3 طائرات مسيّرة متقدمة صهيونية في أجواء المحافظة.

وقال نائب المحافظ إن شبكة الدفاع الجوي في البلاد والمتمركزة في إيلام تدخلت فوراً بعد اختراق عدد من الطائرات المسيرة الصغيرة ومركبات الاستطلاع أجواء المحافظة، وتمكنت من تدمير 3 طائرات مسيرة متقدمة صهيونية في مناطق مختلفة، وفق وكالة تسنيم الدولية للأنباء.

وأضاف: «بالأمس، شهدنا عدة انفجارات وهجمات في مناطق مختلفة من المحافظة بسبب قذائف صهيونية، لكن الأجواء الآن هادئة ولم تسجل أي هجوم حتى الآن”.

وأكد أن القوات المسلحة وشبكة الدفاع الجوي في حالة تأهب كاملة، وفي حال حدوث أي تسلل إلى داخل البلاد، سترد على العدو بأسرع وقت ممكن.

وفي مدينة شيراز ذكرت وكالة «تسنيم» أن الدفاع الجوي تمكّن ظهر أمس، من إسقاط طائرة مسيّرة صغيرة تابعة للكيان الصهيوني، كانت تقترب من أحد المراكز الصناعية العسكرية في المنطقة.

وأفادت بأن الطائرة كانت على وشك الاقتراب من منشأة عسكرية حساسة، إلا أنّ تدخل الدفاع الجوي السريع أدّى إلى تدميرها بالكامل، فيما أكد المسؤولون أن الوضع في المنشأة الآن مستقر وهادئ تماماً.

ولفتت الوكالة إلى أنه تم تسجيل حريق في أرض قرب منطقة «أكبرآباد» في شيراز، إلا أن التحقيقات أكدت عدم وجود أي صلة له بالهجمات الصهيونية الأخيرة.

إلى ذلك استُشهد 60 مواطناً إيرانياً بينهم 20 طفلاً في أحد الهجمات الإجرامية التي شنّها كيان العدو الصهيوني على مبنى سكني مكوّن من 14 طابقًا في مدينة «شهيد جمران» بالعاصمة طهران.

وأفادت وكالة تسنيم الدولية للأنباء، بأن الاستهداف الصهيوني الذي وقع فجر الجمعة أدى إلى انهيار المبنى بالكامل الذي يقع في منطقة سكنية بالعاصمة طهران.

وبحسب آخر الإحصاءات التي أوردتها هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية، تم انتشال جثامين 38 شهيدًا حتى الآن من تحت الأنقاض، فيما لا تزال بقية الجثامين، بينهم عشرة أطفال، تحت الركام، ومن بين الأطفال ضحايا لا تتجاوز أعمارهم ستة وتسعة أشهر.

وأعلنت جامعة طهران للعلوم الطبية في إيران، أمس، عن إصابة مستشفى «حكيم» للأطفال في العاصمة طهران بقذائف أطلقها الكيان الصهيوني خلال عدوانه الغاشم.

ونقلت وكالة مهر الإيرانية للأنباء، عن مسؤول قسم العلاج في جامعة طهران الطبية، رضا شروين بدو، أن الحادث وقع ليلة أمس، حيث أصابت إحدى القذائف سياج المستشفى، ولحسن الحظ لم يُسجل أي إصابات جراء هذا الهجوم. وأدان شروين بدو هذه الهجمات على المرافق الصحية المخصصة للأطفال، مؤكدًا أن خدمات الطاقم الطبي مستمرة دون انقطاع.

سياسيا أكد وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، أمس، أن استمرار المحادثات غير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة الأمريكية في ظل استمرار وحشية الكيان الصهيوني وعدوانه على إيران، «أمر غير مبرر”.

 

وقال عراقجي خلال اتصال هاتفي مع منسقة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، كايا كالا، إن الإجراءات العدائية للكيان الصهيوني تجاه إيران جائت نتيجة دعم واشنطن المباشر للكيان، بحسب وكالة “فارس” للأنباء.

ودعا إلى رد عالمي حاسم وإدانة دولية للعدوان الصهيوني، إزاء انتهاكه سيادة إيران وسلامة أراضيها، والهجوم على المنشآت النووية والمناطق السكنية الذي أدى إلى استشهاد مجموعة من الشخصيات العسكرية وأساتذة الجامعات والنساء والأطفال الإيرانيين.

وانتقد وزير الخارجية الإيراني خلال الاتصال القرار الأخير لمجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية بشأن البرنامج النووي السلمي الإيراني، والذي قُدِّم بمشاركة ثلاث دول أوروبية والولايات المتحدة، وتم تبنيه في اجتماع مجلس المحافظين، الخميس الماضي، واصفًا إياه بأنه ذريعة وأساس للأعمال العدائية للكيان الصهيوني ضد المنشآت النووية الإيرانية.

وأكد أن الهجوم على المنشآت النووية السلمية «غير قانوني تمامًا ومحظور بموجب القانون الدولي»، مضيفاً : «إن المجتمع الدولي مُلزم بمحاسبة الكيان الصهيوني على هذا الانتهاك الخطير وغير المسبوق للقانون».

ودعا عراقجي الاتحاد الأوروبي والدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن إلى اتخاذ موقف مسؤول لإدانة هذه الاعتداءات ومحاسبة الكيان المعتدي، مشيرًا إلى المبادرات الدبلوماسية الإيرانية للفت انتباه العالم إلى المخاطر الناجمة عن أعمال الكيان الصهيوني المزعزعة للاستقرار.

وقال : «لقد ردّت الجمهورية الإسلامية الإيرانية بحزم على عدوان الكيان الصهيوني من أجل حماية سيادتها الوطنية وشعبها وأمنها، وهي عازمة على استخدام حقها المشروع في اتخاذ إجراءات مضادة».

مقالات مشابهة

  • وزير الخارجية الإيراني يتوعد الصهاينة بدفع ثمن جرائمهم
  • وزير الأمن الإيراني: سنتعامل بحزم مع الخونة والمتواطئين مع الصهاينة
  • إيران: سيتم تعويض الأضرار التي لحقت بالمواطنين جراء العدوان الصهيوني
  • بدء موجة ثالثة من الرد الإيراني على العدوان الصهيوني
  • العدوان الصهيوني على إيران والتحوّل الاستراتيجي في مسار المقاومة
  • إسقاط 4 مسيّرات صهيونية وطائرة إف 35 ومواصلة البحث عن طاقمها: العدوان الصهيوني يستهدف الأعيان المدنية في إيران وطهران تتعهد بتصاعد عمليات الرد
  • ما السيناريوهات المحتملة التي قد يتضمنها الرد الإيراني على إسرائيل؟
  • ما السيناريوهات المتحملة التي قد يتضمنها الرد الإيراني على إسرائيل؟